عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-01-2010, 03:02 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي استراتيجيات في إدارة وضبط الصف لمعلمي التربية الخاصة

 

استراتيجيات في إدارة وضبط الصف لمعلمي التربية الخاصة


تقديم
تعتبر مشاكل الضبط في المدرسة بشكل عام، وفي قاعةالتدريس بشكل خاص، من أكثر القضايا التي تشغل بال التربويين على جميع الأصعدة فيهذه الأيام. فقلة احترام المعلم، وانعدام الانصياع للتعليمات، والقيام بسلوكياتعدوانية اتجاه الآخرين، لدرجة يحضر فيها قسم من الأطفال بعض الأدوات الحادة إلىداخل جدران المدرسة؛ صارت من الظواهر المألوفة التي يواجهها المعلم. إذ أنّ قلةانتباه الطلاب، والانشغال بسلوكيات تخريبية مزعجة في داخل الصف، تسبب ضياع الكثيرمن وقت التعليم خلال الحصة. كما وأن انعدام القدرة على ضبط الطلاب والتحكم فيسلوكهم، يؤدي- في الكثير من الحالات- إلى وقوع المعلم في أخطاء عديدة؛ وذلك بسببانهماكه في العمل على كبح تلك السلوكيات، مستخدماً طرقاً قد تضر في سير العمليةالتربوية، بشكل قد يكون من الصعب لاحقا التحكم في نتائجها (Stevens, 1997 ). فالمعلم الذي يتشوش تركيزه وينزعج نتيجة الفوضى التي يحدثها بعض الطلاب، قد يضطر- تحت لحظات الضغط الممزوج بالغضب- إلى معاقبة هؤلاء الطلاب من خلال الصراخ المتواصلعليهم، أو توجيه الإهانة، وفي بعض الحالات مستخدما أسلوب الشتم أو الضرب.
الأسئلة المطروحة للنقاش هنا: كيف يمكن للمعلمينتحسين استراتيجياتهم ومهاراتهم للمحافظة على إدارة صفيّة ناجحة؟ وكيف يتمكن المعلممن التحكم بسلوك طلابه، وفي الوقت نفسه يضمن توفر أجواء تعليمية حقيقية ينشط فيهاالطلاب "كخلية النحل" بشكل طبيعي داخل قاعة الصف؟ وهل هناك طريقة يمكن للمعلم منخلالها، أن يستعمل وسائل الضبط بنجاعة، بينما يبقى- في الوقت ذاته- إنسانا عادلاومرضياً عنه في أعين طلابه؟

يهدف هذا المقال إلى الإجابة على تلك الأسئلة،من خلال البحث في إحدى القضايا الهامة، والتي يواجها ويعاني منها الغالبية العظمىمن التربويين بشكل عام، ومعلمي المدارس العربية بشكل خاص؛ ألا وهي مشكلة ضبط سلوكالطلاب والإدارة الصفية. اذ سيتم التطرق إلى ظاهرة المشاكل السلوكية المنتشرة فيالمدارس، والصعوبات التي يواجها المعلم على هذا الصعيد. كما وسيتم التركيز على بعضالوسائل الوقائية، التي من شأنها أن تساعد في التقليل من حدة المشكلة. ومن هذهالوسائل، خلق جو إيجابي، وتنظيم قاعة الصف، وبناء القوانين الصفية.

ما هي عملية الضبط ولماذا يستصعب المعلمون منها بكثرة؟
يعرِّف الباحثان سميث وريفيرا (Smith & Rivera, 1995) عملية الضبط بأنها "عملية نظام ما بين الطلاب، بحيث تؤدي إلى حدوث التعلم دونالحاجة إلى التنافس مع عوامل معيقة أو غير منتجة. تلك العملية عبارة عن نظام مكونمن مجموعة قوانين بهدف التحكم والسيطرة على السلوك، واستراتيجيات لضمان استمراريةتلك القوانين." ص1.
تعود الأسباب لحدوث العديد من الصعوبات في إدارةالصف، والتحكم في سلوكيات الطلاب غير المقبولة اجتماعياً، إلى العديد من العواملالمتعلقة بالطالب والمعلم وكذلك الظروف التنظيمية والإدارية التي تمليها سياسةالمنهاج، والعديد من المعيقات الأخرى المتشعبة. سميث وريفيرا (1995) يعددان بعض هذهالأسباب، ويذكران:
· أن المعاش الضئيل للمعلمين في العديد من الدول، يؤدي إلى فتور المعلم عند أداءوظيفته، حيث لا يشعر بانتمائه لرسالته وبالتالي يكون أقل اندماجاً وقلقاً لحل مشاكلطلابه.
· أيضاً قلة دعم الأهل وعدم مقدرتهم على مساعدة الكادر التربوي، يخلق عقبة كبيرة،تحول دون قدرة المعلم على معالجة المشاكل السلوكية كما يجب.
· كما وتعد مشكلة انتشار السلوكيات التي يتناقلها الطلاب عن بعضهم البعض، مثل قلةاحترام السلطة المتمثلة بالمعلم والإدارة، وذلك من خلال الإخلال بالأنظمة والقوانينالمدرسية وتشويش مسار الدرس بشكل دائم، من العوامل المعيقة.
· إضافة إلى ذلك، تواجد العديد من الطلاب الذين يعانون من مشاكل أو اضطراباتسلوكية ( Behavior Disorders )، وكذلك الطلاب الذين يعانون من الصعوبات التعلميّة ( Learning Disabilities ) في داخل الصف العادي دون بناء برامج خاصة بهم؛ يؤدي إلىإثارة الفوضى وبالتالي إلى صعوبات المعلم في عملية ضبط الطلاب.
· كما ويمكن أن يكون لقلة مهارة المعلم في ادارة وضبط السلوك الصفي، وفي طرقمعالجته للفوضى دور مساهم في تفاقم المشكلة.
القائمة متشعبة وقد تطول، ولكن ما يفيدنا هنا اننتعمق بعض الشيء، في الطرق والاستراتيجيات التي من شأنها أن تخدم المعلم، في عمليةضبط السلوك والنجاح في ادارة الصف، وبالأخص الاستراتيجيات الوقائية.

 

رد مع اقتباس