عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-29-2009, 02:42 AM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي التوجهات المستقبلية للتقويم النفسى والتربوى

 

أولاً : التوجهات المستقبلية للتقويم النفسى والتربوى :
شهد مجال القياس النفسي والتربوي – شأنه شأن مجالات المعرفة الأخري خلال العقود القليلة الماضية عدداً من التوجهات بهدف التطوير والتحديث ، ولا شك أن لهذه التوجهات آثارها وأهميتها حيث تصبح مجالاً خصباً للباحثين للقيام بالدراسات حولها ، ولعل من أهم هذه التوجهات التي تمثل مستجدات في مجال التقويم النفسي والتربوي :
(1) التقويم الموضوعى Objective Evaluation :
على الرغم من شيوع استخدام النظرية الكلاسيكية فى تصميم الاختبارات وتحليل وتفسير نتائجها ، إلا أن هناك بعض المشكلات التى تقلل من دقة وموضوعية هذا الاستخدام ، ويمكن حصر تلك المشكلات فيما يلى :
* تأثر خصائص مفردات الاختبار بقدرة الأفراد المفحوصين 0
* تأثر الدرجة الكلية للفرد فى اختبار ما بمفرداته 0
* عدم توافر وحدة قياس ثابتة 0
* عدم إمكانية المقارنة بين تحصيل الأفراد فى حالة استخدام اختبارات تحصيلية مختلفة 0
* تأثر ثبات الاختبار بالموقف الاختبارى 0
* صعوبة إثراء الاختبارات المعدة باستخدام النظرية الكلاسيكية بمفردات جديدة 0
* تساوى تباين أخطاء القياس لجميع أفراد العينة موضع الاختبار 0
وقد استثارت تلك المشكلات العلماء المتخصصين فى القياس النفسى والتربوى للبحث عن الدقة والموضوعية فى القياس السلوكى حتى يقترب هذا القياس إلى العلوم الطبيعية ، والتى تتميز بعدم تأثر نتائج القياس بالأداة المستخدمة طالما أنها أداة مناسبة لتقدير الظاهرة ، كما يكون تدرج الأداة بوحدات قياس متسـاوية لا تعتمد ولا تتأثر بالعناصر التى تقدر عندها الظاهرة 0
ويذكر علام (2000) أن الموضوعية Objective يقصد بها أن درجة الفرد فى الاختبار لا يجب أن تعتمد على عينة الأفراد ، ففى الاختبارات النفسية المقننة تشتق الدرجات الخام من عينة التقنين ثم يوازن أداء الفرد الذى يطبق عليه الاختبار فيما بعد بمعايير مشتقة من هذه العينة ، فإذا تغيرت العينة فقدت هذه المعايير دلالتها ، أى يصبح الاختبار محكوماً بالعينة ، كما أن الفرد يحصل على الدرجة نفسها فى أى اختبارين يقيسان نفس السمة ، إلا أن درجة الفرد تختلف عادة باختلاف الاختبار الذى يطبق عليه ، أى أن درجته تصبح محكومة بعينة المفردات التى يختبر بها 0
والتقويم الموضوعى لا يعتمد فى نظامه المرجعى على مقارنة نتائج أداء المتعلم بأداء الجماعة ، أو بأداء الفرد ذاته فى وقت لاحق أو فى اختبار أو مقياس آخر ، بل يعتمد على تقدير علاقة احتمالية بين الأداء الملاحظ للفرد فى الاختبار أو المقياس ، والسمات أو القدرات التى تكمن وراء هذا الأداء وتفسره (صبرى والرافعى ،2001 : 59) 0

وقد أسفرت جهود الباحثين فى مجال التقويم التربوى عما يسمى بالتقويم الموضوعى والذى يتمثل فى :
(أ) نظرية السمات الكامنة Latent Trait Theory أو نظرية الاستجابة للمفردة Item Response Theory :
فالاختبارات النفسية والتربوية بعامة تفترض أن هناك سمات أو خصائص معينة يشترك فيها جميع الأفراد ولكنهم يختلفون فى مقدارها ، وبالرغم من أن هذه السمات كامنة ولا يمكن قياسها بطريقة مباشرة إلا أنه يمكن الاستدلال على مقدارها من السلوك الملاحظ للفرد المتمثل فى استجاباته على مفردات الاختبار ، وهذا ما يبرر تسميتها بالسمات الكامنة ، فالسمة التى تكمن وراء استجابة الفرد على مفردات اختبار لفظى ، تختلف عن السمة التى تكمن وراء استجابته على مفردات اختبار مكانى أو عددى 0 ولكن يمكن أن تكمن سمة واحدة وراء استجابته على مفردات اختبارين مختلفين متعلقين بنفس المحتوى 0 لذلك فإن الهدف الأساسى لكل من النماذج الكلاسيكية ونماذج السمات الكامنة هو تحديد العلاقة بين استجابات الأفراد على اختبار معين والسمة الكامنة وراء هذه الاستجابات ، والأمر الأكثر أهمية فى القياس النفسى والتربوى بعامة هو تحديد مقدار السمات الكامنة وراء أداء الأفراد على الاختبارات المختلفة والاستفادة منها فى تفسير النتائج والتنبؤ بسلوكهم فى مواقف مماثلة ، واتخاذ قرارات معينة بشأنهم فى ضوء هذا التقدير الكمى للسمات (علام ، 1987 :21)0
ونظراً لاعتماد نظرية السمات الكامنة على فرضية أساسية مؤداها أن القيمة الاحتمالية لاستجابة فرد لمفردة اختبارية تكون دالة لكل القدرة التى يفترض أن الاختبار يقيسها لدى الفرد ، وخصائص المفردة التى يحاول الإجابة عنها ، فإن ذلك يتطلب الحصول على معلومات من مصدرين : أحدهما يتعلق بالفرد ، والآخر يتعلق بالمفردة الاختبارية 0 وعادة نحتاج إلى قيمة عددية واحدة تتعلق بالفرد ، وهى بارامتر القدرة المقاسة لدى الفرد Ability Parameter، وقيمة عددية أو أكثر تتعلق بالمفردة الاختبارية (بارامتر أو بارامترات المفردة ) Item Parameters وفى ضوء عدد بارامترات المفردات ، فإنه يندرج تحت نظرية السمات الكامنة مجموعة من النماذج السيكومترية من أهمها : (الشرقاوى وآخرون ، 1996) ، ( كاظم ، 1998) ، ( علام ، 2000 ) ، ( علام ، 2001)
1- النموذج أحادى البارامتر One Parameter Model (1PL) : ويطلق عليه نموذج راش Rasch Model نسبة إلى العالم جورج راش الذى أرسى قواعده 0 ويفترض هذا النموذج أن مفردات الاختبار تختلف فقط فى صعوبتها وتتساوى فى تمييزها 0
2- النماذج ثنائية البارامتر Two Parameter Model (2PL) : ومن أمثلتها نموذج لورد Lord Model، وتفترض هذه النماذج أن المفردات تختلف فى صعوبتها وتمييزها بين المستويات مختلفة القدرة 0
3- النماذج ثلاثية البارامتر Three Parameter Model (3PL) : ومن أمثلتها نموذج بيرنبوم Birnbaum Model، وتفترض هذه النماذج أن المفردات تختلف فى صعوبتها وتمييزها ، وكذلك فى بارامتر التخمين الذى يمثل احتمال توصل الأفراد ذوى القدرة المنخفضة إلى الإجابة الصحيحة عن المفردة ، وخاصة فى المفردات من نوع الاختيار من متعدد 0
ويمكن التوصل إلى متطلبات الموضوعية فى القياس عندما تتوافر فروض النموذج وقد حددتها أمينة كاظم (1998) فى :
1- أحادية القياسUnidimensionlity :
وتعنى أن مفردات الاختبار تكون متجانسة فيما بينها وتقيس فى أساسها نفس الصفة أو العملية العقلية ، وهذا يعنى أن جميع المفردات المتدرجة الصعوبة تشترك معاً فى الإجراءات والعمليات السلوكية المتطلبة لحل أى منها ، وتختلف فيما بينها من حيث صعوبتها 0
2- استقلالية القياس Local Independenceوتبدو فى :
أ- تحرر القياس من توزيع العينة المستخدمة Sample free وهذا يعنى ثبات تقدير كل من قدرة الفرد وصعوبة المفردة واستقرارهما بالرغم من اختلاف عينة الأفراد المستخدمة فى تدريج المقياس طالما أنها عينة ملائمة 0
ب- تحرر القياس من مجموعة المفردات المستخدمة Item free وهذا يعنى ثبات تقدير كل من قدرة الفرد وصعوبة المفردة واستقرارهما بالرغم من اختلاف مجموعة المفردات المستخدمة فى القياس ، طالما أنها مفردات ملائمة ، وأن هذه المجموعات المختلفة من المفردات تقع على ميزان تدرج واحد ، أى أنها تعرف متغيراً واحداً 0
3- خطية القياس :
وتعنى أن يكون هناك معدل ثابت لتدرج القياس يتمثل فى وحدة قياس واحدة ، عندئذ يكون الفرق بين أى قياسين متتاليين على هذا التدريج ثابتاً عند أى مستوى من مستويات المتغير 0 ويتيح توافر خطية القياس تقدير النمو أو التغير الحادث فى المتغير موضوع الدراسة كما يتيح أيضاً عمل المقارنات المختلفة التى يهتم بها الباحث 0

(ب) بنوك الأسئلة Item Banking :
وتعتبر بنوك الأسئلة من أهم التطبيقات العملية لنموذج راش 0 وتستهدف عملية إعداد بنك الأسئلة توفير عدد كبير من المفردات فى محتوى دراسى معين ، هذه المفردات لها خصائص محددة ، وتستخدم فى بناء اختبارات تحصيلية متنوعة طبقاً لما تستهدفه عملية التقويم
وهناك عدة تعريفات لماهية بنك الأسئلة ، فمن الباحثين من يعرف بنك الأسئلة بأنه " أى مجموعة من بنود الأسئلة ، ومنهم من يعرفه بأنه " مجموعة كبيرة نسبياً من أسئلة الاختبار التى يمكن الحصول عليها بسهولة ويسر" ، كما يعرفه فريق ثالث بأنه " مجموعة من بنود الاختبار نظمت وفهرست على أساس محتواها وخصائصها القياسية : الصعوبة ، الثبات ، الصدق " ، فى الواقع أن بنك الأسئلة يمكن تعريفه بناء على الغرض من استخداماته 0
وبالرغم من الاختلاف فى التعريفات السابقة ، إلا أن هناك أرضية مشتركة لجميع هذه التعريفات ، وهى ضرورة إدخال البنود الجيدة فى هذا البنك ، والبند الجيد هو البند الذى بنى بشكل جيد ومحتواه صحيح ، ويمثل مستوى معيناً من الصعوبة ، والتعقيدات المعرفية (الصراف ،2002: 182)
ويعرف إلياس (1993) بنك الأسئلة بأنه نوع من بنوك المعلومات ، يشمل على العديد من خزائن المفردات التى تضم بدورها رصيداً هائلاً من المفردات والأسئلة الاختبارية المقننة ، والخطوة الأولى لإنشاء بنك أسئلة هى إنشاء خزانة أسئلة أو خزانة مفردات Item Pool ، حيث تضم خزائن المفردات هذه مجموعة ضخمة من المفردات الاختبارية التى تم مراجعة صياغتها ، وتصنيفها حسب وحدات وموضوعات الكتاب المدرسى أو المقرر الدراسى ، ويتم تقنين تلك المفردات وفقاً للخطوات التالية :
1- تطبيق المفردات على عينات تجريبية من الطلاب تتراوح ما بين (400-500) طالباً0
2- تحليل إجابات الطلاب لكل مفردة لتحديد خواصها الإحصائية كمعاملات السهولة والصعوبة والتمييز والثبات 0
3- تعديل صياغة المفردات التى تحتم خواصها الإحصائية ضرورة تعديلها لكى تصبح أكثر مناسبة ، وإلا يتم حذفها ، واستبدالها بمفردات أخرى مناسبة 0
4- تصنيف المفردات حسب وحدات وموضوعات المحتوى ، والمستويات المعرفية والعقلية التى تقيسها ( التذكر ، الفهم ، التطبيق ، التحليل ، التركيب ، التقويم )، وترتيبها تبعاً لمستوى صعوبتها فتتدرج من الأسهل إلى الأصعب 0
وبعد الانتهاء من إجراءات التقنين يتم تخزين المفردات المعدلة فى جهاز الكمبيوتر وفق قاعدة بيانات Data Base محددة ، حيث يمكن بسهولة تامة استخدام الكمبيوتر فى اختيار الأسئلة من البنك حسب مواصفات محددة لإعداد اختبار ما 0 ويرى صبرى والرافعى (2001 : 372) أن هناك نظامين أساسيين لبنوك الأسئلة هما :
* بنك المفردات المفتوح Open Items Bank الذى يستخدم فى عمليات التقويم التكوينى أو البنائى ، والتقويم التشخيصى ، حيث يمكن للمعلمين الاعتماد عليه فى انتقاء مفردات اختبارية تناسب مختلف المواقف التعليمية 0
* بنك المفردات المغلق أو السرى ٍSecure Items Bank الذى يستخدم لإعداد اختبارات التقويم النهائى فى نهاية العام الدراسى ، أو نهاية الفصل الدراسى ، لذا فإن المفردات بهذا البنك سرية لا يمكن لغير المسئولين عن إعداد الامتحانات الاطلاع عليها 0

ونظراً لأهمية إنشاء نظام بنك أسئلة يسهم فى تطوير أساليب قياس وتقويم التحصيل الدراسى ، حدد علام (2000) المراحل التى يمر بها إنشاء هذا النظام البنكى المقترح فيما يلى :
1- مرحلة التخطيط والتنسيق وتحديد الأهداف وصياغة المفردات0
2- مرحلة التدريب والإعداد0
3- مرحلة تصميم الأسئلة وبنائها0
4- مرحلة التجريب والتغيير 0
5- مرحلة التصنيف والتخزين0
6- مرحلة الاستخدام والتقييم للبنك0

وأشارت بعض الدراسات ، ومنها دراسة كل إلياس ،1993 :182 ) ، ( أبو جلالة ، 1999 :149) ، (بخيت وياركندى ، 2001 :5) ، (الصراف ، 2002 : 183) ، (Rudner,1998:2)إلى مزايا بنوك الأسئلة كأحد التوجهات المستقبلية فى التقويم ، والتى يمكن تلخيصها فى :
1- تحقيق الموضوعية فى التقويم ، وهذا هو الهدف الأساسى لبنوك الأسئلة ، ويعتمد تحقيق هذا الهدف على مجموعة من العوامل التى يمكن أن تؤثر على بناء وتكوين بنك الأسئلة مثل فلسفة القياس ، ومدى الدقة فى صياغة الأسـئلة ، وتحليلها وتحديد مواصفاتها الإحصائية 0
2- المفردات والأسئلة المخزنة بها متقنة ومقننة ، لذا يمكن الاعتماد عليها فى بناء اختبارات جيدة لنظم الامتحانات 0
3- سرعة الحصول على صور متكافئة من الاختبارات تبعاً لمواصفات البنود المكونة للبنك
4- إمكانية المقارنة الموضوعية بين مستويات الطلاب مهما اختلفت الاختبارات المستخدمة ، ومهما اختلفت مستويات المجموعات التى ينتمون إليها طالما أن البنود قد تم تدريجها ومعايرتها ووصفها فى بنك واحد وفقاً لعملية التعادل 0
5- إمكانية تصحيح البنود المعدة فى بنك الأسئلة بسهولة وسرعة باستخدام الكمبيوتر مما يوفر الكثير من الوقت والجهد 0
7- مرونة القياس حيث يسهل تشكيل أى اختبار فى أى وقت وبسرعة وسهولة 0
8- توفير وقت وجهد المعلم فى بناء الاختبارات وذلك بحصوله على اختبارات جيدة من بنوك الأسئلة طبقاً لمواصفات وأهداف المقرر الدراسى 0
9- إتاحة الفرصة لقياس العمليات العقلية العليا وذلك نظراً لاتساع المدى الذى يمكن أن يغطيه البنك من حيث المحتوى أو المستويات المعرفية المختلفة 0
10- هذه البنوك تساعد فى إعداد اختبارات تكوينية بنائية لموضوعات ووحدات المقرر الدراسى أولاً بأول 0

وبوجه عام يستلزم تطبيق فكرة بنوك الأسئلة ما يلى :
1- الحاجة إلى توافر اعتمادات مالية كبيرة نسبياً خصوصاً فى بداية إنشاء بنك الأسئلة0
2- الحاجة إلى توفر خبراء متخصصين على مستوى عال من الخبرة المهنية0
3- الحاجة إلى توافر برامج Software قوية وسهل استخدامها ، ولها تطبيقاتها التربوية فى مجال بنوك الأسئلة ويسهل استخدامها من جانب غير المتخصصين0
4- الحاجة إلى تصميم بنود أو فقرات أو أسئلة اختبارية تحقق متطلبات وشروط نظرية الاستجابة للمفردة وهذا يعتبر عملية ليست سهلة ولاسيما عندما تكون شروط النموذج المطبق للنظرية بدرجة تعقيد معينة مما يتسبب فى رفض الكثير من هذه البنود أو الفقرات أو الأسئلة0
5- الحاجة إلى توافر شروط ومتطلبات نظرية الاستجابة للمفردة ، وهو أمر قد يصعب تحقيقه أحياناً بدقة تامة ولاسيما فى مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية بوجه عام ( سيد أحمد ،2001 :41)0

 

رد مع اقتباس