ماذا نعرف وماذا نجهل حول التوحد؟
التوحد هو ظاهرة معقدة وليست مفهومة بشكل تام ، الباحثون يعملون حاليا علي ايجاد تفسيرات واجابات لتلك الظاهرة ، ولكن المشكلة هي ان الاسئلة نفسها غير واضحة ولهذا السبب فان الباحثون منقسمون والعديد من النظريات الان في مرحلة الاختبار، فالباحثون يجمعون المعلومات بشكل سريع ولكنهم في نفس الوقت لايتفقون علي تفسير لتلك المعلومات، علي سبيل المثال ، الباحثون ربما يلاحظون بعض الخلل الوظيفي في جسم مريض التوحد ولكنهم لايتفقون اذا كان هذا الخلل هو احد اسباب او احد نتائج التوحد ، هناك جدل كبير في عالم الاطباء حول ماهو سبب وماهو نتيجة في مجال التوحد وبالتالي يتوسع الجدل حول كيفية علاج تلك الاعراض.
هذه هي الحقائق المتفق عليها بين كل المهتمين بالتوحد:
أ- ان الاعاقات النمائية مثل التوحد ترجع اساسا الي اختلال في المخ مما يؤدي لاعراض حيوية مجالها طب الاعصاب وليس الطب النفسي.
ب- التوحد هو اكثر الاعراض شيوعا في طائفة كبيرة تسمي طيف التوحد وتسمي ايضا الاضطرابات النمائية المنتشرة
ت- يتم تشخيص التوحد غالبا حين بلوغ الطفل ثلاث سنوات
ث- التوحد موجود في كل الدول وفي كل العرقيات وعلي كل المستويات الاجتماعية
ج- التوحد اصاب مليون ونصف المليون في الولايات المتحدة وينضم اليهم كل عام 24 الف طفل جديد ، وهذه النسبة تقارب الدول الاوروبية الاخري، حيث طفل من كل 166 يصاب بالمرض ، وقد ارتفعت نسبة الاصابات بشكل صاروخي في الثلاثين عاما الاخيرة
ح- التوحد يصيب الذكور 4 مرات اكثر من الاناث
خ- يحتاج الاطفال المصابون بالتوحد الي تدخل طبي سريع ومبكر بقدر الامكان
هذه هي نقاط الاختلاف بين المهتمين بالتوحد:
§ يعتقد الاطباء ان التوحد يرجع الي خلل في الجينات ولكن حتي الان لم يتم تحديد الجين المسئول عن المرض او اذا كان المسئول جين واحد ، فكل حالة لها خصوصية مثل بصمات الاصابع
§ يعتقد بعض الخبراء ان للتوحد سببا واحدا بينما يعتقد اخرون ان التوحد ناشيء عن تداخل مجموعة من الاسباب ، وبعض الباحثون يقسمون التوحد الي عدة اقسام
§ العلاج الدوائي يخفف اعراض التوحد ولكن المشكلة تكمن في اكتشاف اذا كان الدواء يعالج الاعراض ام الاسباب ، وهل بالفعل يعالج مرضي التوحد ام يساعد اطفال غير مصابين بالتوحد بشكل حقيقي ، ورغم رفض المجتمع الطبي لتلك الادوية الا انها حققت نجاح ملحوظ في حالات معينة
رغم كل الجدال والمشكلات فانه لدينا امال كبيرة في التغلب علي المرض وهناك اسباب متعددة لنتعلق بتلك الامال ، فان التقدم العلمي في مجال التوحد والذي حدث في السنوات الاخيرة هو غير مسبوق ، كذلك تقدم طب الاعصاب في مجالات مشابهة مثل الزهيمر والصرع ... تبشر بامل كبير لمرضي التوحد، علاوة علي ذلك فان وعي المجتمع بالمرض ورصد تمويل كبير له حاليا واصدار تشريعات للمساعدة في دراسته هو امل واضح لمرضي التوحد