منتدى أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة

منتدى أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة (http://www.gulfkids.com/vb/index.php)
-   مقالات خاصة (http://www.gulfkids.com/vb/forumdisplay.php?f=22)
-   -   ضرب الأبناء بين التأييد والرفض (http://www.gulfkids.com/vb/showthread.php?t=7617)

زهرة الشمال 06-23-2011 03:38 PM

ضرب الأبناء بين التأييد والرفض
 
ضرب الأبناء بين التأييد والرفض

عربيات - إيهاب سلطان



كشفت دراسة للدكتور " عدلي السمري " أستاذ الاجتماع بالمركز القوميللبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر أن 96% من الآباء الذين يضربون أبنائهم تعرضواللضرب وهم صغار .



وتوصلت الدراسة أن ضرب الآباء لأبنائهم وتعنيفهم المستمر لهم يربيعقد نفسية لدى الأبناء بل ويزيد من العنف الأسري إلى أن يتفاقم ويمثل مشكلة منالصعب مواجهتها إذ تحول العنف من الأسرة إلى المجتمع وأصبح شكل من أشكال السلوكياتالشاذة وضحاياه مؤهلين نفسيا لممارسة الإرهاب النفسي على الأفراد مما يهدد أمن المجتمع.



ودعت الدراسة الأباء والأمهات إلى توخي الحذر في تربية أبنائهمفكثرة الضرب يؤدي إلى نتائج يمكن الاستغناء عنها إذا استخدم كل من الأب والأم مايسمى بالعقاب البديل والذي يتلخص في حرمان الطفل مما يحبه بدلا من الإيذاء البدنيالذي يؤدي إلى العديد من الأمراض النفسية .



وقد رصدت "عربيات" الدراسة واستعرضت الآراء حول ضرب الأباء للأبناءوتأثير ذلك على صحتهم النفسية وفي أي الحالات يكون الضرب وسيلة للتأديب بل وأي نوعمن الضرب هو المقصود و يمكن أن يؤتى بالنتائج المرجوة منه وذلك من خلال معرفة أراءالأباء والأمهات والأبناء وعلماء الدين وعلماء الاجتماع والنفس .



تقول" نهى السيد " طالبة بكلية حقوق القاهرة (( الضرب ليس وسيلة سليمةللتربية فأنا أحب أن يتفاهم والدي معي بدلا من أن يضربني ويربي عندي الخوف منهوالكره فدائما أحب أن أسمعه وأنصت إليه وأفوز برضاه بدلا من الهروب منه وتفاديلقائه خوفا منه وأتمنى أن يبحث كل أب عن وسائل أخرى للعقاب بدلا من الضرب )) .



أما " كريمة محمد " طالبة بمدرسة أم الأبطال الثانوية بنات السنةالثالثة فتقول (( أبي وأمي يصران على معاقبتي بشدة وإهانتي بشتى الطرق حتى ولو تأخرتخمسة دقائق عن ميعادي وليس لي إلا عمة تعد بالنسبة لي الصدر الحنون وألجأ إليهادائما واعتبرها عوضا لي عن حنان أمي وأبي الذي افتقده بسبب شدتهم معي وضربي دائماوكم كنت أتمني أن يتعاملا معي بصورة أكثر محبة وتفهم ولكنى عرفت فيما بعد من عمتيأن أبي كان يتعرض للضرب بشدة من جدي وأن شدة أمي ترجع إلى عقاب أبي الشديد لها الذيقد يصل لحد الضرب أحيانا..


وأنا لا أحب الضرب لأنه وسيلة مرفوضة وتترك آثار نفسية سيئة علىالأبناء وأنا واحدة من هؤلاء الأبناء ونفسي لا أرث هذه الصفة من والدي حتى لا يتعرضأولادي لمثل ما أتعرض له )) .



ويؤكد " سعيد حنفي " طالب بكلية الآداب بالسنة النهائية قائلاً (( أنا مثلي مثلالجميع لا أحب الإهانة وأعتقد أن الضرب يعتبر اسوأ أنواع الإهانة التي نتعرض لها منالآباء وكأنه انتهاك لحقوق أدميتنا فالضرب إهدار للكرامة ولا حياة بعدها بل سيكونالضرب عذاب للنفس الإنسانية ، فأنا أعترض لأن والدي رحمة الله عليه كان يعتبر العصاأداة للتربية وقد أدركت وتعلمت أنها أداة لتربية نشء جبان وأداة فعالة لقمع النفسالبشرية حيث تولد لدينا نوع من الانتقام وأنا لا أريد أن أكون بهذه الصورة لذلك لاللضرب وأدعو الأباء إلى التفاهم واتباع لغة الحوار مع أبنائهم وكما يقولون في المثلالشعبي ( إن كبر ابنك خويه ) أي اجعله صديقك)) .



وتقول " هدى عبد الفتاح " موظفة بأحد البنوك الاستثمارية وأم لثلاثةأطفال في مراحل تعليمية مختلفة (( تربية الأولاد مسئولية كبيرة وتحتاج إلى يقظة منالأب والأم وبالنسبة لي أنا أحب أن أربي أولادي بلا ضرب ولكن على التفاهم والتحاوروالإقناع ويرون في ذلك احترام لعقلهم واهتمام بهم بصورة عملية وقد تعلموا ذلك منذالصغر ولكن لا أخفي عليكم أن هناك تصرفات تغيظ وتشعل غيظي وتدفعني لعقابهم بصورةغير إنسانية ولكن الحمد لله أتدارك الأمر واضطر للابتعاد عن مواجهتهم بتصرفاتهمالمرفوضة حتى أعطى لنفسي فرصة للتفكير بأسلوب متحضر ولا ألوم زوجي عندما يفقدأعصابه في التعامل معهم لأن خوفه عليهم يجعله حريص كل الحرص على مصلحتهم ومتابعة كلشئونهم وعندما أحس بأنه في طريقه لاستخدام الضرب أتدخل بسرعة وأحاول أن أؤجل حوارهمحتى يهدأ ويتفادى ضربهم .... وأحمد الله كثيرا أن أولادي يسمعون الكلام ويأملون في كسب ودي وودأبيهم وبالتالي فلا يتعرضون لأي نوع من التأديب والتهذيب وصدقني يكفي نظرة مني أومن زوجي لتأنيب أولادي على أي سلوك غير مسئول وقد كانت أمي رحمة الله عليها دائماتقول أن السلحفاء تربي أولادها بالنظرة وليس بالضرب أو الإهانة ويسمعون كلامهاوينفذون تعليماتها بمجرد نظرة واعتقد أن الإنسان أرقى مخلوقات الله قد أعطانا العقللتربية أولادنا دون إهانة أو ضرب )) .



وتقول " راوية فؤاد " ربة منزل ولها ولدان توأم وفتاة في مقتبل العمر (( الحب أكبر معلم للأولاد فإذا تعلم الأبناء كيف يحافظون على المبادئ والقيم بالحبوبالحوار أعتقد أنهم لن يحتاجون إلى الضرب والتأنيب المستمر والذي يؤثر في نفوسهمطول العمر )) .... وتضيف (( أنا أربي أولادي بهذه الطريقة ولا ألجأ لضربهم أو أدفع زوجيلضربهم كما تفعل بعض الأمهات وأصعب عقاب في نظري أن أوبخهم بالكلام وكنت أضربهمضربا خفيفا في الصغر وأعاقبهم بعدم شراء ما يحبونه من حلوى ومن هنا تربى عندهم علىما اعتقد المحافظة على مشاعري وتجنب غضبي بأي صورة ومحاولة كسب رضاي مهما كلفهالأمر حتى ولو حرمه ذلك من اللعب خوف إجلال لا خوف مكروه وقد عاملني أبي وأمي هكذاواعتقد أنني بلا تخطيط أنفذ ما تربيت عليه وأعتقد أيضا انهم سينفذون بإذن الله نفسالطريقة مع أولادهم )) .




أما " رشاد السيد " محامي ويعول أسرة مكونة من أربعة أفراد فيقول (( لقد تعلمنا في القانون أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته لذلك أنا لا أعاقب أولادي حتى يتضح لي أنهم أخطأوا وهذا الخطأ يعيبني في المقام الأول لأنني لم أعلمهم كيف يتفادوا هذا الخطأ )) ... ويضيف (( منذ الصغر كان أبي يضربني عندما أفعل شيء خطا وخاصة عندما كنت أخطيء في قراءة القرآن لذلك أنا أؤمن بأن الضرب هو وسيلة للتأديب والتهذيب للأطفال لأن السياسية قد تساهم بصورة أو أخرى في انحرافهم وإذا علمتهم شيئا ولم يقوموا بفعله أترك لهم الفرصة لتصحيحه ثلاث مرات وبعدها لابد من التدخل الحاسم وألقنهم عقابا حتى يصلحوا ما أفسدوه أو يتعلموا جيدا خطئهم )) .






أما " علي طلبه " موظف بالهيئة العامة للبريد يقول (( لقد ربيت أبنائي على الاحترام والحب المتبادل بيننا ولا أعتقد أنني يوما ضربت ولدا أو بنتا بل أحاول أن أوثق علاقتي بهم بالحب والصراحة الواضحة بيننا خاصة بعد وفاة والدتهم أصبحت بالنسبة لهم أبا وأما فإن شددت عليهم واتبعت أسلوب العقاب المبرح فلن يطيقوني وتتحول العلاقة بيننا لكره ويتمنون اليوم الذي يرحلون فيه بعيدا عني وعن حياتي وإذا تراخيت معهم فسأندم على ذلك لأنهم لن يجدوا من ينصحهم ويدفعهم للسلوك القويم ولذلك أحاول والله المعين على ذلك أن أعتدل معهم في تربيتي لهم بالحب ولغة الحوار والتفاهم وأحاول أن أنسى دائما أنني أبا لهم بل أتصرف وكأنني صديقهم جميعا وكاتم أسرارهم وأعتقد أن هذا افضل وسيلة لتربية الأبناء بدلا من الضرب والإهانة والحمد لله فهم يدرسون في كليات القمة حيث كلية الهندسة والطب والأخيرة في الثانوية العامة وليسوا معقدين أو محرومين من شيء تسبب لهم متاعب نفسية بل كان عقابي لهم دائما أن أحرمهم من الخروج والترفيه أو اللعب أو الذهاب لزيارة خالتهم التي يحبونها جدا وأقصى عقوبة أن أخذ موقف من المخطأ منهم حتى يدرك خطأه ويعترف به ويعدني بعدم تكراره أعطيه الفرصة في ذلك ومن هنا على ما اعتقد أنهم ينصتون لنصيحتي لهم التي دائما كانت في صورة تحفزهم على استذكار دروسهم إضافة أنني لا أعاقبهم إلا إذ تكرر الخطأ أكثر من مرة وهذا أمر مهم جدا يجب أن يتنبه له الأباء فالضرب والإهانة ليس وسيلة للتأديب لأنه أحيانا يربي جيل معقد نفسيا ومشبع بالأمراض النفسية وبالتالي غير صالح لأنفسهم ولا لأسرتهم ولا لمجتمعهم )) .






ويقول المهندس " فتح الله فؤاد " مهندس بوزارة الإسكان والتعمير (( اعتقد أنه بدون الضرب لما صلح الجيل فأنا أضرب أولادي وأعنفهم عندما يقومون فعل تصرف مشين خاصة إذا تم التنبيه عليهم من قبل وأيضا أقوم بتأنيب ومعاقبة أمهم إذا اخفت عني بعض مشاكلهم حتى لا يتعرضوا للضرب مني ومن بين هذه التصرفات إساءتهم لوالدتهم بطريقة أو بأخرى فأذكر أن ابني الصغير قام بالصراخ في وجه أمه بطريقة غير لائقة فقمت وضربته بعصا حتى تورم بعض أجزاء من جسده وعندما يفكر في مثل هذا التصرف مرة أخرى ينظر إلى جسده فيتذكر ما حدث له فينصرف عن تكرار خطأه وهكذا تعلمنا من والدنا كيفية الحفاظ على القيم واحترام بعضنا البعض وأحاول أن أعمل هذا في تربية أولادي حتى يتربوا مثلما تربيت )) .



ويعترف " مصطفى السيد " موظف بالهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة (( أناأضرب أولادي عندما يخطئون لأن الخوف من العقاب يجعلهم يفكرون ألف مرة قبل ارتكاب أيخطأ بالإضافة إلى أن الضرب جعلهم يخافوني ويعملون حسابي قبل فعل أي خطأ فلا أعرفرحمة عندما يتكرر الخطأ لذلك فأولادي يتجنبون الخطأ وألحظ هذا فيهم جميعا حتى لايتعرضون للعقاب واعتقد أن أفضل وسيلة للتربية هي سياسة العقاب والثواب )) .



رأي علم النفس



بعد أن استعرضنا اعترافات الأباء والأمهات والأبناء خاصة وأن كلواحدا منهم يملك قناعته التامة في استخدام أسلوبه الخاص في التربية ذهبنا لعلماءالنفس والاجتماع لنعرف آرائهم في هذه الاعترافات والأسلوب الأمثل في تربية الأجيالحيث قالت الدكتورة "عزة كريم" أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس (( من أكثر المستويات خطورة إيذاء الطفل داخل الأسرة سواء بالضرب أو إحداث ضرر جسمانيللطفل مثل الرعاية الصحية وقد يختلف الإيذاء الجسدي باختلاف الغرض منه فالأسرةالفقيرة تستخدم العقاب البدني بمعدلات اكبر من غيرها وقد يصل هذا العنف إلى تعرضالطفل لإصابات خطيرة لذا يجب أن يكون هناك موقفا إيجابيا وتوعية مستمرة لحث الأباءعلى الابتعاد عن الضرب في معاقبة أبنائهم بصرف النظر عن انتمائهم الاجتماعيوالاقتصادي خاصة وأن ما يدفع الثمن غاليا هو الطفل الذي يقع فريسة لظروف نفسيةواجتماعية .... كما يجب توعية الأبناء بكيفية التعامل مع أبنائهم في المراحلالعمرية المختلفة حتى يتسنى لهم عبور الكثير من المشكلات التي يتعرض لها الأطفال وبمالا يسمح بانعزال الأباء عن واقع الأبناء واضعين في الاعتبار الظروف الفردية بينالأطفال فالطفل باختلاف قدراته و إمكانياته يعتبر ذا قيمة في حد ذاته وله الحق فيالتمتع بحقوق متساوية مع أقرانه سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو مدنية كما من حقالطفل أن يشبع كل احتياجاته مهما كانت ظروف أسرته وبذلك يمكن أن تحمي الأسرةأبنائها من الانحراف أو حتى مصاحبة أصدقاء السوء )) .



أما الدكتور " مصطفى عويس " أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوثالاجتماعية والجنائية يرى أن الضرب أحد وسائل التربية والتهذيب ويستدرك (( قبل أن نقر إباحتهلابد أن يدرك الأب و الأم أن الضرب المقصود به هو الذي لا يترك آثار نفسية أو جسديةفقد جعل الإسلام الضرب وسيلة تأديب للزوجة التي تغضب زوجها ولكن بعد أن يقطعها ثميهجرها وأخيرا يضربها دون أن لا يقترب من الوجه ولا يترك أثرا في الجسم وكذلك الأولاديضربون لتأديبهم وليس لتعقيدهم ويجب ألا يزيد من مكابراتهم وعنادهم .... ومع الأسف فإنهم يمنعون ضرب الأولاد فيالمدارس إلى أن أصبح هم يضربون المدرس والأب والأم وصفحات الحوادث في الصحف تسجلمثل هذه الوقائع ولا ننكر أنها حالات فردية ولكنها موجودة ولعلاج هذه المشكلة لابدمن الرجوع للدين الإسلامي أي الضرب بحكمة وعقلانية وعقاب الأب يجب أن يكون مناسبافالوسائل البديلة للضرب لم تأت ثمارها بل ازدادوا عقوقا وإجراما وأنا من أنصارالعودة إلى الضرب الغير مبرح والغير مؤذي كوسيلة لتربية وتهذيب الأبناء سواء داخلالمنزل أو المدرسة مع وضع الضوابط اللازمة حتى لا يؤدي إلى إلحاق الضرر بالأولادوأعتقد أنه لو لم يضربنا الأهل لفشل تأديبنا ولو لم يضربنا المعلم لما تعلمنا ولميكن منا الدكتور والمهندس والعالم فهو ليس وسيلة لتنفيس عقد الأباء في أبنائهموإنما كل أب يرى ما ينفع أولاده ويحاول تطبيقه معهم لينفعهم في حاضرهم ومستقبلهم )) .





ويرى الدكتور " عدلي السمري " أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعةعين شمس أن الأم هي المدرسة الأولى التي يتربى فيها الأبناء حيث تغرس فيهم القيموالأخلاق النبيلة التي تكون شخصيتهم فهي يقع عليها العبء الأكبر في التربية فإذاكانت واعية ومدركة لمدى مسئوليتها وتأثيرها على الأجيال القادمة فسوف تتعامل معأولادها بحكمة وتمسك العصا من النصف بمعنى أن لا تضربهم إلى أن يؤدي الضرب عقدنفسية لديهم وان لا تترك الحبل على الغارب كما يقولون فتتسبب بلا قصد في انحرافهم .



ويضيف الدكتور السمري صاحب الدراسة قائلاً (( المرأة العاملة تقع في خطأوهو ترك ابنها الصغير مع خادمات أجنبيات تربين الطفل على عادات وثقافاتبلادهم فالإشباع العاطفي عند الطفل في السن المبكر ضروري جدا حيث يتغلب الطفل علىالعديد من المشاكل وصعوبات الحياة في المستقبل إذ منح شعور بالدفء والأمان داخلالأسرة ولكن مع الأسف لهث الأباء وراء المادة واهتمامهم بالعمل وانصرافهم عن رعايةأولادهم أحدث نوع من التفكك الأسري ولم يأخذ الأبناء الجرعة الأخلاقية اللازمة التيتحميهم من شرور البيئة الخارجية والمجتمع المحيط بهم وبذلك اصبح أصدقاء السوء همالبديل عن الأسرة إضافة إلى أن تفرغ الأباء لرعاية أبنائهم ليس هو المطلوب فقطفالثقافة ضرورية جدا لتربية الأبناء لأن كل مرحلة سنية تحتاج إلى طريقة معينة فيالتعامل ويجب أن يهتم الأباء بقراءة كتب عن التربية لتساعدهم في تنشئة أبنائهمتنشئة اجتماعية سليمة وأن يبتعدوا عن الضرب لأن الأباء الذين تعرضوا للضرب في الصغرضربوا أبنائهم وهم كبار وكنتيجة لضغوط الحياة والمسئوليات الكثيرة الملقاة على عاتقالوالدين وهو ما يدفع كل منهما إلى الانفجار والتعبير عن غضبهم وعدم صبرهم لاستخدامأساليب بديلة في معاقبة أبنائهم بدون ضرب وإهانة .



ولهذا أنصح الأبوين باتباع أسلوب عقلاني في تربية أولادهم بعيداعن الضرب والإيذاء النفسي والجسدي وإذا عجزا عن حل مشكلة معينة لأطفالهم فلا يخجلامن اللجوء إلى وحدات الإرشاد الأسري أو الطبيب النفسي خاصة وأن تربية الأبناءمسئولية مشتركة بين الأب والأم وقد يكون دور الأب هو الأكبر تأثيرا بسبب مسئوليتهعن الأسرة ككل وهو الذي يضع الأسس التربوية داخل الأسرة والتي تلتزم الأم بتطبيقها .



وأود الإشارة هنا " والكلام للدكتور السمري" أن الأم ليست هي المسئولةالوحيدة عن انحرافات الشباب كما يتهمها البعض ولكن وسائل الإعلام والفضائيات تؤثرعلى سلوكهم خاصة بعد أن انفتح الشباب على الفكر الغربي الذي يفتقد الكثير منعاداتنا وتقاليدنا الإسلامية وهويتنا العربية التي نتمسك بها وقد أصيبوا بداءالتقليد الأعمى وقد تفاقمت تلك الظاهرة بعد أن تربى الشباب بعيدا عن روح الإسلاموالقيم الدينية الأصيلة التي تعتبر حصن أمان له من المغريات الخارجية )) .



وتقول الدكتورة " فايزة علي " أخصائية علم النفس بمستشفى أبو الريش (( الثواب والعقاب مطلوب تطبيقه لتربية الأطفال ولكن أي عقاب ؟ ، فالعقاب الذي يؤلمنفسيا ويهدر الكرامة مرفوض وقد تختلف كل أسرة عن الأخرى في طريقة التعامل معأطفالها حيث يكون الطفل شقي يتحرك كثيرا ويعبث بمقتنيات المنزل بدون وعي أو إدراكوفي تصوره انه نوع من اللهو أو جذب الانتباه إليه وقد تتبع بعض الأسر أسلوب الضربوالإهانة وتكون الشكوى منه دائما ولو أدركت الأسرة أن الطفل إن لم يقدم على تلكالأفعال في هذا السن لأصبح حالة مريضة ولهذا فيجب عدم توبيخه ومعاقبته كلما صدر منهفعل مرفوض بل يجب أن أدعم ثقته بنفسه واظهر له مميزاته بدلا من عقابه وإهمالالسلبيات والبحث عن الإيجابيات واظهارها له كما يجب على الأسرة أن تتقبل كل تصرفاتطفلها وأن تتحمل شقاوته وتحتضنه كما يجب أن يعلم الأب أنه مسئول أيضا عن نفسية طفلهفيجب الابتعاد عن معاملة زوجته معاملة سيئة خاصة أمام أطفاله وأن يتجنبوا مناقشةمشاكلهما الخاصة أمام مرأى ومسمع أبنائهم بل يذكرها دائما بأمور الشرع ويعاملهامعاملة الإسلام الصحيحة وأن يجعل المودة والرحمة هي السائدة في حياتهما الزوجية لأنذلك سيؤثر بطريقة مباشرة على نفسية وتربية الأبناء )) .



وتضيف الدكتورة فايزة (( إذا نشأ الأولاد في حياة بها دفء وحنان انعكسذلك على سلوكياتهم بدلا من العقاب النفسي الذي سيؤدي حتما إلى موروث نفسي معقدينتقل من جيل إلى جيل أخر ويصبح مجتمعنا مشوها نفسيا ويصبحون الأبناء عبء علىالمجتمع بدلا من أن يتحملوا مسئولية بنائه .... وأنا من أنصار العقاب ولكن بحكمة أو استخدام العقاب البديل للضربمثل حرمانه من شيء يحبه مثل مشاهدة التليفزيون أو اللعب أو شراء ما يحبه أو تحقيقرغباته وفي رأيي أن كل هذا يفوق العقاب البدني بجانب تطبيق الثواب فغالبية الأباءيتذكرون العقاب ويتناسون الثواب وإن كان في صورة معنوية أو مادية فسيكون أفضل وسيلةلتربية جيل بأكمله )) .



وتقول " رشا عاشور" مدرس مساعد تخصص علم نفس بكلية الآداب جامعةالقاهرة (( الأبحاث في مجال تربية الطفل تؤكد أنه يمكن استخدام العقاب كوسيلة لمنعسلوكيات الأبناء المرفوضة مثل العدوانية أي أن الأب يكون على حق إذ ضرب طفلهومعاقبته لمنعه من التصرفات الخطيرة مثل اللعب في أسلاك الكهرباء أو مفاتيح الغازونفس الحال يحق للمعلم معاقبة التلميذ الذي يعبث في المرافق أو أدوات التدريسالخاصة بالمدرسة أو ينتهك نظام الفصل ومن هنا يمكن أن نقول أن العقاب له شروط منهاأن يتم تطبيقه عقب صدور السلوك المرفوض فورا ولا ينتظر مده حتى يعاقب الطفل عليهاويكون العقاب مناسب للموقف أي حسب حجم الخطأ ولابد أن يكون التحذير يسبق الخطأ مثلالتحذير من سكب الولد لكوب اللبن وما غير ذلك وأيضا لابد أن يكون العقاب مباشرة إذاتكرر الخطأ كما يجب معاقبة الطفل من الوالدين وليس واحد فقط حتى لا يشعر بالفارق أوعدم الثقة في أحد الوالدين أو كلاهما هذا في حالة ما إذا كان العقاب بدني وإن كانيفضل ما يسمى بالعقاب السلبي فهو أحسن أنواع العقاب المقبول وهو حرمانه من المثيراتالتي يحبها الطفل مثل عزل المخطئ وحيدا في غرفة خالية من ألعاب الترفيه ولكن ليستمخيفة حتى لا تسبب له أزمة نفسية أو مغلقة الأبواب أو حرمانه من التنزه أو ممارسةبعض الألعاب التي يحبها أو الحرمان المؤقت من المصروف وكل ذلك بصورة مقننة لأنالقاعدة تقول أن العقاب الشديد في الصغر يسبب اهتزاز الشخصية في الكبر وعدم النضجالانفعالي لذا سينعكس هذا على أسلوبه في معاملة الأخريين فيعاملهم بعنف شديد )) .



وتضيف الدكتورة رشا أن هناك تأثير أخر للعقاب البدني على الطفل وهوتكوين ميول واتجاهات سلبية نحو الشخص المعاقب مثل كراهية الأب أو الأم أو المعلموتظل هذه الكراهية سببا يعوق تقدمه دائما في الحياة العملية وتحول دون أن يكون عضومؤثر في المجتمع .



وأخيرا أكد " شعيب غباشي " أستاذ الشريعة بكلية اللغة العربية جامعةالأزهر (( أن الإسلام وضع نظاما متكاملا لتنشئة وتربية الأبناء بما يكفي بتوفيراحتياجاتهم ومتطلباتهم فهو فهم رشيد ينبع من حرص الإسلام على العلاقات الأسريةوأهمية الفرد المسلم في المجتمع وقد وضع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدةأساسية لتربية لأطفال إذ حدد سبع سنوات للعب وسبع للتعليم والتهذيب وسبع للمصاحبةثم اتركوهم أي أن هناك قواعد أساسية لابد من أن يمر عليها الطفل أولا اللعب وهيمرحلة تأسيسه قبل البلوغ حيث منع عنهم الضرب أو الزجر حتى يأخذ الطفل حقه في التنزهواللعب واللهو ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب سيدنا الحسين والحسن إذيعتلى ظهره كلما سجد ويقول الرسول الكريم نعم الجمل جملكما بل أنه صلى الله عليهوسلم كان يطيل السجود حتى لا يؤذى مشاعرهما وذلك ليعلم الأب الرحمة بأطفاله ويؤكد

اميرة الانسانية 05-03-2012 12:31 AM

موضوع مميز تتحين عليه 5 انجوم ب دير بالك في انوا ايلصق الخط ببعض مشان ينفهم المقصود


الساعة الآن 11:10 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

a.d - i.s.s.w