#1  
قديم 07-14-2011, 07:59 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي اتجاهات أفراد المجتمع نحو الأشخاص ذوي الحاجات الخاصة

 

اتجاهات أفراد المجتمع نحو الأشخاص ذوي الحاجات الخاصة
Attitudes toward Exceptional Persons
إعداد: عاكف عبدالله الخطيب
قدم هذا البحث استكمالاً لمقرر قضايا معاصرة في التربية الخاصة
2009م

المقدمة:
لقد أصبح الإنفجار المعرفي من المسلمات التي يعيشها الإنسان في كل بقاع الدنيا، حيث تزداد المعرفة بشكل هائل كماً وكيفاً وما يبدو من تطورات تقنية ثورية في يومنا هذا تصبح عما قريب بحاجة إلى تحديث.
يعد مفهوم الاتجاهات من المفاهيم البارزة والشائعة في علم النفس فقد احتلت الاتجاهات نحو الإعاقة في مجال الدراسات النفسية والاجتماعية ويعتبر مفهوم الاتجاهات من أهم نواتج عملية التنشئة الاجتماعية وهي في الوقت نفسه من أهم دوافع السلوك التي تؤدي دوراً أساسياً في ضبطه وتوجيهه.
ولعل الاهتمام المتزايد الذي يحظى به الأفراد غير العاديين على اختلاف فئاتهم في جميع مجتمعات عالمنا المعاصر لدليل على الوعي الذي أصبح في حالة تزايد مستمر.
إذ أصبح الاهتمام بهذه الفئة الاجتماعية وتوفر أسباب الرعاية وكل ما تحتاج إليه من خدمات وفرص عمل مناسبة مطلباً أساسياً من متطلبات المجتمعات الراقية فذوي الاحتياجات الخاصة كباقي أفراد المجتمع له حقوق وعليه واجبات تجاه مجتمعه وبلده، فذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة للاندماج والتكيف مع مجتمعه (سواء أكانت الإعاقة في مرحلة مبكرة أو متأخرة).
حيث تعكس التوجهات الحديثة والتي تنادي بالدمج الأكاديمي والاجتماعي نحو مشاركة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة الطلبة العاديين في الصف العادي وفي البيئات التربوية الأقل تقيداً أحدى التوجهات الإيجابية نحو الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.
أم إذا رجعنا قليلاً للوراء لرأينا الاتجاه السلبي نحو الإعاقة سواءً في تعليمهم وتأهيلهم في المجتمع، أو في اتخاذ القرارات الجائرة بحق هؤلاء الأفراد باعتبارهم أفراد غير صالحين ليس لهم قيمة اجتماعية وبالتالي كانت السخرية والنبذ والتخلص منهم باعتبارهم عالة على المجتمع.

التطور التاريخي للاتجاهات نحو المعوقين:
إن التطور الحاصل الذي نلاحظة اليوم في ميدان التربية الخاصة لم يكن ليحدث بين ليلة وضحاها بل امتد عبر العصور.
ففي العصر الروماني واليوناني نجد النبذ والسخرية لهؤلاء الأفراد، ثم انتقلت إلى أن أصبحت ذات اتجاهات أكثر إنسانية وإيجابية حيث وفرت الكنيسة سبل الرعاية واعتبرت المعوقين أفراد كباقي أفراد المجتمع توفر الرعاية والخدمات لهم.
إلا أن هذه الفترة لم تدم طويلاً، ففي العصور الوسطى عادت السخرية والنبذ لهذه الفئة رغم التطور الذي أحدثه العقل البشري في ميادين أخرى (طعيمة، البطش، 1984).
وفي بدايات القرن التاسع عشر بدأ الاهتمام المتزايد بمراكز ومؤسسات المعوقين في حين أن البلاد العربية لم يكن لديها أي اهتمام، بفئات التربية الخاصة حيث بدأت مصر عام 1955م، بمعاونة وزارة التربية بفتح صفوف لتعليم الموقعين عقلياً، ثم تبعتها بعد ذلك كل من (العراق، الكويت، لبنان، سوريا، الأردن) وقد أخذت المؤسسات الحكومية والأهلية والتطوعية على عاتقها تقديم الخدمات المتنوعة لجميع الفئات ، وأضعه هذه الدول نصب أعينها بناء اتجاهات إيجابية نحو الإعاقة والمعوقين. (الريحاني، 1985).
وقد نما ميدان التربية بشكل واضح في أواخر القرن العشرين وخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، ودول شرق آسيا، والدول العربية، وقد تمثل النمو في العديد من المظاهر منها صدور التشريعات والقوانين الخاصة بالأطفال غير العاديين والتي تنظيم برامجهم وتحدد الكوادر، والمؤهلات اللازمة لكل فئة من فئات التربية الخاصة، وظهرت أدوات القياس والتشخيص الخاصة بكل فئة من فئات الإعاقة، وإجراء الدراسات والأبحاث في ميدان التربية الخاصة وظهور المجلات والكتب العلمية المتخصصة، وكذلك عقد الندوات والمؤتمرات الدولية الخاصة بفئات التربية الخاصة وفتح البرامج الأكاديمية التي تمنح المؤهلات العلمية والتربوية في ميدان التربية الخاصة في عدد من دول العالم على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
وأدى هذا التطور في جوانب التربية الخاصة المختلفة، بظهور التعريفات المحددة لفئات التربية الخاصة المختلفة وأسباب ظهورها وأدوات القياس والتشخيص الخاصة بكل فئة والبرامج التربوية، وظهور القوانين والتشريعات، وبرامج الوقاية والتدخل المبكر والدمج.
إلا أن هذا التطور الكبير في ميدان التربية الخاصة قد صاحبه كثير من القضايا والمشكلات المتعلقة بتلك الجوانب ويعود ذلك إلى الجهات العلمية والاجتماعية والطبية التي ساهمت بتطور هذا الميدان من خلال الدراسات والأبحاث التي تؤدي النتائج تعارض تلك التطورات فنرى مواقف معارضة أو مؤيد لتلك القضايا والمشكلات لأنها تحمل أراء ومواقف متباينة ومن أهم هذه القضايا والمشكلات:

قضية الاتجاهات نحو الأطفال غير العاديين (
The Issue of Attitudes):
وخلاصة القول: أنه في ميدان التربية الخاصة نجد أن الأفراد الذين يعملون مع فئات التربية الخاصة ما زالوا يؤثرون في الميدان حتى يومنا هذا، والشكل الحالي للتربية الخاصة من الصعب أن نفهمه دون أن نشعر بشعور هؤلاء الأفراد الذي ساهموا في وجهة التربية الخاصة بشكلها الحالي. (
Kirk, 1993).

تعريف الإعاقة:
يعرف (
Kirk, 1993) الطفل المعوق Exceptional Child بأنه:
(الطفل الذي ينحرف عن المتوسط أو الطبيعي) في:
1. القدرات العقلية
2. السلوك والنمو الانفعالي.
3. الخصائص الجسمية
4. القدرة على الاتصال.
5. القدرات الحسية.
وهذه الخصائص تتطلب نوعاً من التعديل على البرامج المدرسية من خلال التربية الخاصة في محاولة للوصول بالطفل المعوق إلى أقصى درجة تسمح بها إمكاناته. (
Kirk, 1993).
ويمكننا أن نتصور أن الإعاقة هي تلك الحالة التي تمنع عضواً أو جهازاً من أجهزة الجسم من القيام بوظيفته جزئياً أو كلياً. ويتم في العادة تصنيف كخل إعاقة من الإعاقات وفقاً لطبيعتها حيث نجد أن لكل إعاقة التعريف الخاص بها والخصائص التي تميز أفرادها (الخطيب، 1998).
وقد هدفت من تعريف الإعاقة الإشارة إلى أن العديد من الباحثين تحدثوا وقالوا أن نوع الإعاقة له علاقة بطبيعة الاتجاه الذي يتبناه الفرد.

تعريف الاتجاهات:
يعتبر موضوع الاتجاهات نحو الأطفال غير العاديين من الموضوعات الهامة في ميدان التربية الخاصة، إذ يعود ذلك إلى عدد من الأسباب أهمها، العوامل التي أدت إلى ظهور تلك الاتجاهات سواء أكانت اتجاهات سلبية أم إيجابية، ثم النتائج والآثار المترتبة على تلك الاتجاهات بنوعيها، ومن هنا اعتبر موضوع الاتجاهات موضوعاً يثير الكثير من الأسئلة والأجوبة المختلفة، نحو فئات الأطفال غير العاديين على مر العصور المختلفة ومن قبل الأفراد أو المؤسسات أو الجهات الرسمية وغير الرسمية وقد ظهرت مجموعة من التعريفات للاتجاه (
Attitude)كتعريف سارتن _(Sartian, 1967) والذي يعرف الاتجاه على أنه نزعة الفرد أو ميله للاستجابة بطريقة سلبية أو إيجابية نحو موضوع ما، في حين يعرف البورت بأنه استعداد الفرد ونزعته للاستجابة بطريقة ما، كما يمثل الاتجاه توجهاً نحو موضوع أو ضده، وغالباً ما يأخذ الاتجاه شكل الثبات النسبي في السلوك الإنساني.
ونلاحظ من خلال التعاريف السابقة أن الاتجاه يحوي الخصائص أو المضامين التالية:
1. الاستعداد أو الميل للاستجابة.
2. اثر الاستعداد على سلوك الفرد نحو المواقف والموضوعات المختلفة.
3. يتصف بالثبات النسبي.
4. الاستجابة إما سلبية أو إيجابية
5. يتضمن مدى من القبول أو الرفض.(الجاسم، 1988).


 

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 08:08 PM.