#1  
قديم 01-09-2010, 01:26 AM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي الحاجات الإرشادية لأطفال الشوارع على ضوء مشكلاتهم

 

الحاجات الإرشادية لأطفال الشوارع على ضوء مشكلاتهم



الباحث: أ/ منى محمد مصلح الميري
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ الإقرار: 2004
نوع الدراسة: رسالة جامعية
الملخص:

أحباب الله ... تلك الهبة من الله سبحانه وتعالى للأم والأب ، فقد ترك لهم حق المسؤولية الكاملة في التصرف بهذه الهبة ؛ قال رسول الله (ص) : " كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته "* (أمين ، 1979 : 154 )، وقد اهتم الدين الإسلامي بالطفل من قبل أن يولد بحسن اختيار الزوجة فقال "تخيروا لنطفكم" ، وجعله ذا صفات طيعة ، تتشكل بحسب ما يراه أبواه و البيئة التي يختارها له والداه .
فالأسرة هي الوعاء الذي يحتضن الطفل وينشأ فيه ويتربى على هديه ، وهي البيئة التي تفتح حواسه على عناصرها ليتحسس جوانبها ويتذوق قيمها ويتعلم مبادئها ففيها تحدث أول تفاعلات الطفولة مع الحياة وبها يتأثر.(حوامده،1994: 37) ومن خلال مرحلة الطفولة يتشكل جانب كبير من شخصية الفرد ، فهي فترة من الفترات التي يبذل فيها الوالدان جهودا كبيرة لتنشئة أطفالهم ، وتقديم الحماية ، والسلامة العامة ، والرعاية، والتعليم، وعادات الطعام والعادات الاجتماعية ، والأكاديمية الصحيحة ؛ ليتمتعوا بصحة نفسية مستقرة من حيث تكيفهم الاجتماعي ، ونضجهم النفسي، وبقدرتهم على الإنجاز، وتحقيق الذات، وتكوين مفاهيم جيدة عنها تتناسب مع خبراتهم ، وان يدركوا المحيط الذي يعيشون فيه ويحسنوا التعامل مع أقرانهم ، ويبتعدوا عن السلوكيات المضادة للمجتمع . ( العزة ، 2000: 132 ) ، وعلى الطفولة تبني الأمم آمالها، ومستقبلها المنشود فداخل كل طفل " رجل مستقبل " . ( ناجي ، 1999 :7 )
والطفولة تحكي عما تتمتع به هذه الأمة أو تلك من ثقافة ورقي ، أو جهل وانحلال في القيم و الأخلاقيات الإنسانية . فان تغذت الطفولة بكل مقومات الحياة جنت ثمرة طيبة ، وان أسيئت تعاملا وبخلت عطاء خسرت وجنت على جيل بأكمله . (كاعش ، 1996 : 45 )
وشهدت العقود الأخيرة اهتماما دوليا بالموضوعات الخاصة بالطفل وكان التعبير القوي لهذا الاهتمام هو " اتفاقية حقوق الطفل " التي اعتمدتها الأمم المتحدة في 20 نوفمبر 1989 م ، وقد وقعت على هذه الاتفاقية جميع دول العالم ومن بينها الجمهورية اليمنية عام 1991 م ، التي توضح بنودها أن للطفل الحق في الحياة ، العيش في ظل أسرة تهتم بمصالحه ، والحصول على التعليم الأساسي وأن يكون إلزاميا ومجانيا ، والحصول على أوقات الراحة والفراغ ، ومزاولة اللعب ، و الحماية من كافة أشكال العنف والإساءة والاستغلال ومن حقه الإندماج في المجتمع . ( مؤسسة نشطاء ، 2000 : 10-15)
وتنقسم مرحلة الطفولة إلى عدة مراحل لكل مرحلة سماتها ، وخصائصها ، وحاجاتها الخاصة بها والعوامل البيئية ، والأسرية المؤثرة بها حتى ينمو الفرد جسميا ، وانفعاليا ، واجتماعيا " فإذا حرم الطفل من الحصول على هذه الحاجات سواء كانت هذه الحاجات طعاما ، أو خبرة ، أو محبة ، فإن ذلك يعيق عملية نموه " . (سماره ، النمر،الحسني ، 1989 : 67 )
ومن الموضوعات الهامة المتداولة الآن على نطاق دولي ومحلي ، موضوع الفئات المحرومة أو التي تعيش في ظروف صعبة ؛ ويقصد بها تلك الفئات التي لا تحصل على نصيب عادل من عمليات التنمية ، أو أن العائد من عمليات التنمية لا يوجه بالأساس لإشباع حاجاتهم الأساسية بالقدر الكافي الذي يضمن لها حياة آمنة ومستقرة تتمتع فيها بحقوقها الأساسية ، كما تعني " الفئات المحرومة " الفئات التي تعجز عن الرزق أو الحصول على حقوقها أو ممتلكاتها ، وعادة ما تتعرض لهذا الحرمان الفئات المستضعفة في المجتمع ، خاصة فئة الأطفال الذين يعتبرون أكثر الفئات تعرضا للظروف الصعبة ، والحرمان ، وعدم إشباع احتياجاتهم ، و يرجع ذلك لانخفاض مستوى الرعاية المادية ، و المعنوية التي يحصلون عليها سواء من الأسرة، أو المجتمع . ( فهمي ، 2000 : 29 ) ، وأشارت بعض الدراسات* إلى مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى خروج الطفل إلى الشارع - منها مشاكل الطلاق ، الفقر والخلافات الأسرية وغيرها- لتأمين الرزق والمأوى فيختلطون بمجتمعات الشوارع مما يجعلهم عرضة للإنحراف وربما الإجرام ، ويتعرضون لكثير من المشكلات و الأمراض و كافة أنواع الإستغلال . كما اشارت دراسة كل من ( حبيبي وتفاسكا و بلعزميه ، 2000 ) و ( علي ، 2002 )
وتعتبر هذه الدراسة لبنة من أساس الصرح البحثي لهذه الفئة ، حيث تهتم بمعرفة المشكلات التي يعاني منها أطفال الشوارع ، وعلى ضوئها يتم تحديد الحاجات الإرشادية اللازمة لهم .


مشكلة البحث


إن واقع الموارد البشرية في بلادنا يشير إلى اختلالات سكانية و اجتماعية و عمريه ، إذ ينمو السكان بمعدلات مرتفعه تصل إلى (3,7%) ويتصفون بمجتمع فتي ، فالأطفال دون (15 ) سنه يمثلون ( 53% ) من السكان ( مؤسسة نشطاء ،2000: 49 ) ، مما ينجم عن ذلك اختلالا بين السكان و الموارد الاقتصادية المتاحة ، يترتب عليه انخفاض نسبي في مستويات المعيشة. (السنباني والحاضري ، 1997: 15 ) ، أن ( 23% ) من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن (14) سنه يعيشون تحت خط الفقر ، وان ( 36,5% ) من أطفال اليمن لا يدخلون المدارس على الإطلاق خصوصا في الأرياف ، وأن ( 10% ) من حجم قوة العمل هم من الأطفال ، وأن (47% ) من هؤلاء الأطفال يعانون سوء التغذية منهم (27%) يعانون توقف النمو (مؤسسة نشطاء ، 2000 : 49 ) .
وترتبط ظاهرة أطفال الشوارع في اليمن إرتباطا وثيقا بمشكلة الفقر ، وبحسب تقدير البنك الدولي عام 1998 فإن (27% ) من سكان اليمن يعيشون تحت حد الفقر، هذا ما أكدته دراسة كل من (الشرجبي ، 1999م ) و(عثمان ، 2000) و (علي ، 2002 ) بأن العوامل الإقتصادية - و في مقدمتها الفقر - سبب خروج الطفل إلى الشارع ، كما أشارت دراسة (عثمان ،2000) إلى أن( 25% ) من أطفال الشوارع هم من سكان الريف أو المدن الأخرى . وقد أشارت دراسة كل من (الشرجبي ،1999) و (علي ،2002 ) و(الوحيدي ، 2002) إلى أن سبب خروج الطفل للشارع هو التفكك الأسري - لموت أحد الوالدين أو كليهما، أو طلاق وزواج احديهما - مما يجعلهم يعيشون في أسرة ذات العائل الواحد .
كما أشارت دراسة (عثمان ،2000) إلى أن سبب خروج الطفل للشارع هو التماسك وعلاقات التضامن التي تسود جو الأسرة ؛ فيخرج للعمل أو التسول لمساعدة أسرته التي تعاني الفقر لوفاة أو إعاقة أو تعطل الأب ، أو لتوفير مصاريف الدراسة لإخوته الأصغر منه ، حيث أن نسبة (92% ) من الأطفال يقدمون مساعدات لأسرهم . وأكدت دراسة (علي،2002) إلى أن نسبة من يساعدون أسرهم (70,7% ) من أطفال الشوارع ، كما أشار آركوف (1968،Arkoff) إلى أن كثرة عدد أطفال الأسرة بالشكل الذي يفوق قدرتها وإمكانياتها قد يجعل الأسرة عاجزة عن إشباع حاجاتهم ، بل وأحيانا قد تدفع بهم إلى سوق العمل في سن مبكرة جدا ، محاولة منها لزيادة دخلها عن طريق تشغيلهم ، حتى ولو كان ذلك على حساب حرمانهم من الدراسة ، كما يشير المدير العام لمكتب العمل الدولي إلى أن الأطفال الذين يُدفعون إلى سوق العمل في سن مبكرة ، كثيرا ما يتعرضون للإستغلال وظروف غير آمنة ولاحتمال الإصابة بأضرار نفسية وجسمية واجتماعية خطيرة ، يكون لها آثارها السيئة على صحة الطفل ونموه الشخصي والحرمان من التعليم والتدريب ، وأنهم غالباَ ما يأتون من أسر لا تسمح ظروفها الإقتصادية بتلبية احتياجاتهم وتوفير الرعاية اللازمة لهم . (الحواث ، الدويبي ،محسن، 1989: 76 ) .
من الأسباب الأخرى لخروج الطفل إلى الشارع ، ما أشارت إليه دراسة (الوحيدي ، 2002 ) بأن (24% ) من العينة ملتحقون بالتعليم والباقي متشردون بسبب الفشل والرسوب ، وأن هناك علاقة بين الجهل و التسول ، كما يُعد العامل النفسي من العوامل التي تؤدي خروج الطفل إلى الشارع ، حيث أن بعض أطفال الشوارع يعيشون في ظل أسر يشوبها التوتر والإضطراب ، تتسم علاقاتهم الأسرية بطابع عنيف . (عثمان ،2000 )، أما دراسة (اسماعيل،2000) فأشارت إلى أن أطفال الشوارع يعانون من الخوف نتيجة المعاملة القاسية من قبل الأسرة ، وأشارت دراستا ( كالام (Calam و ( فرانشي (Franchiإلى أهم خصائص الآباء المسيئين لأطفالهم وهي :-
إن التاريخ النفسي لمثل هؤلاء الآباء يشير إلى خبرات من الحرمان أو القسوة والإساءة الوالدية ، كما إن مثل هؤلاء الآباء يعانون من ضعف البناء النفسي الذي يتيح للحوافز العدوانية أن تعبر عن نفسها بلا ضوابط تذكر ، وإن العوامل الإجتماعية الإقتصادية تضف عبئا من الضغوط النفسية على مثل هؤلاء الآباء وإلّم تكن هذه الضغوط النفسية - في حد ذاتها- ليست كافية لوقوع سوء المعاملة والإساءة ؛ وأضاف الباحث كيمب أن الآباء المسيئين لأطفالهم يرون طفلهم مخيبا للآمال ولا يستثير المحبة والعطف . (شكور،1998: 77)
كما بينت دراسة (عثمان ،2000) أن وجود الأطفال في الشارع لفترة طويلة بفعل غياب الرعاية الأسرية المسئولة ، يؤدي إلى ممارسات سلوكية منحرفة . وقد أشارت دراسة (علي ،2002) في اليمن أن أطفال الشوارع وبنسبة ( 94,5% ) يتعاطون المكيفات (المخدرات ) . كما أشارت دراسة كل من كندل (1973 Kendell ) ، وثيروك وآخرون (1975 - 1981Thrugh Brodetal : ) ، بأن للأصدقاء تأثير كبير على الأفراد نحو تعاطي الحشيش (الشيخ ، 1992: 160 ) .
ونظرا لظروف هذه الفئة الخاصة ، فقد بذلت جهود كبيرة من قبل عدد من المنظمات الإنسانية والمراكز البحثية - التي ركزت على إجراء الإحصاءات والبحوث - بالتعاون مع الجهات الرسمية في عدد من البلدان لإقامة المؤتمرات ، والحلقات الدراسية ، ودعوة أهل الإختصاص والممارسة العملية من أنحاء العالم إلى حضورها أو بالدعم المالي، و العيني للمنظمات المحلية العاملة في مجالات مرتبطة بموضوع أطفال الشوارع* .
وقد ركزت الدراسات التي أجريت محليا حول الأسباب الإجتماعية التي تكمن وراء وجود الطفل في الشارع ، كما أنه لم يسبق أن أُعدت دراسة لحصر المشكلات التي تواجه أطفال الشوارع سواء في المجال العائلي ، أو المجال المدرسي ، أو المجال الاقتصادي ، أو المجال الاجتماعي ، أو المجال النفسي ، أو المجال الأخلاقي ، أو المجال الصحي ، على حد علم الباحثة بهدف تقديم الخدمات الإرشادية اللازمة لأطفال الشوارع .
و تتحدد مشكلة البحث في الإجابة عن السؤال الآتي :-
س – ما هي المشكلات التي يعاني منها أطفال الشوارع في اليمن ؟ و ما هي الحاجات الإرشادية التي قد تخفف من حدة هذه المشكلات ؟


أهمية البحث


يكتسب البحث الحالي أهمية لأنه :-



1-يفيد العاملين في مجال الطفولة والجهات التي تهتم بهذه الفئة ومنها مركز الطفولة الآمنة*.
2-يمكن العاملين في المدارس وخاصة معلمي المدارس الحكومية من الإستفادة بالتعرف إلى الحاجات الإرشادية ، لأجل التعامل مع الأطفال على ضوئها منعا لتسربهم من المدرسة وخروجهم إلى الشوارع .
3-يفيد الأسرة - من خلال توعية الوالدين – في إشباع هذه الحاجات لدى ألأبناء ويقيهم سوء التعامل مع أبنائهم ومنعهم من التشرد والانحراف.
4-يفيد العاملين في مجال الشئون الإجتماعية والعمل في معرفة ضرورة تقليل البطالة - التي تؤدي العوز والفقر ، مما يجعل بعض الأسر تدفع أبنائها إلى الشارع من اجل التسول ، أو العمل ، أو الانحراف .
5- يساعد في إعداد البرامج الإرشادية اللازمة لأطفال الشوارع ؛ لأنه يعرض الحاجات الإرشادية لهم .



أهداف البحث


يستهدف البحث الكشف عن : -
1 – المشكلات التي يعاني منها أطفال الشوارع .
2 – الحاجات الإرشادية لأطفال الشوارع على ضوء مشكلاتهم .


حدود البحث


يقتصر البحث على أطفال الشوارع المتواجدين في أمانة العاصمة بالجمهورية اليمنية للفئة العمرية من 6 – 12 سنه .





* رواه الشيخان
* انظر فصل الدراسات السابقة .
* انظر فصل الدراسات السابقة .
* انشأ مركز الطفولة الآمنة عام (2001) لاحتضان أطفال الشوارع في أمانة العاصمة صنعاء ( برعاية وزارة الشئون الاجتماعية والعمل )


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 05:16 PM.