#1  
قديم 07-22-2010, 04:05 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي الأطفال ثنائيو الاستثناء Dually Exceptional children

 

الأطفال ثنائيو الاستثناء
Dually Exceptional children

يطلق مصطلح الأطفال ثنائيو الاستثناء على فئة الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقات والذين لديهم قدرات وإمكانيات مرتفعة في أحد مجالات الموهبة إلا أنهم يعانون في نفس الوقت من عجز أو إعاقة تحول دون ظهور هذه القدرات والإمكانيات؛ كأن يعانون من إعاقة حركية أو صحية أو إعاقة حسية أو صعوبات أو بطئ تعلم أو اضطرابات انفعالية وتوحد أو تأخر نمائي.
ويعتبر هؤلاء الأطفال مزدوجي الاستثناء حيث يتمثل الاستثناء الأول في كون هؤلاء الأطفال موهوبين في أحد مجالات الموهبة التي تتضمن الجانب العقلي أو الأكاديمي أو الإبداعي أو القيادة أو الفنون الأدائية والبصرية أو القدرات الحس حركية ويحتاجون بالتالي إلى برامج معينة في إطار التربية الخاصة حتى يتمكنوا من تطوير مواهبهم وتنميتها، بينما يتمثل الاستثناء الثاني في كون هؤلاء الأطفال يعانون من عجز أو إعاقة والتي قد تكون حركية أو صحية أو أكاديمية أو انفعالية أو حسية، ويحتاجون تبعا لها إلى برامج تعليمية وتأهيليه في إطار التربية الخاصة.
وبالتالي فان هذه الفئة تشمل مدى واسع من الحالات والفئات وهي:
- الأطفال الموهوبون ذوي الإعاقات الحركية والصحية.
- الأطفال الموهوبون ذوي صعوبات التعلم.
- الأطفال الموهوبون ذوي الاضطرابات الانفعالية والسلوكية.
- الأطفال الموهوبون ذوي الإعاقات الحسية ( السمعية والبصرية).
- الأطفال الموهوبون ذوي الاضطرابات النطقية والكلامية والتأخر اللغوي.
- الأطفال الموهوبون ذوي تشتت الانتباه وفرط النشاط.
- الأطفال الموهوبون ذوي الإعاقة العقلية .
- الأطفال الموهوبون الذين يعانون من التوحد / متلازمة اسبيرجر.
- الأطفال الموهوبون الذين يعانون من تأخر نمائي.
وللأسف ونظراً للمفهوم السائد حول الموهوبين والذي يصورهم على أنهم أفراد يتمتعون بمستويات مرتفعة من الذكاء أو التحصيل الأكاديمي والتمتع بمفهوم مرتفع للذات والثقة بالنفس والقدرة على ضبط الذات والقيادة والقدرة على حل المشكلات،... وغيرها من الصفات فإنها تحول دون الكشف عن هذه الفئة، بالإضافة إلى أسباب أخرى من ضمنها:
- أن نواحي العجز والضعف تشكل ستار يحول دون الكشف عن جوانب القوة التي لديهم، وهذا يعود لاهتمام المختصين بالتركيز على نواحي الضعف لدى الطفل وتجاهل نواحي القوة، كذلك التأثير السلبي للإعاقة على قدرات الفرد وشخصيته ومفهوم الذات لديه.
- أن إجراءات التشخيص والتقييم المطبقة عليهم تركز على تحديد مواطن الضعف والعجز لديهم، كما أن الاختبارات والمقاييس المستخدمة لم توضع بالأصل لهم ولم تقنن على فئاتهم.
- أن الخدمات والبرامج التي تقدم لهم تلبي وتعالج نواحي العجز لديهم كمعاقين ولا تقدم لهم أية برامج تثري وتنمي نواحي الموهبة لديهم.
ومن هنا وانطلاقاً من محدودية النظرة إلى تلك الفئة والتي تهتم بنواحي الضعف والعجز الذي يعانون منه، فإن نظرية الذكاءات المتعددة تعتبر من النظريات الرائدة التي حاولت إنصاف هذه الفئة وإبرازها كفئة جديدة ضمن فئات التربية الخاصة من خلال تأكيدها على ضرورة النظر إلى الفرد ككل متكامل؛ فكما أن لديه جوانب ضعف لديه أيضا جوانب قوة، ولقد قدمت الدليل على ذلك من خلال دراسات الحالة للعديد من الحالات التي كان يطلق عليها لزمن قريب مصطلح العلماء الحمقى
(Idiot Savant) والذين كانوا يعانون من عجز أو إعاقة إلا أنهم قدموا إسهامات عظيمة لا تستطيع البشرية تجاهلها أو إنكارها أمثال: توماس اديسون، بيتهوفن، تشارلز دارون، أجاثا كريستي، هيلين كلير، إبراهيم المازني، عباس محمود العقاد ، طه حسين، وغيرهم .
من هنا وتماشياً مع مبدأ العدالة والمساواة وحق هذه الفئة في الحصول على فرصتها أسوةً بأقرانهم فانه يتوجب علينا مراعاة الأمور التالية:
1) في مجال التقييم والتشخيص:
- تطوير وتقنين اختبارات تناسب هذه الفئة.
- الاعتماد على الملاحظة المستمرة كأحد طرق التقييم سواء في البيت أو المدرسة.
- اعتماد التقييم محكيّ المرجع بدلاً من التقييم المعياري المرجع، وإذا حدثت مقارنة فانه يجب
مقارنة هذه الفئة مع اقرأنهم ممن يعانون من نفس الإعاقة وليس مع اقرأنهم العاديين الذين لا
يعانون من إعاقة.
- التقييم والمتابعة المستمر لهم.
2) في مجال البرامج والخدمات التعليمية:
- إحالتهم إلى البرامج التعليمية التي تناسب حالتهم وليس إلى مراكز الإعاقة.
- التعليم الفردي الذي يركز على جوانب القوة واستثمارها لعلاج جوانب الضعف وفي هذا
الصدد يمكن الاستفادة من الاستراتيجيات التعليمية التي تقدمها نظرية الذكاءات المتعددة.
- إعداد الكوادر القادرة على التعامل مع هذه الفئة .
- تقديم البرامج الاثرائية التي تنمي الموهبة لديهم.
وأخيرا آن لنا نحن كأديميين ومختصين في التربية الخاصة الخروج من دائرة النمطية التي وضعنا أنفسنا وأطفالنا فيها في نظرتنا للموهبة وللأطفال الموهوبين، ونتوقف عن البحث عن الصورة المثالية للطفل الموهوب الذي يتمتع بذكاء حاد وتحصيل مرتفع وصحة نفسية وجسدية جيدة، والنظر إلى تلك الحالات التي تخفي وراء ضعفها وإعاقتها قدرات ومواهب عظيمة تبحث عن من يساعدها لترى النور.

د. صباح حسن العنيزات

 

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-14-2013, 04:28 PM
السفير السفير غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 2
افتراضي

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معلم متقاعد مشاهدة المشاركة
الأطفال ثنائيو الاستثناء
dually exceptional children

يطلق مصطلح الأطفال ثنائيو الاستثناء على فئة الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقات والذين لديهم قدرات وإمكانيات مرتفعة في أحد مجالات الموهبة إلا أنهم يعانون في نفس الوقت من عجز أو إعاقة تحول دون ظهور هذه القدرات والإمكانيات؛ كأن يعانون من إعاقة حركية أو صحية أو إعاقة حسية أو صعوبات أو بطئ تعلم أو اضطرابات انفعالية وتوحد أو تأخر نمائي.
ويعتبر هؤلاء الأطفال مزدوجي الاستثناء حيث يتمثل الاستثناء الأول في كون هؤلاء الأطفال موهوبين في أحد مجالات الموهبة التي تتضمن الجانب العقلي أو الأكاديمي أو الإبداعي أو القيادة أو الفنون الأدائية والبصرية أو القدرات الحس حركية ويحتاجون بالتالي إلى برامج معينة في إطار التربية الخاصة حتى يتمكنوا من تطوير مواهبهم وتنميتها، بينما يتمثل الاستثناء الثاني في كون هؤلاء الأطفال يعانون من عجز أو إعاقة والتي قد تكون حركية أو صحية أو أكاديمية أو انفعالية أو حسية، ويحتاجون تبعا لها إلى برامج تعليمية وتأهيليه في إطار التربية الخاصة.
وبالتالي فان هذه الفئة تشمل مدى واسع من الحالات والفئات وهي:
- الأطفال الموهوبون ذوي الإعاقات الحركية والصحية.
- الأطفال الموهوبون ذوي صعوبات التعلم.
- الأطفال الموهوبون ذوي الاضطرابات الانفعالية والسلوكية.
- الأطفال الموهوبون ذوي الإعاقات الحسية ( السمعية والبصرية).
- الأطفال الموهوبون ذوي الاضطرابات النطقية والكلامية والتأخر اللغوي.
- الأطفال الموهوبون ذوي تشتت الانتباه وفرط النشاط.
- الأطفال الموهوبون ذوي الإعاقة العقلية .
- الأطفال الموهوبون الذين يعانون من التوحد / متلازمة اسبيرجر.
- الأطفال الموهوبون الذين يعانون من تأخر نمائي.
وللأسف ونظراً للمفهوم السائد حول الموهوبين والذي يصورهم على أنهم أفراد يتمتعون بمستويات مرتفعة من الذكاء أو التحصيل الأكاديمي والتمتع بمفهوم مرتفع للذات والثقة بالنفس والقدرة على ضبط الذات والقيادة والقدرة على حل المشكلات،... وغيرها من الصفات فإنها تحول دون الكشف عن هذه الفئة، بالإضافة إلى أسباب أخرى من ضمنها:
- أن نواحي العجز والضعف تشكل ستار يحول دون الكشف عن جوانب القوة التي لديهم، وهذا يعود لاهتمام المختصين بالتركيز على نواحي الضعف لدى الطفل وتجاهل نواحي القوة، كذلك التأثير السلبي للإعاقة على قدرات الفرد وشخصيته ومفهوم الذات لديه.
- أن إجراءات التشخيص والتقييم المطبقة عليهم تركز على تحديد مواطن الضعف والعجز لديهم، كما أن الاختبارات والمقاييس المستخدمة لم توضع بالأصل لهم ولم تقنن على فئاتهم.
- أن الخدمات والبرامج التي تقدم لهم تلبي وتعالج نواحي العجز لديهم كمعاقين ولا تقدم لهم أية برامج تثري وتنمي نواحي الموهبة لديهم.
ومن هنا وانطلاقاً من محدودية النظرة إلى تلك الفئة والتي تهتم بنواحي الضعف والعجز الذي يعانون منه، فإن نظرية الذكاءات المتعددة تعتبر من النظريات الرائدة التي حاولت إنصاف هذه الفئة وإبرازها كفئة جديدة ضمن فئات التربية الخاصة من خلال تأكيدها على ضرورة النظر إلى الفرد ككل متكامل؛ فكما أن لديه جوانب ضعف لديه أيضا جوانب قوة، ولقد قدمت الدليل على ذلك من خلال دراسات الحالة للعديد من الحالات التي كان يطلق عليها لزمن قريب مصطلح العلماء الحمقى
(idiot savant) والذين كانوا يعانون من عجز أو إعاقة إلا أنهم قدموا إسهامات عظيمة لا تستطيع البشرية تجاهلها أو إنكارها أمثال: توماس اديسون، بيتهوفن، تشارلز دارون، أجاثا كريستي، هيلين كلير، إبراهيم المازني، عباس محمود العقاد ، طه حسين، وغيرهم .
من هنا وتماشياً مع مبدأ العدالة والمساواة وحق هذه الفئة في الحصول على فرصتها أسوةً بأقرانهم فانه يتوجب علينا مراعاة الأمور التالية:
1) في مجال التقييم والتشخيص:
- تطوير وتقنين اختبارات تناسب هذه الفئة.
- الاعتماد على الملاحظة المستمرة كأحد طرق التقييم سواء في البيت أو المدرسة.
- اعتماد التقييم محكيّ المرجع بدلاً من التقييم المعياري المرجع، وإذا حدثت مقارنة فانه يجب
مقارنة هذه الفئة مع اقرأنهم ممن يعانون من نفس الإعاقة وليس مع اقرأنهم العاديين الذين لا
يعانون من إعاقة.
- التقييم والمتابعة المستمر لهم.
2) في مجال البرامج والخدمات التعليمية:
- إحالتهم إلى البرامج التعليمية التي تناسب حالتهم وليس إلى مراكز الإعاقة.
- التعليم الفردي الذي يركز على جوانب القوة واستثمارها لعلاج جوانب الضعف وفي هذا
الصدد يمكن الاستفادة من الاستراتيجيات التعليمية التي تقدمها نظرية الذكاءات المتعددة.
- إعداد الكوادر القادرة على التعامل مع هذه الفئة .
- تقديم البرامج الاثرائية التي تنمي الموهبة لديهم.
وأخيرا آن لنا نحن كأديميين ومختصين في التربية الخاصة الخروج من دائرة النمطية التي وضعنا أنفسنا وأطفالنا فيها في نظرتنا للموهبة وللأطفال الموهوبين، ونتوقف عن البحث عن الصورة المثالية للطفل الموهوب الذي يتمتع بذكاء حاد وتحصيل مرتفع وصحة نفسية وجسدية جيدة، والنظر إلى تلك الحالات التي تخفي وراء ضعفها وإعاقتها قدرات ومواهب عظيمة تبحث عن من يساعدها لترى النور.

د. صباح حسن العنيزات



ما شاء الله - اكثر من رائع ........

الاسم:مؤيد مقداد صدقي حسن ارشيد

 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 09:19 PM.