الاعتبارات التي تراعى عند إعداد خطة التأهيل الفردية:
يقصد بالتخطيط المواءمة بين الإمكانيات والأنشطة مع إدخال عنصر الزمن بحيث يمكن ترتيب الأنشطة مع الوقت. ولكي تكون الخطة ناجحة فإنه من المناسب أن تتوفر فيها مجموعة من العناصر منها:
1- أن تكون الخطة قائمة كما سبق القول على أساس من الدراسات المتخصصة التي أجريت للفرد، ومنها الدراسة الطبية والتقويم النفسي والتقويم المهني والدراسة الاجتماعية، وبناء على آراء المتخصصين الذين أجروها وبالتشاور المستمر بين المرشد وبينهم.
2- أن تكون الخطة متصفة بالشمول، بمعنى أن تغطي كافة الجوانب التي تمثل حاجات للفرد، وسواء كانت تلبية هذه الحاجات في داخل مركز التأهيل أم في المجتمع أو في الأسرة.
3- أن تتصف الخطة بالواقعية، وذلك بأن يراعى فيها إمكانية التنفيذ من حيث إمكانيات الفرد المعوق، وإمكانيات مركز التأهيل والموارد الاجتماعية الأخرى. والخطة التي لا تتسم بالواقعية فإنها ستنتهي إلى الفشل، وهو أمر يحسن أن نتجنبه خاصة في المراحل الأولى لتأهيل الأفراد المعوقين.
4- أن تتصف الخطة بالمرونة، يعني ذلك أن تكون الخطة قابلة للمراجعة والتعديل كلما دعت الحاجة لذلك.
5- أن تراعي الخطة جانب إكمال الخدمات بمعنى ألا ينتهي التأهيل إلا باستكمال الخدمات التي يحتاج إليها الفرد، ويعني هذا أن تتجنب الخطة فكرة التخريج في أفواج (دفعات) كما يحدث في بعض المراكز حيث تكون هناك بداية للدورات التدريبية ونهاية لها. ومما هو جدير بالذكر أن خروج الفرد من مركز التأهيل قبل تمام الحصول على الخدمات اللازمة في صورة تدريبات وأجهزة وإعداد يؤدي به إلى سلسلة من المواجهات مع الإحباط والفشل، وهو أمر كما ذكرنا من قبل يحسن أن نتجنبه في هذه المرحلة.
6- أن يكون إعداد الخطة أمراً مشتركاً، يشترك فيه كافة أطراف التأهيل، وهم العميل (الفرد المعوق) نفسه ومرشد التأهيل المسئول عن الحالة وأعضاء فريق التأهيل. قد تبدأ عملية إعداد الخطة من مرشد التأهيل الذي يدير الحالة الذي يراجع التقارير المقدمة من المتخصصين الذين أجروا التقويم بفروعه المختلفة، ويتشاور معهم، ولكنها يجب أن تمضي في طريقها في تشاور المرشد مع العميل من خلال عملية الإرشاد حيث في هذه المرحلة تتبلور عناصر الخطة مثل نوع العمل المناسب والحاجة إلى برامج التدريب على التوافق، ومدى الحاجة إلى الإرشاد في مجال المشكلات النفسية، والحاجة للخدمات المساندة وغيرها.
مكونات خطة التأهيل:
تتكون خطة التأهيل من مجموعة البرامج والأنشطة التي تساعد على تحقيق أهداف التأهيل الأساسية، والتي يمكن إجمالها في ثلاثة أهداف أساسية:
1- منع المضاعفات الطبية والقيام بالأنشطة اللازمة للحياة اليومية والتوافق الشخصي.
2- التوافق الاجتماعي في الأسرة وفي المجتمع.
3- الإنتاجية والإحساس بالإفادة.
ويمكن اعتبار الجوانب التالية مكونات أساسية في عملية التأهيل تراعى عند إعداد خطة التأهيل الفردية.
1- خدمات الإعداد البدني.
2- خدمات التدريب على التوافق الشخصي والاجتماعي.
3- التدريب المهني.
4- الخدمات المساعدة (الخدمات الاجتماعية)
5- الإلحاق بالعمل.
6- الإرشاد، ويلاحظ أن الإرشاد عملية مستمرة استمرار عملية التأهيل نفسها، فالإرشاد يبدأ منذ اللحظة الأولى للعمل مع الفرد المعوق، وقد يبدأ أحياناً قبل وصوله إلى مركز التأهيل، ولاينتهي إلا باستقرار العميل في المجتمع وتحقيقه لأهدافه.
وفي الواقع فإن الدور الذي يقوم به مرشد التأهيل يمثل دوراً أساسياً وهو بمثابة العمود الفقري في عملية التأهيل، كما أن المرشد نفسه يعتبر بمثابة الأخصائي المدير للحالة والمرافق لها من بداية التأهيل إلى نهايته، ولهذا فقد أفرد للإرشاد جانب مستقل.
وسوف نتناول بالتفصيل في الفصول التالية الخدمات التي تشتمل عليها برامج التأهيل، ولايعني هذا أن كل عميل يحضر للتأهيل سيحتاج إلى كل هذه الخدمات فقد يحتاج إلى جانب منها فقط.
وتعتبر عملية مراجعة خطة التأهيل مع العميل مرحلة هامة من مراحل العمل الإرشادي، وهي تمثل في الواقع ماوصل إليه المرشد مع العميل في عملهما أو علاقتهما الإرشادية.
ويجب أن يتوقع مرشد التأهيل أن يواجه بمجموعة من المشكلات في مرحلة الإرشاد، وهذا يتوقف بالطبع على الفرد المعوق الذي يقوم بالعمل معه من حيث العمر والنوع وظروفه قبل حدوث العجز، وظروف حدوث العجز نفسه والتكوين الأسري، ودرجة العجز، والدور الاجتماعي الذي يقوم به وعمله السابق، وحالته الاقتصادية، وعلاقته بأسرته، وتكوين شخصيته، وغيرها من الجوانب.
إن العميل يحضر إلى التأهيل ومعه بعض الآثار النفسية من المرحلة السابقة، وقد تكون دافعيته منخفضة، ولديه إحباطات كثيرة، وقد يعاني من عدم الثقة في المجتمع وفي الناس، بل إنه قد يصل به الحال إلى القنوط، ويتوقف على مايقوم به المرشد وفريق التأهيل كثير من عوامل النجاح مع العملاء، ولهذا يجب أن تكون هناك خدمات فورية تتمثل في: الإرشاد النفسي لمساعدة هؤلاء الأفراد على تحسين مستوى الدافعية. كما قد يغالي بعض العملاء في توقعاتهم، فيبتعدون كثيراً عن الواقع، وهؤلاء أيضاً يجب أن يهتم بهم العمل الإرشادي، لتقريب أهدافهم من واقعهم.
وتساعد خطة التأهيل الواقعية والعمل الإرشادي على أن يشعر العميل باقترابه من الواقع والمسئولية، وبصفة خاصة عندما يمضي في تنفيذ خطة التأهيل ومعايشة النجاحات المختلفة التي يحققها في مختلف الأنشطة وتقدماً نحو تحقيق أهدافه.
ويهمنا في هذا الصدد أن نركز على أهمية التقويم والمتابعة المستمرين للخطة، وخطوات تنفيذها،ومراجعة مدى تقدم العميل فيها وإجراء التعديلات المناسبة عليها، كلما اتضح لنا وجود صعوبات في تنفيذها أو بعدها عن الواقعية.
نموذج ملخص لخطة التأهيل الفردية:
الاسم:
العمر:
تاريخ التحويل للتأهيل:
الفحوص والدراسات التي تمت: طبية التاريخ
نفسية التاريخ
مهنية التاريخ
اجتماعية التاريخ
أخرى تذكر التاريخ
الخدمات التي يحتاجها العميل:
1- الإعداد البدني:
علاج طبي
جراحات
علاج طبيعي
علاج كلام
تدريب على أنشطة الحياة اليومية
2- التدريب المهني:
المهنة
مدة التدريب
مكان التدريب
3- الخدمات الاجتماعية:
إقامة
مساعدات مالية
برامج أسرية
تعليم
4- التوافق الشخصي والاجتماعي:
تدريب على التوافق الشخصي
تدريب على التوافق الاجتماعي
علاج نفسي متخصص أو إرشاد نفسي
5- إعداد البيئة والأسرة:
تجهيز بيئة المنزل
تحسين العلاقات مع الأسرة
إرشاد أفراد الأسرة
6- الإلحاق بالعمل:
عمل في السوق الحرة للعمل (عمل تنافس)
إلحاق بمصنع خاص (ورش محمية)
مشروع فردي
عمل مع الأسرة
عمل في المنزل
7- خدمات أخرى مقترحة تذكر
8- تاريخ موافقة فريق التأهيل (اللجنة الفنية)
اسم المرشد توقيعه
المرحلة الرابعة: مرحلة تنفيذ برنامج التأهيل:
إن نجاح عملية التأهيل وتحقيقها لأهدافها يعتمد بشكل مباشر على تنفيذ الخطة التأهيلية التي رسمها فريق التأهيل متعدد التخصصات. وتتكون هذه المرحلة من الخطوات التالية:
1) الإعداد.
2) التدريب.
3) التقييم.
4) المتابعة.
5) الإنهاء أو إقفال الحالة.
وفيما يلي تفسيراً مختصراً لكل خطوة من هذه الخطوات:
1) الإعداد: المقصود بهذه الخطوة هو إعداد الفرد المعوق للدخول في مرحلة تنفيذ الخطة التأهيلية المرسومة. وتشتمل خطوة الإعداد على الجوانب التالية:
أ) جانب الإعداد البدني: ويشتمل هذا الجانب على تقديم الخدمات التي من شأنها مساعدة الفرد المعوق على استعادة أكبر قدر من طاقاته البدنية وإكسابه القدرة على مواجهة المطالب البدنية للحياة. وتتكون هذه الخدمات من التدخلات العلاجية الطبية اللازمة (العمليات الجراحية) والعلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي والعلاج النطقي، الأجهزة التعويضية والوسائل المساعدة، الأطراف الصناعية وغيرها.
ب) جانب الإعداد النفسي: ويشتمل على إرشاد وتوجيه الفرد المعوق ومساعدته على تقبل عجزه ودعم ثقته بنفسه وبقدراته المتبقية والكشف عن ميوله واستعداداته لمتابعة برنامج التأهيل وتهيئته نفسياً لهذه المرحلة.
2) التدريب: وهي الخطوة التالية والأساسية في هذه المرحلة. وتشتمل على وضع الفرد المعوق في المكان أو المؤسسة التي سوف تقوم بتدريبه وفق الخطة المرسومة. وتتنوع مجالات التدريب وأنواعه على النحو التالي:
أ) التدريب الأكاديمي ويتم عادة إما في المدارس العادية والبرامج الملحقة بها وإما في مدارس ومؤسسات التربية الخاصة.
ب) التدريب المهني ويتم في مراكز التأهيل المهني.
ج) التدريب على المهارات الخاصة ويتم ذلك في مؤسسات التربية الخاصة النهارية أو الداخلية أو في المستشفيات.
3) التقييم: وهي عملية مستمرة تهدف إلى تحديد مستوى أداء الفرد المعوق خلال عملية التدريب وفي نهايتها للتأكد من مدى تحقيق أهداف عملية التأهيل.
4) المتابعة: وتأتي هذه الخطوة بعد إتمام الخطوات السابقة أي بعد انتهاء برنامج التدريب. وتهدف إلى التأكد من مدى التوافق الذي يحققه الفرد المعوق سواء في المجال الأكاديمي إذا ماقرر الاستمرار في الدراسة، أو في المجال المهني بعد إيجاد وظيفة أو إلحاقه بعمل، أو سواء رغب في الاستقرار المعيشي وتكوين حياة أسرية خاصة.
5) الإنهاء أو إقفال الحالة: وهي آخر خطوة في عملية التأهيل حيث يقوم مرشد التأهيل بإقفال ملف الحالة بعدما يتأكد له بأن الفرد المعوق قد وصل إلى مرحلة الاندماج في المجتمع والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.