#1  
قديم 04-20-2014, 02:20 PM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي الإعلام الاجتماعي وذوي الإعاقة بين الحقوق والواقع : (لبنان نموذجاً

 

الإعلام الاجتماعي وذوي الإعاقة بين الحقوق والواقع : (لبنان نموذجاً

د. سنا الحاج

المقدمة:
مع تطور وسائل الاتصال التكنولوجية، بما في ذلك ظهور التلغراف والهاتف والإذاعة والتلفزيون وأجهزة الكمبيوتر، وصولاً إلى شبكة الانترنت، حظي موضوع وسائل الإعلام على الدوام باهتمام العلماء والباحثين المهتمين بعلوم الاتصال، والإعلام والعلوم الإنسانية (علم الإجتماع والنفس وغير ذلك) لما له من دور في إثارة اهتمام المجتمع بمختلف القضايا والمشكلات المطروحة (سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً .. ألخ)، وعلم الاجتماع الإعلامي هو من بين العلوم التي انبثقت عن أطروحات العلماء والباحثين مع ازدهار وسائل الإعلام والاتصال في القرن العشرين، حيث تميّزت بموجة من التغيرات والتطورات، من بينها التنوع في وسائل الاتصال الجماهيرية كالتلفزيون، راديو، الصحافة وغيرها.
من هنا كان مفهوم الإعلام الاجتماعي الذي يعنى أساساً بدور وقدرة وسائل الإعلام في آن واحد على تشكيل رؤية الفرد تجاه المجتمع وقضاياه، وذلك نظراً لما تشكله وسائل الإعلام من مصدر رئيسي يستقي منه أفراد المجتمع معلوماتهم عن مختلف القضايا، وكونها تشارك الأسرة والمؤسسات التعليمية التربوية، ومؤسسات المجتمع المدني عملية التنشئة والتفاعل الإجتماعي وفي تشكيل الرأي العام.


أولا: ماهية الإعلام الإجتماعي:
الإعلام الاجتماعي مصطلح مؤلف من كلمتين هما: الإعلام وهو أداة للاتصال والنشر مثل الجرائد والراديو والتلفاز، أما الكلمة الثانية الاجتماعي فهي توصيف للإعلام. لكن مفهوم الإعلام الاجتماعي اكتسب بعداً جديداً مع الثورات العربية التي دفعت الإعلام الاجتماعي إلى واجهة الاهتمام، فمع ثورة المعلومات التكنولوجية أفرزت الشبكة الدولية للمعلومات (الانترنت) التي تمثل ذروة تطور ثورة الاتصال والمعلومات، انضمت إلى مجموعة وسائل الإعلام الاجتماعي التقليدية (كالصحف والتلفزيون والإذاعة) أدوات جديدة تمثلت في مواقع التواصل الاجتماعي مثل "الفيس بوك" "تويتر" "اليوتيوب" و"المدونات" و"البريد الالكتروني الشخصي .. الخ. إلى جانب المواقع الالكترونية ومواقع الأخبار والمعرفة المختلفة، التي باتت تعد أبرز أنواع الإعلام الاجتماعي التي تدمج التكنولوجيا، والتفاعل الاجتماعي باستخدام الكلمات والفيديو والصورة والصوت، وأصبح يعرّف بأنه: مجموعة وسائل الإعلام الجديدة التي انتشرت على الانترنت، وكلها أدوات جديدة متقدمة وجزء من التقدم ومن الثورة العلمية في القرن الحادي والعشرين.
يحدد أنتوني مايفيلد
Antony Mayfield مفهوم الاعلام الاجتماعي بأنه: مجموعة جديدة من الإعلام الموجودة أون لاين أو على الويب عموماً والتي تشترك بالخصائص الآتية(1):
1- المشاركة: دائما مواقع الإعلام الاجتماعي تحبذ المشاركة فهي ليست مصدراً من اتجاه واحد فقط فهي تضم مجموعة من المهتمين بشي معين ويجمعهم هذا الارتباط، فهي تطمس الخطوط مابين الملقي والمتلقي.
2- الآراء: معظم مواقع الإعلام الاجتماعي لها كامل الحرية لابداء الرأي والمشاركة، فهي تشجع التصويت لأشياء معينة وكذلك التعليقات ومشاركة المعلومات المختلفة، فهي قليلة الحواجز وأكثر حرية لاستخدام المحتوى لكنها في نفس الوقت تحترم خصوصية أصحابها.
3- المحادثات: دائما ما تتمتع هذه المواقع بحس التحدث أو الكلام وما يقابله من الطرف الآخر فهي ليست موجة من اتجاه واحد أحدهم ملقي والآخر متلقي، فكلا الطرفين لهما القدرة على الميزتين سواء الالقاء او الاستماع.
4- المجتمعات: هي دائماً من أهم الأشياء التي تميز مواقع الإعلام الاجتماعي عموماً وهي تجمع ذوي الاهتمامات المتشابهة بطريقة سهلة وأكثر فاعلية، فعلى سبيل المثال تجمع محبي التصوير، أو رأي سياسي معين.
5- الترابط: معظم هذه المواقع تزدهر في ترابطها بأشياء أخرى، فيمكنك استخدام لينكات لمواقع ومصادر أخرى خارجية.
ووفقاً لهذا التعريف يتسم الإعلام الاجتماعي بقدرته على التواصل مع العديد من المستخدمين في آن واحد عن طريق تطبيقات المواقع الاجتماعية المتعددة والمتنوعة. فيقول الزبيدي قيس في صحيفة الإمارات اليوم: " لقد شكلت ثورة "الملتيميديا" قطيعة مع كل مكان متداولاً ومألوفاً في الماضي، وبلغت أعلى درجة فأدت إلى فتح الحدود أمام الجمهور، والتدفق الحر للمعلومات، وكان نتيجتها الأهم ذلك التحول المذهل الذي حصل في اندماج التلفزيون والهاتف والكمبيوتر، عبر استخدام الأقمار الاصطناعية"(2).


ثانيا: دور وأهمية الإعلام الاجتماعي:
ترتبط أهمية الإعلام الاجتماعي بقدرته على الوصول إلى أكبر عدد من الأفراد والتأثير فيهم من خلال بث رسائل معينة قادرة على إحداث تغيير على الصعيد الاجتماعي، الاقتصادي، السياسي والثقافي، وخلق رأي عام حول القضايا والمشاكل المجتمعية، من هنا يأتي دور الإعلام الاجتماعي ويتجلى في طرح القضايا الاجتماعية المتعلقة بحياة الإنسان والتوعية بدور ومشاركة الأفراد في مختلف مجالات الحياة، وحمايتها، وبينها الاهتمام بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة والتي هي محور حديثنا في هذه الورقة.
بالطبع لقد أحدثت وسائل الإعلام الاجتماعية ثورة جذرية في حياة المعوقين عموماً، ومعوقي البصر خصوصاً، بحيث حررتهم من العديد من العراقيل وسمحت لهم باندماج أفضل، وهي أكثر بكثير من مجرد عائلة وأصدقاء للمعوقين، أو دردشة، بل هي مشاركة العالم ومحاولة لتعزيز حرية التعبير عن النفس وتشجيع المهمشين خاصة كي يعبروا عن أفكارهم وأن يستخدموا الإعلام كوسيلة وأداة لإيصال رسائلهم وآرائهم إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس، بالإضافة إلى زيادة معارفهم ومفاهيمهم، والاستفادة من التقنيات الجديدة والإبداعية التي تتضمن اختيارات واسعة وشاملة لكل ما يحتاجونه من معلومات، أو تواصل دون الاستعانة بأفراد معينين، أو متفرغين لمساعدتهم، وهذا يعني زيادة في استقلاليتهم دون حواجز الإعاقة والحركة والانتقال.


ثالثا: من هم الأشخاص ذوي الإعاقة في لبنان:
وفقاً للمادة الثانية من القانون الرقم 220 الصادر في لبنان بتاريخ 29/5/2000، أطلقت تسمية "معوق" على كل شخص تدنّت أو انعدمت قدرته على ممارسة نشاط حياتي هام واحد أو أكثر، أو على تأمين مستلزمات حياته الشخصية بمفرده أو المشاركة في النشاطات الاجتماعية على قدم المساواة مع الآخرين، أو ضمان حياة شخصية أو اجتماعية طبيعية بحسب معايير مجتمعه السائدة، وذلك بسبب فقدان أو تقصير وظيفي، بدني أو حسي أو ذهني، كلي أو جزئي ، دائم أو مؤقت، ناتج عن اعتلال بالولادة أو مكتسب أو عن حالة مرضية دامت أكثر مما ينبغي لها طبياً أن تدوم."***


وانطلاقاً من هذه التعريفات لا بد من طرح عدد من الاسئلة:
1. ما مدى استفادة الأشخاص ذوي الإعاقة من الإعلام الاجتماعي، في ظل فقدان أمنهم الاجتماعي والاقتصادي؟
2. هل يعوّض الإعلام الاجتماعي الحالة المعنوية للأشخاص ذوي الإعاقة في ظل غياب مؤسسات الدولة، وتخليها عن واجباتها لجهة تنفيذها للقوانين والتشريعات الدولية والمحلية، وتأمين أدنى حقوق الإنسان وصون كرامته في سكن لائق، وطبابة مقبولة، وتنقل مريح.
3. سلبيات الإعلام الاجتماعي (تجارب وآراء للبعض من ذوي الإعاقة)
4. ما دور الدولة ومؤسساتها لاستثمار وسائل الإعلام الاجتماعي في المجتمع، ودورها في خدمة قضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة؟

 

__________________
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 07:01 PM.