#1  
قديم 03-05-2011, 10:40 AM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي محتوي المنهج التعليمي للأفراد المعاقين ذهنيا

 

محتوي المنهج التعليمي للأفراد المعاقين ذهنيا


بناء علي ما سبق أن تحدثنا عنه يمكننا أن نستنتج أن مجالات التدريس للأفراد المعاقين ذهنيا و التي يجب أن يتضمنها المحتوي التعليمي بالنسبة للعملية التعليمية للطفل المعاق ذهنيا لن تخرج عن مهارات الحياة الأساسية التي يمكن أن تمكنه من أن يحيا بشكل مناسب و التي يتحقق بها أهداف العملية التعليمية التي سبق و تحدثنا عنها من اكتساب مهارات الحياة البسيطة بحيث يكون كما ذكرنا قادر على خدمة نفسه ، معتمدا علي ذاته قادرا علي الوفاء بمتطلباته الشخصية باستقلال كاملا أو جزئيا طبقا لقدراته و مهارات العقلية و البدنية و الجسمانية ، مندمج اجتماعيا لا يعاني من أي مشكلات سلوكية قدر بما يمنع اندماجه في المجتمع أو نفور المحيطين به منه ، تنمية القدرات العقلية و الجسمانية قدر الإمكان ، مزود بمبادئ القراءة و الكتابة و مبادئ المهارات الأكاديمية البسيطة التي قد يحتاج أليها خلال معاملاته البسيطة داخل المجتمع التمهيد لالحاقه بمهنه مناسبة لقدراته إن أمكن .. و من هنا يمكننا أن نستنتج أن محتويات المناهج التعليمية للأطفال المعاقين ذهنيا يمكن أن تقع في مجالات :


1. أنشطة الحياة اليومية :

أ‌. أنشطة حياة يومية أساسية ( داخل المنزل ) :

§ أنشطة الرعاية الذاتية :

تمثل أنشطة الرعاية الذاتية أحد أهم أنشطة التدريس للأفراد المعاقين عقليا حيث تعتبر أول و ابسط المكتسبات التي يكتسبها الطفل من أسرته .. كما تعتبر من أهم مكتسبات الطفل من الأسرة في الفترة الأولي من حياته حيث تمثل الخطوة الأولي للاعتماد على الذات و الاستقلال عن الأسرة و رفع بعض عبئ التربية الأبوين ..
و من هنا فلا يبدأ الطفل في اكتساب مكانته الاجتماعية بين أفراد الأسرة أو المجتمع إلا بتمكنه من هذه المهارات .. إلا انه بينما يكتسب الطفل العادي مثل هذه المهارات بسهوله من خلال التقليد أو المحاكاة أو من خلال تعليم بسيط من الأسرة و خاصة الأم أو الاخوة حيث تمكن قدرات الطفل السوي العقلية و الجسمية من رصد البيئة المحيطة و اكتساب هذه المهارات من خلال التقليد أو المحاكاة كما ذكرنا تختلف الأمور بالنسبة للطفل المعاق .. حيث يحتاج الطفل المعاق عقليا أن نبذل معه جهدا كبيرا لكي يتمكن من هذه المهارات و لكي يتمكن من أداءها بشكل سليم ..
و تتضمن هذه الأنشطة أنشطه رئيسيه منها تناول الطعام ، ارتداء الملابس ، استخدام المرحاض ، العناية بالنظافة الشخصية الاستحمام ، تصفيف الشعر ، غسيل اليدين ، غسيل الوجه و الأسنان ... و غيرها من المهارات التي يجب أن يؤديها الفرد لكي يكون معتمدا علي نفسه بشكل كامل .


§ الأنشطة المنزلية :

تعد الأنشطة المنزلية أول الأنشطة التي يتفاعل فيها الفرد مع بيئته المحيطة بمكان إقامته .. ويعتبر تأثير الفرد و تأثره بهذه الأنشطة عامل مهم من عوامل نضوج الفرد و البعد عن العزلة و إكساب المهارات الأولية للتعامل مع هذه البيئة .. كما أن تمكنه من هذه الأنشطة يضفي بعدا اجتماعيا مهما علي حياة الفرد حيث أن أداء الفرد لمتطلباته اليومية داخل بيئته و الوفاء باحتياجاته والتزاماته الشخصية الضرورية للحياة تعطي الفرد مصداقية اجتماعية داخل المجتمع .. و تتعدد هذه الأنشطة بحيث تشمل تنظيف المنزل ، غسيل و كي الملابس ، أعمال المطبخ ، استخدام الأجهزة المنزلية ، الوقاية من الحوادث المنزلية ، و غيرها من الأنشطة المنزلية التي يحتاج الفرد لأدائها داخل المنزل ..


ب‌.أنشطة حياة يومية متقدمة ( خارج المنزل ) :

وتتضمن مهارات التعامل مع محيط البيئة خارج المنزل والتي يتعامل فيها الطفل مع البيئة المحيطة بها الأكثر اتساعا .. وتعتبر هذه المهارات من أهم المهارات لكي يصل إلى درجة الاستقلالية الكاملة بحيث يتمكن من الخروج خارج المنزل و الوفاء بمتطلباته الشخصية وتتضمن مثل هذه المهارات مهارات التعامل مع البيئة و الوفاء بمتطلباته الشخصية خارج المنزل ..
و تتضمن مثل هذه المهارات .. مهارات التجول خارج المنزل في البيئة المحيطة بالطفل ، و التعرف علي الطبيعة الجغرافية لهذه البيئة ، و التعرف على كيفيه التعامل مع القوانين و القواعد التي تنظم هذه البيئة .. فمثلا التعرف علي شوارع المنطقة المحيطة بمسكن الطفل و أسماء هذه الشوارع ، إشارات المرور ، وسائل المواصلات ، طرق عبور الشارع .. و بالمثل التعرف علي مكونات البيئة خارج المنزل من مؤسسات ، أصحاب مهن ، طبيعة كل مهنة ، و مدي احتياجنا لكل مهنة ، أوقات احتياجنا لكل مهنة ، المهارات التي يجب أن نتحلي بها عند التعامل مع هؤلاء من مهارات شراء و التعامل بالنقود ، مهارات لفرز الصالح و التالف .. هذا بالإضافة إلى الترويح وشغل أوقات الفراغ خارج المنزل .

2. المواد الإدراكية :

تعتبر المواد الإدراكية من أهم المواد التعليمية التي يجب ان يتضمنها المحتوي التعليمي لمناهج الأفراد المعاقين ذهنيا لما تتطلبه طبيعة الأفراد المعاقين ذهنيا التركيز على هذا الجانب نظرا للانخفاض القدرات العقلية للأطفال المعاقين ذهنيا مما يترتب عليه انخفاض القدرة على الرصد و الاستنتاج و تحليل البيئة المحيطة بهم .. ومن ثم و جب توضيح حقائق هذه البيئة للطفل و إكسابه مفاهيمها بشكل مباشر ، مبسط ، وبصورة أكثر وضوحا حيث انه لن يستطيع التوصل إليها بمفرده أو عن طريق الرصد المباشر للبيئة المحيطة و مفرداتها و ظواهرها .. و من أمثلة المفاهيم الإدراكية التي يمكن أن ندرسها للطفل مفاهيم مثل الساخن و البارد ، الخشن و الناعم، داخل و خارج اسفل و اعلي ، الألوان ، الأحجام وغيرها من المفاهيم التي ترتبط بالبيئة المحيطة بالطفل و لا يستغني عنها خلال تعامله معها ..
و تأتى أهميه هذه المفاهيم نظرا للارتباطها المباشر بالطفل و بيئته وعدم قدرته على أن يتحاشها أو ألا يتعامل معها فتعامله و تفاعله مع هذه المفاهيم أساسيه كما أنها ضرورية لضمان سلامة و أمان الطفل فمفاهيم مثل خشن و ناعم ، ساخن و بارد ضرورية جدا لضمان سلامة و أمن الطفل و الحفاظ عليه دون إصابات جسدية ناتجة عن عدم تقدير المخاطر المحيطة به في البيئة المحيطة ..هذا و يشمل تدريس المواد الإدراكية أيضا علي تدريس برامج لتنمية القدرات و المهارات العقلية مثل مهارات الانتباه ، التركيز ، التصنيف ، الترتيب ، التسلسل ، و غيرها من المهارات العقلية التي قد نجد بها قصور لدي الطفل ..

3. أنشطة تنمية الحواس :

تعتبر حواس الإنسان هي نافذة الإنسان علي العالم و التي يتعرف من خلالها علي البيئة المحيطة به .. و في حين تعد عملية " التعدد في استخدام الحواس في التعليم " مهمة بالنسبة للأسوياء .. تكتسب هذه العملية أهمية خاصة بالنسبة للأفراد المعاقين ذهنيا .. ففي حين تنمو الحاسة و المهارات المرتبطة بها بشكل مناسب لدي الطفل السوي من خلال إحتكاك الطفل بالبيئة المحيطة و تعامله معها و محاولة الطفل التأثير علي هذه البيئة و التعرف عليها و إكتساب مفرداتها لا تنمو المهارات الحسية بالنسبة للطفل المعاق ذهنيا بمثل هذا النسق نظرا لوجود قصور في القدرات التشريحية للأجهزة البيولوجية للحاسة أو نتيجة لضعف القدرات العقلية لدي الطفل مما يؤدي إلي عدم تمكن مخ الطفل من التعامل مع الإشارات العصبية و بالتالي المعلومات الحسية التي نقلتها أجهزة الحاسة لمناطق المخ التي تتحكم في هذه الحاسة ..
و تعد أنشطة تنمية الحواس من الأنشطة التعليمية التي يمكن أن ينمي من خلالها المدرس مهارات الطفل المعاق ذهنيا فيما يتعلق بمهارات الإدراك و التمييز و الذاكرة الحسية لكل حاسة من الحواس الخمس بالإضافة للمهارات الفرعية للحواس المرتبطة بهذه الحواس ( مثلا الإدراك البصري للأشكال او الخطوط ، التمييز السمعي لطبقة الصوت أو شدة الصوت ، ذاكرة التذوق للمذاقات المختلفة ) ..
فغالبا ما تقترن الإعاقة العقلية بقصور في وظائف الحواس .. و غالبا ما يساعد استخدام أكثر من قناة حسية في التدريس الطفل المعاق ذهنيا علي تعويض الضعف في المعلومات المكتسبة بسبب الضعف في حاسة معينة وذلك عن طريق ما يكتسبه الطفل من معلومات إضافية من خلال القنوات الحسية الأخرى ..
وكثيرا ما يقع مدرسو الأطفال الأسوياء في خطأ شائع وهو الاعتماد على حاستي البصر و السمع وحدهما في التدريس .. في حين يجب استغلال الخمس حواس بدلا من حاسة أو اثنان من الحواس الخمس لدي الطفل .. و إذا كان هذا الخطأ خطأ شائعا عند التدريس بالنسبة للأطفال الأسوياء فإنه يعد خطا قاتلا عند التعامل مع المعاقين ذهنيا .. حيث يجب كما قلنا ان يتم تعويض القصور في المعلومات الحسية المنقولة من خلال حاسة معينه و تدعيم الخبرات و المعلومات من خلال تكامل الصورة الحسية التي تأتي من خلال باقي الحواس ..

4. أنشطة التواصل :

تقترن الإعاقة العقلية في أحوال كثيرة بمشكلات في التواصل .. و يمكننا تعريف التواصل علي أنه قدرة الفرد علي نقل أفكاره و ما يجول بخاطره لمن أمامه و بالمثل التعرف علي أفكار الطرف الثاني في عملية التواصل .. و يعتبر التخاطب جزء من أجزاء عملية التواصل .. حيث يمكننا ان نطلق علي التخاطب اسم " التواصل اللفظي " .. و يعد التركيز على مصطلح التخاطب عند التعامل مع الأفراد المعاقين ذهنيا شيئا سلبيا .. حيث يعتبر معظم الأفراد في المجتمع أن الفرد الذي لا يتحدث فردا لا يفهم وهي فكره غير صحيحه .. ففي الكثير من الأحيان يكون الأفراد المعاقين غير قادرين علي استخدام التواصل اللفظي لإتمام عملية التواصل نظرا لمظاهر القصور لديهم فيما يتعلق بهذا الجانب .. في حين قد تكون لديهم القدرة علي توصيل معلوماتهم و أفكارهم عن طريق وسيلة تواصل أخري بخلاف الكلام " تواصل بديل " .. و بذلك يجب أن يكون الهدف من عملية التواصل مع الطفل المعاق ذهنيا هو أن يفهم المدرس المعاق ذهنيا أيا كانت وسيلة توصيل لديه .. مع التقدير الكامل لقدراته العقلية و عدم تأثير انخفاض القدرة اللغوية لديه علي حكم الفرد علي قدراته العقلية .. كما يجب التعايش مع وسيلة تواصل الطفل المعاق ذهنيا البديلة في حالة عدم استخدام التواصل اللفظي و قبولها علي اعتبار أنها وسيلة فعالة للتواصل معه و تقبله في المجتمع بالرغم من قصور قدراته اللغوية .. و من وسائل التواصل الأخرى البديلة للأطفال المعاقين ذهنيا غير التواصل اللفظي " الكلام " الرموز المجسمة والصور و الصور التعبيرية و الرموز و الإشارات و غيرها من وسائل التواصل التي يمكن ان تعمل علي توصل الرسالة من الطفل المعاق ذهنيا لمن يخاطبه و عدم قصر وسيلة التواصل على التواصل اللفظي أو الكلام فقط .

كما أن التخاطب أو التواصل اللفظي مهم للأطفال ذوي القدرات العالية و غالبا ما تكون الإعاقة العقلية بعيوب في النطق و الكلام و من مهام مدرس الفصل انه لم يختار وسيلة تواصل بديل مما سبق ذكرها للفرد المعاق ذهنيا لا يستطيعون الكلام ان يعالج مشكلات النطق و الكلام وجدت لدي الطفل المعاق ذهنيا .



5. مواد أكاديمية :

وتتضمن بدايات المواد الأكاديمية من مهارات أولية للقراءة و الكتابة و الحساب و العلوم بما يتيح للفرد المعاق التعامل مع المشكلات الأكاديمية البسيطة وحلها .. فمثلا قد يستخدم أوليات الحساب في نقود من فك و تصحيح و شراء و حساب الباقي مثلا ، و مبادئ القراءة و الكتابة في كتابة الاسم و العنوان .. و بالمثل و ما قد يتعرض إليه من مواقف تشابه هذه المواقف و تحتاج إلى معرفة بسيطة بأوليات القراءة و الكتابة أو الحساب .. كما يجب أن يتعرف الطفل على الفرق بين الحيوانات و الطيور و الأسماك .. كما يجب ان يتعرف على الفرق بين الحيوانات الأليفة و الحيوانات المفترسة من خلال دراسة مبادئ مادة العلوم ..
وليس لهدف من تدريس المواد الأكاديمية الوصول بالطفل إلى المستويات الجامعية وان كان يجب ألا تظلم الطفل بإعطائه قدر ثابت من المواد الأكاديمية ( قليل أو كثير ) .. بمعني انه يجب أن نتدرج في تدريس المواد الأكاديمية للطفل بحيث نتوقف به حيث نشعر انه لا يستطيع التحصيل اكثر من ذلك .. أي أن نصل بتدريس المواد الأكاديمية لآخر مرحله دراسية أو صف دراسي يتناسب على قدراته و إمكانياته العقلية ومستوي تحصيله الأكاديمي الدراسي .. كل هذا مع مراعاة أن تدريس المواد الأكاديمية لا يختلف في كثير أو قليل من تدريس باقي الأنشطة السابق ذكرها حيث انه ما زالت طريقة و إسلوب تدريس المواد الأكاديمية للأطفال المعاقين ذهنيا تختلف اختلافا كبيرا عن طريق تدريسها للأطفال الأسوياء



6. الأنشطة الحركية :

تقترن الإعاقة العقلية غالبا بإعاقات حركيه مما يمثل حائلا بين الطفل و المحيطين به .. كما تمثل الإعاقة الحركية عائقا قويا للطفل عن استكشاف البيئة المحيطة .. لذلك كان واجب على واضع البرامج أو مدرس التربية الخاصة أو الأخصائي الرياضي أن يهتم بتنمية أوجه القصور في القدرات الحركية لدي الطفل المعاق من خلال تصميم الأنشطة الحركية و التدريبات الملائمة للوصول بمستوي الأداء الحركي و القدرات الحركية إلي المستوي الذي يمكنه من القيام بأنشطة الحياة اليومية التي يحتاج إليها الفرد الطبيعي خلال يومه العادي .. و منها علي سبيل المثال الجلوس مستقلا ، الوقوف ، المشي ، التجول ب حرية في محيطه واستكشاف البيئة المحيطة به و التنقل المريح بما يؤمن قضاء احتياجاته و مجاراة رفاقه في أنشطتهم للحياة اليومية .. وتصميم الأنشطة الحركية ليس بالعملية السهلة فهي تحتاج إلى خبره واسعة بأساليب تقييم القدرات الحركية هذا بالاضافه إلى الإلمام بالجوانب التشريحية و العلاجية ، وهي مهارات يجب ان يكتسبها مدرس التربية الخاصة بمضي الزمن لكي يتمكن من تصميم نشاط حركي او حركي توقيعي ينمي المهارات الحركية للطفل .

7. الجوانب النفسية :

وهي جوانب هامة يجب أن يحسن مدرس التربية الخاصة التعامل معها حيث لا تخلو حالة إنسان سوي من اضطرابات نفسيه أو حالات عدم اتزان في بعض الأحيان فما بالنا بحالة الطفل المعاق ذهنيا والتي لابد ان تقترن بالعديد من المشكلات السلوكية .. ومنها مثلا إيذاء الذات أو إيذاء الآخرين ، العزلة وانخفاض تقدير الذات ، السرقة أو المشكلات الجنسية مثلا .. و كلها مشكلات سلوكية تعوق الفرد المعاق ذهنيا من النمو بشكل سوي يضمن له أن يندمج في البيئة المحيطة به بشكل كامل حيث أنه قد تؤدي إلي نفور المحيطين بالطفل منه .. كما أنها قد تؤثر بشكل كبير في عمليه اكتساب المهارات أثناء عملية التعلم .. لذلك يجب على مدرس التربية الخاصة أن يكون قادرا على التعامل مع مثل هذه المشكلات أثناء عملية التدريس حتى يتمكن من توصيل المحتوي التعليمي للطفل بالرغم من المعوقات النفسية التي قد تصادفه ..
8. برامج التنشئة الاجتماعية :

وهي أيضا من الجوانب الهامة التي يجب ان يتضمنها المحتوي التعليمي لمناهج المعاقين ذهنيا .. حيث يجب أن تزوده المناهج التعليمية التي توضع له بالمهارات الاجتماعية اللازمة التي تمكنه من تكوين علاقته بنفسه .. كما يجب أن تدربه علي تقبل و التعامل مع أشكال العلاقات التي يمكن أن تتواجد بينه و بين المحيطين به ، وتدربه بشكل جيد مع آليات التعامل مع الآخرين.
لذلك يجب ان يكون مدرس التربية الخاصة قادرا على إكساب الطفل مثل هذه المهارات الاجتماعية عن طريق تدعيمية للأشكال الإيجابية للمعاملات مع الأصدقاء داخل الفصل ، أو وضع الطفل في مواقف اجتماعيه ملائمة تسمح له إخراج أشكال السلوك الاجتماعي المرغوب من خلال أنشطة الرحلات أو الألعاب الجماعية أو المعسكرات .. وبذلك يجب ان يكون مدرس التربية الخاصة قادرا على رصد المشكلات الاجتماعية لدي الطفل ، التعامل معها من خلال الانشطه و البرامج التي يراها مناسبة ، تقييم مدي فاعلية هذه البرامج و الانشطه و قدرتها على التغلب على مشكلة الطفل المعاق و إكسابه السلوك الاجتماعي المرغوب ..

9. برامج التهيئة المهنية :

يعتبر التوظيف أو التأهيل المهني هو القمة الرئيسية لأي سلم أو نظام تعليمي .. فالفرد منا يتعلم و يكتسب المهارات اللازمة لكي يكون له في النهاية وظيفة مناسبة تكسبه صفة الأهمية و تمكنه من ان يكون فردا نافعا في المجتمع .. وهو الهدف الأساسي لأي نظام تعليمي (خلق الفرد الصالح الذي ينفع نفسه و مجتمعه ) .. إلا أن التمهيد للأمور المهنية لدي الأفراد المعاقين ذهنيا يجب أن يبدأ من فتره مبكرة من حياة الطفل .. حيث يتطلب إعداد الطفل لها فترات طويلة ، كما أنه يجب أن لا نترك فرصة للخطأ حيث يصعب علاج الآثار السلبية لأي خبرات سيئة قد يتعرض لها الطفل خلال المراحل الأولي من العمل .. وبذلك يجب علينا توخي الحذر عند اختيار المسار المهني للطفل ..
و كما قلنا يتخرج الطفل و يبدأ في الالتحاق بالعمل في فتره مبكرة من حياته ، لذلك يجب علينا إكسابه مهارات العمل من سن مبكر من خلال برامج للتهيئة المهنية يتعلم الطفل من خلالها مهارات مهنية عامة تصلح لأن تؤهله للعديد من المهن دون تحديد .. و منها الربط ، التعبئة ، الخياطة ، الدق ، العقد ، الربط و غيرها من المهارات اليدوية بما يفتح المجال أمامه في المستقبل للاختيار من بين العديد من المهن المهنة التي تناسب قدراته و ميوله وتحقق له الثقة بالذات و القدرة على قضاء الوقت فيما يفيد .. لذلك يجب على مدرس الأفراد المعاقين ذهنيا على أن يكون قادر على أن يحدد قدرات الطفل المهنية ان يساعد الطفل في اختيار المهنة التي تناسب قدراته و ميوله و أن يساعد الطفل في تعلم هذه المهنة والتمكن منها .. و بالتالي تحقق له نجاحا فعليا يؤمن له الاستمرار في هذه المهنية .

أحمد جابر أحمد
مسئول برامجمشروع دعم الجمعيات الأهلية
لتدريب و تأهيل المعاقين ذهنيا بأسيوط

 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 07:00 PM.