المتفوقون من ذوي الاحتياجات الخاصة :
غالباً ما يتم النظر عند الحديث عن الاطفال المتفوقين المعوقين إلى العاهة الموجودة لديهم , وليس إلى الموهبة بحد ذاتها ,إن الأطفال الموهوبين من ذوي الصعوبات التعلمية أو الإعاقات من السهل تحديدهم نظراً لإعاقتهم , وليس بسبب تفوقهم , و للأسف ثمة برامج قليلة جداً للمتفوقين من ذوي الصعوبات أو الإعاقات , وبين الإعاقات المتعددة الجسمية والنفسية , يعد التخلف العقلي حاجزاً يمنع معظم أشكال الموهبة ويصغّره.
و غالباً ما تفشل المدارس في استيعاب الطلبة الموهوبين من ذوي الصعوبات أو الإعاقات , وإذا كان الطفل المتفوق يستطيع القيام بالأداء التحصيلي أو العملي بشكل جيد فان الخدمات التربوية الخاصة يمكن أن تنسحب وتتقلص . وبسبب – الرفض الاجتماعي الشديد , نجد أن الطلبة المعوقين يعانون عموماً من نظرة متدنية نحو ذواتهم .
و إن التعرف على الموهوبين من ذوي الصعوبات التعلمية يعد مهمة صعبة , وقد لا يكون من السهل على الأساتذة و أولياء الأمور اكتشافهم لأنهم أكثر عموماً – غير مرئيين – و أيضاً فإن الإعاقة تحجب تعبير التفوق والموهبة , و بالرغم من نتائج اختبارات الذكاء هي مفيدة جداً , ولكن الطلاب قد يكونون في حالة اكتئاب و خصوصاً حين يكونون معوقين حسياً بإحدى الحواس الخمس و اقل قدرة في التفكير المجرد , وان التدريب في ميدان – العمل الداخلي – على أساليب التعرف إلى سمات و خصائص الموهوبين إجراء مهم .
وقد استخدم المربيان (آيزين بيرغ و إيبين شتاين ) اختبارات الذكاء , ونتائج اختبارات التحصيل و الانجاز بشكل ناجح , للتعرف على المتفوقين , وقد اقترحا أن تتضمن الملاحظات الموجهة إلى الأهل ما يلي :
1. أن يكون لدى الطفل مخزون كبير من المعلومات تتعلق بعدد من الموضوعات الخارجة عن نطاق اهتمام أقرانه.
2. أن يكون لديه تعمق سريع في العلاقة بين السبب والنتيجة , ويحاول اكتشاف (كيف؟) و (لماذا؟) .
3. أن يسأل أسئلة كثيرة , وغريبة لكنها مفيدة .
4. أن يكون لديه ملاحظة حاذقة و رؤية على الاستنتاج و المحاكمة.
5. أن يكون لديه تعمق في الموضوعات أو المشكلات , وإصرار في الوصول إلى درجة الكمال في العمل .
6. أن تكون لديه رغبة في العمل بشكل مستقل و لكن هذا لا يمنع من حاجته إلى القليل من التوجيه من قبل المعلم.
بينما استخدم ( رينزولي ) مقاييس تقييمية , وترشيح الرفاق الأقران , وتزكية الطالب لنفسه لتحديد الموهوب و التعرف عليه , و قد ركزت المربية ( ريم ) على التفريق الدقيق بين الصعوبات التعلمية , والتحصيل المتدني . وقد أوصى المربيان : ( ميكر و سلفرمان ) باستخدام أسلوب المقارنة بين معوقين وآخرين لديهم صعوبات ووضع معايير تستخدم للتعويض .
يمكن الاستفادة من مقياس ( رينزولي ) للإبداع و اختبارات الابتكار , و ما يتصل بها من استبيانات للتعرف على الموهبة الإبداعية , وقد استخدم اختبار (TTCT) كأداة مفيدة لاكتشاف الطلبة الموهوبين من ذوي الصعوبات التعلمية و التعرف عليها .
و يمكن أن تتضمن برامج المتفوقين الأطفال الموهوبين من ذوي الصعوبات أو الإعاقات التسارع والإثراء التعليمي كليهما , ونظام المجموعات , والإرشاد كوحدات مترابطة و برامج أضافية أخرى . أما الإعاقة المرتبطة باضطراب – النشاط الزائد – فان العلاج الدوائي استعمل و صفة ( الريتالين ) لوجود طاقة زائدة و مستويات نشاط غير اعتيادية , ويستعمل أيضاً أسلوب العلاج السلوكي والتدخل بتغيير السلوك كإستراتيجية أفضل أما القصور و الضعف في الاتصالات و العلاقات فيمكن معالجته بوسائل تعويضية , وبوسائل إعانة ميكانيكية و تدريبات خاصة .
وقد حث المربي ( جيمس 1993) على تحسين الاتصالات و العلاقات يمكن أن يتم للطلبة ذوي الصعوبات و الإعاقات باستخدام الحاسوب , وان تحسين مفهوم الذات وتطويره بشكل ايجابي , يجب أن يشكل الهدف المحوري الخاص ببرنامج الطلبة المتفوقين ذوي الصعوبات و الإعاقات .
و إن التعلم لتقدير مواهبهم و طاقاتهم عالياً و قدراتهم التحصيلية و الانجازية المتميزة , يجب أن يساعد في تنمية مفهوم الذات لديهم ورفع مستوى تطويره , وان مساعدة بقية الطلاب الموهوبين على تقدير انجازات العاجزين الموهوبين واحترامها هو أيضاً إجراء قيم , وان تدعيم الرفاق الأقران عامل مساعد للتلاميذ الموهوبين من ذوي الصعوبات و الإعاقات , مما يؤدي إلى تحسين نظرتهم لأنفسهم و مهاراتهم الاجتماعية , وأطفال آخرون يحتمل أن يتطلبوا نوعاً من التدريب القيمي و الحساسية المرهفة نحو مشاعر الآخرين مما يزيد تطوير حالتهم و قصورهم و تحسينها , وان الفرق التعلم و المجموعات قد تساعد في تحسين الاتجاهات و الميول نحو الطلبة ذوي الصعوبات و الإعاقات , ويساعد في تحسين تعلم هؤلاء الطلبة مهارات التكيف و التأقلم و استراتيجيات حلول المشكلات , واستعمال التقييم الذاتي كأساليب مناسبة و نافعة لهم.
وان السمات السلوكية وفهمها , وفهم خصائص الأطفال الموهوبين ذوي الصعوبات التعلمية , و الذين أصبحوا كباراً ناجحين يمثل عاملاً مساعداً للأساتذة في تشجيع الطلاب المعوقين و حفزهم ليصبحوا أكثر نجاحاً من تلقاء أنفسهم , وان نظام الإرشاد و النصح الإشرافي لهؤلاء الطلبة يشجعهم على الانتماء مع الموهوبين الكبار الذين يعانون من بعض الصعوبات و الإعاقات .
و بالرغم من ضرورة المناهج الفردية للموهوبين من ذوي الصعوبات فإن تعليم التعلم الاستقلالي و في مجموعات صغيرة أيضاً هو من الأساليب المفيدة و الضرورية.
و يجب التركيز على مهارات التفكير المجرد , وان انتباه أولياء الأمور للمعوقين أو ذوي الصعوبات التعلمية يؤدي إلى تعلم متطور وتنمية عقلية , وعلى أية حال فهناك احتمال المبالغة في اهتمام الآباء بالأولاد قد يقود إلى قمع الثقة بالنفس و الضغط على استقلالية الأبناء بظهور الاتكالية على الأهل بينهم , وقد يتعلم الابن وضع الأهل في ضغوطات سلوكية قد تصل إلى إلغاء دور الأب أو الأستاذ أو الأقران الرفاق , والعلاقات العائلية نتيجة للحماية الزائدة من الأهل .
وان مشاركة أولياء الأمور في برنامج التعليم و مجمعات ذوي الصعوبات من الطلبة الموهوبين للتعلم تعد عنصراً حيوياً مفيداً في برنامج تعليمهم.
المصادر:
S , Rimm, G., Davis .1,( تعليم الموهوبين و المتفوقين),ترجمة: عطوف محمود ياسين, المركز العربي للتعريب و الترجمة و التأليف و النشر, دمشق , 2001م.
2.زحلوق ، مها ,( التربية الخاصة بالمتفوقين)، دمشق ، مطبعة قمحة ، 2001 .