عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-01-2008, 02:14 PM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي

 

فاعلية برنامج معرفي سلوكي لتنمية الكفاءة الاجتماعية لدى التلاميذ الصم في المرحلة الابتدائية.



أولاً: مقدمة
تعد الكفاءة الاجتماعية هي حجر الأساس في النمو الاجتماعي الايجابي للأطفال , وهى من الأمور الهامة التي تتنبأ بمدي نجاح الفرد في حياته المستقبلية , وقد حظي هذا المصطلح بدرجة كبيرة من الاهتمام من قبل علماء النفس والدارسين نظراً لأهميته البالغة في نمو الشخصية.
وتعد المهارات الاجتماعية هي العنصر المكون و الفعال في مفهوم الكفاءة الاجتماعية , وهى من أشهر المداخل العلاجية في تنميتها , وبدون المهارات الاجتماعية يصبح الفرد غير كفء اجتماعياً كما يعاني من العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية .
والأطفال ذوى الإعاقة السمعية يعانون من نقص واضح في كفاءتهم وكذلك مهاراتهم الاجتماعية نظراً لعدم قدرتهم علي التواصل والتفاعل مع المحيطين بهم , ولذا فهم في حاجة ماسة إلي وضع برامج عدة لتنمية كفاءتهم الاجتماعية .
ويعتبر التدريب علي بعض المهارات الاجتماعية المعينة والتى أشارت العديد من الدراسات إلى أهميتها من أكثر الأساليب الاجتماعية نجاحاً في تنمية الكفاءة الاجتماعية للأطفال الصم وخاصة إذا ما تم التدريب عليها من خلال بعض فنيات العلاج المعرفي السلوكي وعبر المواقف الحياتية التي يمرون بها.

ثانيا ًمشكلة الدراسة:-
نبع الإحساس بمشكلة الدراسة الحالية من خلال ملاحظات الباحث ومعايشته لهؤلاء المعاقين سمعياً، وذلك من خلال تردده على مدارس الأمل للصم وضعاف السمع مع بعض الباحثين الذين يجرون دراساتهم على هذه الفئة، وبسؤال المدرسين والأخصائيين الموجودين معهم تبين أن المعاقين سمعيا لديهم مشكلات نفسية واجتماعية وانفعالية بسبب إعاقتهم ونظرة المحيطين لهم.
وقد تدعم هذا الإحساس، وتبلور بشكل أكبر من خلال ما كشفت عنه نتائج بعض الدراسات والبحوث السابقة المرتبطة بمجال الدراسة، والتي أظهرت أن هؤلاء المعاقين سمعياً ليست لديهم قدرة على التفاعل مع الآخرين، كما أن لديهم نقص واضح في المهارات الاجتماعية مثل مهارة التعاون والمشاركة، ونقص قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، ونقص قدرتهم على ضبط أنفسهم وتوكيد ذواتهم في المواقف الاجتماعية المختلفة، كما أنهم ليست لديهم القدرة على حل مشكلاتهم الاجتماعية، وبالتالي فهم يميلون إلى الانسحاب والعزلة الاجتماعية والانطواء ونقص المشاركة مع الآخرين في الأنشطة الاجتماعية، وهذه الأعراض في جملتها ما هي إلا مظاهر مختلفة لنقص الكفاءة الاجتماعية، ومن الدراسات التي أكدت على ذلك دراسة كل من: سوزان (Suzanne, B.,1995)، ودراسة مورا (Moore, M, 1999)، دراسة جرنبرج (Greenberg,m.,1998)، دراسة اندرسون (Andersson,G.,2000)، ودراسة سيورز (Suarez,M.2000)، دراسة أمي (Amy,K.,2001)، ودراسة محمد أبو حلاوة (2007).
وهكذا اتضح للباحث وجود العديد من المشكلات التي يتعرض لها الطفل من جراء إصابته بالإعاقة السمعية، حيث يتعرض للحرمان من اكتساب المهارات الاجتماعية الأساسية اللازمة لتنمية الكفاءة الاجتماعية لديه، وبالتالي يصبح الطفل الأصم في أمس الحاجة إلى برامج إرشادية خاصة تقدم له في وقت مبكر من حياته بهدف تحقيق قدر مناسب من الكفاءة الاجتماعية والتي تساعده على التفاعل و الاندماج في المجتمع، وإقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين.
وبناء على ما سبق تتحدد مشكلة الدراسة في التساؤلات الآتية :
- ما أوجه النقص الذي يعانى منه التلميذ الأصم في كفاءته الاجتماعية؟
- هل توجد فروق بين الذكور والإناث لدى التلاميذ الصم في كفاءتهم الاجتماعية ؟
- ما مدى فاعلية برنامج معرفي سلوكي لتنمية الكفاءة الاجتماعية لدى عينة من التلاميذ الصم؟
- ما المهارات الاجتماعية التي يحتاجها التلميذ الأصم لتنمية كفاءته الاجتماعية؟
- هل يمتد تأثير البرنامج الإرشادي في تنمية الكفاءة الاجتماعية إلى ما بعد انتهاء وتطبيق البرنامج لفترة (شهرين من تطبيق البرنامج)؟

ثالثاً: أهداف الدراسة:-
تهدف الدراسة الحالية إلى:-
1- معرفة أوجه النقص في الكفاءة الاجتماعية لدى الأطفال الصم.
2- معرفة الفروق بين الجنسين من الأطفال الصم في الكفاءة الاجتماعية.
3- إعداد برنامج معرفي سلوكي في تنمية الكفاءة الاجتماعية لدى الأطفال الصم .
4- الكشف عن فاعلية البرنامج في تنمية الكفاءة الاجتماعية لدى الأطفال الصم وذلك من خلال عدد من الجلسات الإرشادية التي تستهدف مساعدة الأطفال الصم في التغلب على ما لديهم من نقص في المهارات الاجتماعية المتمثلة في مهارة التعاون والمشاركة، مهارة التعبير بشكل إيجابي عن أفكارهم ومشاعرهم، مهارة ضبط النفس عند التعامل مع الآخرين، مهارة حل المشكلات الاجتماعية.
5- تتبع مدى استمرارية فاعلية هذا البرنامج فيما أحدثه من تحسن لديهم في فترة المتابعة (بعد شهرين من تطبيق البرنامج) .

رابعاً: أهمية الدراسة:-
تتضح أهمية الدراسة الحالية من خلال:
أ- الأهمية النظرية:
1- زيادة الاهتمام بالأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة عامة، والمعاقين سمعياً خاصة خلال العقدين الماضيين، وتقديم مختلف أنواع الرعاية والخدمات النفسية والاجتماعية والمهنية التي تساعدهم على الاندماج في المجتمع وتحقيق الكفاءة الاجتماعية وأن يحيوا حياة سعيدة.
2- تهتم الدراسة الحالية بمرحلة مهمة من مراحل النمو وهي مرحلة الطفولة المتأخرة والتي تعد مرحلة هامة في تكوين شخصية الطفل.
3- تقدم الدراسة الحالية إطاراً نظرياً من المعلومات الحديثة في مجال الصم .
4- دعم المكتبة العربية عامة والمكتبة المصرية خاصة، بالأبحاث في مجال الاحتياجات الخاصة بوجه عام والعوق السمعي بوجه خاص .
5- تفتح الدراسة المجال لدراسات أخرى مستقبلية في مجال النواحي الاجتماعية عند الصم .
ب- الأهمية التطبيقية:
1- تقدم الدراسة دليلاً عملياً ممثلاً في البرنامج الإرشادي للتعامل مع الصم لجميع المهتمين بهم من معلمين وأولياء أمور ومخططين لأنشطة وبرامج رعاية الأطفال الصم .
2- مساعدة الأسرة والمؤسسات التربوية في الارتقاء بالكفاءة الاجتماعية لدى الطفل الأصم.

خامساً: مصطلحات الدراسة:-
1- الأطفال الصم: ( deaf children)
يعرف فتحي عبد الرحيم (1990، 216) الأطفال الصم " بأنهم الذين لا يستطيعون تعلم الكلام واللغة إلا من خلال أساليب تعليمية ذات طبيعة خاصة وقد أصيبوا بالصمم قبل تعلم اللغة Pre-language ".
ويعرف عبد المطلب القريطى (2005، 299) الأطفال الصم " بأنهم الذين لا يمكنهم الانتفاع بحاسة السمع في أغراض الحياة العادية سواء من ولدوا منهم فاقدين السمع تماماً، أو بدرجة أعجزتهم عن الاعتماد على أذانهم في فهم الكلام وتعلم اللغة.
كما يعرف حمدي شاكر (2005، 131) التلميذ الأصم بأنه ( التلميذ الذي لا يستطيع الحصول على المعرفة باستخدام عضو السمع ولا باستخدام الوسائل المعينة – كالسماعة - ولكنه يستطيع الحصول عليها باستخدام وسائل مساعدة أو بديلة مثل قراءة الشفاه ولغة الإشارة).
كما يشير مصطلح الصم إلى ( مجموعة معينة من الأفراد الذين يستخدمون لغة واحدة "مثل لغة الإشارة" ولهم ثقافة وتراث مشترك).

National Child Traumatic Stress Network ,2006,12).)

2- الكفاءة الاجتماعية: ( social competence )
تعددت تعريفات الكفاءة الاجتماعية ومنها:
تعريف سيجرن Segrin (2000.379)بأنها مجموعة المهارات الشخصية والمهارات الاجتماعية والقدرة على التواصل.
ويعرفها بارون Baron, R (2000,15) على أنها القدرة على التعامل والتفاعل بشكل ملائم مع الناس.
ويعرفها اليوت وآخرون Elliot, S., et al ( 2001, 19) وهم من أهم العلماء الذين تحدثوا عن مصطلح الكفاءة الاجتماعية على أنها " مهارات متعلمة تساعد الفرد على التواصل بفاعلية مع الآخرين.
وعرفها تندام وفولمان (TenDam & Volman ( 2003, 4) على أنها ( المجموع الكلى للمعرفة والمهارات والاتجاهات التي تساعد الفرد على أداء المهام وحل المشكلات في مجال محدد، وتعكس السلوكيات الاجتماعية والمهارات اللازمة للسلوك على نحو ملائم في الحياة اليومية ) .
وكذلك تعريف "زولناى" (Zsolnai,2002) الذي عرفها بأنها " مجموعة من القدرات والمهارات المتعلمة بحيث تمثل النزعات والميول للجانب الموروث في الكفاءة الاجتماعية " ( سامر عدنان عبد الهادى،2007، 968)
وقد عرفها الباحث اجرائياً على أنها " امتلاك الفرد لبعض المهارات الاجتماعية المعينة والتي تمكنه من التواصل الايجابي الفعال مع الآخرين وتتضمن هذه المهارات مهارة التعاون والمشاركة، التعبير عن المشاعر والأفكار، ضبط النفس، القدرة على حل المشكلات الاجتماعية، التوكيدية والتي تمكن الفرد من التفاعل والتعامل بشكل إيجابي مع البيئة المحيطة ويتم تقديرها إجرائيا بالمقياس المستخدم في الدراسة.
3- الإرشاد المعرفي السلوكي: Cognitive Behavior Therapy
ظهر العديد من تعريفات الإرشاد المعرفي السلوكي ومنها :
تعريف القاموس الدولي لعلم النفس بأنه " استخدام مجموعة من فنيات العلاج المعرفي والعلاج السلوكي، وتهدف هذه التقنيات إلى تعديل السلوك من خلال تغيير طريقة تفكير الشخص
( Sutherland,S., 1996, 82)
ويعرف عادل عبد الله (2000، 23) العلاج المعرفي السلوكي بأنه " عبارة عن مجموعة من المبادئ والإجراءات التي تشترك في افتراض أن العمليات المعرفية تؤثر في السلوك، وان هذه العمليات تتغير من خلال الفنيات المعرفية والسلوكية.
ويعرف الباحث الإرشاد المعرفي السلوكي " بأنه أحد أساليب العلاج النفسي الحديث والذي يستخدم أساليب وطرقاً أكثر ايجابية عن طريق دمج فنيات الإرشاد المعرفي وفنيات الإرشاد السلوكي معاً، مما يؤدى إلى مساعدة الأفراد على تطوير مهاراتهم المعرفية وإعادة بناء أفكارهم، وممارسة السلوكيات الايجابية وتدعيمها.

سادسا: عينة الدراسة:
وقد تكونت عينة الدراسة الاستطلاعية من (40 تلميذ وتلميذة) تم اختيارهم عشوائياً من تلاميذ المرحلة الابتدائية بمدرسة الأمل للصم وضعاف السمع بمحافظة أسيوط , بعد تقنين أدوات الدراسة السيكومترية قام الباحث باختيار العينة الأساسية للدراسة وكان عددهم (140) تلميذاً وتلميذة وذلك من خلال الاطلاع على ملفات التلاميذ الصم في المدرسة والذين تتراوح أعمارهم ما بين (9-12) عاماً بمتوسط عمر مقداره (10.54) وانحراف معياري مقداره (0.82), كما تكونت عينة الدراسة الإرشادية من(24) تلميذ مـن تلاميذ مدرسة الأمل للصم وضعاف السمع ، قسمت إلى مجموعتين : مجموعة ضابطة وعددها (12) تلميذ، ومجموعة تجريبية وعددها (12) تلميذ ، وقد تم اختيارهم من بين تلاميذ العينة الأساسية بناء على انخفاض درجاتهم على مقياس الكفاءة الاجتماعية ، وممن كان لديهم استعداد لحضور جلسات البرنامج الإرشادي.

سادسًا أدوات الدراسة :
تمثلت أدوات الدراسة في :
1- الملفات الخاصة بالتلاميذ بالمدرسة.
2- مقياس المستوى الاجتماعي الاقتصادي والثقافي. إعداد: حمدان محمود فضة
3- اختبار الذكاء المصور. إعداد: أحمد زكى صالح
4- استمارة جمع بيانات عن الطفل الأصم. إعداد: الباحث

5- مقياس الكفاءة الاجتماعية (صورة الطالب). إعداد: الباحث
6- مقياس الكفاءة الاجتماعية (صورة المعلم). إعداد: الباحث
7- البرنامج الإرشادي. إعداد: الباحث

سابعاً: فروض الدراسة:
افترض الباحث الفروض الآتية :
1- توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات الذكور والإناث على مقياس الكفاءة الاجتماعية لصالح الإناث.
2- توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة على مقاييس الكفاءة الاجتماعية في القياس البعدى .
3- توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية على مقاييس الكفاءة الاجتماعية في القياس القبلي والقياس البعدي لصالح القياس البعدي.
4- لا توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج ودرجاتهم على مقاييس الكفاءة الاجتماعية بعد مرور شهرين من تطبيق البرنامج.

ثامناً نتائج الدراسة :
وقد أسفرت الدراسة عن النتائج الآتية :
1- وجدت فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات الذكور والإناث على مقياس الكفاءة الاجتماعية لصالح الإناث .
2- وجدت فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة على مقاييس الكفاءة الاجتماعية في القياس البعدى لصالح أفراد المجموعة التجريبية.
3- وجدت فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية على مقاييس الكفاءة الاجتماعية في القياس القبلي والقياس البعدي لصالح القياس البعدي.
4- لم توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج ودرجاتهم على مقاييس الكفاءة الاجتماعية بعد مرور شهرين من تطبيق البرنامج.
وتخلص نتائج الدراسة إلى فاعلية برنامج العلاج المعرفي السلوكي في تنمية الكفاءة الاجتماعية لدى عينة من الأطفال الصم في المرحلة الابتدائية , وهذا يتطلب مزيداً من الاهتمام من قبل الدارسين والباحثين في علم النفس لتقديم مزيد من الخدمات الإرشادية والعلاجية لهذه الفئة من الأفراد ذوى الاحتياجات الخاصة .

 

رد مع اقتباس