عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-19-2010, 05:10 PM
الصورة الرمزية عاشقة البدر
عاشقة البدر عاشقة البدر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 73
افتراضي

 

ثالثاً : الإعاقة السمعية: Hearing Impairment


o مفهوم الإعاقة السمعية :
يذهب كل من يسلديك والجوزين Ysseldyke & Algozzine (1995) إلى أن الإعاقة السمعية تعنى القصور فى السمع بصفة دائمة أو غير مستقرة والذى يؤثر بشكل سلبى على الأداء التعليمى للطفل .
(Ysseldyke & Algozzine, 1995: 384)
وتعرف ماجدة عبيد (2000) الإعاقة السمعية بأنها تعنى حرمان الطفل من حاسة السمع إلى درجة تجعل الكلام المنطوق ثقيل السمع بدون أو باستخدام المعينات ، وتشمل الإعاقة السمعية الأطفال الصم وضعاف السمع. (ماجدة عبيد ، 2000: 33)
ويذكر عبد المطلب القريطى (2001) أن الإعاقة السمعية أو القصور السمعى مصطلح عام يغطى مدى واسعا من درجات فقدان السمع يتراوح بين الصمم أو الفقدان الشديد الذى يعوق عملية تعلم الكلام واللغة ، والفقدان الخفيف الذى لا يعوق استخدام الأذن فى فهم الحديث وتعلم الكلام واللغة . (عبد المطلب القريطى ، 2001 : 311)
ويرى محمد عبد الحى (2001) أن الإعاقة السمعية مصطلح يعنى تلك الحالة التى يعانى منها الفرد نتيجة عوامل وراثية أو خلقية أو بيئية مكتسبة من قصور سمعى يترتب عليه آثار اجتماعية أو نفسية أو الاثنتين معاً، وتحول بينه وبين تعلم وأداء بعض الأعمـال والأنشطة الاجتماعية التى يؤديها الفرد العادى بدرجة كافية من المهارات ، وقد يكون القصور السمعى جزئياً أو كلياً ، شديداً أو متوسطاً أو ضعيفاً ، وقد يكون مؤقتاً أو دائماً ، وقد يكون متزايداً أو متناقصاً أو مرحلياً . (محمد عبد الحى ، 2001: 31)
ومن هنا يتضح أن الإعاقة السمعية تستخدم لتمييز أى فرد يعانى من فقدان السمع بصفة دائمة أو غير مستقرة ، وفى إطار هذا المصطلح العام يقتضى التمييز بين مفهوم الأصم Deaf وضعيف السمع Hard of Hearing كما يلى:
يوضح عبد المطلب القريطى (2001) أن الأطفال الصم هم أولئك الذين لا يمكنهم الانتفاع بحاسة السمع فى أغراض الحياة العادية سواء من ولد منهم فاقدين السمع تماماً ، أو بدرجة أعجزتهم عن الاعتماد على آذانهم فى فهم الكلام وتعلم اللغة ، أو من أصيبوا بالصمم فى طفولتهم المبكرة قبل أن يكتسبوا الكلام واللغة ، أو من أصيبوا بفقدان السمع بعد تعلمهم الكلام واللغة مباشرة لدرجة أن آثار هذا التعلم قد تلاشت تماماً ، مما يترتب عليه فى جميع الأحوال افتقاد المقدرة على الكلام وتعلم اللغة. (عبد المطلب القريطى ، 2001: 312)

أما عن مفهوم ضعيف السمع، فيذهب أحمد يونس ومصرى حنورة (1990) إلى أن الطفل ضعيف السمع هو الذى لديه تلف فى السمع ، وعلى الرغم من تخلفه السمعى فإنه يمضى وفقاً للنمط العادى والذى يحتاج من أجل تربيته ترتيبات خاصة أو تسهيلات معينة على الرغم من عدم الحاجة إلى كل الطرق التى تستخدم مع الأطفال ذوى الصمم الكلى. (أحمد يونس ومصرى حنورة ، 1990: 72)
ويعرف زيدان السرطاوى (1991) ضعيف السمع بأنه ذلك الشخص الذى يعانى من نقص فى حاسة السمع بدرجة تجعل من الضرورى استخدام أجهزة أو أدوات مساعدة حتى يتمكن من فهم الكلام المسموع. (زيدان السرطاوى، 1991: 309)
ويذكر كل من يسلديك والجوزين Ysseldyke & Aklgozzine (1995) أن ضعيف السمع هو الفرد الذى يعجز سمعه لدرجة تبلغ عادة (35 إلى 69 ديسيبل) مما يجعل من الصعب عليه بدرجة لا تعوقه عن فهم الكلام عبر الأذن فقط سواء باستخدام معين سمعى أو بدونه. (ysseldyke & Algozzine. 1995: 385)
وترى ماجدة عبيد (2000) أن الطفل ضعيف السمع هو الذى فقد جزءاً من قدرته على السمع بعد أن تكونت عنده مهارة الكلام والقدرة على فهم اللغة وحافظ على قدرته على الكلام، وقد يحتاج هذا الطفل إلى وسائل سمعية معينة. (ماجدة عبيد ، 2000: 33)
ويشير عبد المطلب القريطى (2001) إلى أن ضعاف السمع هم أولئك الذين لديهم قصور سمعى أو بقايا سمع ، ومع ذلك فإن حاسة السمع لديهم تؤدى وظائفها بدرجة ما ، ويمكنهم تعلم الكلام واللغة سواء باستخدام المعينات السمعية أو بدونها. (عبد المطلب القريطى ، 2001: 312-313)
وفى ضوء ما سبق يتضح أن الأصم هو الشخص الذى يعانى من فقدان حاسة السمع بدرجة تعوقه عن التواصل مع الآخرين إلا باستخدام طرق خاصة اعتماداً على حاسة الأبصار ، فى حين أن ضعيف السمع يعانى من عجز جزئى فى حاسة السمع فلديه بقايا سمعية تؤهله للتفاعل مع الآخرين عبر وسائل معينة أى باستخدام المعينات السمعية للحفاظ على ما لديه من بقايا سمعية.

تأثير الإعاقة السمعية على توافق الطفل ضعيف السمع:
يذكر مورثان وريتشارد Morethan & Richard (1980) أن الإعاقة السمعية تؤثر بشكل سلبى على النمو الانفعالـى للطفـل حيث تؤدى إلى شعوره بالإحباط لعدم فهم الآخرين له، والميل إلى الانطواء.(Morethan & Richard, 1980: 115)
فقد أوضحت بعض الدراسات أن ضعاف السمع أقل توازناً فى انفعالاتهم ، وأكثر انطواء عن سواهم من العاديين. (محمد حسين، 1986: 91)
ويذهب يوسف القريوتى وآخرون (1995) إلى أن المعاقين سمعياً يحاولون تجنب مواقف التفاعل الاجتماعى ويميلون إلى العزلة نتيجة لإحساسهم بعدم المشاركة أو الانتماء إلى الأطفال الآخرين. (يوسف القريوتى وآخرون ، 1995: 153)
ويتفق ذلك مع ما يذكره عبد المطلب القريطى (2001) بأن الإعاقة السمعية تؤدى إلى إعاقة النمو الاجتماعى للطفل حيث تحد من مشاركاته وتفاعلاته مع الآخرين واندماجه فى المجتمع مما يؤثر على توافقه الاجتماعى ، وعلى مدى اكتسابه المهارات الاجتماعية الضرورية واللازمة لحياته فى المجتمع ، ويضيف عبد المطلب القريطى بأن الإعاقة السمعية تؤدى أيضاً إلى إعاقة النمو الانفعالى والعاطفى للطفل . (عبد المطلب القريطى ، 2001: 311)
فضلاً عن ذلك يرى كل من أحمد يونس ومصرى حنوره (1990) أن من أهم أثار الإعاقة السمعية ضعف أو انعدام القدرة على التخاطب اللفظى. (أحمد يونس ومصرى حنوره، 1990: 19)
وهكذا يتضح التأثير السلبى للإعاقة السمعية على توافق الطفل المعاق ، ومع ذلك فقد أكد لنا التحليل النفسى على أنه لا يوجد فى حقيقة الأمر أطفال مشكلون ، وإنما آباء مشكلون فحسب ، ومن ثم يكون من العبث أن نعنى بدراسة حياة هؤلاء الأطفال بمعزل عن آبائهم. (وجدى زيدان ، 1998: 3)
ومن هنا فإن إرشاد الوالدين هو فى الواقع إرشاد يهدف إلى صالح الطفل المعاق، حيث يساعد الوالدان والأسرة معاً فى تحقيق توافق الطفل واندماجــه أو إعادة اندماجه فى المجتمع . (محمد الشناوى ومحمد التويجرى ، 1995: 600)

 

رد مع اقتباس