عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-14-2011, 08:00 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 


أهمية معرفة اتجاهات الأفراد نحو الإعاقة:
يتأثر الاتجاه بعدد من العوامل والخبرات التي يمر بها الفرد أو الجماعة، فغالباً ما تؤثر العوامل الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية في تكوين الاتجاه وتكمن أهمية الاتجاهات الخاصة بالمعلمات نحو الأطفال غير العاديين في القرارات المترتبة على تلك الاتجاهات سلباً أم إيجاباً، إذ يترتب على الاتجاهات الإيجابية اتخاذ قرارات مثل
- القبول النفسي والاجتماعي للمعوقين.
- تحسين البرامج التربوية والاجتماعية والصحية والمهنية للمعوقين.
- إجراء الدراسات والأبحاث ذات العلاقة.
- دمج الطلبة المعوقين في المدارس العادية.
- إعداد الكوادر الأزمة لكل فئة من فئات التربية الخاصة.
- تطوير أدوات القياس المناسبة لكل فئة من فئات التربية الخاصة.
ويترتب على الاتجاهات السلبية قرارات مثل:
• الرفض
• العزل
• الإنكار والإهمال للمعوقين.
ويمكننا أن نلخص أهمية معرفة اتجاهات الافراد نحو الإعاقة فيما يلي:
1. تسهم في إنجاح البرامج الخاصة بتعديل السلوك وإعداد برامج التوعية والإرشاد الأسري لذوي الأفراد المعاقين (طعيمة، الطبش، 1984).
2. تعرفنا بنوعية الخدمات والتشريعات التي يمكن أن يصدرها المجتمع لصالح فئات الإعاقة المختلفة وذلك ضمن منضومة ما يسمى بالتأهيل المبني على المجتمع المحلي والمتعارف عليها (
CBR) (Community- Based Rehabilitation) في سبيل تحقيق مبدأ المساواة وحماية حقوق المعاقين الإنسانية وذلك بمشاركة كافة قطاعات المجتمع المختلفة. (الحديدي، 1998).
3. محاولة تعديل اتجاهات الأفراد السلبية نحو الإعاقة.
4. التثقيف والنوعية لتعديل المفاهيم والاتجاهات عن بعض أنواع الإعاقة وما يرتبط بها من مفاهيم خاطئة.


تكوين الاتجاه وتغييره.
كلنا نشترك بمقولة أن الناس لم يولدوا ولديهم اتجاهات خاصة نحو هذا وذاك، ولكننا نكتسبها من خلال الملاحظة والاشراط الإجرائي والاستيجابي وكذلك من خلال الأنماط المعرفية للتعلم، وكذلك من الحال بالنسبة للاتجاهات نحو الإعاقة، وعلى ذلك فإن هذه المؤثرات تكون متداخلة في الخبرة الواحدة.
وتميل الاتجاهات إلى مقاومة التغير حيث يرى عالم النفس (
Herbert Kelman) أن هذا يدفعنا إلى التحفظ، فالاتجاهات المكتوبة والمتأصلة بطريقة جيدة تشكل خبرات الناس تجاه الأشياء المتعلقة باتجاهاتهم، فهذه الاتجاهات تؤثر في المعلومات التي يعرض الأفراد أنفسهم لها.
كما أنها تؤثر في تنظيم هذه المعلومات، وتؤثر في السلوك المتعلق بهدف الاتجاه في حالة الاتجاهات المتعلقة بالتفاعلات الشخصية ( دافيدوف، 1983).
إن كلا من الوضع النفسي والاستعداد لهما مظاهر عاطفية ودافعية وعقلية ويمكن أن تكون بعض أجزائها لا شعورية (إنني لا أحب فلانا.... ولكنني لا أعرف السب...)، إن الاتجاهات عند الفرد تنمو نتيجة الخبرات المتعلقة والتي تنتج عن الاحتكاك بالآخرين وقد اقترح اليبورت ) عدد من الشروط لتكوين الاتجاهات:
• تراكم عدد من الاستجابات التي يتم الفرد تعلمها أثناء مجرى نموه: فمثلاً أن وجود الطفل في جو بيتي فيه الأم أقل أهمية من الأب والبنات أقل أهمية من الأولاد سوف يولد عنده اتجاه مفاده تعظيم شأن الذكور.
• أن الخبرات من المفروض أن تمر في عمليات التهذيب والصقل بحيث تصبح أنماطاً مميزة كلما كبر الفرد ونما.
• وجود بعض الخبرات العنيفة أو المؤثرة التي يمر بها الفرد: ففي بعض الحالات قد يكون لخبرة واحدة مفردة تأثير دائم ويتم تعميمها على كل المواقف المتشابهة أو ذات الصلة.
• تبني اتجاهات جاهزة: إن بعض الاتجاهات قد يقتبسها الفرد عن طريق تقليد والديه أو معلميه أو أحد الأشخاص الآخرين المحيطين به والمؤثرين على حياته بشكل أو بأخر (عدس، توق، 1992(
إن الاتجاهات متعلمة مكتسبة والتغير ليس سهل لأن الاتجاهات نتيجة تراكمات وبما أن عملية تغيير الاتجاهات تكون بطيئة إلى أن الاتجاه يتغير عندما يتعرض الناس لخبرات ومعلومات جديدة، وكما أشرنا سابقاً إلى عملية تكون الاتجاهات تبعاً للمعطيات السلوكية ( الأشراط الإجرائي والاستجابي) وكذلك الملاحظة والأنماط المعرفية للتعلم فمن المحتمل أن الاتجاهات تتغير بنفس الطريقة التي تتكون بها.
ويوصي علماء النفس عموماً باتباع إستراتيجية تدريجية في تغيير الاتجاهات، لكون هذه الإستراتيجية فعالة وأثرها أكثر ثباتاً ودواماً، سواء كان الأسلوب المستخدم قائماً على:
(الحجج أو المنطق أو المعلومات أو الحقائق او العواطف) مع التركيز هنا على إتاحة الفرصة للأفراد للاعتراف بأخطائهم دون الإحساس بفقدان المكانة فكلما كان هذا ممكناً كانت اتجاهات الأفراد أكثر مرونة وقابلة للتغيير أو التعديل. (دافيدوف، 1983).

مكونات الاتجاهات:
يزداد اهتمام المربين بالدور الذي تلعبه الاتجاهات في العملية التربوية وأثارها في التعليم أو إعاقته من حيث اشتمالها على العوامل العاطفية (الاتجاهات، المشاعر، والانفعالات).
ولعل أفضل طريقة للوقوف على طبيعة الاتجاهات دون إخلال فيها هي النظر إليها من خلال مكوناتها فهنالك (المكون العاطفي، المكون المعرفي، المكون السلوكي).
1. المكون العاطفي: أسلوب شعوري عام يؤثر في استجابة أو قبول موضوع الاتجاه أو رفضه وقد يكون هذا الشعور غير منطقي.
2. المكون المعرفي: المعلومات أو الحقائق التي يعززها حول موضوع الاتجاه.
3. المكون السلوكي: نزعة الفرد للسلوك وفق أنماط معينة.
وتتباين مكونات الاتجاهات من حيث درجة قوتها واستقلاليتها، فقد يملك الشخص معلومات وفيرة عن موضوع ما ( في الجانب المعرفي مثلاً)، إلا أنه قد يشعر برغبة قوية في الجانب العاطفي تؤدي به إلى اتخاذ مواقف حياتيه في (الجانب السلوكي) (نشواتي، 1996).

تغير الاتجاهات:

1. زيادة المؤثرات المؤيدة للاتجاه الجديد وخفض المؤثرات المضادة له، أما إذا تساوت المؤثرات المضادة له والمؤيدة فحالة من التوازن والثبات تكون.
2. العوامل التي تساعد في تغير الاتجاه:
• ضعف الاتجاه المراد تغيره وعدم ثباته.
• عدم وضوح اتجاه الفرد أساساً نحو موضوع الاتجاه.
• عدم وجود مؤثرات مضادة ووجود مؤثرات مضادة ووجود خبرات مباشرة تتصل بموضوع الاتجاه
3. تتطلب عملية تغير الاتجاه مايلي:
• تحديد أطراف عملية التغير من سيتولى إحداث عملية التغير وما هو الموضوع المراد إحداث تغيره فيه.
• معرفة اتجاه المتلقي نحو الموضوع.
• ما هي الوسيلة المستخدمة في التغير ( أختيار الوسيلة المستخدمة للتغير).
• إحداث التناقض المعرفي في ذهن المتلقي وإدراكه لضرورة التغير.

مقاييس الاتجاهات:

لقد ابتكر علماء النفس عدداً من التقنيات وكما أشرنا سابقاً إلى مبادرة علم النفس الاجتماعي بذلك من أجل قياس الاتجاهات التي يحملها الأفراد نحو العديد من المواضيع التي تهم الناس وفي سبيل تحقيق هذه الاتجاهات ظهر هنالك عدد من المقاييس ومنها:
1. مقياس بوجاردوس
Bogrados
2. مقياس ثيريستون Thureston
3. مقياس ليكرت Likert
4. مقياس جتمان
Guttman.
يعتبر مقياس بوجاردوس من أقدم المقاييس التي استخدمت لقياس الاتجاهات النفسية حيث يتدرج هذا المقياس من أقصى درجات التقبل إلى أقصى درجات الرفض والنبذ الاجتماعي، وقد لاقى هذا المقياس معارضة شديدة من قبل العلماء حيث جاء ثيرستون لحل المشكلات التي واجهت المقياس السابق ومع اتساع عملية دراسة الاتجاهات وظهور الحاجة لقياس الاتجاهات أخرى ( كالمؤسسات والأحداث الاجتماعية).
ونشر ليكرت مقياسه في إحدى مجلات علم النفس حيث سمي بعد ذلك باسمه فتفوق بذلك على مقياس ثيرستون لما يتميز به هذا المقياس من توفير للوقت بالإضافة إلى اتصافه بالصدق والثبات ويحتوي على خمس درجات وهو متدرج، ويمكن أن نلاحظ أن الأدب التربوي يحوي العديد من الدراسات التي عمدت على استعمال مقياس ليكرت للاتجاهات، ومن بينها عملية قياس الاتجاهات حول الإعاقة والمعوقين لما يتميز به من خصائص تخدم تلك الدراسات. (كريمة، 1991).

 

رد مع اقتباس