عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 03-26-2008, 02:58 AM
الصورة الرمزية عاشقة البدر
عاشقة البدر عاشقة البدر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 73
افتراضي مقتضيات المدخلات السمعية والبصرية في تدريس اللغة

 

مقتضيات المدخلات السمعية والبصرية في تدريس اللغة:
ولحقيقة ذكر القرآن الكريم دائمًا للسمع والبصر معًامدلولات شديدة الأهمية لتدريس وتعلم اللغة الأولى أو الثانية، والتي تتمثل في أنمهارات الاستماع والقراءة هما القناتان الوحيدتان اللتان يمكن من خلالهما معالجةالمدخل اللغوي حتى تصل إلى ملكة المتعلم اللغوية الذهنية، ولهذا السبب فإن التركيزعلى هاتين المهارتين المتسمتين بالمقدرة على التقبل أكثر أهمية من الناحية المنطقيةفي المراحل المبكرة من تعلم وتدريس اللغة الأولى أو الثانية من المهارات الإحداثية (مهارات الكلام والكتابة). واعتمادًا على هذه الحقائق نقترح المقتضيات العمليةالتالية لتعليم اللغة.

ينشأ المعنى ـ في الإحداث اللغوي ـ من تمازج المعاني (القواعد) النحوية المجردة مع المعاني المعجمية المجردة ليشكلا ترتيبًا من البنىالدلالية التركيبية في ذهن المتكلم التي تقوم على مقاصده عند استخدام اللغة، وإنالطريق الوحيد لإيصال هذه البنى الذهنية الدلالية خارج الذهن يتم عبر الأصوات وذلكلأنها كونت من المعاني التركيبية المجردة هذه الأصوات يتم إنتاجها خارج الذهن فيمواضع مختلفة في البلعوم والفم والأنف ثم يقوم المتلقي (السامع) للغة بنقل أشكالالصوت هذه عبر النظام الإدراكي السمعي البصري إلى ذهنه الذي صمم في المقام الأولبيولوجيٌّا ونفسيٌّا لاكتساب أية لغة بشرية، ولهذا السبب أيضًا يجب تعريض متعلمياللغة للمدخلات السمعية والبصرية التي يستطيعون فهمها والتي تتجاوز مستوى كفايتهماللغوية بقليل وذلك لمضاعفة احتمال نجاحهم. لذا ليس مستغربًا أن يذكر القرآن الكريمالسمع والبصر كإحدى نعم الله ـ سبحانه وتعالى ـ التي أنعم بها على البشر. لذا فإنالدلالة العملية لهذه الإشارة القرآنية حول تعليم وتعلم اللغات يصبح في غنى عنالإثبات.
يبدو أن تقديم كميات ضخمة من مدخلات سمعية وبصرية (شاملة وأصيلة) منهجمناسب لتدريس وتعلم اللغة الأولى أو الثانية في قاعات الدراسة يعتبر مفهوم (المدخلات السمعية والبصرية الشاملة الأصيلة) مسؤولاً عن الكيفية التي يستطيعالطلاب بها اكتساب اللغات بأكثر الطرق فعالية واقتصادًا. ويجب تعرضهم إلى لغة شفويةأصيلة تكون في متناول إدراكهم ومتقدمة بعض الشيء من مستوى كفايتهم الحالية (Krashen, 1988) وعلى خُطَى المدخلات الشفوية والبصرية الشاملة الأصلية الأساسيةيمكن افتراض وجود لوازم طبيعية أخرى.
يجب إعطاء المدخلات اللغوية الشفويةالأولوية في المراحل المبكرة للأسباب الآتية: يبحث أولاً متعلمو اللغة الثانيةواللغة بشكل عام، والمتعلمون الكبار بشكل خاص، عن المعنى في عملية اكتساب اللغة. ويحتوي رصيد متعلمي اللغة الثانية على الجانب الدلالي للأفكار التي يتوقع منهم تعلمشكلها اللفظي (مسماها) في اللغة الثانية. وتعتبر الأشكال اللفظية (الفونولوجية) لهذه الأفكار غريبة بالنسبة لمتعلمي اللغة الثانية من الكبار. فالتمثيل الصوتيللكلام هو أول ما يطرق آذان متعلمي اللغة ولهذا السبب يستطيع المتعلمون التركيز علىاكتساب الأشكال الصوتية للرسالة، يعتبر المدخل السماعي في اللغة هو في الأساسالأصوات الشفوية التي تدرك عن طريق الجهاز السمعي فقط، وهذا يتطابق مع تمثيل القرآنللمعلومات الشفوية وتقديمها على المعلومات البصرية.
إذا تبين أن المدخل اللغويقد استوعبه المتعلم وأنه كافٍ من الناحية النفسية التعليمية فسوف يبقى النحوالضروري في عقل الطالب كجزء من المحتوى اللغوي الكامل الذي تم تجسيده في الداخل ولايحتاج معلم اللغة إلى تدريس التراكيب اللغوية وذلك لأن ملكة المتعلم اللغوية سوفتوفر المقادير الكافية والمأخوذة من المدخلات السمعية والبصرية.
لا يمكن تدريسالكلام مباشرة في المرحلة المبكرة من اكتساب اللغة ولكنه سوف يبرز وحده نتيجةللتزايد التدريجي للكفاية اللغوية عبر المدخلات الإدراكية الشاملة. ويمكن تطويرالتخاطب، في مرحلة متقدمة من اكتساب اللغة الثانية، كمهارة لغوية في حد ذاتها، ولكنمع ذلك يبقى الإدراك السماعي المصدر الرئيس الذي يغذي ملكة المتعلم اللغوية، ويحتاجالمرء ـ كي يصبح متحدثًا لبقًا ـ إلى الكثير من ممارسة التحدث باستغلال الآلياتالضرورية لتطوير هذه المهارة.

 

رد مع اقتباس