عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-28-2011, 01:30 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي

 

التـأهيـل الـنفسـي
إذا كان العميل في حاجة إلى إعادة تكيف من الناحية النفسية فإنه يحتاج إلى (التأهيل النفسي) حيث يتناوله الأخصائي النفسي بالتعاون مع الأخصائي الاجتماعي أو أخصائي التأهيل في أغلب الحالات ؛لأن تشخيص الحالة يحتاج عادة إلى الاستعانة بتاريخ المصاب أو بظروفه التي سبقت الأعراض مباشرة ,أو ربما يمكنه من خلال بحث الحالة الإلمام بملاحظات أفراد الأسرة وكذلك ما قد يكتشفه فيها من عوامل وراثية، وقد يحتاج إلى استقصاء مشاهدات المعلمين وكذلك في مراحله التعليمية السابقة للعمل,أو مشاهدات أصحاب الأعمال والزملاء في العمل,وغير ذلك من مقومات تشخيص وتوجيه الحالة بل وأحيانا يضطر الأخصائي النفسي إلى الاستعانة بالطبيب النفسي إذا وجد من الشواهد ما يو حي بالاشتباه في مرض عقلي.

التأهيل النفسي عموما
هو عملية تقوم على علاقة متبادلة بين المرشد النفسي والمعوق وتكون هذه العملية في إطار برنامج التوجيه والإرشاد النفسي,ويركز الأخصائي النفسي في عمله على مساعدة الفرد المعوق على التعايش مع قدراته المحدودة المتعلقة بإعاقته وكذلك في التغلب على الإحباط وعدم الثقة.
وهو يرمي إلى مساعدة المعوق على التكيف مع البيئة المحيطة به بشكل طبيعي عن طريق تقبل إعاقته,والتفكير بشكل واقعي في كيفية العيش معها دون الشعور بالنقص أو الاختلاف وما يصاحبها من شعور بالقلق والحيرة والحزن واليأس.
من المعروف أن حياة الإنسان عبارة عن تفاعلات مستمرة بين شخصيته والبيئة التي يعيش فيها ويستهدف هذا التفاعل إيجاد التوازن والتوافق بين حالته الجسمية والنفسية الاجتماعية وبين ما تتصف به ظروف البيئة من صفات تؤثر في صحته ونفسيته وتعامله مع الآخرين ,وحينما يختل هذا التوافق مع البيئة بدرجة كبيرة يصعب معها على الإنسان أن يواجهه بمفرده ,وعندها يحتاج إلى خدمات من غيره تساعده على إعادة التكيف أو إعادة التوافق.

يعرّف التأهيل النفسي للمعوقين بأنه
ذلك الجانب من عملية التأهيل الشاملة والتي ترمي إلى تقديم الخدمات النفسية التي تهتم بتكيف الفرد المعوق مع نفسه من جهة ومع العالم المحيط به من جهة أخرى ليتمكن من اتخاذ قرارات سليمة في علاقته مع هذا العالم ,كما يهدف التأهيل النفسي إلى الوصول بالفرد لأقصى درجة ممكنة من درجات النمو والتكامل في شخصيته وتحقيق ذاته وتقبل إعاقته .
وقد عرفه الوزنة
أنه إعادة التكيف النفسي للمعوق في المجتمع الذي يعيش فيه وذلك عن طريق مساعدته على تقبل الوضع الجديد والتأقلم مع الإعاقة الموجودة لديه حتى لا تكون هذه الإعاقة سبباً في اعتزاله عن المجتمع وتكون عاملاً مسبباً لحدوث كثير من الأمراض النفسية التي تصاحب بعض المعاقين وعن طريق التأهيل النفسي يتمكن المعاق من الانخراط في المجتمع ويتقبل الإعاقة بصدر رحب إن كان من المدركين وإن كان من شديدي الإعاقة فيجب أن لا نغفل العامل النفسي لأن هؤلاء الأفراد لا يستطيعون الكلام والتعبير عما في داخلهم مما يجعلهم عرضه لمشاكل نفسية أكبر تؤدي إلى رفضهم للاستمرارية وعدم الاستجابة لأي برامج تأهيلية تقدم لهم ما لم يتم مراعاة العامل النفسي

أهداف التأهيل النفسي للمعوقين
إن الهدف العام للتأهيل النفسي هو مساعدة الفرد على أن يفهم نفسه من جهة وأن يفهم العالم المحيط به من جهة ثانية ليكون قادراً على التكيف المناسب نتيجة هذا الفهم ,ويمكن تلخيص أهداف التأهيل النفسي للمعوقين كما يلي:
1-مساعدة الفرد المعوق على فهم وتقدير خصائصه النفسية ومعرفة إمكاناته الجسمية والعقلية والاجتماعية والمهنية وتطوير اتجاهات ايجابية سليمة نحو الذات.
2-تخفيض التوتر والكبت والقلق الذي يعاني منه المعوق وضبط عواطفه وانفعالاته.
3-تعديل بعض العادات السلوكية الخاطئة.
4- المساعدة في تنمية الشعور بالقيمة وتقدير الذات واحترامها والسعي إلى تحقيق أقصى درجة ممكنة من درجات تحقيق الذات.
5-تنمية وتطوير اتجاهات ايجابية نحو الحياة والعمل والمجتمع.
6- تدريب المعوق على تصريف أموره وغرس ثقته بنفسه وبالآخرين, وإدراكه لإمكاناته المحدودة,وتبصيره بها وكيفية استغلالها والاستفادة منها.
أهم الخدمات التي تقدم للمعوقين في عملية التاهيل النفسي
1- خدمات الإرشاد النفسي
تبرز أهمية الإرشاد النفسي للمعوقين من حيث حاجتهم إلى خدمات متخصصة تؤدي إلى مساعدتهم في التخفيف من الآثار السلبية لإعاقتهم ,ويمكن تعريف خدمات الإرشاد النفسي بأنها الخدمات النفسية التي تهتم بتكييف الفرد المعوق مع نفسه من جهة ومع العالم المحيط به من جهة أخرى ليتمكن من اتخاذ قرارات سليمة في علاقته مع هذا العالم والوصول بالفرد إلى أقصى درجة ممكنة من درجات النمو والتكامل في شخصيته وتحقيق ذاته.
2- خدمات الإرشاد الأسري والتعليم المنزلي
تشمل خدمات الإرشاد الأسري إشراك كل من الوالدين في عملية الإرشاد وتوفير الدعم والفهم لهما لمواجهة المشاكل المتوقعة, وتشمل كذلك تقديم النصح للوالدين بشان خدمات البيئة التي يحتاج لها الطفل المعوق ويمكن في هذا المجال الاستفادة من المعلومات التي يقدمها الوالدان عن سلوك الطفل المعوق ومدى تقدمه , وتتضمن خدمات الإرشاد النفسي ,كذلك طرق إخبار وإبلاغ الأهل بمدى تقدم طفلهم المعوق في مراكز ومدارس التربية الخاصة.
كما تشمل خدمات التعليم المنزلي توعية وتدريب الأهل على كيفية رعاية وتعليم وتدريب وتأهيل أطفالهم المعوقين وتدريبهم على وسائل التعليم الخاصة في تعديل سلوك الطفل وإشراكه في نشاطات الحياة اليومية بما فيها النشاطات الاجتماعية والترويحية التي تجعله أكثر سعادة ورضى. كما تشمل خدمات الإرشاد الأسري كذلك إشراك الأهالي في الاجتماعات التي تعقد في هذا الإطار من حيث طرق الوقاية من الإعاقة,وكيفية التعامل مع الإعاقة ووضع البرامج الخاصة لتدريب المعوقين بمختلف أنواع الإعاقات.

3-خدمات تعديل السلوك
يستخدم إجراء تعديل السلوك في تعديل بعض السلوكيات السلبية والتي تلاحظ في سلوك المعوقين , حيث يتم استخدام تعديل السلوك في تطبيق الإجراءات العلاجية للسلوكيات الشاذة والعشوائية وفهم طبيعة المشكلة التي يعاني منها الفرد المعوق ثم الوصول إلى مرحلة التكيف النفي والاجتماعي.
4- خدمات الإرشاد والتوجيه المهني
يهدف الإرشاد والتوجيه المهني إلى مساعدة الفرد المعوق وتوجيهه نحو اختيار المهنة المناسبة له سواء كانت للتدرب عليها أو العمل بها ويهدف أيضا إلى توجيه الفرد المعوق إلى اختيار مهنة تتلاءم وتتوافق مع ميوله واستعداداته وقدراته.
5- خدمات العلاج النفسي
تتناول خدمات العلاج النفسي المشكلات النفسية الأكثر حدة والتي تحد من تكيف الفرد مع مجتمعه وأسرته ,بحيث تساعده الخدمات على أن يتكيف مع نفسه من جهة ومع العالم المحيط به من جهة أخرى.

الآثار النفسية الناجمة عن التخلف العقلي
يعاني أفراد هذه الفئة من تدنٍ واضح في قدراتهم العقلية من جهة,ومن جهة أخرى فان استجابتهم للمواقف المختلفة سواء المواقف الأكاديمية ,أو الاجتماعية,أو المهنية متدنية وبالتالي فإنهم من أكثر الفئات حساسية من حيث طبيعة المشكلات التي يعانون منها ,ويعني ذلك احتياجاتهم لأساليب إرشادية خاصة ,كما أن كثير من الأفراد المتخلفين عقليا توجد لديهم أنماط سلوكية غير مناسبة مصاحبه لإعاقتهم مثل العدوانية , الانسحاب الاجتماعي وهذه المشكلات تختلف في حدتها من البسيطة إلى الشديدة وغالبا مايحتاج هؤلاء الأفراد إلى برامج تأهيل نفسي , مثل الإرشاد النفسي الذي يمكن تقديمه في المدارس ومراكز الرعاية والتربية الخاصة وورش التدريب المهني للمعوقين عقلياً ,ويعتبر المرشد النفسي المسئول عن توفير الأجواء المناسبة السوية الإيجابية حتى يوفر بيئة صحية تساعد في تخفيف الضغوطات التي أشرنا إليها,وبالتالي بناء علاقات ايجابية مع المعوقين عقلياً,وتعديل سلوكهم وإرشادهم النفسيي بشكل يعزز ثقتهم وينمي استجابتهم المقبولة والملائمة.

 

رد مع اقتباس