عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 02-19-2010, 05:13 PM
الصورة الرمزية عاشقة البدر
عاشقة البدر عاشقة البدر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 73
افتراضي

 

دراسات سابقة :
يعرض الباحث فى هذا القسم من أقسام دراسته لبعض الدراسات السابقة المرتبطة بموضوع دراسته وفق محاور ثلاثة كما يلى :

أولاً : دراسات تناولت الإعاقة السمعية كمصدر للضغوط النفسية لدى الوالدين:
فقد أوضحت نتائج دراسة ميدو أورلانز Meadow- Orlans (1995) أن أمهات وآباء الأطفال المعاقين سمعياً يعانون من ضغوط نفسية مرتفعة بالمقارنة بأمهات وآباء الأطفال العاديين ، كما أن الأمهات اللاتى لديهن طفل معاق أكثر معايشة للضغوط مقارنة بالآباء .
كما تشير نتائج دراسة مان فريد Manfred (2000) عن تعرض الوالدين لمستويات عالية من الضغوط الناجمة عن وجود طفل معاق سمعياً. الأمر الذى يجعلهما فى حاجة إلى تدعيم ومساندة نفسية واجتماعية لتخفيف تلك الضغوط.
ويتباين مستوى الضغوط النفسية التى يتعرض لها الوالدين باختلاف عمر الطفل. فقد أوضحت نتائج دراسة زيدان السرطاوى (1991) أن آباء وأمهات الأطفال المعاقين سمعياً ممن هم دون السادسة يتعرضون لضغوط نفسية أكبر من آباء وأمهات الأطفال المعاقين سمعياً ممن هم فى مستويات عمرية أكبر. فضلاً عن ذلك فقد كشفت النتائج عن عدم وجود فروق دالة بين أباء وأمهات الأطفال المعاقين فى استجاباتهم للضغوط النفسية التى يتعرضون لها ، وفى مقدرتهم على التواصل مع أطفالهم وكذلك فى درجة رضاهم عن علاقاتهم مع الأشخاص الآخرين خارج إطار الأسرة من المهنيين العاملين مع أطفالهم أو غيرهم من الأشخاص كالأقارب والأصدقاء.
وعلى أية حال فإن هذه النتائج تشير إشارة واضحة إلى تعرض آباء وأمهات الأطفال المعاقين سمعياً لضغوط نفسية عالية.
ويبدو أن التأثير السلبى الذى يحدثه وجود طفل معاق سمعياً على والديه يمتد ليشمل إعاقات أخرى. فقد توصلت دراسة منى الحديدى وآخرون (1994) فى نتائجها إلى ارتفاع مستوى الضغوط النفسية لدى أسر الأطفال المعاقين عقلياً وسمعياً وبصرياً وحركياً بالمقارنة بأسر الأطفال غير المعاقين ، وأن أكثر الأسر تعرضاً للضغوط النفسية هى أسر الأطفال المتخلفين عقلياً يليها أسر الأطفال المعاقين سمعياً، فأسر الأطفال المعاقين حركياً، فأسر الأطفال المعاقين بصرياً.
ومن الدراسات التى ركزت على ردود فعل أمهات الأطفال المعاقين دراسة على شعيب (1991) حيث أسفرت فى نتائجها عن أن أمهات الأطفال المعاقين سمعياً وبصرياً وعقلياً أكثر قلقاً واكتئاباً من أمهات الأطفال العاديين، فضلاً عن ذلك فقد أظهرت أمهات الأطفال المعاقين سمعياً وعقلياً ارتفاعاً فى درجة العصابية من أمهات الأطفال العاديين ، فى حين أنه لم تظهر مثل هذه الفروق بالنسبة لأمهات الأطفال المعاقين بصرياً.
كما أوضحت نتائج دراسة كل من كونستانتاريس ولامبروبولو Kanstantareas & Lampropoulou (1995) ارتفاع مستوى الضغوط النفسية لدى أمهات الأطفال المعاقين سمعياً ،وأن الأمهات يتصفن بوجه عام بضبط خارجى حيث يرجعن كل شئ فى حياتهن إلى عوامل خارجية ليست فى نطاق تحكمهم. وأتضح أيضاً وجود علاقة سالبة بين مستوى الضغوط لدى الأمهات وتقديرهن لذواتهن.

ثانياً: دراسات تناولت أثر الضغوط النفسية لدىالوالدين على توافق طفلهما المعاق سمعياً:
تؤثر الضغوط النفسية التى يتعرض لها الوالدين على الأبناء بما فى ذلك الطفل المعاق نفسه. فقد أشارت نتائج دراسة واطسن Watson (1986) إلى أن المشكلات السلوكية لدى الصم ترجع إلى حدة انفعالات الوالدين ، وأن الدور الإيجابى للوالدين يحد أو يمنع من ظهور تلك المشكلات.
كما أوضحت نتائج دراسة كل من أرنولد وآتكينز Arnold & Atkins (1991) أن الأطفال المعاقين سمعياً يعانون من مشكلات اجتماعية أكثر منها انفعالية . وأن هناك علاقة موجبة بين توافق الأطفال المعاقين سمعياً وتفهم الآباء لهم وحثهم على الاندماج اجتماعياً مع الآخرين .
ومن الدراسات التى ركزت بصورة أكثر على الأمهات وحاجتهن للتدعيم والمساندة للحد من سوء توافق أطفالهن. دراسة كل من بريور وآخرون Prior, et al (1988) التى كشفت نتائجها عن تعرض أمهات
الأطفال المعاقين سمعياً لمستويات عالية من القلق والاكتئاب والمشكلات العامة. وأن تدعيم الأمهات ومساندتهن يعد أمراً مهماً لمنع سوء التوافق السلوكى لدى أطفالهن.

ثالثاً: دراسات تناولت برامج إرشادية واستراتيجيات لمساعدة الوالدين فى مواجهةالضغوط النفسية:
ففى دراسة لـجرينبرج Greenberg (1983) عن فاعلية برنامج الإرشاد والتدريب المنزلى فى مساعدة الوالدين على التوافق مع حالة طفلهما الأصم لخفض الضغوط الواقعة عليهما . وتكونت العينة من (24) أسرة ممن لديهم طفل أصم يتراوح عمره ما بين (3-5) أعوام، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين إحداهما تجريبية ، والأخرى ضابطة. ولقد اسُتخدم فى البرنامج محاضرات أسرية تتضمن إرشادات عن الصمم وآثاره، وردود الفعل ، وطرق التواصل مع الطفل المعاق سمعياً وكيفية العناية به. وأشارت النتائج إلى أن البرنامج له تأثير دال إحصائياً فى خفض مستوى الضغوط لدى الأمهات عن الآباء ؛ كما عبر الآباء والأمهات عن حاجاتهم إلى التفاعل مع آباء وأمهات أطفال صم آخرين، وعن حاجاتهم إلى معلومات عن حالة أطفالهم ، وحاجاتهم إلى الإرشاد. كما أظهر أطفال مجموعة الأسر التجريبية تحسنا فى المهارات الاجتماعية والتواصلية ، وكانوا أكثر شعوراً بالأمان فى ارتباطهم بالأسرة ، وأفضل توافقاً من أطفال مجموعة الأسر الضابطة .
وبالنظر إلى تلك النتائج نجد أنها تؤكد فاعلية البرنامج فى خفض الضغوط لدى الأمهات مقارنة بالآباء. وقد يرجع ذلك إلى الدور المهم الذى تقوم به الأمهات فى رعاية أبنائهن عامة ، والمعاقين منهم خاصة ، مما يجعلهن أكثر تعايشاً للضغوط من الآباء ، وأكثر رغبة فى التخلص من تلك الضغوط.
وفى نفس السياق قام كل من أدمس و تيدوولAdams & Tiduall (1989) بدراسة للتحقق من فاعلية برنامج التعليم الذاتى فى خفض الضغوط لدى آباء الأطفال المعاقين سمعياً، وتكونت العينة من (50) من آباء - لأطفال معاقين سمعياً- تراوحت أعمارهم ما بين (26-44عاماً) ، ومن مستويات تعليمية مختلفة وتم تقسيمهم عشوائياً إلى مجموعتين إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة ، ويشتمل البرنامج على دليل مختصر يضم (8) وحدات يستغرق تطبيقها (8) أسابيع ، وتضم كل وحدة عدة أقسام لمناقشة مفهوم الأصم ، وتنمية المهارات ، وأمثلة لتفاعل الأب مع الطفل لتوضيح المهارات المستخدمة، وملخص ، وأنشطة الوحدة ، وتمارين للتدريب على المهارات ، وقسم لتسجيل الملاحظات ، وقد أوضحت النتائج أن البرنامج ليس له تأثير فى خفض مستوى الضغوط لدى مجموعة الآباء التجريبية. ولقد أفاد الآباء بأن هذا البرنامج كان من الممكن أن يكون عظيم الفائدة لو أنهم تلقوه وقت اكتشاف الإعاقة السمعية فى أطفالهم . كما عبر الآباء عن حاجاتهم إلى معلومات عن كيفية التكيف مع اتجاهاتهم ومشاعرهم عن الإعاقة السمعية وكيفية التصرف حيال سلوك أطفالهم.
وعلى الرغم من أن تلك النتائج قد أوضحت عدم فاعلية البرنامج فى خفض الضغوط النفسية لدى الآباء ، إلا إن هذه النتائج قد أكدت على حقيقة هامة وهى ضرورة التدخل المبكر للحد من آثار الإعاقة على الوالدين وقت اكتشافها ، فكلما كان التدخل مبكراً كانت نتائج البرنامج أكثر إيجابية وفاعلية.
ومن الدراسات التى حاولت تحديد احتياجات أولياء أمور الأطفال المعاقين - سمعياً، وبصرياً ، وعقلياً ، وبدنيا - لمواجهة الضغوط النفسية الناجمة عن إعاقة الأبناء ، دراسة كل من عبد العزيز الشخص وزيدان السرطاوى (1998) التى توصلت فى نتائجها إلى أن أولياء الأمور اتفقوا على ترتيب الاحتياجات حسب أهميتها . بحيث يأتى الدعم المادى أولاً يليه الاحتياجات المعرفية ، ثم الدعم المجتمعى ، وأخيراً الدعم الاجتماعى.وأن تلك الاحتياجات تتزايد بصورة عامة بارتفاع مستوى الضغط النفسى وبارتفاع مستوى مواجهة الضغط النفسى.

تعليق عام على الدراسات السابقة:
من خلال عرض الدراسات السابقة أتضح أن الإعاقة السمعية للطفل تعرض الوالدين لضغوط نفسية عديدة ، وأن الأمهات أكثر معايشة لتلك الضغوط ، وقد أتضح كذلك أن هذه الضغوط تنعكس بالسلب على توافق الطفل المعاق ، الأمر الذى يدعو إلى ضرورة تقديم برامج إرشادية للوالدين – والأمهات خاصة - لخفض الضغوط النفسية الواقعة عليهما مما يترتب عليه تحسين توافق أطفالهما المعاقين سمعياً.

 

رد مع اقتباس