البنعلي: الدول الخليجية تعاني من أمية لغة الإشارة.. و500 أصم في قطر ..المطوع: نعاني من عدم وجود مراكز تأهيلية لزارعة القوقعة
فشل 6 عمليات من أصل 18 عملية زراعة قوقعة خلال 2004
هديل صابر
تضمنت جلستا العمل استعراضاً لتجارب الدول الخليجية في مؤسسات الصم ومن أبرز هذه الأوراق الورقة القطرية التي قدمتها السيدة عايدة الملا- عضو بالمركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم - التي عبرت عن غبطتها وسعادتها لإنشاء المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم، مشيرة إلى أنَّ المركز أتاح لها ولعدد من المنتسبين بالمركز الالتحاق بجامعة فرجينيا كومنولث للتدريب في ثلاثة مقررات هي اللغة العربية وفن صناعة المجوهرات وفن الرسم على مدار ثلاثة شهور، مشيرة إلى أن هذا يحدث لأول مرة كتجربة، متمنية أن يتم العمل على فتح المجال للصم للتعليم الجامعي لمحو الأمية التي عادة ما تتفاقم لدى فئة الصم بسبب عدم الاهتمام بتوفير طرق تعليم تتناسب واحتياجاتهم.
ومن جانبه علق السيد محمد البنعلي- أمين سر بالمركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم- على منح الأشخاص المصابين بالصمم تقديم أوراق العمل.. مؤكداً أهمية هذا الأمر بهدف تأهيلهم ودمجهم بالمجتمع، ومشدداً على ضرورة تأهيلهم ليكونوا قادة في مجتمعاتهم وعدم تهميشهم، حيث انَّ الأصم القطري كان ضائعا قبل إنشاء المركز وكان يحيا عزلة مجتمعية خانقة، والعزلة لا تعاني منها الدول الخليجية أو قطر بل كافة الدول العربية بسبب الجهل وأمية لغة الإشارة بالمجتمعات العربية بعكس ما هي عليه في الدول العربية، ولكن نحن في دولنا الخليجية جهودنا ذاتية، حيث كان الأصم القطري لايجد متنفساً له سوى المجالس، والفتيات أيضاً كن يعانين بصورة أكبر بسبب العادات والتقاليد التي تمنعهن من الخروج ومغادرة المنزل علاوة على الخجل الاجتماعي من الاعتراف بوجود معاق في هذه الأسرة أو تلك، لكن بعد إشهار المركز أصبحت الفتاة لديها عذر كي تخرج وتتعلم وتطور، وسنسعى أن يكون هناك قياديات من المركز كما تم تأهيل عدد من الشباب من هذه الفئة، مشيراً إلى أنَّ لدى المركز أنشطة اجتماعية وأنشطة دينية وأنشطة إعلامية، وقد بلغت أعداد المصابين بالصمم في دولة قطر قرابة الـ500أصم ، والسبب في قلة الأعداد هو أنَّ التعداد السكاني في قطر قليل إلى جانب التطور الطبي الذي أتاح الكشف المبكر للسمع والمسح، وأكدَّ أنَّ أغلب حالات الصم تعود لعوامل وراثية بسبب زواج الأقارب، وأما المكتسب فهي حالات قليلة تكاد تعد على أصابع اليد، أما أعداد المنتسبين للمركز فعددهم يصل إلى قرابة 190 منتسبا لأنَّ الانتساب يتطلب سناً قانونياً وهم من عمر 18 سنه فما فوق، والتحديد انصياعاً لقوانين إشهار المركز.
وحول المعوقات.. أكدَّ أن التعليم من أبرز المعوقات التي تواجه المعاق بصورة عامة والأصم بصورة خاصة، حيث ان الهبوط في التعليم يسهم في أن لا يجد الأصم وظيفة مناسبة وبالتالي راتبه متدن، وكلما زاد التعليم تحسنت الوظيفة وأسهم في ارتفاع الراتب، والتعليم متدن في كافة الدول العربية ودول الخليج بصفة خاصة حيث لا يتعدى الرابع الابتدائي في المدارس الحكومية وليس المستقلة التي قد لا يحصل المعاق على أكثر من الصف الثاني الابتدائي، ومخرجات المدارس المعنية في تعليم الصم ضعيفة جداً..
والمركز أخذ دور التعليم ونعمل الآن على محو أمية للقراءة والكتابة للغة العربية والمركز قدم عدة دورات، وأطلق المركز مبادرة محو أمية لغة الإشارة ونعمل الآن مع الشرطة وهي الدورة السادسة بقصد الاكتفاء الذاتي من وجود مترجم وليكون العسكري قادرا على التعاطي مع الأصم..
زراعة القوقعة
هذا وستقدم سمية المطوع في الجلسة الأولى لليوم ورقة عمل حول زراعة القوقعة بين الحقيقة والواقع، ستقدم من خلالها نبذة عن دولة قطر وقد بدأت دولة قطر اعتماد هذه العملية و اجراءها في مؤسسة حمد الطبية في صيف (1999، 2000) وقد كان للطالبات الصم بمدرسة التربية السمعية نصيب في الاختيار ضمن الاطفال الذين اجروا العملية حيث ان المدرسة هي المؤسسة الوحيدة التي ترعى الفتيات الصم في الدولة ومع هؤلاء الطالبات بدأ اهتمامنا كفريق عمل بهذه العملية الجراحية، وبما ان هذه التجربة تعتبر جديدة بالنسبة لنا وللجميع ولم تكن لدينا فكرة وافية عنها بدأنا بتشكيل فريق عمل بالمدرسة يسعى لجمع المعلومات حول العملية ويحاول التعرف عليها وعلى جميع نواحيها السلبية والايجابية، ونتيجة لعدم وجود اي مدرسة او مركز يرعى هؤلاء الاطفال زارعي القوقعه بعد اجراء الزراعة تم الحاقهم بمدرسة التربية السمعية من جديد لرعايتهم واحتضانهم وهي مدرسة خاصة بتقديم خدمات تاهيلية وتعليميه للصم فقط، لذا وجدنا انفسنا مسئولين عن هذه الفئة الزارعة للقوقعة وحاولنا عزلهم وتخصيص فصل دراسي خاص بهم لتقديم خدمات تعليمية وتاهيليه تناسبهم.. حيث انهم يحتاجون لجهد كبير في تأسيس اللغة لديهم وتنمية مهارات السمع والنطق، خصوصا وان اعمارهم الزمنيه لا تتوافق مع عمر الأذن الجديدة (الغرسة الالكترونية ).
واستمر العمل معهم على هذا الوضع لمدة اربع سنوات قامت المدرسة خلالها باجتهادات داخلية بوضع خطة تعليمية وتأهيلية مناسبة بقدر المستطاع تغطي احتياجات هؤلاء الاطفال التأهيلية والتعليمية وكل ذلك معتمدين فيه على مجهودات فردية واجتهادية من قبل المدرسة، ونظرا لعدم وجود خطة تأهيلية وتعليمية مقننة خاصة بهذه الفئة اسهم ذلك في تأخر عملية تأهيلهم مقارنة مع عمرهم الزمني حيث كان العمر التعليمي للأطفال يتقدم بينما العملية التأهيلية تسير ببطء شديد خاصة وان معظم الاطفال قد اجريت لهم العملية في سن ما بين خمس سنوات الى تسع سنوات، حيث كانت نسبة العمليات الفاشلة في سنة 2004 (6) حالات من مجموع (18) طفلا زارعا للقوقعه اي الثلث تقريبا، واستمر فريق العمل في الاطلاع والتواصل مع هذه التجربة سواء من خلال الأهل ومعاناتهم أو من خلال الفريق الطبي، حيث في سنة 2007 تفاقمت مشاكل الأطفال التعليمية والصحية وأصبحت الأسر تعاني معاناة حقيقية كان لابد من ايجاد حل لها قدر المستطاع لذا كان الهم الأكبر إيجاد برنامج تأهيلي مقنن خاص بزارعي القوقعة وبدأ الاطلاع على تجارب الدول المجاورة والدول العربية..
وتتضمن الورقة التي ستستعرضها المطوع صباح اليوم سلبيات التجربة التي تتجسد في عدم توافر فريق متكامل لزارعة القوقعه، تم اختيار اطفال لا تنطبق عليهم شروط الزارعة فشلت عملياتهم لاحقا واصبحوا ضحايا للعملية وهم لا ذنب لهم، وعدم وعي الأهل بأهمية التأهيل في مرحلة ما بعد العملية واعتقادهم ان عملية الزراعة ستؤدي الى اخراج طفلهم من عالم الصم الى عالم الناطقين دون ادنى مجهود منهم ادى الى نتائج عكسية واحباطات كبيرة لدى اسر الاطفال زارعي القوقعة، وعدم وجود مدارس ومراكز لتاهيل الاطفال زارعي القوقعة في مرحلة ما بعد الزراعة ادى الى تأخر الاطفال عقليا عن عمرهم الزمني، وارتفاع كلفة صيانة الجهاز وعدم وجود ورش محلية ادى الى عدم استفادة الاطفال زارعي القوقعه من اجهزتهم لشهور طويلة في حال تعطلها.
http://www.al-sharq.com/articles/mor...ate=2009-04-27
__________________
(( المسمى الجديد الآن هو الأشخاص ذوي الإعاقة وليس المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة بناء على طلبهم في اجتماعات اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في نيويورك .. الرجاء نسيان المسميات السابقة كلها ))
والله أحبك يا قطر ** قدّ السما وقدّ البحر ** وقدّ الصحاري الشاسعة ** وقدّ حبات المطر ** والله أحبك يا قطر **