عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-29-2009, 02:40 AM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي

 

المقدمة :
يعتبر موضوع القياس والتقويم فى التربية بشكل عام ، وفى التربيـة الخاصة ، على وجه الخصوص ، حجر الزاوية فى التعرف على فئات الأطفال غير العاديين ، وتشخيصها ، وبدون توافر أدوات القياس والتقويـم المناسبة لكل فئة ، فأنه يصعب على واضع البرامج التربوية أن يحيل تلك الفئات إلى المكان المناسب لها ، وأن يصمم البرامج التربوية المناسبة ومن ثم تقييمها للتعرف على مدى فعاليتها 0
والهدف الرئيسى من العملية التربوية هو مساعدة الطلاب على النمو الشامل فى جميع جوانب شخصياتهم ، واكتساب الأهداف التى حددها المجتمع ، وقد تستخدم مصطلحات مثل الاختبار Test ، والقياس Measurement ، والتقييمAssessment ، والتقويم Evaluation على نحو تبادلى أحياناً بسبب العلاقات الوظيفية المتداخلة بينها 0 وبمراجعة الكتب المتخصصة فى القياس النفسى والتقويم التربوى ومنها : الروسان (1999) ، الدوسرى (2000) ، علام (2000) ، ملحم (2000) ، عبد الحميد (2002) ، علام (2003) ، كوافحة (2003) ، النبهان (2004) تمكن الباحث من استخلاص النقاط التالية للفروق بين المصطلحات السابقة :
* الاختبار عملية نهائية تقيس جانباً واحداً من جوانب التلميذ ، أو إجراء منظم لقياس سمة ما من خلال عينة من السلوك 0بينما يمتد التقويم ليشمل جوانب التلميذ المختلفة من أجل إعطاء صورة لنمو هذه النواحى 0
* الاختبار عملية يقوم بها طرف واحد هو المعلم الذى يضعه ثم يتخير الزمان والمكان لتطبيقه ثم يقوم بالتصحيح0 أما التقويم فهو عملية تعاونية شاملة يشترك فيها كل من له علاقة بالعملية التعليمية 0
* الاختبار عملية قياسية تقيس مدى كفاية الفرد فى إحدى النواحى ،أما التقويم فهو عملية علاجية تشخص الحالة الراهنة 0 لكنها لا تتوقف عند هذه المرحلة بل تمتد لتضع العلاج المناسب0
* القياس سابق للتقويم وأساس له ، ويشير إلى كمية ما يوجد فى الشئ من الخاصية المقاسة وفق مقاييس مدرجة ذات قيمة رقمية متفق عليها 0أما التقييم فيقتصر على إصدار الحكم على قيمة الأشياء ، أى تقدير مدى العلاقة بين مستوى التحصيل والأهداف بمعنى تقدير قيمة الشئ استناداً إلى معيار معين 0 وتعنى إصدار حكم قيمة على نتيجة القياس وفق معيار موضوع سلفاً 0
* التقييمعملية تجميع ووصف وتكميم المعلومات والبيانات المتعلقة بالأداء بقصد المساعدة في اتخاذ قرار ما 0 ويعرف بأنه أسلوب متعدد السمات ومتعدد الطرق Multitrait -Multimethod وليس قياس أحادي البعد0 وهو أكثر شمولاً من القياس ويسبق التقويم وهو أقل شمولاً منه 0
* التقويم أوسع المصطلحات الأربعة واشملها ، ويعرف بأنه عملية منهجية تقوم على أسس عملية ، تستهدف إصدار الحكم بدقة وموضوعية على مدخلات وعمليات ومخرجات أى نظام تربوى ، ومن ثم تحديد جوانب القوة والقصور فى كل منهما ، تمهيداً لاتخاذ قرارات مناسبة لإصلاح ما قد يتم الكشف عنه من نقاط الضعف والقصور 0
* كل عملية تقويم تنطوى على عمليتى قياس وتقييم ، وإن كل عملية تقييم لا تعتمد بالضرورة على عملية قياس لكن عمليتى القياس والتقييم وحدهما لا تغنيان عن عملية التقويم 0 ويمكن وضع العلاقة بين هذه المفاهيم فى الشكل التالى :


القياس


وضع الظواهر فى صورة كمية باستخدام الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية


"وصف كمي "


التقييم


تقدير قيمة الأشياء وإصدار الحكم عليه


" تشخيص"


التقويم


إصلاح مواطن الضعف أو الحفاظ على نقاط القوة وتدعيمها


"علاج"





شكل رقم (1) العلاقة بين القياس والتقييم والتقويم

وتتلخص أهداف عمليتى القياس والتقويم فى اتخاذ قرارات مناسبة تتعلق بتصنيف الطلبة أو نقلهم أو إحالتهم إلى المكان المناسب أو إعداد خططهم التربوية ، ويحدد كل من (الطريرى ،1997 ) و (الروسان ، 1999 ) و(كوافحة ، 2003) أهداف عمليات القياس والتقويم فى التربية الخاصة فى الآتى :
(أ) تصنيف الطلاب غير العاديين إلى فئات أو مجموعات متجانسة 0
(ب) تحديد موقع الطلاب غير العاديين على منحنى التوزيع الطبيعى من حيث قدراتهم العقلية
(جـ) تحويل أو إحالة الطلاب غير العاديين إلى البيئات التربوية المناسبة لهم 0
(د) إعداد الخطط التربوية و التعليمية الفردية للطلاب غير العاديين والحكم على فعاليتها 0
(هـ) إعداد برامج تعديل السلوك للأطفال غير العاديين والحكم على مدى فعاليتها 0
(و) إعداد برامج الوقاية من الإعاقة 0
(ز) إعداد طرائق التدريس لكل فئة من فئات التربية الخاصة 0
وتؤكد التوجهات الحديثة فى مجال التعلم ضرورة أن يتخطى المتعلم حدود عملية التعلم ذاتها إلى ما بعد أو ما وراء التعلم Meta Learning ، لكى يتعلم كيف يتعلم 0 ومن هذا المنطلق كان لابد من تطوير أساليب ووسائل وأدوات التقويم فى العملية التعليمية بما يواكب ذلك التطور فى النظرة إلى طبيعة عملية التعلم 0
ويرى كل من آسب Asp,2000)) وكيلى (kyle,2000)إن تكنولوجيا الحاسبات الآلية سوف تجعل عمليات التقويم أكثر مـرونة وإتقاناً ، وأكثر مناسبة للحاجات الفردية لكل من المتعلم والمعلم على حد سواء ، حيث يمكن لتلك التكنولوجيا أن :
(أ) تساعد فى وجود أساليب تقويم حديثة غير تقليدية مثل : التقويم عبر الانترنت ، والتقويم عن بعد ، والتقويم بالمراسلة ، والتقويم المبرمج بالكمبيوتر ، وبنوك الأسئلة ، والتقويم المصور0
(ب) تقدم مجموعة متنوعة من طرق تصميم الاختبارات غير التقليديـة ، وطرق إجاباتها كالاختبارات المصورة التى تتم صياغة مفرداتها فى مواقف حقيقية واقعية حية أو مواقف محاكاة للواقع من خلال تقنيات الكمبيوتر 0
(جـ) تحفز المتعلمين على التفاعل الإيجابى مع الخبرات والخبراء فى المجالات والموضوعات التى يدرسونها 0 وذلك من خلال تزويدهم بتغذية راجعة مستمرة 0
(د) تساعد فى نقل محور التقويم من قياس قدرة المتعلم على حفظ وتذكر ما يتعلمه داخل حجرة الدراسة ، إلى قدرته على تقويم وتطبيق تلك الخبرات والمعلومات فى مجالات مختلفة 0
(هـ) تسهل وتسرع من عملية التعلم ونقل المعلومات والخبرات المختلفة للفئات الخاصة ، وكذلك تقييمهم والتعامل معهم 0
وفى ضوء ما سبق فقد ظهرت بالفعل العديد من التوجهات الحديثة فى فلسـفة وأهداف عملية التقويم ، وفى أسـاليب ووسائل وأدوات عملية التقويـم 0 وسوف تعرض الورقة الحالية لأهم هذه التوجهات ، وكذلك أهم تطبيقاتها فى مجال التربية الخاصة 0

 

رد مع اقتباس