وتنعكس التنشئة الاجتماعية السليمة على التوافق النفسي والاجتماعي السوي للأبناء، غير أن فشل الوالدين وعجزهم عن أداء دورهم الرئيس في تنشئة أبنائهم التنشئة السليمة يؤدي إلى سوء التوافق النفسي والاجتماعي لهم، الأمر الذي يفضي إلى حالة من التفكك الأسري والتصدع العائلي.
فقد بينت نتائج الدراسات(1) أن معظم الجانحين الذين ينحدرون من أسر متصدعة لا يحبون آباءهم ولا يثقون بهم ولا يشعرون بالارتياح معهم، ويتمـنون لو كانوا أبنــاء لأسر أخـرى، كما أنهم يشعرون بعدم الرضا عن أنفسهم وبالفشل والإحباط واليأس والضياع والعصبية. وفيما يتعلق بأسلوب تعامل آبائهم معهم، أشار الجانحون إلى أنه يسوده الإهمال أو القسوة الزائدة والتذبذب في المعاملة وعدم الاكتراث بسلوك أبنائهم.
ويذكر أن حوالي (73%) من هؤلاء الجانحين يقضون يومهم في الشوارع، وأن حوالي (87%) منهم يتأخرون في العودة إلى المنزل ليلاً، وأن حوالي (58%) منهم يمضي الليل خارج المنزل ولعدة أيام، دون إبلاغ الوالدين. ولدى مقابلة الوالدين تبــين أنهم لا يعـرفون شيـئًا عن سلوكات أبنائهم، أو أنهم يعرفون ولا يريدون التشهير.
كما تبين أن هؤلاء الجانحين كانوا قد تعرضوا لأساليب معاملة والدية خاطئة يسودها الحرمان والإهمال والإحباط، وأساسها النبذ والعقاب الصارم وعدم الحب والتناقض في التعامل بين القسوة والحماية الزائدة التي تصل الرقابة فيها إلى حد التقييد الزائد للحرية أو حد الإهمال والسلبية، والانحلال الأخلاقي للوالدين أنفسهم، وضرب النموذج السيئ لأبنائهم، وتضارب سياسة الوالدين في تربية الأبناء وعدم إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية.
وقد تحول وفاة الأب أو غيابه عن البيت لفترة طويلة دون التنشئة السليمة، إذ قد يحصل الأب على عقد عمل خارج البلاد، ولمدة طويلة، أو قد يغيب عن البيت ساعات طويلة يوميًا، وتبقى الأم هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن تربية الأبناء وتلبية احتياجاتهم، أي أنها مطالبة بأداء دور الأم ودور الأب الغائب. وقد تزيد هذه المسؤولية على طاقتها، فتفشل في أداء أحد الدورين أو كليهما، وعندها يدرك الوالدان أن نقود الأب الغائب لم تجد في تحصين الأسرة من احتمالات الاضطراب أو الانهيار، ذلك أن الأبناء يحتاجون إلى عطف الأب وتوجيهه وحزمه ورقابته ويقظته بالقدر الذي يحتاجون فيه إلى عطف الأم ومحبتها ودفئها.
يتضح مما سبق، أن فشل الوالدين في التنشئة الأسرية السليمة لأبنائهم ينعكس سلبًا على الصحة النفسية والاجتماعية للأبناء والأسرة بأكملها، فلا شك أن الابن المريض نفسيًا واجتـمـاعـيًا ما هو إلا سفير لأسرته المريضة نفسيًا والمتفككة اجتماعيًا، أي الأسرة التي يتوجب لها العلاج.
رابعًا: الفقر والبطالة:
لقد أوجب الإسلام على الزوج النفقة على أسرته بما يكفل لأفرادها الحياة الكريمة ويؤمن احتياجاتهم الأساسية من طعام وشراب ومسكن وغيرها مما يقضي به الشرع، مصداقًا لقولـه سبحانه وتعالى: {وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف، لا تكلف نفس إلا وسعها...} (البقرة:233)، وقولـه تعالى: {أسكنوهـــــن من حيث سكــنتم من وجدكم} (الطلاق:6)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"(1).
وهكذا يمكن القول: بأن الزوج هو المطالب بتوفير الحياة الكريمة للأسرة وبتجنيبها البحث عن طرق غير مشروعة لتأمين احتياجاتها تحت وطأة الفقر والحرمان والبطالة.. ويعد الفقر والبطالة في كثير من المجتمعات مسؤولان عن الأزمات الأسرية، إذ يؤديان إلى عدم إشباع الحاجات الفسيولوجية لأفراد الأسرة، وقد يدفعان الأب إلى ممارسة بعض أشكال الانحرافات السلوكية كالإدمان على الكحول أو المخدرات، هروبًا من مواجهة المسؤولية، أو كاللجوء إلى مزاولة أعمال يحرمها القانون ويزج بصاحبها في السجون، كالسرقة أو الاتجار بالمخدرات وغيرها.
وقد يؤدي الفقر إلى تشرد الأبناء أو مزاولتهم التسول في ضوء الحاجة المــادية أو العمل في سـن مبكــرة في أمـاكن خطرة، كالبيع بين السيارات وعند الإشـارات الضــوئية، أو في المدن الصناعية التي قد تستغل حداثة سنهم فيقعون في فخ الانحراف الاجتماعي، هذا فضلاً عن حرمانهم من فرصة التعليم، وقد تجد الأم نفسها مضطرة إلى التسول أو إلى العمل خارج المنزل، ويبقى الأبناء عرضة للضياع دون مربٍ أو موجهٍ، وقد يؤدي عملها إلى نشوء الشقاق والنزاع مع الزوج.
ومع الفقر والبطـالة تضـطر الأسرة إلى العـيش في المناطق المكتظة وفي مساكن غير صحية، تسبب الأمراض وتضاعف احتياجات الأسرة، مما يؤدي إلى نشوء التوتر والنزاع بين أفراد الأسرة وبخاصة بين الكبار والصغار. ولعل ضيق المسكن يكون سببًا في ضعف رقابة الوالدين على أبنائهم، إذ قد تضطر الأم إلى دفع أبنائها إلى الشارع حتى ترتاح من إزعاجهم، مما يفضي إلى تعلمهم السلوكات المنحرفة جراء خروجهم دون رقابة(1).
ولعل من أبرز المظاهر السلبية للفقر والبطالة وعجز الأب عن الإنفاق على الأسرة، تدني مكانة الأب وضعف سيطرته على زوجته، وبالتالي فقدان السيطرة على أفراد الأسرة عمومًا. ويقابل ذلك تدعيم لدور الأم ومكانتها، مما يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار التي تعيشها الزوجة، وتبدو في صورتها القهرية في الأسر الفقيرة ذات الدخل المتدني، حيث تتنوع مظاهر الصراع، ويصبح عجز الزوج عن الإنفاق سببًا في أشكال التوتر داخل الأسرة. وتحمل الزوجة زوجها مسؤولية فشله في المساهمة في الإنفاق على الأسرة، مما يصعد حدة الخلافات، وينعكس ذلك بصورة مباشرة على عدم الاستقرار الزواجي الذي قد ينتهي بالطلاق.
خامسًا: عمل المرأة:
يعد عمل المرأة من المشكلات الأساسية التي تهدد استقرار الأسرة المسلمة، لأن في ذلك إقصاء لها عن أدوارها الأساسية وهي الأمومة والزوجية، فهي مسؤولة عن بناء الأسرة المسلمة وتنشئة الأجيال الصالحة، وبعملها خارج بيتها تفسد علاقتها بأبنائها، فهي تغيب عن البيت فترة طويلة يوميًا، وعندما تعود إلى البيت تكون مجهدة متعبة وبحاجة إلى الراحة، وبذا يفقد الأبناء الدفء والمودة والحنان والعطف، كما يفقدون التربية والتوجـــيه.. وكما هو معلــوم، فإن السنوات الخمس الأولى من العمر تكون حاسمة في تطور الشخصية المستقبلية للطفل من كافة النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والروحية، الأمر الذي يتعين على الأم أن تقضي مع ابنها وقتًا كافيًا لإنمـــاء كافــة مظاهــر شخصيته؛ تحــدثه وتســتمع إليــه وتقــربه مـنها، لا تبعد عنه، تلعب معه وتنمي لديه القيم الاجتماعية والروحية.
ولا شك أن عمل المرأة خارج المنزل يؤدي إلى اختلال دورها الأمومي، فمن العسير أن تتمكن من القيام بمسؤوليتها الطبيعية كأم لأبنائها وفي الوقت ذاته تؤدي عملها في الخارج.. وفي أغلب الأحــوال، إن لم يكـن في جمــعيها، يكون عمل المرأة في الخارج على حساب أبنائها، فنجدهم محرومين من مقومات النمو النفسي، كما أسلفت، أما فيما يخص نموهم الجسمي فيكون اهتمامها موجه نحو شراء علب الحليب المجفف وتحضيره وإعطائه للطفل لإسكاته.
ويعد عمل المرأة تهـديدًا لاستــقـرار بيت الزوجية لما قد يكتنفه مـن إهـمال للــزوج ومـن إثــارة وســوء معاملـة وابتـزاز من رب العمل، مما ينعكس سلبيًا على الاستقرار الزواجي.
وقد يؤدي عمل المرأة أحيانًا إلى عدم الاستقرار الزواجي في ضوء ما يسببه دخل المرأة من كيان اقتصادي، يضفي على المرأة قوة، يرفضها الزوج، فيسعى إلى منعها من العمل والدخول في طاعته، ذلك أن الإسلام حدد الحقوق الشرعية للزوج على زوجته ومنها حق الطاعة والقرار في بيت الزوجية، مما يؤدي إلى الصراع بين الزوجين الذي قد ينتهي بالطلاق.
ومن جهة أخرى فإن عمل المرأة يضعف قوامة الرجل في النفقة، فهي تكسب مالها بنفسها، وقد تعبر عن الاستغناء عن الزوج ماديًا، كما قد تعبر عن قدرتها على الإنفاق على أبنائها في حال طلاقها.. وتشير الممارسات الواقعية إلى حدوث النزاع بين الزوج والزوجة على راتبها الشهري عندما تعمل خارج المنزل، فقد يستولي الزوج على كامل راتبها بحجة الإنفاق، وقد يطالبها بدفع أجرة البيت أو بدفع نصف راتبها إلى غير ذلك مما قد يفضي إلى النزاع والشقاق الدائمين.
وعلى الرغم من أن التصنيف التقليدي لأعمال الرجال وأعمال النساء في البيت لا يزال موجودًا، إلا أن هذا التصنيف بات أقل تحديدًا عما كان عليه في الماضي، فقد أصبح الزوج يشارك في بعض الأعمال البيـتية، وقد ترفض الزوجة مساعدة زوجها في أعمال البيت ظنـًا منها أنه سيصبح منافسًا لها في مجال تفوقها، ومن هنا ينشأ الشجار والنزاع بينهما نتيجة الاختلال في توزيع الأدوار أحيانًا، وطموح المرأة إلى التحرر والمساواة التامة مع الرجل، أحيانًا أخرى.
سادسًا: الخدم في الأسرة:
قد يكون الحديث عن الخدم في الأسرة موجه في الأغلب نحو منطقة الخليج العربي، إذ يشير الكندري(1)إلى وجود حوالي مليون خادم فيها، ويذكر أن وجود الخدم في الأسرة ظاهرة انتشرت في دول الخليج العربي منذ قديم الزمان، عندما كانت الأسر الكبيرة تعتمد على الخدم في حضانة الأبناء وتربيتهم، وتقديم الخدمات المنزلية اليومية من طبخ وتنظيف وكي وغيرها، ومع مرور الزمن أصبحت الأعمال المنزلية لا تمثل واجبًا أساسيًا، على المرأة أن تؤديه، لذا تحولت هذه الأعمال إلى الخادمة دون أن تفقد الزوجة دورها الاجتماعي كربة بيت. وبالمقابل توجهت المرأة إلى أعمال بديلة كالمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والاستقبالات والتنزه والعمل خارج المنزل، وهي مطمئنة لوجود بديل لها في المنزل.
ونتيجة لذلك، دخلت الخادمة النسيج الأسري وأسندت إليها، بصورة جزئية أو كلية، مهمة تربية الأطفال وتأمين حاجاتهم البيولوجية والعاطفية من عطف وحنــان وأمومـة فأصـبحت بذلك أمًا بديلة، قد يتعلم الطفل منها لغة غير لغته، وقد يتعلق بها عاطفيًا، وقد يصبح اتكاليًا وغريبًا عن بيـئته الحقـيقية، لا بل قـد يعبد ما تعبده، فبعض الخادمات يحملن آلهتهن معهن. فمنهن من تعبد لوحة أو شمعة أو بقرة...إلخ، فيتعلم الطفل منهن ما يبعده عن دينه الحنيف فتفسد فطرته.
وقد يستغرب بعضهم القول:إن ظاهرة الخدم جاءت نتيجة لضغوط اجتماعية معينة، حتى أن الأسرة التي ترفض وجودهم لأسباب وجيهة، غالبًا ما تتهم بالبخل والتقتير. وقد أدت هذه الظاهرة إلى تعزيز دور الزوج الآمر الناهي في البيت على حساب الزوجة، في حين وجدت الزوجة من الخادمة متنفسًا مقبولاً (اجتماعيًا) لانفعالاتها، الأمر الذي قد يفسر إصرار الزوجة على وجود الخادمة على الرغم من عدم رضاها عنها.
ويمكن القول بغياب الوعي بالآثار السلبية لوجود الخدم في الأسرة، فقد ظهرت الخادمة كأم بديلة قادرة على القيام بالأعباء المنزلية وعلى إشباع الحاجات الأساسية للأبناء، فضلاً عن تعلق الأبناء بها عاطفيًا إلى حد يمكن معه القول: بأن اعتماد الأبناء عليها بات مهددًا لمفهوم الأمومة الحقة، فحتى عندما يطلب الطفل من أمه شيئًا، نجدها تأمر الخادمة بإحضاره له. ولا شك أن أسلوب الأخذ والعطاء يعد من الأمور المهمة في تعزيز الرابطة بين أفراد الأسرة الواحدة، وعليه فإن وجود الخادمة كعامل وسيط دائمًا بين الأم وابنها قد تكون له آثار سلبية تتضح في اهتزاز علاقة الأمومة بينهما.
ومن السذاجة أن يطمئن الوالدان إلى وجود الأبناء مع الخادمة طيلة اليوم، فمعظم الخادمات يأتين من أسر غير مسلمة ومن خلفيات اجتماعية مجهولة لدى الأسر التي يعملن بها، وقد تعرض العديد من الأطفـال لإســاءة معــاملة وابتزاز لا أخلاقي من الخدم، كما تعرضوا للإهمال والعنف الجسدي بعد غياب الوالدين، خصوصًا إذا كانت الخادمة لا تتلقى معاملة طيبة من ربة البيت، فنجدها تحول العدوان إلى الأبناء انتقامًا من الأم.
كما قد يتعلم الأبناء القيم والسلوكيات غير المقبولة اجتماعيًا ودينيًا، وينشأون على جهل بقيمهم الإسلامية وبلغتهم العربية وبهويتـهم الوطــنية، مما يؤدي إلى تفريغ الأسرة من محتواها الخلقي والقيمي والوطني. وتكشف الملاحظات الواقعية حــالات من ارتكاب فــاحشة الزنـا مع الخادمة جراء خلوة الزوج بها، مما يؤدي إلى تمزيق أواصر الأسرة وتشتيت شملها عندما يذاع الخبر ويعلم به الآخرون.
وجدير بالذكـر أن الأصل في الخادم أن يكون مسلمًا ممن لا يشتهي النساء، أو من المحارم.. وإذا كانت الزوجة سليمة من الأمراض ومثلها يخدم في بيت أبيه، وزوجها موسر، يلزم الزوج أن يخدم زوجته وإن احتاجت أكثر من خادم على المشهور(1).. وإذا كانت الزوجة سليمة من الأمراض وممن لا تخدم في بيت أبيها، وزوجها معسر، فعليها أن تقوم بالأعباء المنزلية كغيرها من النساء، وقد عبر المالكية عن ذلك بقولهم: "إن لم تكن الزوجة من أهل الإخدام، كأن لا تكون من أشراف الناس بل من لفيفهم، أو كان زوجها فقيرًا، ولو كانت أهلاً للإخدام، تلزم الزوجة الخدمة في بيتها بنفسها أو بغيرها"(2).
ولما كانت العلاقات الزوجية في الإسلام مبنية على المودة والتعاون، فعلى الزوجة أن تقدر أوضاع زوجها، وإذا كانت تريد الجنة فعليها أن تقتدي بأمهات المؤمنين وزوجات الصحابة، رضي الله عنهن، اللاتي كن يؤدين الأعمال المنزلية.. فهذه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما تقول: تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه. قالت: فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤنته، وأسوسه، وأدق النوى، وأستقي الماء، وأخرز غَرْبَه وأعجن، ولم أكن أحسن الخبز فكانت تخبز لي جارات من الأنصار وكن نسوة صدق(1).
وقــد شكت فاطــمة رضــي الله عنــها ما تلقى من أثــر الرحــى في يدها، فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله خادمًا، فلم تره، فذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها، فلما جاء ذكرت له، قالت: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم، فقال: مكانك، ثم جلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أخذتما مضاجعكما، فسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبرا أربعًا وثلاثين، فهو خير لكم من خادم"(2).
وبعد، فهذه فاطمة الزهراء، سيدة نساء العالمين، رضي الله عنها، تخدم بيتـها وتجد أثر الرحى في يدها من التعب، وهذه أسماء بنت أبي بكر، ذات النطاقين تقوم بعمل شاق من علف للفرس وسقاية الماء فضلاً عن أعباء البيت.
ومن الجدير بالذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يساعد زوجته في أعمال المنزل، فعن عائشة رضي الله عنها أنها لما سئلت: "ما كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ قالت: كان بشرًا من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه"(1).
وبعد، فهذه حقوق أوجبها الإسلام على الزوجـية، إذا أداهــا كل من الزوجين يحل الوفاق محل الفرقة، وتحل المحبة محل الكراهية، وتخيم السعادة والاستقرار والتفاهم على الحياة الأسرية، ولن يحدث، بإذن الله، ما يعكر صفوها.