عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 05-17-2009, 07:58 PM
مريم الأشقر مريم الأشقر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الغاليــ قطر ـة
المشاركات: 550
افتراضي

 

أول كتاب لقواعد الإشارة القطرية - العربية في مارس

الدوحة ـ إسماعيل طلاي

أعلن المجلس الأعلى لشؤون الأسرة عن إصدار كتاب حول قواعد الإشارة القطرية العربية الموحدة، ليكون أول مرجع عربي متخصص متكامل حول تركيب اللغة الإشارية للصم في مارس المقبل بعد عامين من البحوث عبر مكتبات عربية وأميركية وأوروبية، على أن يعمم الدليل كمنهج على مدرسيي التربية الخاصة في بعض مدارس قطر.

بالمقابل، اعترف أخصائيون في الترجمة ولغة الإشارة أن الدول العربية لا تملك أي مدارس متخصصة في تكوين وتخريج مترجمين متخصصين للصم، كما هو معمول به في دول غربية، تماماً كما لا تزال حصة الصم من الترجمة في الفضائيات العربية والقنوات الرسمية العربية ناقصاً.

وجاء الإعلان عن إصدار أول كتاب لقواعد الإشارة القطرية العربية، بمناسبة تنظيم المجلس الأعلى لشؤون الأسرة أمس الملتقى التعريفي بكتاب قواعد لغة الإشارة القطرية العربية الموحدة، بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين، والمهتمين بمجال الصم في قطر.

وقال محمد عبد الرحمن السيد، مدير إدارة ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة: إنَّ «كتاب دليل قواعد لغة الإشارة القطرية العربية الموحدة هو نقلة نوعية في عالم لغة الإشارة العربية الموحدة، متمنياً أن يكون مرجعاً يضاف إلى المكتبة العربية للنقص الحاد في هذا المجال» مضيفاً «من خلال هذا الدليل نسعى في المجلس الأعلى إلى التطوير من لغة الإشارة لتصل إلى مصاف اللغات العالمية بهدف ترسيخ للغة الإشارة في ظل سعي المجلس الدؤوب إلى ردم الهوة الثقافية بين الصم والسامعين بسبب الحاجز اللغوي بين الطرفين، لذلك كان لزاماً على المعنيين بإدارة ذوي الاحتياجات الخاصة

العمل على تطوير أساليب التواصل ومن ضمنها لغة الإشارة الأمر الذي أسهم في بلورة فكرة إصدار القاموس الإشاري الثاني والذي شارك فيه (18) دولة عربية وأكثر من (132) خبيراً الذين صوتوا وأجمعوا على إصدار القاموس الإشاري الثاني

الذي رعته جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للثقافة والعلوم والاتحاد العربي للصم».

وحول بروز فكرة إعداد كتاب حول الإشارات القطرية العربية الموحدة، قال محمد البنعلي، أمين سر المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم، ومدير لغة الإشارة بقناة الجزيرة: «بناء على المؤتمرات السابقة ونقاشاتنا في المنتديات، كان المطلب الملح هو ضرورة تقعيد لغة الإشارة، أو إيجاد قواعد لها، فكان لا بد أن نعرف أولا ما هي قواعد لغة الإشارة، وهل تختلف عن اللغة المحكية أم لا، وما هي هذه القواعد؟ وهل هناك قواعد عالمية للغة الإشارة أم لا؟ وهل قواعد الإشارة العربية موحدة أم متشابهة؟».

وتابع يقول: «تطلب الأمر سنتان للبحث في قواعد الإشارة، لكون المكتبة الوطنية العربية شحيحة في هذا المجال، حيث لم نعثر سوى على مرجعين، خلافاً للمكتبة الأجنبية، وخاصة الأميركية التي كتبت بإسهاب في هذا المجال، لاسيما في لغة الإشارة الأميركية.

وكنا طيلة هذه المدة نجمع المادة لأجل التعلم فقط، ومعرفة ماهية قواعد الإشارة، حتى جاءنا إيعاز من المجلس الأعلى لشؤون الأسرة فكلفت مع الأستاذ سمير بإعداد كتاب حول قواعد الإشارة القطرية العربية الموحدة، وتم بعدها القيام بتدقيق وتحليل المعلومات التي جمعناها خلال السنتين» مضيفاً «ومن ثم، انطلقنا نحو التدقيق والملاحظة الدقيقة للصم، وكيفية إبداء جمله أشارية، من الاستفهام والضمير غير ذلك، ورغم تمكننا من الموضوع مسبقاً، إلا أننا تعمدنا التدقيق، وأخضعنا الصم للملاحظة، من دون أن يشعروا بذلك، تفادياً لإحراجهم، وتوصلنا في الأخير لمحصلة عملية جيدة، سنوجزها في كتاب يصدر قريباً».

وعن سر اختيار عنوان «الإشارات القطرية العربية الموحدة»، قال البنعلي: « بداية، قلنا الإشارات «القطرية»؛ لأن الصم في قطر – بصراحة - هم أولى من غيرهم، مع احترامي للجميع، و»العربية»؛ لأننا لاحظنا من خلال المؤتمرات والندوات وتعاطينا في دول عدة مع الصم أن قواعدهم متشابهة كثيراً، وإن اختلفت في رموز الإشارة، وأعني ماهية الإشارة، وكيف تؤدى هذه الإشارة، فالقواعد هي واحدة، وسيتم شرحها في مضمون الكتاب».

وبشأن الصعوبات التي اعترضت المؤلفان أثناء مرحلة البحث، قال: «لا نخفي صعوبات جعلتنا نستغرق سنتين من البحث؛ بسبب اللغة أساساً، فالمكتبة العربية شحيحة جداً، وكل المراجع باللغة الفرنسية والإنجليزية، واحتجنا لترجمة دقيقة جداً، كما أن البحث كان بهدف التعلم، وليس لإعداد كتاب».

وخلص إلى القول بأنهما استطاعا «الخروج بمسودة كتاب سيرى النور عما قريب، لكننا آثارنا الاجتماع بفئة الصم اليوم للاستئناس بآرائكم وملاحظاتكم، التي لا شك أنه سيكون لها الأثر الكبير، والكتاب قابل للتعديل والتغيير».

وعن محتوى الكتاب، قال المتحدث: «الكتاب احتوى تقريباً على أربعة فصول. الفصلان الأولان لهما نصيب الأسد حول الجانب النظري؛ حيث تطرقنا لجوانب لم يتطرق لها من مراجع كثيرة، واستطعنا أن نوائم بين لغة الإشارة والقرآن الكريم. أما الفصلان الآخران، فهما لب العمل، وكانا حول ماهية لغة الإشارة، وقواعد الجمل الإشارية وتراكيبها، فكان في هذين الفصلين عمل كثير، تواءم معه الخبرة والعلم، وركزنا على الخبرة، وتطرقنا في جمل تفصيلية للكثير من الأمور التي قد نقوم بها، من دون أن ندرك، فقد سمعنا أسئلة كثيرة حول: لماذا الأصم مثلاً يتكلم بهذه الطريقة؟ ولماذا مستواه التعليمي ضعيف؟ ولماذا الجملة وردت بهذه الطريقة؟ وهل اللغة المحكية هي المرجع، ولكن إن شاء الله الكتاب سيرد على الكثير من هذه الاستفسارات، سواء لمن يعملون مع الصم، أو الذين لا يعملون معهم. والفصل الرابع أسهبنا فيه بالحديث عن الترجمة للصم، وقواعد الترجمة، وهل كل من يعرف المؤشر يستطيع أن يترجم؟ وهل كل مترجم يجب أن يكون من الصم؟ وغيرها من الأسئلة التي يجيب عنها الكتاب، مع أمثلة وتحاليل إجرائية، مثلا لماذا الأصم بدأ بهذه الجملة دون تلك».

ومن جانبه أوضح سمير سمرين، خبير لغة الإشارة بالعربية أنَّ «تأليف كتاب عن قواعد لغة الإشارة هو قيد الطباعة، ويتضمن القواعد الخاصة بلغة الإشارة مقارنة باللغة العربية المحكية، ويتطرق الكتاب إلى بنية الجملة الإشارية، والتعبير المصاحب كبديل عن الوقفات والفواصل وأدوات الشرط»، لافتاً إلى أنَّ «قطر بهذا المرجع تكون قد أنجزت أول مرجع متخصص متكامل موجه بالدرجة الأولى لكافة المدرسين الذين عليهم مهمة فهم تفكير الأصم وكيفية تركيب اللغة الإشارية لاسيما وأنَّ الأصم له ثقافته ولغته الخاصة، أما السامعون فلديهم لغتهم المنطوقة، لذلك علينا أن نفهم لغة المصابين بالصمم وثقافتهم لردم الهوة التواصلية فيما بيننا».

كما نوه سمرين بما وصفه «الدعم اللا محدود» الذي وجده الكتاب من المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الأمر الذي يسجل للمجلس والرامي بدون أدنى شك ليكون سباقاً في مجال خدمة ذوي الإعاقات على كافة الأصعدة.

وعلى هامش الورشة تحدث محمد البنعلي عن واقع الترجمة والمترجمين إلى الصم في قطر قائلا: «المشكل ليس في الترجمة، فلدينا عدد كبير من المترجمين، على مستوى عال من الكفاءة، سواء في المركز، أو قناة الجزيرة مثلا، أو أقطار الدول العربية كلها. ولكن الأسئلة المطروحة اليوم فعلا تخص التقعيد، هل هذه الإشارة قواعد، أم مجرد إيماءات وحركات؟ هل هي لغة أم لا؟ وقد توصلنا إلى أنها لغة لها محتويات مثل اللغة المنطوقة، لكن تختلف عن كلامنا العادي».

وعن هوية المترجمين، وما إذا كان يجب أن يكونوا من أسر صماء أم لا، قال: «بصراحة، كلامي قد لا يعجب الكثير من الناس، لكن أكثر المترجمين استفحالا للإشارة وقربا من الصم، هم من أسر غير صماء (ليس لديهم صم في العائلة)، وهذا عكس المنطق. ولكن السؤال: هل كل من يعرف الإشارة يمكن أن يترجم؟ مثل أن تسأل: هل كل من يعرف اللغة الإنجليزية، يمكن أن يكون مترجماً فورياً؟».

واستطرد يقول: «الإشكالية لدى الكثير من الناس ممن لهم صم في العائلة أنهم يعتقدون أنه إن كان لدي أخ مثلا أصم وفهمني، فإن ذلك يعني أن كل الصم يمكن أن يفهمونني، بيد أن الحقيقة أنه يمكنني التواصل مع شخص بلغة لا يفهم الآخرون كل معانيها أو كلها، والنتيجة: هي أنه صحيح أن الأسرة الصماء تساعد في الإشارة، ولكن الترجمة في حد ذاتها علم وفن، فالذي ليس من عائلة الصم له ميزة أنه يأخذ من كل أصم شيء وإشارة وحركة وإيماءة فيكون له كوكتيل إشاري».

وعن سؤال حول الاهتمام الذي يحظى به الصم في وسائل الإعلام، من خلال تجربته مديرا للغة الإشارة بقناة الجزيرة، قال البنعلي: «لأكون منطقيا، الصم لم يعطوا قدرهم حتى الآن، فلا تزال هناك طموحات كثيرة، لكن الوضع أفضل مما كان عليه، فقناة الجزيرة تعطي ساعة يوميا حاليا في ظل عدوان غزة، ونصف ساعة يوميا خلال الأيام العادية، لكننا لا نجد ذلك في فضائيات عربية أخرى!».

وأضاف: «صحيح أن ذلك يبقى غير كاف، على الأقل بالنسبة للتوقيت الذي قد يلائم الأصم في المشرق العربي، ولا يوائم القاطنين في المغرب العربي مثلا، لكن نحن في طور التطوير. والتلفزيونات في دول عربية كثيرة تعطي فترة للصم، مثل الكويت، والشارقة، ودبي، وعمان قريبا، والأردن وسوريا وغيرها، وهذا يمنح للأصم فرصة الاطلاع على الأخبار في فترات مختلفة».

وعن تدريس لغة الإشارة، قال: «كل مدارس التربية السمعية تعلم لغة الإشارة في الدول العربية». في حين اعترف بعدم وجود مدارس لتدريس الترجمة للصم عربيا، قائلا: «في الوطن العربي لا توجد هذه المدارس المتخصصة في الترجمة للصم، والمترجمون يتعلمون من داخل الأسر أو الاحتكاك مع الصم بطريقة عصامية. لكن في أوروبا، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية توجد مثل هذه المدارس، حيث تدرس لغة الإشارة في المقررات الدراسية كخيار ثاني» مضيفا «المفروض أن يكون هناك تخصص لتعليم الترجمة للصم، وتكون هناك جمعية للمترجمين تناط بها مسؤولية الترخيص للمترجمين، وترتيبهم، وتصنيفهم، من مترجم مبتدأ، إلى مترجم متمرس».

وختم يقول: «نحن نتمنى أن تأخذ قطر على عاقتها هذا الدور، ونحن في المركز أخذنا على عاتقنا هذا الدور، وقمنا بدورات كثيرة للمجتمع، وحتى الدورات المتخصصة قمنا بها للشرطة والمستشفى ووزارات عدة، ولكن لا يزال في الجعبة الكثير مما يمكن القيام به».

بدورها، قالت نور محمد المنصوري، أخصائية البرامج في إدارة ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة إنَّ «هناك نية في أن يعمم الدليل كمنهج على مدرسيي التربية الخاصة في بعض مدارس الدولة، كما أنَّ هناك نية لإصدار نسخة (DVD) للدليل ليتسع انتشاره بالصورة التي تجب ولكي تعم الفائدة على رقعة أوسع من الصم في الوطن العربي، على أن يتم توزيعه في شهر مارس المقبل مبدئيا عن طريق إحدى المكتبات المحلية على باقي الدول».

وأشارت أخصائية البرامج المنصوري إلى أنَّ الدليل يتضمن ما بين (300 - 350) صفحة تناقش وتوضح قواعد لغة الإشارة، حيث إنَّ الهدف من هذا الدليل هو وضع قواعد ومعايير تحتكم إليها لغة الإشارة القطرية العربية واعتمادها كأساس علمي تربوي، إلى جانب تحقيق السبق والريادة على مستوى العالم العربي على اعتباره العمل الأول من نوعه، ويعتبر استكمالاً لمشاريع قام المجلس بتنفيذها في مجال الإعاقة السمعية، فضلاً عن المساهمة في وضع قواعد وضوابط تحتكم لها لغة الإشارة في العملية التعليمية التربوية، كما أنَّ الدليل يتماشى مع سياسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الرامية إلى وضع خطط وبرامج لتطويع الخدمات والحياة لتتناسب مع ذوي الإعاقات على اختلافها».



http://www.alarab.com.qa/details.php...o=394&secId=16

 

__________________
(( المسمى الجديد الآن هو الأشخاص ذوي الإعاقة وليس المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة بناء على طلبهم في اجتماعات اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في نيويورك .. الرجاء نسيان المسميات السابقة كلها ))


والله أحبك يا قطر ** قدّ السما وقدّ البحر ** وقدّ الصحاري الشاسعة ** وقدّ حبات المطر ** والله أحبك يا قطر **
رد مع اقتباس