الموضوع: التدخل المبكر
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-10-2013, 06:15 PM
الرمح الرديني الرمح الرديني غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 2
افتراضي التدخل المبكر

 

أهمية الكشف المبكر عن ذوى صعوباتالتعلم

تشكل قضية الكشف المبكر عن ذوى صعوبات التعلم أهميةبالغة، إلى حد يمكن معه تقرير أن فعاليات التدخل العلاجي تتضاءل إلى حد كبير معتأخر الكشف عنهم، حيث تتداخل أنماط الصعوبات وتصبح أقل قابلية للتشخيص والعلاج.

الافتراضات التي نقيم عليها اهتمامنا بضرورة الكشف المبكرعن ذوى صعوبات التعلم :
o أن صعوبات التعلم التي يعانى منها الطفل تستنفذجزءاً عظيماً من طاقاته العقلية والانفعالية، وتسبب له اضطرابات انفعالية أوتوافقية تترك بصماتها على مجمل شخصيته، فتبدو عليه مظاهر سوء التوافق الشخصيوالانفعالي والاجتماعي، ويكون أميل إلى الانطواء أو الاكتئاب أو الانسحاب وتكوينصورة سالبة عن الذات.
o أن الطفل الذي يعانى من صعوبات التعلم هو من ذوى الذكاءالعادي أو فوق المتوسط، وربما العالي--- ومن ثم فإنه يكون أكثر وعياً بنواحي فشلهالدراسي في المدرسة، كما يكون أكثر استشعاراً بانعكاسات ذلك على البيت---- وهذاالوعي يولد لديه أنواعاً من التوترات النفسية الإحباطات التي تتزايد تأثيراتهاالانفعالية بسبب عدم قدرته على تغيير وضعه الدراسي. وانعكاسات هذا الوضع في كل منالمدرسة والبيت.
o أننا حين لا نعمل على الاهتمام بالكشف المبكر عن ذوى صعوباتالتعلم، إنما نهيئ الأسباب لنمو هؤلاء الأطفال تحت ضغط الإحباطات المستمرة،والتوترات النفسية-- وما تتركه هذه وتلك من آثار مدمرة للشخصية-- فضلاً عن إبعادهمعن اللحاق بأقرانهم، وجعلهم يعيشون على هامش المجتمع--- فيصبحون انطوائيين أوانسحابيين أو عدوانيين أو بصورة عامة أطفال مشكلين-- بما يترتب على ذلك من تداعياتتنسحب آثارها على كل من الطفل والأقران والبيت والمدرسة والمجتمع.
o أن الخصائصالسلوكية لذوى صعوبات التعلم والمشكلات المرتبطة بها قابلة للتحديد والتمييز- علىالرغم من تباين أنماط هذه المشكلات لدى أفراد هذه الفئة، إلا أن هناك خصائص سلوكيةمشتركة يشيع تكرارها وتواترها لديهم وترتبط بنمط الصعوبة النوعية، التي تمثل فئاتفرعية أو نوعية داخل مجتمع ذوى صعوبات التعل- ومن ثم فهي تمثل نقطة البداية في أيبرنامج للكشف عن ذوى صعوبات التعلم وتصنيفهم.
o أن المدرس هو أكثر الأشخاصوعياً بالمظاهر أو الخصائص السلوكية التي ترتبط بذوي صعوبات التعلم من حيث التكرار Frequency ، والأمد Duration ، و الدرجة Degree ، والمصدر Source. ولذا فإنالمدرسين هم أكثر العناصر إسهاماً في الكشف المبكر عن ذوى الصعوبات- والمشاركة فيوضع وتنفيذ البرامج العلاجية لهم خلال الأنشطة والممارسات التربوية داخل الفصل.
o أن المدرس هو أكثر الفئات المهنية قدرة على تقويم مدى فاعلية البرامجوالأنشطة والممارسات التربوية، والتغير أو التقدم الذي يمكن إحرازه من خلال هذهالبرامج أو تلك الأنشطة، بسبب طبيعة الدور التربوي والمهني الذي يؤديه من ناحية،وبسبب درايته واستغراقه، وخبراته بالأنشطة والمقررات الأكاديمية، التي قد يفشل فيهاذوى صعوبات التعلم في الوصول إلى مستويات الأداء المطلوبة من ناحية أخرى، مما يمكنهتقويم مدى التباعد بين الأداء الفعلي والأداء المتوقع.
o أننا حين نكشف عنالسبب والنتيجة في العلاقة بين صعوبات التعلم العامة أو النوعية، والاضطراباتالمعرفية والأكاديمية والانفعالية المصاحبة لها، نكون قد أسهمنا إسهاماً فعالاً فيتهيئة الأسباب العلمية لإعداد البرامج العلاجية لذوى الصعوبات. حيث تختلف البرامجوالأنشطة التربوية والعلاجية باختلاف كون صعوبات التعلم والاضطرابات المصاحبة لهاسبباً أو نتيجة.
o أن الطبيعة المتباينة أو غير المتجانسة لذوى صعوبات التعلمتدعم اتجاه التشخيص الفردي لهم- وعلى ذلك يكون المدرس أقدر العناصر على تحليلالسلوك الفردي للتلاميذ، من حيث أمده وتواتره وتزامنه- الأمر الذي يجعل تقديرالمدرسين للخصائص السلوكية لذوى صعوبات التعلم أكثر فاعلية من استخدام الاختباراتالجماعية.
o أن المشكلة الرئيسية لدى التلاميذ ذوى صعوبات التعلم تكمن فيشعورهم بالافتقار إلى النجاح، فمحاولات الطفل غير الناجحة تجعله يبدو أقل قبولاًلدى مدرسيه وأقرانه- وربما لدى أبويه حيث يدعم فشله المتكرر اتجاهاتهم السالبةنحوه- ومن ثم يزداد لديه الشعور بالإحباط- مما يؤدى إلى مزيد من سوء التوافق وتكوينصورة سالبة عن الذات- ويصبح هؤلاء الأطفال غير قادرين على الحصول على تعاونالآخرين، كالأقران والمدرسين والأسرة، مما يعمق لديهم الشعور بالعجز.

قضايا ومشكلات الكشف المبكر عن ذوى صعوبات التعلم
ينطويالتحديد المبكر لذوى صعوبات التعلم على عدد من القضايا والمشكلات المعقدةوالمتداخلة، والتي تلقى بظلالها على مجال صعوبات التعلم،ومنها:
o التباين فيخطوط النمو ومعدلاته، والنضج وخصائصه، ينتظم جميع الأطفال العاديين وغير العاديين.
o إن تحديد التباعدات أو التباينات بين الأداءات الفعلية والأداءات المتوقعةفي ظل هذه التباينات يشكل إحدى الصعوبات التي تعترض عمليات التحديد.
o تقف هذهالصعوبات وغيرها من العوامل الأخرى خلف مختلف قضايا التحديد المبكر ومشكلاته، والتييجب أن توضع في الاعتبار عند تقويم نتائج التحديد المبكر والحكم علىفاعلياته.
o والقضايا والمشكلات الأساسية التي تواجهها عمليات التحديد المبكرلذوى صعوبات التعلم هى: هلامية أو غموض التشخيص - الفروق أو الاختلافات النمائية - دلالات التسميات أو المسميات

أولاً هلامية أو غموضالتشخيص
o تفتقر إجراءات تحديد وتشخيص ذوى صعوبات التعلم غالباً إلىالدقة أو الحنكة، وخاصة مع صغار الأطفال من المستويين الخفيف والمتوسط mild disabilities منهم.
o يصعب القطع بانتماء هؤلاء إلى الأطفال لذوى صعوبات التعلم،اعتماداً على ظهور بعض الخصائص أو الأعراض أو المحددات التي تقترب بهممنهم.
o الأطفال ذوو القصور أو الصعوبات الشديدة فإن الأعراض والخصائص السلوكيةالتي تصدر عنهم تمكن القائمين بالتشخيص من التحديد الدقيق لتلك الصعوبات.
o كشفت الدراسات التي استهدفت تحديد ذوى الصعوبات الحادة Severe مقابل ذوىالصعوبات الخفيفة والمتوسطةmild ، عما يلي:
1. بينما كان ظهور أعراض التأخرالعقلي الشديد مبكراً (عند عمر 8,7 شهر) كان ظهور أعراض التأخر العقلي المتوسط فيعمر زمني أكبر (34.5 شهراً).
2. - بينما كانت الفترة الزمنية المنقضية بينمظاهر الشك في تشخيص التأخر العقلي الشديد، والتأكد من صحة تشخيصه 6.2 شهراً كانتالفترة المنقضية بين مظاهر تشخيص التأخر العقلي المتوسط والتأكد من صحة تشخيصه 12شهراً.
3. - أن تشخيص الصعوبات المعرفية المتوسطة أكثر مشقة في الكشف عنهاوتشخيصها من الصعوبات الحادة أو الشديدة.

ثانياً: الفروق أو الاختلافات النمائية
تشكل الفروق أو الاختلافات النمائيةمشكلة أخرى تواجه الكشف المبكر عن ذوى الصعوبات من حيث:
o يمكن أن تظهر أنماطاًنمائية أُحادية خلال فترات النمو السريع في الطفولة من حيث النمو الجسمي أو الحركي،على حين يبدو نمو الجهاز العصبي المركزي بطيئا نسبياً.
o أن النمو العقلي قدلا يواكب النمو الجسمي أو الحركي أو الانفعالي ،ومثل هؤلاء الأطفال يكتسبون مشكلاتإدراكية حركية، كما يكتسبون مشكلات في الانتباه.
o قد يتباين نمو الجهاز العصبيالمركزي فيؤدى إلى تميز في إحدى القدرات (اللغة مثلاً)، على حين يكون نمو باقيالقدرات أو المهارات محدوداً (مثل التآزر الحركي).
o أشارت اللجنة القوميةالاستشارية لصعوبات التعلم في تقرير لها عام 1986، أن الطفل يكون في موضع الخطرإذا كان من الصعب تحديد الاضطرابات أو الصعوبات النمائية المستقبلية بالنسبة له. أوعندما يتم اعتباره من ذوى صعوبات التعلم اعتماداً على بعض المظاهر السلوكيةالزائفة. ويرجع هذا بالطبع لتأثير الفروق أو الاختلافات النمائية على التشخيص.
o حيث أنه من الصعب غالباً تقويم نمو الجهاز العصبي المركزي فإن أفضل مساعدةيمكن أن تقدم للطفل يشك القائم بالتشخيص diagnostional أنه محل أو موضع خطر، هو أنتقدم له الخدمات والاحتياجات التي تقدم لذوى صعوبات التعلم، فإذا كان التشخيصصحيحاً فإن الطفل يكون قد استفاد من الخدمات التربوية التي تقدم لذوى صعوباتالتعلم. وإذا كان التشخيص خاطئاً فإنه يكون قد استفاد من هذه الخدمات الإضافية.
o على أننا نرى أن هذا الرأي يتجاهل الآثار النفسية المترتبة على اعتبار الطفلمن ذوى صعوبات التعلم والإيحاءات المصاحبة لذلك.

ثالثاً: التسميات أو المسميات
أصبحت قضية أو مشكلةالتسميات من المشكلات الكبرى، بسبب صعوبة التأكد من دقة التشخيص والكشف المبكر عنذوى صعوبات التعلم. وقد أدى هذا إلى أن العديد من الأطفال أُطلقت عليهم تسميات غيرحقيقية أو غير مطابقة لوضعهم الحقيقي mislabeled. فضلاً عن الآثار الجانبيةالمصاحبة التي تتركها هذه التسميات ومنها:
o أن هذه التسميات تؤثر على توقعاتالمدرسين بالنسبة لهؤلاء الأطفال، وعلى نظرتهم لهم وتعاملهم معهم. مما يؤثر بدورهتأثيراً سالباً على تقدير الأطفال ذوى صعوبات التعلم لذواتهم، وتفاعلاتهم معمدرسيهم وتعلمهم منهم.
o تؤدى هذه التسميات إلى إعاقة التقدم التعليمي أوالتربوي للطفل ذي الصعوبة. فيصبح أقل ميلاً للإنجاز الأكاديمي وأكثر توجهاًللانسحاب من مواقف التنافس التحصيلى، والتفاعل مع الأقران. وينمو لديه شعوربالدونية أو بالعجز مما يؤثر على توافقه الشخصي والاجتماعي (الزيات 1988).
o ينتقل تأثير هذه التسميات إلى الأسرة فتبدو ردود الأفعال من أعضاء أسرةالطفل ذي الصعوبة في الاتجاه غير المرغوب، مما يعكس اتجاهاً سالباً نحوه، ويتبادلالطفل أيضاً نفس الاتجاه السالب مع أعضاء الأسرة، وكذا المدرسين وجماعة الأقرانوتتزايد الضغوط النفسية المحيطة بالطفل داخل وخارج البيت مما يدعم لديه الشعوربالعجز.
o إلى جانب تأثير هذه التسميات على تقدير الطفل ذي الصعوبة لذاتهومفهومه عن نفسه، فإنها تؤثر على طموحاته الأكاديمية وتوقعاته من النجاح، فتقلتوقعات النجاح وتزداد توقعات الفشل، وينحسر جهده ويتضاءل لديه الدافع للإنجاز،ويبدو محبطاً قلقاً أقل ثقة بذاته وبقدراته ومعلوماته.

ولتفادى هذه الآثارالمترتبة على قضية التسميات نقترح ما يلي:
o يجب أن يقوم بالتدريس لهؤلاءالأطفال - ذوى صعوبات التعلم - مدرسون مدربون ذوو اتجاهات موجبة نحوهم، ومتفهمونلطبيعة هؤلاء الأطفال وخصائصهم العقلية المعرفية، والانفعالية الدافعية والحركيةالمهارية.
o يجب على هؤلاء المدرسين تجنب التأثر بهذه التسميات في تعاملهم معهؤلاء الأطفال، وتحديد توقعاتهم منهم ، وتفاعلهم معهم، وأن يوازنو بين خصائصهم تلك،والحرص على تحقيق التقدم الأكاديمي الملائم للنمو السوي لهؤلاء الأطفال.
o ترسيخ الاعتقاد لدى هؤلاء الأطفال بقابلية الصعوبات التي لديهم للعلاج،وبإمكانية أن يصبحو عاديين، حتى تستمر رغبة الطفل ومحاولاته لتجاوز الصعوبة التيتعوق بلوغه حاله السواء.


منقول عن
محاضرة - صعوبات التعلم أينمدارسنا منها؟ - الدكتور فتحي الزيات

 

رد مع اقتباس