.
تأثرت أليكس بيل بفيلم “ذا ساوند أوف ميوزيك” الذي شاهدته في طفولتها كثيرا، وحلمت بعد ذلك ببيت كبير مملوء بالأطفال الذين تحبهم ويحبونها تماما كبطلة الفيلم جولي اندروس.
بعد ثلاث سنوات، بدأت والدتها تأخذها مرة كل أسبوع إلى قسم ذويالاحتياجات الخاصة في المستشفى القريب من منزلها في “سيونتوف”. وتقول أليكس: ان المشافي في ذلك الوقت كانت تعيسة جدا، وكئيبة، شاهدت المعاناة التي يمر بها الأطفال، والأماكن المهملة القذرة، كان معظم الأطفال مخدرين بمهدئات قوية تحرمهم من الحركة، وكانت وجوههم نصف نائمة، فخفت منهم في بادئ الأمر، لكن أمي التي لاحظت خوفي فشجعتني وطلبت مني ألا أخافهم، فهم مجرد أطفال أجسامهم كبيرة، ولا يؤذون أحدا. ومن ثم وجدت نفسها تزداد تعلقا بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوالت زياراتها إلى المستشفى مع والدتها ثم بمفردها بعد ذلك، وفي عمر (22 عاما) أصبحت مدرسة مختصة بالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في “سيونتوف”، وفي بعض الأحيان كانت تأخذ الأطفال معها إلى منزلها لقضاء عطل نهاية الأسبوع أو في أيام الأعياد.
وتقول أليكس: عندما بلغت ال 23 من عمري كنت أعرف جيداً ما أريد، كنت أريد تنبي أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من الذين تخلى عنهم أهاليهم، لكن موظفي الخدمات الاجتماعية لم يساعدوني في ذلك أبدا، واخبروني أنني شابة عازبة ولا أعرف ما أريد بعد، وأني سأغير رأيي بعد سنة أو اثنتين من الآن، لكنني لم أيأس وتابعت الذهاب إليهم، وتقديم الطلبات شهرا بعد آخر إلى أن تمكنت بعد 5 سنين من تبني طفلي الأول ماثيو في 1983 وكان عمره 18 شهراً ويعاني من “متلازمة داون” وتخلى أهله عنه حال ولادته.
وتضيف: أحببته منذ أن شاهدته في مركز “يونغيرساشين” للأطفال في أول يوم بكى بكاء حادا كامل الليل، ولم يستطع أحدنا النوم، لكننا سرعان ما تأقلمنا على العيش معاً وأصبحت لا أعرف الراحة حتى أنهي عملي واذهب إلى البيت لأكون بقربه.
وبعد سنتين لمحت صورة ابني الثاني سيمون في مجلة طبية كان أهله تخلوا عنه لأنه يعاني من “متلازمة داون” وفي قلبه 4 ثقوب. كنت أنا الشخص الوحيد الذي اتصل يسأل عنه يريد ان يتبناه، وأصبحت والدته في 1986.
في العامين التاليين استقبلت الأسرة طفلين جديدين هما أدريان ونايثن، والمصابين أيضاً بمرض “متلازمة داون”.
وتوقع موظفو الخدمات الاجتماعية ان تتوقف أليكس عن تبني الأطفال، لكنها لم تفعل، بل إنها استقالت من عملها لتتفرغ تماما لأطفالها بالتبني وتبنت أربعة جدداً هم اندرو(18 عاما) وتشولي (12 عاما)، وتوماس(25 عاما) وأخيرا (إيمي 11 عاما). وكانوا جميعاً من ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً.
وأليكس مشغولة على مدار الساعة فمتطلبات الأطفال عديدة جداً، ومكلفة في بعض الاحيان.
وتقول: لدي الآن ثمانية أطفال رائعين تتراوح أعمارهم بين 11 و30 سنة، ولو كانوا في دار للرعاية الصحية لكلفوا الدولة 100 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا، لكني لا أتذمر وأستطيع تدبر أمريبشكل جيد جدا.
وتأخذ أليكس جزءاً بسيطاً من مصاريفهم من الرعاية الاجتماعية، لا يكفي لسد ربع الاحتياجات، لكنها تقول إنها تعرف أين توزع دخلها، وبعد أن باعت منزلها في “سيونتوف” تمكنت من فك الرهن عن المنزل ذي العشر غرف الذي تعيش فيه الأسرة.
وتستعين أليكس بمربيتين لمساعدتها في الاعتناء بأولادها كما يذهب خمسة منهم إلى المدارس مما يجعل البيت يعيش حالة هدوء يومي تتمكن فيه من الاهتمام بالأطفال الثلاثة الآخرين.
وتقول: نحن أسرةمتماسكة ومحبة ولا نختلف عن أية أسرة سعيدة أخرى، صحيح أن لكل طفل من أطفالي حالة خاصة تستوجب انتباهاً معيناً، لكن هذا لا يعني أنهم أقل شأناً من غيرهم من الأطفال أبدا، فهم يعرفون المرح والسعادة والمحبة، بعض الناس ينظرون إلى أسرتي ويرون المشاكل، لكنني أحب كل يوم أعيشه معهم، فهم أطفال أبرياء لا يعرفون الحقد ولا الضغينة، رؤية اندرو يعقد ربطة حول رأسه، أو رؤية تشولي وقد توقفت عن الجري المحموم تجعل كل شيء مستأهلا للجهد الذي ابذله، وهذه الأشياء هي التي دفعتني لأكون والدتهم.
وأليكس ليست قلقة كثيراً على مصير أولادها بعد وفاتها فهي تدفع للتأمين الاجتماعي حتى يرعاهم بعد غيابها كعائلة واحدة، وتقول: أرفض ان يعيش أولادي بعيداً عن بعضهم بعضاً، وسوف تتولى مؤسسة مختصة تربيتهم ورعايتهم في بيت واحد فيحال أصابني عارض منعني من الاعتناء بهم.
ويذاع برنامج تلفزيوني عن أليكس في بريطانيا بعنوان “أم مثل أليكس” يتناول تجربتها وحياتها مع أولادها، كماصدر لها كتاب يحمل نفس الاسم تشرح فيه الظروف والحالات الصعبة والسعيدة التي مرتبها
.
.
منقووول