لماذا الاهتمام بالمعلوماتية في التعليم؟ وهل هناك حاجة فعلية إلى تغيير أسلوب ونمط التعليم باتجاه المعلوماتية؟ ولماذا الرؤية المستقبلية؟ وغيرها من الأسئلة التي تبحث عن إجابة تبين أهمية موضوع المعلوماتية في التعليم ومكانته الكبيرة. إن التطور الكبير في تقنيات الحاسب الآلي والاتصالات واندماجهما مع بعضهما البعض وانتشار التعامل والتخاطب الآلي من خلال شبكة الإنترنت فتحت مجالات واسعة وآفاق كبيرة لتبادل المعلومات والخبرات الفردية والدولية في جميع الميادين (جامعة الملك عبد العزيز، 1425)، يأتي التعليم في مقدمتها. وقد أدى هذا التطور إلى تغيير شامل وجذري في مفهوم التعليم وأساليبه ووسائله وأنماطه والمهارات اللازمة له. وما من شك في أن نهوض المجتمعات تقنيا ومعلوماتياً يتطلب بناء الأسس التي ستبنى عليها، التي من أهمها الطاقات البشرية المؤهلة تأهيلا تقنيا عاليا والقادرة على النهوض بمجتمعاتها في عصر العولمة والمعلوماتية. وقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومراحله هو حجر الزاوية ونقطة البداية في التعايش مع ثورة الاتصالات والتقنية؛ ولأنه المعني بإعداد الكوادر التقنية التي يمكن أن تتواكب مع تحديات ومتطلبات الثورة المعلوماتية في جميع مجالات سوق العمل. وفي إطار تطوير العملية التعليمية بالاعتماد على النظم الآلية يظهر دور التقنية الحديثة من أجهزة الحاسبات ونظم الاتصالات ونظم الشبكات الحديثة في خدمة النظام التعليمي لاستشراف المستقبل البالغ التطور والتعقيد في نفس الوقت، بحيث يستخدم المتعلم جميع تجهيزات تقنية المعلومات والوسائط المتعددة للحصول على المعلومات (عثمان، 1423). ومن هنا تأتي أهمية التفكير في إعداد رؤية مستقبلية للمعلوماتية في التعليم، يستشرف من خلالها صورة المستقبل المنشود وما يؤمل تحقيقه من أهداف بالنسبة للمعلم والمتعلم والمناهج وطرق التدريس والتجهيزات والبنى التحتية التقنية والبيئة التعليمية وغيرها من مكونات العملية التعليمية. ولذا يستعرض الفصل الحالي، الرؤية المستقبلية للمعلوماتية في التعليم (أهدافها وإعدادها وأهميتها وعناصرها)، كما يشير إلى عناصر العملية التعليمية اللازمة لتحقيق رؤية وأهداف المعلوماتية في التعليم، ثم يقدم مثال تطبيقي لرؤية مقترحة للمعلوماتية في التعليم محدد لها أهداف عامة ووسائل لتحقيق تلك الأهداف.