عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-20-2009, 01:46 AM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي

 

صعوبات تعلم الكتابة
writing learning difficulties


الكتابة: هي نظام لتسجيل الأفكار والمشاعر على الورق لنتقاسمها مع الآخرين، كما أنها مهارة مركبة تتضافر فيها الآليات الحركية مع قدرة الطفل الحركية. ( عبير صديق، 2006: صـ63-64). وجديراً بالذكر أن الكتابة تعتبر مهارة سابقة للتهجئة والتعبير الكتابي. لذلك قد يصبح العجز في الكتابة معوقاً للتعبير الكتابي ولتحقيق التقدم لاحقاً قد يكون من المفيد تعلم الأطفال أولاً كتابة الحروف بدقة وسرعة. إلى أن بالرغم من أن الكتابة تحتل الترتيب الأخير في منظومة تتابع النمو إلا أن الطريقة الكلية في تعليم اللغة تشجع الأطفال على الكتابة حتى قبل أن يتعلموا القراءة. الهدف الأساسي من الكتابة في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية هو تكوين عادات الكتابة الصحيحة القائمة على المحاكاة والتكرار وطول التمرين وكثرته ويتطلب هذا استمرار الطفل على رسم الحروف والكلمات رسماً صحيحاً. وتعد عملية الكتابة اليدوية عملية معقدة، وتعتمد على العديد من المهارات والقدرات المختلفة. حيث أن الكتابة تتطلب دقة الإدراك للأنماط المختلفة للرموز المرسومة التي ترتبط بكل من المهارات البصرية والحركية. وهذه بدورها تعتمد على الوظيفة البصرية للعين، والتناسق بين حركة العين واليد وضبط إيقاع كل من حركات الأصابع والعضلات الدقيقة لها كما تتطلب الكتابة دقة الذاكرة البصرية والذاكرة الحس حركية للحروف والكلمات.

وسوف نتناول صعوبات الكتابة من خلال النقاط الأساسية التالية:

مؤشرات ومظاهر صعوبات الكتابة:
إلى أن صعوبات تعلم الكتابة قد تظهر في تشوه شكل الحروف أو تباعد أحجامها والمسافات بين الكلمات. وتمايل سطور الكتابة أو تباعد درجات الضغط على القلم أثناء الكتابة. وجديراً بالذكر أن الحروف العربية مشوبة ببعض الصعوبات التي تسبب مشكلات عند تعلم الأطفال الكتابة أو مزاولة الإملاء ومنها:
• تغير رسم الحرف حسب انفصاله أو اتصاله، وتنوع أشكاله حسب موقع، الحرف وهذا التعدد في صور الحروف يؤدي إلى إرباك المتعلم سواء في القراءة أو الكتابة.
• تشابه بعض الحروف وتقاربها شكلاً. • النقاط أعلى وأسفل الحرف من أشد العوامل التي تزيد رسم الكتابة لبساً وارتباكاً ويؤدي إلى الخلط بين الحروف.
• صعوبة مرتبطة بالشكل الذي يتضمن استخدام الحركات الثلاثة (الضمة، الفتحة، الكسرة) حيث لا يضبط نطق الكلمة إلا بها.
• الوقوع في الخطأ الإملائي: فالضمة تقلب واواً عند الكتابة، والتنوين قد يقلبه المتعلم نوناًَ إلى جانب صعوبة كتابة التاء وبنوعيها (المفتوحة والمربوطة).
• صعوبة التمييز بين قصار الحركات وأطوالها عند الكتابة. ورغم أهمية المهارات الحركية لإعادة إنتاج شكل الحروف، إلا أن الكتابة اليدوية أيضاً تعتمد على معرفة التلميذ بالحروف ليكون قادراً على ربط اسم الحرف بشكله، وأن يمتلك القدرة على تصوير وتمثيل الحرف من الذاكرة بصورة دقيقة، بجانب قدرته على الوصول إلى شكل هذا الحرف من الذاكرة واسترجاعه.

عوامل وأسباب صعوبات الكتابة:
1ـ الافتقار للقدرات النوعية:ــ من خلال الدراسات التي تناولت العوامل المرتبطة بصعوبات التعلم، أن ذوي صعوبات التعلم عامة وذوي صعوبات الكتابة خاصة يفتقرون إلى القدرات النوعية الخاصة التي ترتبط بالكتابة: كالذاكرة البصرية والقدرة على الاسترجاع من الذاكرة، إلى جانب القدرة على إدراك العلاقات المكانية. إلى أن ذوي صعوبات التعلم يميلون إلى استخدام إستراتيجيات وأساليب عشوائية في كتاباتهم، مع ضعف الاهتمام الواضح بما يكتبون.
2ـ اضطراب الجهاز العصبي المركزي:ــ ومن جانب آخر أشارت البحوث في مجال الجهاز العصبي المركزي إلى أن حدوث أي خلل أو اضطراب في هذا الجهاز لدى الطفل يؤدي إلى قصور أو خلل في الوظائف المعرفية والإدراكية واللغوية والأكاديمية والمهارات السلوكية للطفل ومنها مهارات الكتابة. كما يفتقر هؤلاء الأطفال إلى القدرة على التآزر الحسحركي واستخدام اليد والأصابع، وإدراك المسافات والعلاقات بين الحروف والكلمات.
3ـ مشكلات في الإدراك السمعي والبصري:ــ ويوجد هناك ارتباط بين صعوبة التهجئة وصعوبات الكتابة اليدوية، وأنه من النادر اعتبار صعوبات الكتابة اليدوية، على أنها السبب الوحيد للتهدئة غير الصحيحة. فمشكلات الإدراك السمعي خاصة صعوبة التمييز السمعي يمكن أن تؤثر على التهجئة وكذلك فإن ضعف استخدام الذاكرة البصرية يمكن أن يعيق استرجاع بعض الكلمات اللازمة.
4ـ مشكلات في الإدراك البصري الحركي:ــ كما أن صعوبة الكتابة يمكن أن ترجع إلى الجانب البصري الحركي الذي يؤدي إلى صعوبة في نسخ الحروف أو الكلمات على الرغم من قدرة التلميذ على قراءتها شفهياً.
5ـ مشكلات في التكامل بين الأنظمة العصبية:ــ وهناك أهمية للتكامل بين الأنظمة العصبية السمعية والبصرية والحسحركية في الكتابة. فاضطراب النظام السمعي في الدماغ يؤثر على الإدراك السمعي Auditory perception وبالتالي إدراك الأصوات بشكل مشوش وهذا يؤدي إلى اضطراب التمييز السمعي Auditory discrimination فيما بين أصوات الحروف المتشابهة مما يؤدي إلى كتابتها بشكل غير صحيح، ويؤدي تلف الفص الصدغي الأيسر إلى اضطراب في تحليل وتركيب الأصوات، والكتابة، وحفظ الكلمات واسترجاعها بشكل متسلسل. وصعوبة الكتابة الناتجة عن "العجز الوظيفي للمخ" يرجع إلى أن الطفل يكون غير قادر على تذكر التسلسل الحركي لكتابة الحروف والكلمات فهو يعرف الكلمة ويستطيع نطقها ويتعرف عليه عند مشاهدته لها ولكنه مع ذلك غير قادر على تنظيم وإنتاج الأنشطة الحركية اللازمة لنسخ أو كتابة الكلمة من الذاكرة.

وبذلك نستطيع القول أن القدرة على التمييز البصري والسمعي، والذاكرة البصرية والسمعية، والقدرة على إدراك التتابع والتآزر بين العين واليد والتكامل البصري الحركي، تعد متطلبات أساسية لازمة للنجاح في أداء مهام الكتابة.

تقييم وتشخيص صعوبات الكتابة:
تعددت مداخل تقييم وتشخيص صعوبات الكتابة ومن هذه المداخل تقييم اليد المفضلة في الكتابة، وتقييم الأخطاء، إلى أنه يمكن تقييم الأخطاء في الكتابة من خلال المهارات الفرعية التي تتضمن: تقييم الخطوط في الكتابة من حيث الانحناء والميل والاستقامة، وشكل وحجم واستقامة الحروف والكلمات وإكمالها والفراغات بينها، علاوة على وضع الجسم وطريقة الإمساك والضغط على القلم أثناء الكتابة. ومن الممكن تشخيص صعوبات الكتابة أثناء النسخ أو الإملاء من خلال رصد الأخطاء: عدد الأحرف والنقط التي أهملها أو أبدلها أو أضافها الطفل أثناء الكتابة، وتقييم الأحرف: الغير منتظمة أو الغير كاملة الإغلاق أو التامة الاتصال. وتتعدد أساليب تقويم مهارات الكتابة مابين أساليب التقييم الرسمية وأساليب التقييم الغير رسمية. على أن هذه الأساليب أياً كان نوعها تشمل الاختبارات والمقاييس التي أعدت لهذا الغرض ومنها:
الاختبارات التحصـيلية:ــ التي تقدم قياساً أو تقديراً مسحياً عن من تكون نتائجهم مفيدة في تحديد الأطفال الذين يحتاجون إلى برامج تدريسية أو تدريبية تصحيحية أو إجراءات تشخيصية إضافية. الاختبارات التشخيصية: التي تقدم معلومات تفصيلية دقيقة عن الطفل في مختلف مهارات الكتابة وتستهدف تحديد مواطن القوة والضعف لدى التلميذ.
الاختبارات محكية المرجع:ــ التي تحدد مستوى أداء التلميذ في ضوء الأداء الفعلي المحدد، الذي في ضوئه يمكن الحكم على مدى إتقان التلميذ للمهارة موضوع التقييم في إطار الأهداف التدريسية المحددة للمهارة.

علاج صعوبات الكتابة:
وهناك مجموعة من المبادئ العلاجية التي يجب أن يشتمل عليه برنامج صعوبات الكتابة فيما يلي:
• تدريب النماذج الحركية الضرورية لإنتاج الحروف والكلمات بشكل آلي دون تحكم بصري: من خلا ل التمرين والتكرار وتدريس الحروف التي تشترك في النماذج المتشابهة.
• تحسين الإدراك البصري ـ المكاني: للتغلب على صعوبة التعرف على شكل الكلمة ككل.
• تحسين التمييز البصري للحروف والكلمات: لإتاحة الفرصة للطفل لاختيار الاستجابات التمييزية.
• تحسين الذاكرة البصرية للحروف والكلمات: عن طريق الأنشطة التي تساعد الأطفال على إعادة تخيل الحروف والكلمات، وربط التخيل البصري مع الكتابة. ( صلاح عميرة، 2002: 63 ـ 70 ).

المهارات اللازمة لتعلم الكتابة:
وجديراً بالذكر أن هناك تأثير للإدراك الحسي على تعلم اللغة، فاللغة العربية تشتمل على 28 حرف لكل حرفاً صوتاً مختلفاً عن الحروف الأخرى ــ لذا يجب على الأطفال أن يمتلكوا القدرة على توسيع الإدراك الحسي البصري والسمعي ليتمكنوا من التمييز بين هذه الأصوات والحروف ــ وبدون امتلاك الطفل هذه المهارات سوف يجد صعوبة كبيرة في اكتساب مهارات تعلم القراءة والكتابة. ولذلك فهناك مهارات لازمة لعملية الكتابة لا تختلف عن القراءة فكلاهما يعتمد بصورة كبيرة على الحواس المختلفة واستخدام بعض القدرات العقلية ولكن تختلف القراءة عن الكتابة في استخدام اليد، وضرورة التوازن بين حركة اليد والعين أو حركة اليد والأذن.
العين:ــ ترى الحروف والكلمات وترسم لهم صورة صحيحة في الذهن مما يساعد على تذكرها حين يراد كتابتها. "مهارة التمييز البصري"
الأذن:ـ فهي تسمع الكلمات والحروف وتميز أصواتها. وإدراك الفروق الدقيقة بين الحروف المتقاربة. "مهارة تمييز سمعي"
اليد:ــ فهي التي تؤدي العمل الكتابي وإظهار الصورة الذهنية المتعلمة على الورق، لذا يحتاج الطفل إلى التدريب الدائم على الانضباط اليدوي العضلي في رسم الحروف وكتابة الكلمات
كذلك يحتاج الطفل إلى التدريب المستمر على كيفية التنسيق بين ما يراه الطفل وكتابته أو ما يسمعه وكتابته. "الاستعداد الحركي الإدراكي" (رحاب صالح، 2002: 123 ــ 114 ــ 115).

مظاهرالضعف الكتابي عند ضعاف السمع الآتي :
• خط ردئ مشوش "ملخبط" صعب قراءته
. • أخطاء إملائية فادحة.
• عدم الالتزام بأدوات الربط أو التكوين اللغوي السليم أو وضع النقاط مكانها لعدم استخدامه ظاهرة التهجي أو استرجاع الذاكرة السمعية لصوت الكلمة نتيجة لضعفه السمعي.
• يكتب الحروف بشكل خطوط ذات رؤية حادة. • تباين في أحجام الحروف والكلمات.
• ميل السطر إلى أعلى أو إلى أسفل، صعوبة الفهم من السياق أو المضمون.
• صعوبة في تسجيل أفكارهم أو التعبير عنها كتابةًً.
• أخطاء في ترتيب حروف الكلمة. بعض طرق مواجهة صعوبات الكتابة لدى ضعاف السمع:ــــ هناك عدة عناصر تساهم في حدوث صعوبات الكتابة لدى الأطفال ضعاف السمع ويمكن مواجهة تلك الصعوبات كالتالي:ـــ أولاً : إرشاد الأسرة. ثانياً : تطوير مهارات تنبيه اللغة للمساعدة على القراءة والكتابة. • الإدراك. • التعرف على الصوت. • تحديد مصدر الأصوات أو مكانها. • تمييز الصوت. • الإدراك البصري. ثالثاً: الظروف الصوتية المثلى والتخطيط الجيد لتنمية المهارات السمعية لضعاف السمع للتدريب على القراءة والكتابة والإملاء. (صلاح الدين مرسي).

 

__________________
رد مع اقتباس