ثالثاً: القبعات الست:
معظم الناس يفكرون بطريقة واحدة رأسية عندما تعرض لهم مشكلة من المشكلات، ولا يفكرون في الجوانب الأخرى والزوايا الأخرى للمشكلة. يسمى التفكير بالجوانب المتعددة للمشكلة "بالتفكير الجانبي"lateral thinking ، وهو مصطلح من ابتكار De Bono ، الذي قام بالتدريب على التفكير الجانبي بأداة من ابتكاره أيضاً أسماها "القبعات الست" six thinking hat، والقبعات الست هي تطوير لطريقة عصف الدماغ أو إمطار الدماغ (brain storming) التي طورها Osborn عام1957 م.
وأداة القبعات الست طريقة منظمة فنياً وواضحة للتدريب على التفكير الجانبي، وكل قبعة من القبعات تمثل جانباً من التفكير، وهي كالتالي :
أولاً: القبعة البيضاء "الحقائق":
وهي قبعة جمع الحقائق والمعلومات والخطط وقاعدة البيانات ودراسة جوانب المشكلة والتحضير لها. لابس القبعة البيضاء يسأل مثل هذا السؤال: ما المعلومات التي نريدها؟ وكيف سنحصل عليها؟ ما هي الأسئلة التي نريد طرحها؟
فالقبعة البيضاء توجه الانتباه إلى المعلومات المتوافرة وغير المتوافرة، حيث توجهنا للبدء بطلب المعلومات والحقائق أولا ثم الانتقال إلى الوصول إلى النتائج وليس العكس، أي ألا نحاول الوصول من النتائج إلى المعلومات والحقائق .
ثانياً: القبعة الحمراء "المشاعر" :
وهي التي تغطي المشاعر والعواطف والجوانب الأخلاقية والإنسانية في المشكلة. ولابس هذه القبعة يقول: هذا هو شعوري نحو الموضوع!
هذه القبعة تعني التعبير عن الانفعالات والتخمين، ولكن تحت الملاحظة والضبط. إن التفكير بالقبعة الحمراء يمارسه الفرد وحيداً،ً فهو يجعل مشاعره وأحاسيسه أمراً مقبولاً، ويتيح له هذا أن يفرز تلك العواطف عن بقية التفكير.
ثالثاً: القبعة السوداء "الحيطة والحذر" :
هذه هي قبعة الخوف والحذر والتشاؤم والنقد والحيطة والتفكير في الأخطار أوالخسارة. وهذا الشيء مطلوب عند اتخاذ القرارات. فصاحب القبعة السوداء يسأل مثل هذا السؤال: كم نسبة ربح هذا المشروع؟
وهذه القبعة من أكثر القبعات فائدة، فهي قبعة الحكم السلبي على الأمور في ظل تفكير منطقي، ولها ميزة أنها تخفف من ميل الناس إلى النقد مع دعمها بالحقائق فهو التفكير السلبي لموضوع ما .
رابعاً: القبعة الصفراء "التفاؤل" :
القبعة ذات الرؤية المنطقية، فهي قبعة التفاؤل والتفكير في فوائد الموضوع المطروح للنقاش، وتحري بعض النتائج والاقتراحات المفيدة والجدوى الاقتصادية. ويمكن لصاحب القبعة الصفراء أن يسأل: ما هي الفوائد؟ ومن هو المستفيد؟
فهي أسلوب تفكير يبحث فيه الفرد عن الجوانب النافعة بشئ من الفضول والسرور. والفرد يستخدم تفكير هذه القبعة حينما تكون له مصلحة شخصية في موضوع ما، فهو يميل إلى المواقف الايجابية في الوضع الذي سيحدث في المستقبل.
خامساً: القبعة الخضراء "أفكار جديدة" :
هي قبعة الابتكار والإبداع والنمو والطاقة والاقتراحات والبدائل والاحتمالات والنظر إلى الجوانب الإيجابية واستغلالها. وصاحب هذه القبعة الخضراء يسأل: هل هناك بدائل إضافية؟
تختلف هذه القبعة عن جميع أنواع التفكير السابقة لأننا لا يمكن التأكد من الحصول على ما نريد منه إنما كل ما يمكن أن نفعله هو أن نطلب بذل الجهد في ذلك .
سادساً: القبعة الزرقاء "الحكم" :
قبعة التفكير والتحكم والتقييم والنظر في الأشياء بطريقة ناقدة بناءة. والقبعة الزرقاء هي قبعة جدول أعمال التفكير فهي تفكير في التفكير. وصاحب هذه القبعة يمكن أن يسأل: ما هي الأولويات؟ ماذا استفدنا حتى هذه اللحظة؟
والقبعة الزرقاء يمكن أن نبدأ بها لتحدد أنواع القبعات وتسلسلها. فهي توجه الحديث وتقسمه وتعطي الفرصة المناسبة لجميع أنواع التفكير إذ توضح الهدف وتأمر كل واحد بان يحاول تقديم ما عنده و تخبر كل واحد كم اقترب من الهدف المطلوب.