معلم متقاعد
08-20-2012, 07:46 PM
العلاقة بين صعوبات القراءة وتقدير الذات ومركز التحكم
د. مصطفى القمش
كلية الأميرة عالية الجامعية / جامعة البلقاء التطبيقية
تأتي صعوبات القراءة في مقدمة مظاهر القصور الأكاديمي الشائعة بين الطلبة الذين يطلق عليهم مصطلح ذوي صعوبات التعلم ، ويقدر البعض أن أكثر من (85%) من ذوي صعوبات التعلم يعانون من صعوبات القراءة.(Lerner , 2000)
ومن المعروف أن الطفل العادي قد يواجه مشكلات في القراءة في أي مرحلة من مراحل نمو مهارات القراءة والتي قد تفسر بأسباب تتعلق بعوامل جسمية أو حسية أو عقلية أو بيئية تتعلق بالأسلوب التدريسي أو الحرمان الثقافي. ويمكن إعداد برامج تربوية تعالج مشكلات القراءة لدى الطفل العادي، ولكن قد يواجه بعض الأطفال مشكلات في القراءة لا تعود إلى عوامل حسية أو بيئية أو عقلية وهي المشكلات التي يطلق عليها مصطلح صعوبات القراءة، مما يسبب مشكلات عديدة لهؤلاء الطلبة. (Mercer, 1997)
إن مفهوم الطفل عن ذاته وتقديره لها يتوقف على مدى نجاحه أو إخفاقه في العملية التعليمية، ولذلك فإن دراسة جوانب معينة في شخصية الطلبة ذوي صعوبات التعلم شيء مهم من أجل زيادة معرفتنا بخصائصهم والاستفادة منها في البرامج التدريبية والعلاجية التي تقدم لهم للتخفيف من حدة المشكلات التي يواجهونها.
مقدمة
فقد أظهر العديد من الدراسات أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم أظهروا انخفاضاً دالاً إحصائياً في تقديرهم لذواتهم، وتوصلت دراسات أخرى إلى أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم يميلون إلى التحكم الخارجي بالمقارنة مع العاديين فهم يعزون فشلهم إلى ظروف وأسباب خارجة عن إرادتهم وتحكمهم. (محمد ، 1993)
ويشير تقدير الذات (Self Esteem) إلى تقييم الطفل لذاته بشكل عام فيما يتعلق بمدى أهميتها ويعني التقدير الإيجابي للذات قبول الطفل لذاته ، على ما هي عليه وإدراكه لذاته وإعجابه بها على أنه شخص ذو قيمة وجدير باحترام الآخرين ، أما التقدير السلبي للذات فيشير إلى عدم قبول الفرد لنفسه وتقليله من شأنها وشعوره بالنقص عند مقارنته لنفسه بالآخرين.
(محمد ، 1993) ويعتبر مركز التحكم (Locus of control) من المفاهيم الحديثة نسبياً في ميدان علم النفس ، حيث اشتق هذا المفهوم أصلاً من نظرية التعلم الاجتماعي التي صاغها العالم جوليان روتر(Julian Rutte
وتقوم هذه النظرية على تقسيم مركز التحكم إلى داخلي وخارجي إذ يحدد الأفراد توقعاتهم المختلفة بوجه عام في ضوء إدراكهم لمصدر التدعيم إيجابياً كان أم سلبياً (المكافأة والنجاح مقابل الحرمان والفشل),وما إذا كان يعتمد على سلوكهم الخاص أم أنه محكوم بقوى خارجية كالحظ أو القدر أو الصدفة أو أدوار الآخرين.فذوو مركز التحكم الداخلي يعتقدون أن التدعيمات التي تحدث لهم ترتبط بعوامل داخلية تتعلق بشخصياتهم,أما ذوو التحكم الخارجي فيعتقدون أن التدعيمات الإيجابية أو السلبية لديهم ترتبط بعوامل خارجية,وقد أشارت بعض الدراسات إلى ارتباط التحكم الخارجي بسوء التكيف وبالتقدير المنخفض للذات بالمقارنة مع التحكم الداخلي.(عوض الله وعواد,1994)
القراءة
مفهوم القراءة
هي عملية معقدة تشمل مجموعة من العمليات العقلية التي تتمثل في الإدراك,والتذكر والاستنتاج والربط,حيث تعرف القراءة أنها نشاط فكري تشمل تعريف الحروف والكلمات,والنطق بها صحيحة, وافهم والتحليل والنقد والتفاعل مع المقروء وحل المشكلات والمتعة النفسية.(حسين,1999).
صعوبات القراءة
تعتبر صعوبات القراءة من أكثر أنواع الصعوبات شيوعاً لدى تلاميذ صعوبات التعلم,ويمثل وجود حالات صعوبات القراءة في مدارسنا مشكلة خطيرة على كل مستويات السلم التعليمي ولا سيما في المرحلة الابتدائية حيث أن القراءة هي أساس التعليم في هذه المرحلة وأنها تؤثر في تقدم الطفل في جميع الماد الدراسية.
والطفل صاحب صعوبة القراءة هو عادة طفل يتمتع بقدرة عقلية متوسطة أو فوق المتوسطة إلا أنه لسبب أو لآخر من الأسباب أخفق في القراءة, وتشير الدراسات إلى أن صعوبات القراءة تظهر في الأخطاء التالية: الحذف والإضافة, الإبدال, التكرار, الأخطاء العكسية, الأخطاء السريعة وغير السريعة, القراءة البطيئة, القصور في القدرة على الفهم, ويتطلب الكشف على أخطاء الطفل في القراءة ملاحظة عادات القراءة عند الطفل.(كامل, 1996).
مفهوم صعوبات القراءة(العسر القرائي)
يستخدم البعض مصطلح(عسر القراءة)عند مناقشة صعوبات القراءة وهو يشير إلى أحد الأعراض الأولية للصعوبة في تعلم القراءة. اختلفت التعاريف الخاصة بهذا المصطلح تبعاً للاهتمامات المميزة للجماعات المهنية المختلفة ذات العلاقة بمشكلات القراءة إلا أن مصطلح
(عسر القراءة)لا ينطبق على جميع الأطفال الذين ينخرطون تحت هذا المصطلح كأولئك الذين ترجع صعوبات التعلم لديهم إلى القدرة العقلية المنخفضة أو إلى الإعاقة في حدة الحواس أو الاضطرابات الانفعالية. (عبد الرحيم,1988)
أما مصطلح الديسلكسيا (Dyslexia) فكان قد ظهر في القرن التاسع عشر ليشير إلى أحد مظاهر صعوبات التعلم والتي تتصف بالمشكلات المتعلقة باللغة سواء التعبيرية أو الاستقبالية المكتوبة منها أو الشفوية وتظهر هذه المشكلات من خلال القراءة, التهجئة, الكتابة, المحادثة, والاستماع, وهذا المصطلح من كلمتين هما (Dys) وتعني ضعيف, وكلمة(Lexia).(Harria and Weller,1984).
وفيما يلي عرض لأهم التعريفات المتعلقة بالعسر القرائي:
- تعريف جمعية أورتون
وضعت جمعية أورتون Orton للعسر القرائي تعريفاً رسمياً عام 1994 وتبنى المعهد الوطني للصحة هذا التعريف الذي نصه : يعتبر العسر القرائي أحد مظاهر صعوبات التعلم , وهو اضطراب خاص باللغة ذو أصل بنيوي ويتصف بخصائص هي :صعوبة في ترجمة الكلمات(حل رموزها) مما يعكس غالباً قدرات غير كافية في معالجة الأصوات , وهذه الصعوبات غير مقبولة عادة مقارنة بالعمر وبالقدرات المعرفية والأكاديمية الأخرى , وهي غير ناتجة عن إعاقة في النمو أو إعاقة حسية , ويظهر العسر القرائي على شكل صعوبات مختلفة متعلقة بأشكال اللغة بالإضافة إلى مشكلات في القراءة ومشكلة واضحة في اكتساب الإتقان في الكتابة و التهجئة. (NCLD,1996)
-تعريف ديمبسي
ويذكر ديمبسي (Dempsey,1991) أن العسر القرائي غالباً ما يعرف بعدم القدرة على القراءة المناسبة لعمر الطفل ولمستوى ذكائه وهي حالة ناتجة عن أسلوب تدريس غير فعال أو مشاكل ادراكية في السمع أو البصر أو مشاكل ناتجة عن خلل عصبي.
- تعريف فروست واميري
وعرفها كل من فروست واميري (Frost and Emery,1995) بأنها خلل عصبي إدراكي يرتبط تحديداً بالقراءة والتهجئة, فالطفل المصنف بالعسر القرائي هو طفل عادي أو فوق العادي في ذكائه ولكن مشكلته تقع في اضطراب النظام الصوتي لديه.(حسين,1999).
الخصائص العامة التي تميز الأطفال ذوي صعوبات القراءة :
يظهر الأطفال الذين يعانون من عسر في القراءة العديد من الخصائص السلوكية أهمها : 1-الكتابة:تتميز كتابتهم بأنها غير مرئية, حيث لا يلتزمون بالكتابة على الأسطر كما يوجد لديهم أخطاء في تسلسل الحروف والمسافات كما يواجه معظمهم مشكلات واضحة في التهجئة.(Hurford, 1998)
2-الإدراك البصري: يجدون صعوبة في إدراك صوت الحروف والكلمات وتمييزها كما أنهم غير قادرين على ربط الحروف لتكوين كلمة مناسبة , كما أنهم يرتبكون أمام الصفحات الممتلئة بالطباعة.(Hurford,1998)
3ـ الإدراك السمعي : لديهم صعوبة في الذاكرة السمعية وتحديداً بالذاكرة قصيرة المدى ، ولديهم صعوبة في نقل المعلومات المسموعة إلى معلومات مكتوبة أو منطوقة ، ولديهم صعوبة في تذكر الأحداث المتسلسلة ولديهم صعوبة في فهم ما يقال ، لديهم صعوبة في تذكر المعادلات الرياضية. (Hurford, 1998)
4ـ الذاكرة : لديهم المشاكل الآتية فيما يتعلق بالذاكرة :
أ ـ الذاكرة لديهم قليلة الفعالية: فهم قد ينسون واجباتهم وكتبهم سواء بالمدرسة أو في البيت.
ب ـ لديهم ضعف في الذاكرة البصرية فيما يتعلق بالرموز اللغوية.
ج ـ لديهم مشكلة في إتباع التعليمات اللفظية.
د ـ لديهم مشكلة في تذكر التهجئة الروتينية للكلمات.
(Davis , 1997 , Osmand, 1995)
5ـ السلوك والمزاج :
أ ـ لديهم مزاج متقلب.
ب ـ سريعوا التشتت ويفقدون انتباههم بسرعة.
ج ـ يتصفون بالحساسية نحو الآخرين.
د ـ لديهم صعوبة في التواصل مع الآخرين.
ه ـ يمتلكون شعوراً قوياً نحو العدالة. (Mercer, 1997)
6 ـ التقدير الزماني والكمي والاتجاهات:
أ ـ يعملون ببطء ولا يكملون واجباتهم بسرعة ولكن دون إتقان.
ب ـ لديهم صعوبة في تنظيم أوقاتهم ولا يعرفون الوقت تماماً.
ج ـ لديهم صعوبة في إدراك الاتجاهات (يمين: يسار ، شمال: جنوب ، فوق: تحت )
د ـ لديهم مشكلة في كتابة الأرقام بشكل عامودي. (Osmond, 1995)
7 ـ المهارات الحركية:
أ ـ لديهم عجز في المهارات الحركية العامة.
ب ـ لديهم صعوبة في التآزر البصري الحركي.
ج ـ لديهم حركة زائدة أو بلادة.
د ـ يتكلمون بسرعة بطريقة غير مفهومة. (Mercer, 1997)
8 ـ القراءة والتهجئة :
يقع الأطفال الذين لديهم صعوبات في القراءة بأخطاء عديدة منها :
أ ـ تشويه الكلمات التي يقرؤونها .
ب ـ يحذفون حرف من الكلمة أو يحذفون كلمة من الجملة.
ج ـ يضيفون حرف إلى الكلمة أو يحذفون كلمة من الجملة.
د ـ يبدلون الحروف المتقاربة في الشكل مثل ( ب،ت ) (ج ،ح ، خ ) ( ع ، غ ) أو الحروف المتقاربة في الصوت ( د ، ض ) ( ذ ، ظ ).
ه ـ يكررون الحروف أو الكلمات في أثناء قراءتها .
و ـ لا يملكون الطلاقة في القراءة بل هم بطيئون في قراءتهم .
ز ـ صعوبة الربط بين الكلمة أو الحروف وبين تهجئة الكلمة أو الحرف .
ح ـ صعوبة قراءة وتهجئة الكلمات الطويلة .
ط ـ ظهور المشاكل في قراءتهم أثناء وقوعهم تحت ضغط مثل ( التأتأة )
ي ـ الميل إلى تجاهل وتخطي الأحرف والكلمات والجمل الصعبة عليهم .
ك ــ صعوبة في تركيب الحروف لقراءتها .
ل ـ عدم تطبيق القوانين القواعدية الأساسية أثناء القراءة .
م ـ التعب والإجهاد بعد القراءة .
ن ـ قلة الاستمتاع بالقراءة.
ش ـ حساسية للضوء. (حسين ، 1999)
وعلى الرغم من أن صعوبات القراءة هي ذات مظهر أكاديمي إلا إنها ترتبط بالعوامل الانفعالية والنفسية التي تؤثر على شخصية الأطفال ، وأكدت العديد من الدراسات أن أطفال صعوبات القراءة بشكل خاص وأطفال صعوبات التعلم بشكل عام يشعرون بانخفاض تقدير الذات عندما يكون مستوى تحصيلهم منخفضاً وكذلك يكون مركز التحكم لديهم خارجياً ، مما يتطلب إلقاء الضوء في الصفحات القادمة على هذه الجوانب.
د. مصطفى القمش
كلية الأميرة عالية الجامعية / جامعة البلقاء التطبيقية
تأتي صعوبات القراءة في مقدمة مظاهر القصور الأكاديمي الشائعة بين الطلبة الذين يطلق عليهم مصطلح ذوي صعوبات التعلم ، ويقدر البعض أن أكثر من (85%) من ذوي صعوبات التعلم يعانون من صعوبات القراءة.(Lerner , 2000)
ومن المعروف أن الطفل العادي قد يواجه مشكلات في القراءة في أي مرحلة من مراحل نمو مهارات القراءة والتي قد تفسر بأسباب تتعلق بعوامل جسمية أو حسية أو عقلية أو بيئية تتعلق بالأسلوب التدريسي أو الحرمان الثقافي. ويمكن إعداد برامج تربوية تعالج مشكلات القراءة لدى الطفل العادي، ولكن قد يواجه بعض الأطفال مشكلات في القراءة لا تعود إلى عوامل حسية أو بيئية أو عقلية وهي المشكلات التي يطلق عليها مصطلح صعوبات القراءة، مما يسبب مشكلات عديدة لهؤلاء الطلبة. (Mercer, 1997)
إن مفهوم الطفل عن ذاته وتقديره لها يتوقف على مدى نجاحه أو إخفاقه في العملية التعليمية، ولذلك فإن دراسة جوانب معينة في شخصية الطلبة ذوي صعوبات التعلم شيء مهم من أجل زيادة معرفتنا بخصائصهم والاستفادة منها في البرامج التدريبية والعلاجية التي تقدم لهم للتخفيف من حدة المشكلات التي يواجهونها.
مقدمة
فقد أظهر العديد من الدراسات أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم أظهروا انخفاضاً دالاً إحصائياً في تقديرهم لذواتهم، وتوصلت دراسات أخرى إلى أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم يميلون إلى التحكم الخارجي بالمقارنة مع العاديين فهم يعزون فشلهم إلى ظروف وأسباب خارجة عن إرادتهم وتحكمهم. (محمد ، 1993)
ويشير تقدير الذات (Self Esteem) إلى تقييم الطفل لذاته بشكل عام فيما يتعلق بمدى أهميتها ويعني التقدير الإيجابي للذات قبول الطفل لذاته ، على ما هي عليه وإدراكه لذاته وإعجابه بها على أنه شخص ذو قيمة وجدير باحترام الآخرين ، أما التقدير السلبي للذات فيشير إلى عدم قبول الفرد لنفسه وتقليله من شأنها وشعوره بالنقص عند مقارنته لنفسه بالآخرين.
(محمد ، 1993) ويعتبر مركز التحكم (Locus of control) من المفاهيم الحديثة نسبياً في ميدان علم النفس ، حيث اشتق هذا المفهوم أصلاً من نظرية التعلم الاجتماعي التي صاغها العالم جوليان روتر(Julian Rutte
وتقوم هذه النظرية على تقسيم مركز التحكم إلى داخلي وخارجي إذ يحدد الأفراد توقعاتهم المختلفة بوجه عام في ضوء إدراكهم لمصدر التدعيم إيجابياً كان أم سلبياً (المكافأة والنجاح مقابل الحرمان والفشل),وما إذا كان يعتمد على سلوكهم الخاص أم أنه محكوم بقوى خارجية كالحظ أو القدر أو الصدفة أو أدوار الآخرين.فذوو مركز التحكم الداخلي يعتقدون أن التدعيمات التي تحدث لهم ترتبط بعوامل داخلية تتعلق بشخصياتهم,أما ذوو التحكم الخارجي فيعتقدون أن التدعيمات الإيجابية أو السلبية لديهم ترتبط بعوامل خارجية,وقد أشارت بعض الدراسات إلى ارتباط التحكم الخارجي بسوء التكيف وبالتقدير المنخفض للذات بالمقارنة مع التحكم الداخلي.(عوض الله وعواد,1994)
القراءة
مفهوم القراءة
هي عملية معقدة تشمل مجموعة من العمليات العقلية التي تتمثل في الإدراك,والتذكر والاستنتاج والربط,حيث تعرف القراءة أنها نشاط فكري تشمل تعريف الحروف والكلمات,والنطق بها صحيحة, وافهم والتحليل والنقد والتفاعل مع المقروء وحل المشكلات والمتعة النفسية.(حسين,1999).
صعوبات القراءة
تعتبر صعوبات القراءة من أكثر أنواع الصعوبات شيوعاً لدى تلاميذ صعوبات التعلم,ويمثل وجود حالات صعوبات القراءة في مدارسنا مشكلة خطيرة على كل مستويات السلم التعليمي ولا سيما في المرحلة الابتدائية حيث أن القراءة هي أساس التعليم في هذه المرحلة وأنها تؤثر في تقدم الطفل في جميع الماد الدراسية.
والطفل صاحب صعوبة القراءة هو عادة طفل يتمتع بقدرة عقلية متوسطة أو فوق المتوسطة إلا أنه لسبب أو لآخر من الأسباب أخفق في القراءة, وتشير الدراسات إلى أن صعوبات القراءة تظهر في الأخطاء التالية: الحذف والإضافة, الإبدال, التكرار, الأخطاء العكسية, الأخطاء السريعة وغير السريعة, القراءة البطيئة, القصور في القدرة على الفهم, ويتطلب الكشف على أخطاء الطفل في القراءة ملاحظة عادات القراءة عند الطفل.(كامل, 1996).
مفهوم صعوبات القراءة(العسر القرائي)
يستخدم البعض مصطلح(عسر القراءة)عند مناقشة صعوبات القراءة وهو يشير إلى أحد الأعراض الأولية للصعوبة في تعلم القراءة. اختلفت التعاريف الخاصة بهذا المصطلح تبعاً للاهتمامات المميزة للجماعات المهنية المختلفة ذات العلاقة بمشكلات القراءة إلا أن مصطلح
(عسر القراءة)لا ينطبق على جميع الأطفال الذين ينخرطون تحت هذا المصطلح كأولئك الذين ترجع صعوبات التعلم لديهم إلى القدرة العقلية المنخفضة أو إلى الإعاقة في حدة الحواس أو الاضطرابات الانفعالية. (عبد الرحيم,1988)
أما مصطلح الديسلكسيا (Dyslexia) فكان قد ظهر في القرن التاسع عشر ليشير إلى أحد مظاهر صعوبات التعلم والتي تتصف بالمشكلات المتعلقة باللغة سواء التعبيرية أو الاستقبالية المكتوبة منها أو الشفوية وتظهر هذه المشكلات من خلال القراءة, التهجئة, الكتابة, المحادثة, والاستماع, وهذا المصطلح من كلمتين هما (Dys) وتعني ضعيف, وكلمة(Lexia).(Harria and Weller,1984).
وفيما يلي عرض لأهم التعريفات المتعلقة بالعسر القرائي:
- تعريف جمعية أورتون
وضعت جمعية أورتون Orton للعسر القرائي تعريفاً رسمياً عام 1994 وتبنى المعهد الوطني للصحة هذا التعريف الذي نصه : يعتبر العسر القرائي أحد مظاهر صعوبات التعلم , وهو اضطراب خاص باللغة ذو أصل بنيوي ويتصف بخصائص هي :صعوبة في ترجمة الكلمات(حل رموزها) مما يعكس غالباً قدرات غير كافية في معالجة الأصوات , وهذه الصعوبات غير مقبولة عادة مقارنة بالعمر وبالقدرات المعرفية والأكاديمية الأخرى , وهي غير ناتجة عن إعاقة في النمو أو إعاقة حسية , ويظهر العسر القرائي على شكل صعوبات مختلفة متعلقة بأشكال اللغة بالإضافة إلى مشكلات في القراءة ومشكلة واضحة في اكتساب الإتقان في الكتابة و التهجئة. (NCLD,1996)
-تعريف ديمبسي
ويذكر ديمبسي (Dempsey,1991) أن العسر القرائي غالباً ما يعرف بعدم القدرة على القراءة المناسبة لعمر الطفل ولمستوى ذكائه وهي حالة ناتجة عن أسلوب تدريس غير فعال أو مشاكل ادراكية في السمع أو البصر أو مشاكل ناتجة عن خلل عصبي.
- تعريف فروست واميري
وعرفها كل من فروست واميري (Frost and Emery,1995) بأنها خلل عصبي إدراكي يرتبط تحديداً بالقراءة والتهجئة, فالطفل المصنف بالعسر القرائي هو طفل عادي أو فوق العادي في ذكائه ولكن مشكلته تقع في اضطراب النظام الصوتي لديه.(حسين,1999).
الخصائص العامة التي تميز الأطفال ذوي صعوبات القراءة :
يظهر الأطفال الذين يعانون من عسر في القراءة العديد من الخصائص السلوكية أهمها : 1-الكتابة:تتميز كتابتهم بأنها غير مرئية, حيث لا يلتزمون بالكتابة على الأسطر كما يوجد لديهم أخطاء في تسلسل الحروف والمسافات كما يواجه معظمهم مشكلات واضحة في التهجئة.(Hurford, 1998)
2-الإدراك البصري: يجدون صعوبة في إدراك صوت الحروف والكلمات وتمييزها كما أنهم غير قادرين على ربط الحروف لتكوين كلمة مناسبة , كما أنهم يرتبكون أمام الصفحات الممتلئة بالطباعة.(Hurford,1998)
3ـ الإدراك السمعي : لديهم صعوبة في الذاكرة السمعية وتحديداً بالذاكرة قصيرة المدى ، ولديهم صعوبة في نقل المعلومات المسموعة إلى معلومات مكتوبة أو منطوقة ، ولديهم صعوبة في تذكر الأحداث المتسلسلة ولديهم صعوبة في فهم ما يقال ، لديهم صعوبة في تذكر المعادلات الرياضية. (Hurford, 1998)
4ـ الذاكرة : لديهم المشاكل الآتية فيما يتعلق بالذاكرة :
أ ـ الذاكرة لديهم قليلة الفعالية: فهم قد ينسون واجباتهم وكتبهم سواء بالمدرسة أو في البيت.
ب ـ لديهم ضعف في الذاكرة البصرية فيما يتعلق بالرموز اللغوية.
ج ـ لديهم مشكلة في إتباع التعليمات اللفظية.
د ـ لديهم مشكلة في تذكر التهجئة الروتينية للكلمات.
(Davis , 1997 , Osmand, 1995)
5ـ السلوك والمزاج :
أ ـ لديهم مزاج متقلب.
ب ـ سريعوا التشتت ويفقدون انتباههم بسرعة.
ج ـ يتصفون بالحساسية نحو الآخرين.
د ـ لديهم صعوبة في التواصل مع الآخرين.
ه ـ يمتلكون شعوراً قوياً نحو العدالة. (Mercer, 1997)
6 ـ التقدير الزماني والكمي والاتجاهات:
أ ـ يعملون ببطء ولا يكملون واجباتهم بسرعة ولكن دون إتقان.
ب ـ لديهم صعوبة في تنظيم أوقاتهم ولا يعرفون الوقت تماماً.
ج ـ لديهم صعوبة في إدراك الاتجاهات (يمين: يسار ، شمال: جنوب ، فوق: تحت )
د ـ لديهم مشكلة في كتابة الأرقام بشكل عامودي. (Osmond, 1995)
7 ـ المهارات الحركية:
أ ـ لديهم عجز في المهارات الحركية العامة.
ب ـ لديهم صعوبة في التآزر البصري الحركي.
ج ـ لديهم حركة زائدة أو بلادة.
د ـ يتكلمون بسرعة بطريقة غير مفهومة. (Mercer, 1997)
8 ـ القراءة والتهجئة :
يقع الأطفال الذين لديهم صعوبات في القراءة بأخطاء عديدة منها :
أ ـ تشويه الكلمات التي يقرؤونها .
ب ـ يحذفون حرف من الكلمة أو يحذفون كلمة من الجملة.
ج ـ يضيفون حرف إلى الكلمة أو يحذفون كلمة من الجملة.
د ـ يبدلون الحروف المتقاربة في الشكل مثل ( ب،ت ) (ج ،ح ، خ ) ( ع ، غ ) أو الحروف المتقاربة في الصوت ( د ، ض ) ( ذ ، ظ ).
ه ـ يكررون الحروف أو الكلمات في أثناء قراءتها .
و ـ لا يملكون الطلاقة في القراءة بل هم بطيئون في قراءتهم .
ز ـ صعوبة الربط بين الكلمة أو الحروف وبين تهجئة الكلمة أو الحرف .
ح ـ صعوبة قراءة وتهجئة الكلمات الطويلة .
ط ـ ظهور المشاكل في قراءتهم أثناء وقوعهم تحت ضغط مثل ( التأتأة )
ي ـ الميل إلى تجاهل وتخطي الأحرف والكلمات والجمل الصعبة عليهم .
ك ــ صعوبة في تركيب الحروف لقراءتها .
ل ـ عدم تطبيق القوانين القواعدية الأساسية أثناء القراءة .
م ـ التعب والإجهاد بعد القراءة .
ن ـ قلة الاستمتاع بالقراءة.
ش ـ حساسية للضوء. (حسين ، 1999)
وعلى الرغم من أن صعوبات القراءة هي ذات مظهر أكاديمي إلا إنها ترتبط بالعوامل الانفعالية والنفسية التي تؤثر على شخصية الأطفال ، وأكدت العديد من الدراسات أن أطفال صعوبات القراءة بشكل خاص وأطفال صعوبات التعلم بشكل عام يشعرون بانخفاض تقدير الذات عندما يكون مستوى تحصيلهم منخفضاً وكذلك يكون مركز التحكم لديهم خارجياً ، مما يتطلب إلقاء الضوء في الصفحات القادمة على هذه الجوانب.