التفكير الناقد

[ايهم ابو مجاهد]

 

التفكير الناقد:

في عالم يتطور بشكلٍ هائل قاذفاً إلينا كماً هائلاً من المعلومات والمعارف تبرز الحاجة إلى تحلي الإنسان بنوع من التفكير الممحص والناقد والمقوم لهذه المعلومات والتطورات والتي ترد إلينا . وتبرز أهمية التفكير الناقد لما له من دور مهم في تمكين المتعلمين من مهارات أساسية في عملية التعلم والتعليم , إذ أن الهدف الأساسي من تعليم وتعلم التفكير الناقد هو تحسين مهارات التفكير لدى الطلبة , والتي تمكنهم بالتالي من النجاح في مختلف جوانب حياتهم , كما أن تشجيع روح التساؤل والبحث و الاستفهام , وعدم التسليم بالحقائق دون التحري أو الاستكشاف يؤدي إلى توسيع آفاق الطلبة المعرفية , ويدفعهم نحو الانطلاق إلى مجالات علمية أوسع , مما يعمل على ثراء أبنيتهم المعرفية وزيادة التعلم النوعي لديهم.
تعريف التفكير الناقد : يعرفه ستيرنبرغ Sternberg 2003 بأنه يتضمن مجموعة من العمليات العقلية (الذهنية ) والاستراتيجيات و التمثيلات التي يوظفها المتعلمون لحل المشكلات , والعمل على صُنع القرارات , وتعلم مفاهيم جديدة.
أما أكنايت Knight 1996 فيعرفه بأنه تفكير عقلي تأملي استدلالي ينصب على تحديد ما يعتقد فيه الفرد أو ما يؤديه.

مهارات التفكير الناقد :

يعد تصنيف واطسون و غليسر من أشهر التصنيفات التي وضعت لمهارات التفكير الناقد , والتي هي :
1. التعرف على الافتراضات : وتشير إلى القدرة على التمييز بين درجة صدق المعلومات محددة وعدم صدقها , و التمييز بين الحقيقية والرأي , والغرض من المعلومات المعطاة.
2. التفسير : ويعني القدرة على تحديد المشكلة والتعرف على التفسيرات المنطقية , وتقرير فيما إذا كانت التعميمات والنتائج المبنية على معلومات معينة مقبولة ام لا.
3. الاستنباط : ويشير إلى قدرة الفرد على استخلاص نتيجة من حقائق معينة ملاحظة أو مفترضة , ويكون لديه القدرة على إدراك صحة النتيجة أو خطأها في ضوء الحقائق المعطاة.
4. تقويم الحجج : وتعني قدرة الفرد على تقويم الفكرة , وقبولها أو رفضها , والتمييز بين المصادر الأساسية و الثانوية , والحجج القوية و الضعيفة , وإصدار الحكم على مدى كفاية المعلومات.
خصائص المفكر الناقد : يتوقع من المفكر الناقد ان يتقن جميع مهارات التفكير الناقد , وقد ذكر جروان 2002 أهم الصفات والخصائص التي يتمتع بها المفكر الناقد وهي :
1. منفتح الذهن نحو الأفكار والخبرات الجديدة.
2. لديه الاستعداد نحو التغيير عند ثبوت الخطأ بالأدلة الكافية و المقنعة .
3. لا يجادل في أمور لا يعرف عنها شيئاً.
4. يعرف متى يحتاج إلى معلومات أكثر عن شيء ما , فهو مبتكر ومتجدد.
5. يعرف أنَّ لدى الناس أفكاراً مختلفة نحو معاني الكلمات .
6. واعٍ لما يجري في أذهان الآخرين.
7. يعرف الفرق بين النتيجة التي قد تكون حقيقية , و النتيجة التي يجب ان تكون حقيقية.
8. يمتلك القدرة على تحدي أفكار الآخرين وعرضها وتدقيقها على محك العقل.
9. يحاول تجنب الأخطاء الشائعة في تحليل الأمور.
10. يبتعد عن الأحكام الذاتية على الأمور .
11. يحاول الفصل بين التفكير العاطفي و التفكير المنطقي.
12. يحاول بناء مفرداته و زيادتها باستمرار.
13. لديه مهارات اتصال عالية.
14. يتسأل عن كل شيء لا يفهمه.
15. يأخذ بالاعتبار الجوانب المختلفة في الموضوع.
16. لديه القدرة على اتخاذ قرارات صائبة في حياته , ويحاكم الأنظمة السياسية و الاجتماعية السائدة وفق معايير محددة.

أهمية تعليم التفكير الناقد:

يشير إينس Ennis 1998 إلى أن الهدف من تعليم التفكير الناقد هو تطوير قدرة المتعلمين على الموضوعية والالتزام بالوضوح والدقة.
وتكمن أهمية التفكير الناقد كما عبر عنها جوزي Guzy1999 فيما يلي :
· يحسن قدرة المعلمين في مجال التدريس و إنتاج منجزات عملية قيمة و مسؤولة.
· يطور تعليم التفكير الناقد لدى المتعلمين تربية وطنية مثالية , وحساً عالياً بالمجتمع المحيط و التفاعل معه و السعي لرقيه وتقدمه , وينمي شعوراً قوياً بالمشاركة السياسية الفعّالة و التوجه الديمقراطي.
· يُحسن من تحصيل الطلبة في المواد الدراسية المختلفة.
· يُشجع المتعلمين على ممارسة مجموعة كبيرة من مهارات التفكير مثل : حل المشكلات , التفكير المتشعب , التحليل التقييم ... وغيرها من المهارات الفكرية.
· يشجع على خلق بيئة صفية مريحة تتسم بحرية الحوار و المناقشة الهادفة .
· يسهل من قدرة المعلمين على إنتاج أنشطة تسمح لطلبتهم بممارسة هذه المهارات في الغرفة الصفية.ينمي قدرة الفرد على التعلم الذاتي.
· يكسب الطلبة القدرة على فهم الفروق الثقافية بين الحضارات , واستيعاب دور المكان في تشكيل الحضارة الإنسانية.
· يحول عملية اكتساب المعرفة من عملية خاملة إلى نشاط عقلي يؤدي إلى إتقان أفضل للمحتوى المعرفي , وفهم أعمق له على اعتبار أن عملية التعلم هي عملية تفكير.
· يُكسب الطلبة تعليلات صحيحة ومقبولة للمواضيع المطروحة في مدى واسع من مشكلات الحياة اليومية, ويعمل على تقليل الادعاءات الخاطئة.
· يؤدي إلى القيام الطلبة بمراقبة تفكيرهم و ضبطهم له , مما يساعدهم في صنع القرارات الهامة في حياتهم.

المصادر:
1. أبو جادو,صالح محمد علي ـ نوفل , محمد بكر,( 2007 ) ,(تعليم التفكير النظرية و التطبيق),الطبعة الأولى , دار المسيرة , عمّان , الأردن.
2. العتوم , عدنان يوسف , (2004), (علم النفس المعرفي ـ النظرية و التطبيق) , الطبعة الأولى , دار المسيرة , عمّان, الأردن.
3 . عبده , عبد الهادي السيد ـ عثمان , فاروق السيد , ( 2002) , ( القياس والاختبارات النفسية أسس وأدوات ) , الطبعة الأولى , دار الفكر العربي , القاهرة, مصر.