عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-29-2013, 08:52 PM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي

 

نسبة انتشار صعوبات التعلم في القراءة :
يرى بعض الباحثين مثل ليون (1997) وشايويتز (2003) أن صعوبات التعلم في القراءة تنتشر بدرجة كبيرة نسبيا حيث تؤثر على ما بين 15-20% أو أكثر من الأطفال والمراهقين . إلا أن التحديد الدقيق لأعداد التلاميذ الذين يعانون من صعوبات القراءة يعتمد على نفس المتغيرات التي تؤثر على تقدير نسبة انتشار صعوبات التعلم وتضم ما يلي :
1ـ كيف يتم تحديد المشكلات .
2ـ كيف يتم قياسها .
3ـ كيف يتم اختيار العينات لدراسة معدلات انتشارها .
أن غالبية الولايات في أمريكا قد قامت قبل حدوث التغيرات التي طرأت على قانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقات (IDEA) في 2003 – 2004 بتعريف صعوبات التعلم على أنها ذلك التفاوت أو التباين الذي يحدث بين نسبة الذكاء ومستوى التحصيل . ويرى لويس وآخرون (1994) أن الدراسات التي تناولت معدلات انتشار صعوبات التعلم توضح أن ما بين 2.6-5.7% من الأطفال قد حصلوا على درجات في التحصيل القرائي تقل بشكل ذي دلالة عن نسب ذكائهم . وعلى الرغم من أنه ليس كل التلاميذ الذين يصل التفاوت بين تحصيلهم الدراسي ونسب ذكائهم إلى هذا الحد الكبير يمكن تشخيصهم وتحديدهم على أنهم صعوبات التعلم في الوقت الذي نجد أن نسبة كبيرة منهم يعانون بالفعل من صعوبات التعلم . كما يكون من المحتمل أيضا أن يوجد تلاميذ آخرون كأولئك الذين يعانون من صعوبات الحساب يتم تقديم الخدمات المرتبطة بصعوبات التعلم لهم , ومع ذلك فإنهم لا يبدون في الواقع تفاوتا كبيرا بين نسب ذكائهم ودرجاتهم على مقاييس القراءة . وتمثل الفروق بين معدلات انتشار صعوبات التعلم بين الجنسين جانبا أخر من جوانب الاهتمام . فقد أوضحت بعض الدراسات أن الصيغ الجامدة المستخدمة لتصنيف التلاميذ على أنهم ذوو صعوبات التعلم تكشف عن وجود أعداد متساوية من البنين والبنات يتم تصنيفهم كذلك .أن أعداد البنين ذوي صعوبات التعلم تفوق أعداد البنات في هذا الصدد وقد أرجع الباحثون الفرق بين تشخيص المدرسة لتلك الحالات والتشخيص الذي يتم في البحوث والدراسات المختلفة إلى تلك الفروق في إحالة البنين والبنات إلى التربيةالخاصة وهو الأمر الذي يكشف عن زيادة في الأعداد إحالات البنين قياسا بالبنات وهو ما قد يرجع في واقع الأمر إلى سلوك البنين . أن هناك دراسات أخرى قد أكدت على أن أعداد البنين تفوق أعداد البنات حيث تصل النسبة بين الطرفين 1:2 أي أن أعداد الأولاد بذلك تعتبر ضعف أعداد البنات . أن هناك بطبيعة الحال عوامل أخرى كالسلوك مثلا تسهم في وجود مثل هذه الفروق بين معدلات انتشار صعوبات التعلم بين الجنسين وذلك اعتمادا على الإحالات والاختبارات المستخدمة في هذا الصدد . وفضلا عن ذلك فإن هناك عاملا آخر يؤثر على معدل الانتشار هذا يتمثل في التفاعل أو التأثير المتبادل لصعوبات القراءة وصعوبات التعلم عامة . وهناك بعض التلاميذ الذين تنطبق عليهم معايير صعوبات القراءة ولكنهم مع ذلك لا يتم تشخيصهم على أنهم يعانون من صعوبات التعلم , كما أن هناك بعضهم الآخر الذين تنطبق عليهم المعايير الخاصة بصعوبات التعلم ولكن لا تنطبق عليهم المعايير الخاصة بصعوبات التعلم .
كيف يمكن للتعليم أن يسهم في تحقيق الوقاية من صعوبات التعلم ؟
يعد الأساس الهجائي هو المفهوم الأساسي الحاسم الذي يتحدد في ضوئه أن الأفراد يجب أن يجاهدوا حتى يصبحوا قراء أكفاء . ويعتبر هذا الأساس الهجائي بسيطا بشكل مخادع حيث يرى أن الكلمات المطبوعة تتألف من رموز , وأن مثل هذه الرموز تمثل أصواتا , وأن ترتيب تلك الكلمات المطبوعة يمثل تتابع الأصوات التي ينطق بها الفرد عندما يتحدث . وينظر البعض إلى ذلك بصورة مختلفة حيث يرون أن الكلمة المطبوعة ما هي إلا حديث مكتوب . وعلى هذا الأساس فإن الأطفال لا يتعلمون أن يقوموا بتسميع الأساس الهجائي , ولكن يكون لديهم بدلاً من ذلك أن يتعلموا كيف يقوموا بتطبيق ذلك عند تحويل الكلمات المطبوعة إلى مقابلات لغوية منطوقة وهو الأمر الذي يجب أن يعمل التعليم المقدم لهم على كيفية القيام بذلك على نحو ثابت وبطريقة تتم بالكفاءة . ويرى العديد من الباحثين مثل راينور وآخرون (2001) أن هناك تطبيقات يمكن إتباعها عند تعليم القراءة للمبتدئين يتم التعرف عليها وتلخيصها من المجالات البحثية المختلفة كعلم نفس النمو , وعلم النفس العصبي , واللغويات , وما إلى ذلك حيث تتضح من خلال تلك المجالات نتيجتان هامتان لا مفر منهما تتمثل الأولى في أن إجادة الأساس الهجائي يعتبر ضروريا بالنسبة للفرد كي يصبح كفؤا في مهارة القراءة , أما الثانية فتتمثل في أن الفنيات أو الأساليب المستخدمة في التعليم أي الطريقة الصوتية والتي بموجبها يتم تعليم التلاميذ مثل هذا الأساس أو المبدأ بطريقة مباشرة تعتبر أكثر فعالية قياسا بغيرها من الفنيات أو الأساليب التي لا تستخدم في سبيل ذلك . ويبدو أن تلك تكون هي حالة الأطفال الذين يكونون معرضين للخطر صعوبات التعلم في القراءة , ولكي يصبح التلميذ قارئا مبتدئا فإن ذلك يتطلب منه أن يجيد المهارات المختلفة اللازمة للقراءة . ومع تعلم الأطفال لتلك المهارات فإنهم يحققون تطورا من تحديد كلمات قليلة كما لو كانت صورا أو شعارات إلى حل الشفرة واستخدام الأساسي الهجائي . ومن الجدير بالذكر أن يتحول الراشد إلى قارئ متمكن يتطلب منه كما يرى أندرسون وآخرون (1985) أن يكتسب خمس جدارات أو كفاءات يرتكز أولها على إجادة الأساس الهجائي .وهذه الجدارات هي :
1ـ الطلاقة : يدرك القارئ التمكن من الكلمات بصورة ثابتة ويقرأ بسهولة تامة :
2ـ المعرفة بالعلم : استخدام معرفته بالعالم لكي يتمكن من تكوين معنى ما يقرأه .
3ـ الاستخدام المرن للإستراتيجية : تغيير القراءة لكي تتفق مع تلك المادة وفهمها .
4ـ الدافعية .
5ـ القراءة المستمرة .
تعليم الوعي الفونيمي :
أن ربط انخفاض الوعي الفونيمي بصعوبات القراءة قد تزايد خلال عقدي السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضي وهو الأمر الذي دفع الكثيرين إلى البدء بتفحص واختبار مدى الفائدة التي نحصل عليها من تعليم المهارات الفونولوجية لمثل هؤلاء التلاميذ . ومع بدايات التسعينيات كان من الواضح أن الأطفال الأصغر سنا الذين تعلموا تناول الأصوات المتضمنة في لغتهم المنطوقة تقل احتمالات تعرضهم لصعوبات القراءة قياسا بأقرانهم الذين لم يتم تعليمهم المهارات الفونولوجية وفي واقع الأمر هناك كما كبيرا من الأدلة التي تؤكد على تلك الفوائد الجمة التي يمكن أن نجنيها من تعليم المهارات الفونولوجية للقراء المبتدئين . أن معظم الدراسات التي تم إجراؤها في هذا المجال تؤكد على فعالية تعليم التلاميذ تجزئة الفونيمات , وضم الفونيمات معا , وأن التدريب على تجزئة الفونيمات فقط لا يعد إجراء كافيا لذلك . أن تحسين مهارة الطفل في تجزئة الفونيمات قد لا يؤدي في الواقع إلى تحسين مهارته في ضم الفونيمات معا وبالتالي يجب أن نقوم بتعليم هؤلاء الأطفال كلتا المهارتين أي تجزئة الفونيمات , وضم الفونيمات معا إلى جانب , تعليمهم كيفية تطبيق المهارات الفونولوجية التي يتم تعليمها لهم , وضرورة تعليمهم كيفية الربط بين الحروف والأصوات المقابلة لها . أن المهام الخاصة بالوعي الفونيمي يجب أن تبدأ في واقع الأمر كأنشطة بسيطة للغة المنطوقة فإنها يجب تصبح بسرعة أكثر ارتباطا بالحروف . ويجب أن يتم تقييم برامج القراءة للمبتدئين على أساس كيفية قيامها بدمج مثل هذه العناصر معا .أن الجمع بين التدريب على الوعي الفونيمي وتعليم التعرف على الحروف والأصوات يفيد في تعليم الأطفال القراءة وذلك بشكل يفوق تقديم التدريب على الوعي الفونيمي فقط . أن المعلمين الذين لا يقومون مطلقا بتعليم المهارات الفونولوجية , أو الذين يقومون فقط بتعليم بعض المهارات المرتبطة أو ذات الصلة بما يتم تقديمه للأطفال , أو الذين لا يقومون بالربط بيم الفونولوجيا أو الأصوات وبين الحروف الهجائية لا يكون من المحتمل بالنسبة لهم أن يعلموا على الوقاية من صعوبات التعليم أو يقدموا إسهاما معينا من جانبهم في هذا الصدد . ولذا يرى هؤلاء الباحثون أن أولئك الأطفال الذين يكون بمقدورهم تطوير مهاراتهم الفونولوجية قد يكون بوسعهم تعويض تعرضهم الجيني لمخاطر صعوبات القراءة .
تعليم الطريقة الصوتية :
1ـ الطريقة التحليلية لتعليم القراءة واللفظ للمبتدئين .
2ـ الطريقة التركيبية لتعليم القراءة واللفظ للمبتدئين .
3ـ الطريقة المتنوعة لتعليم القراءة واللفظ للمبتدئين .
ويمكن توضيح هذه الأساليب على النحو التالي :
ـ الطريقة التحليلية : وتقوم على تعليم التلاميذ دراسة الكلمات التي تعلموها من قبل , وتحديد العلاقة بين الحروف الهجائية والأصوات الدالة عليها وذلك في تلك الكلمات . ويتم القيام بذلك حتى لا يضطر الأطفال إلى نطق الأصوات فرادى.
ـ الطريقة التركيبية : وتقوم على تعليم التلاميذ الحروف الدالة على الأصوات , وكيفية تحويل الحروف الهجائية أو تجمعات الحروف إلى أصوات (فونيمات) , ثم القيام بضم الأصوات معا لتكوين كلمات يمكن إدراكها.
ـ الطريقة المتنوعة : وتقوم على تعليم التلاميذ قراءة الكلمات غير المألوفة عن طريق إدراك التشابه , وتهجى الكلمات المنطوقة حتى يتمكن التلاميذ من تعلم كيفية قراءة مثل هذه الكلمات , أو تضمين استخدام تعليم الطريقة الصوتية في قراءة النص .
تعليم الجوانب الأخرى من القراءة المبكرة :
يشير كارد Chard (2002) وكون وستال Kuhn Stahl (2003) إلى أن المفردات اللغوية والفهم القرائي يجب أن يكون واضحاً أو صريحاً منظماً . أن التدريس الفعال من شأنه أن يدعم الطلاقة وإتاحة الفرصة لممارسة التلاميذ القراءة الجهرية , والأكثر أهمية من هذا أن يقوم المعلمون بتوفير التغذية الراجعة للتلاميذ حول طلاقة ودقة القراءة من جانبهم وضرورة تحديد أهداف واضحة يتم العمل على تحقيقها وتوضيح مدى تقدم التلاميذ نحو تحقيق تلك الأهداف .
ويرى جيرستين (2001) ووليام (2003) أن الوضع بالنسبة للفهم القرائي يعد مشابهاً لذلك فمساعدة التلاميذ على معرفة الفكرة الأساسية لكل قطعة يتطلب أن يتأكد المعلمون من أن تلاميذهم يعرفون مفهوم الفكرة الأساسية , أن يقوموا بتصويب اتجاه بعض التلاميذ نحو الانتباه إلى الجوانب الأقل أهمية فيما يقرؤونه , وتعليمهم القيام بإعادة الصياغة اللفظية لبعض القطع التي يقرءونها . أما بالنسبة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم فإن الأمر يتطلب أن يتم تعليمهم ذلك بحرص وعناية شديدين .
كيف يمكن للتعليم أن يسهم في علاج صعوبات التعلم في القراءة ؟
من المعروف بالنسبة للوقاية أن هناك وقاية ثلاثية هي الأولية والثانوية والثالثة يمكن استخدامها في مجال القراءة المبكرة كما يلي :
1- الوقاية الأولية :
عادة ما يحدث برنامج التدخل المبكر للقراءة في فصول التعليم العام ويتم استخدام برنامج محوري للقراءة له تطبيقاته الخاصة به , ويتضمن مراقبة تطور التلميذ ومساعدة المعلم على تقييم أداء التلميذ واستخدام الممارسات التعليمية الفعالة .
2- الوقاية الثانوية :
يتم تقديم برنامج التدخل في هذا المستوى أولئك التلاميذ الذين لم يحققوا النجاح عند استخدام برنامج التدخل في مستوى الوقاية الأولية , ويتضمن ما يلي :
-وقت إضافي يخصص لممارسة أنشطة إضافية تختص بتعليم القراءة .
-التدريس في مجموعة صغيرة أو التدريس من قبل متطوعين أو تدريس الأقران لبعضهم.
-تركيز خاص على مهارات حاسمة مثل ضم الفونيمات معاً .
-المراقبة المستمرة للتطور .
وعندما يحقق التلميذ قدراً كافياً من التقدم في برنامج التدخل في مستوى الوقاية الثانوية تتوقف المساندات المقدمة على الفور .
3- الوقاية الثالثة :
عندما نتأكد أن برامج التدخل في المستويين السابقين تكون غير كافيه كما تعكسها البيانات الخاصة بمراقبة التطور يتم اللجوء إلى برنامج من هذا المستوى يتضمن زيادة كبيرة في تكثيف البرنامج , ويستمر التلاميذ في تلقي الخدمات الخاصة بالمستويين السابقين فضلاً عن خدمات إضافية خاصة بهذا المستوى كالتعلم في مجموعة صغيرة مع التركيز على مهارات فك الشفرة والمراقبة الدقيقة للتطور . إن التعليم المبكر للقراءة يفشل في العديد من الحالات وغالباً ما يقرر المعلمون والآباء أن الأطفال الأصغر سناً غير جاهزين لتعلم القراءة وذلك عندما لا يكونوا ممن يتعلمون القراءة إذ يتم تجاهل هؤلاء الأطفال في الوقت الذي ينتظرهم الآخرون كي يصلوا إلى مرحلة النضج , وعندما يكبر هؤلاء الأطفال فإنهم لا يكون بوسعهم أن يقوموا بالقراءة ويفقدون الأساس في معرفة المحتوى ويطورون مفهوماً منخفضاً لذواتهم ويصبحون معرضين لخطر التسرب من المدرسة , لذا ينبغي على المعلمين أن يوفروا تعليماً يتم تصميمه لتصويب أو علاج أوجه القصور المختلفة التي يعانون منها في القراءة وعادةً ما يتم تعريف التعليم الذي يتم إعداده لتصحيح أو تصويب أوجه القصور في القراءة على أنه قراءة علاجيه أو قراءة تصويبيه .

 

__________________
رد مع اقتباس