عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 02-19-2010, 05:07 PM
الصورة الرمزية عاشقة البدر
عاشقة البدر عاشقة البدر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 73
افتراضي

 

ثانياً : التوافق : Adjustment
يعد التوافق مصطلحاً مرادفاً لمصطلحى السوية ، والصحة النفسية ، طالما أن الشخص المتوافق سوى وينعم بالصحة النفسية. (صلاح مخيمر ، 1984: 5)
والتوافق فى أصله مصطلح بيولوجى على نحو ما حدده دارون ، فالتوافق لديه يعنى قدرة الكائن على التلاؤم مع ظروف البيئة وما يطرأ عليها من تغيرات ، بحيث تتحقق المحافظة على الحياة ، فهذا التلاؤم ليس غير لافتة تخفى ورائها خفض التوتر واستعادة للاتزان بأكثر منه قدرة خلاقة تتيح مواجهة ما يطرأ على البيئة من ظروف جديدة . (صلاح مخيمر ، 1984: 9)
ومازال هذا التعريف يترك بصماته على التعريفات السابقة للتوافق التى وردت عند بعض علماء النفس والمعاجم والموسوعات النفسية حيث تقيم التوافق على التلاؤم والتناغم بين الفرد والبيئة بهدف خفض التوتر إلى أقصى حد فعندما لا يكون هناك توتر "إن كان ذلك ممكناً" تكون الحالة المثلى للتوافق.
ومن هنا كان Goldstein من أوائل الذين احتجوا على ذلك عندما رفض أن تكون وظيفة السلوك مجرد خفض للتوترات التى تهدد اتزان الكائن ولذا أصر على أن يضيف تحقيق الإمكانيات كأعظم خاصية تخص الإنسان البشرى الناضج . (فى: محمد درويش ، 1985: 19)
أما يونج Young (1960) فقد ألح على أهمية المرونة بكل ما تنطوى عليه الكلمة من قابلية للتوافق ، وقدرة على مواجهة المواقف الجديدة . فالتوافق فى رأيه ينحصر فى تلك المرونة التى يشكل بها الكائن الحى اتجاهاته وسلوكه لمواجهة مواقف جديدة بحيث يكون هناك تكامل بين تعبير الكائن عن طموحاته وتوقعاته ، ومتطلبات المجتمع. (فى: عبد الفتاح نجله ، 1993: 11)
وكذلك مخيمر (1978) الذى أكد على أن التوافق لا يمكن أن يكون معياره هو خفض التوتر طالما أن خفض التوتر فى صورته المثلى ينتمى إلى غرائز الموت ، بينما يكون التوتر واشتهاء الاستثارة هو المبدأ الحق الذى ينتمى إلى غرائز الحياة ، وبذلك جاء تعريف مخيمر للتوافق بأنه هو الرضا بالواقع الذى يبدو هنا والآن مستحيلاً على التغير ، ولكن فى سعى دائب لا يتوقف لتخطى الواقع الذى ينفتح للتغير مضيا به قدماً فقدما على طريق التقدم والصيرورة . (صلاح مخيمر ، 1978: 1، 4)
ومن خلال هذا المنظور الجديد يتضح أن التوافق دياليكتيكية ، تزاوج النقيضين وائتلاف بين المألوف والجديد ، بين جهاز العادات وانسقة الذكاء ، بين الجمود والمرونة بين سلبية الاستسلام فى تسامح تجاه ما يستحيل على التغير والإيجابية فى ابتكار لما ينفتح للتغيير ، وتتضح الطبيعة الدياليكتيكية أكثر بالنسبة إلى الجنبات التى تنفتح للتغير، فالفرد لا يكاد يبلغ إلى هدف جزئى أو كلى حتى يستشعر الرضا ، ولكن "لحظات الرضا حبلى بأجنة اللارضا" ومن هنا فإن الرضا الذى يعيشه الفرد لا يلبث أن يلد نقيضه حالة من اللارضا والسخط والتوتر تدفع الكائن فى سلوك جديد ماضياً إلى هدف جديد . ولا يكاد يبلغ هذا الهدف الجديد حتى " يلد الرضا حالة من اللارضا" ، تبعث سلوكاً جديداً ، وهكذا فى غير توقف على طريق التقدم والصيرورة . ( هند سيف الدين ، 1990: 23)

 

رد مع اقتباس