تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العلاقة بين صعوبات القراءة وتقدير الذات ومركز التحكم


معلم متقاعد
08-20-2012, 07:46 PM
العلاقة بين صعوبات القراءة وتقدير الذات ومركز التحكم
د. مصطفى القمش
كلية الأميرة عالية الجامعية / جامعة البلقاء التطبيقية

تأتي صعوبات القراءة في مقدمة مظاهر القصور الأكاديمي الشائعة بين الطلبة الذين يطلق عليهم مصطلح ذوي صعوبات التعلم ، ويقدر البعض أن أكثر من (85%) من ذوي صعوبات التعلم يعانون من صعوبات القراءة.(Lerner , 2000)
ومن المعروف أن الطفل العادي قد يواجه مشكلات في القراءة في أي مرحلة من مراحل نمو مهارات القراءة والتي قد تفسر بأسباب تتعلق بعوامل جسمية أو حسية أو عقلية أو بيئية تتعلق بالأسلوب التدريسي أو الحرمان الثقافي. ويمكن إعداد برامج تربوية تعالج مشكلات القراءة لدى الطفل العادي، ولكن قد يواجه بعض الأطفال مشكلات في القراءة لا تعود إلى عوامل حسية أو بيئية أو عقلية وهي المشكلات التي يطلق عليها مصطلح صعوبات القراءة، مما يسبب مشكلات عديدة لهؤلاء الطلبة. (Mercer, 1997)
إن مفهوم الطفل عن ذاته وتقديره لها يتوقف على مدى نجاحه أو إخفاقه في العملية التعليمية، ولذلك فإن دراسة جوانب معينة في شخصية الطلبة ذوي صعوبات التعلم شيء مهم من أجل زيادة معرفتنا بخصائصهم والاستفادة منها في البرامج التدريبية والعلاجية التي تقدم لهم للتخفيف من حدة المشكلات التي يواجهونها.

مقدمة
فقد أظهر العديد من الدراسات أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم أظهروا انخفاضاً دالاً إحصائياً في تقديرهم لذواتهم، وتوصلت دراسات أخرى إلى أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم يميلون إلى التحكم الخارجي بالمقارنة مع العاديين فهم يعزون فشلهم إلى ظروف وأسباب خارجة عن إرادتهم وتحكمهم. (محمد ، 1993)
ويشير تقدير الذات (Self Esteem) إلى تقييم الطفل لذاته بشكل عام فيما يتعلق بمدى أهميتها ويعني التقدير الإيجابي للذات قبول الطفل لذاته ، على ما هي عليه وإدراكه لذاته وإعجابه بها على أنه شخص ذو قيمة وجدير باحترام الآخرين ، أما التقدير السلبي للذات فيشير إلى عدم قبول الفرد لنفسه وتقليله من شأنها وشعوره بالنقص عند مقارنته لنفسه بالآخرين.
(محمد ، 1993) ويعتبر مركز التحكم (Locus of control) من المفاهيم الحديثة نسبياً في ميدان علم النفس ، حيث اشتق هذا المفهوم أصلاً من نظرية التعلم الاجتماعي التي صاغها العالم جوليان روتر(Julian Rutte
وتقوم هذه النظرية على تقسيم مركز التحكم إلى داخلي وخارجي إذ يحدد الأفراد توقعاتهم المختلفة بوجه عام في ضوء إدراكهم لمصدر التدعيم إيجابياً كان أم سلبياً (المكافأة والنجاح مقابل الحرمان والفشل),وما إذا كان يعتمد على سلوكهم الخاص أم أنه محكوم بقوى خارجية كالحظ أو القدر أو الصدفة أو أدوار الآخرين.فذوو مركز التحكم الداخلي يعتقدون أن التدعيمات التي تحدث لهم ترتبط بعوامل داخلية تتعلق بشخصياتهم,أما ذوو التحكم الخارجي فيعتقدون أن التدعيمات الإيجابية أو السلبية لديهم ترتبط بعوامل خارجية,وقد أشارت بعض الدراسات إلى ارتباط التحكم الخارجي بسوء التكيف وبالتقدير المنخفض للذات بالمقارنة مع التحكم الداخلي.(عوض الله وعواد,1994)


القراءة
مفهوم القراءة
هي عملية معقدة تشمل مجموعة من العمليات العقلية التي تتمثل في الإدراك,والتذكر والاستنتاج والربط,حيث تعرف القراءة أنها نشاط فكري تشمل تعريف الحروف والكلمات,والنطق بها صحيحة, وافهم والتحليل والنقد والتفاعل مع المقروء وحل المشكلات والمتعة النفسية.(حسين,1999).
صعوبات القراءة
تعتبر صعوبات القراءة من أكثر أنواع الصعوبات شيوعاً لدى تلاميذ صعوبات التعلم,ويمثل وجود حالات صعوبات القراءة في مدارسنا مشكلة خطيرة على كل مستويات السلم التعليمي ولا سيما في المرحلة الابتدائية حيث أن القراءة هي أساس التعليم في هذه المرحلة وأنها تؤثر في تقدم الطفل في جميع الماد الدراسية.
والطفل صاحب صعوبة القراءة هو عادة طفل يتمتع بقدرة عقلية متوسطة أو فوق المتوسطة إلا أنه لسبب أو لآخر من الأسباب أخفق في القراءة, وتشير الدراسات إلى أن صعوبات القراءة تظهر في الأخطاء التالية: الحذف والإضافة, الإبدال, التكرار, الأخطاء العكسية, الأخطاء السريعة وغير السريعة, القراءة البطيئة, القصور في القدرة على الفهم, ويتطلب الكشف على أخطاء الطفل في القراءة ملاحظة عادات القراءة عند الطفل.(كامل, 1996).
مفهوم صعوبات القراءة(العسر القرائي)
يستخدم البعض مصطلح(عسر القراءة)عند مناقشة صعوبات القراءة وهو يشير إلى أحد الأعراض الأولية للصعوبة في تعلم القراءة. اختلفت التعاريف الخاصة بهذا المصطلح تبعاً للاهتمامات المميزة للجماعات المهنية المختلفة ذات العلاقة بمشكلات القراءة إلا أن مصطلح
(عسر القراءة)لا ينطبق على جميع الأطفال الذين ينخرطون تحت هذا المصطلح كأولئك الذين ترجع صعوبات التعلم لديهم إلى القدرة العقلية المنخفضة أو إلى الإعاقة في حدة الحواس أو الاضطرابات الانفعالية. (عبد الرحيم,1988)
أما مصطلح الديسلكسيا (Dyslexia) فكان قد ظهر في القرن التاسع عشر ليشير إلى أحد مظاهر صعوبات التعلم والتي تتصف بالمشكلات المتعلقة باللغة سواء التعبيرية أو الاستقبالية المكتوبة منها أو الشفوية وتظهر هذه المشكلات من خلال القراءة, التهجئة, الكتابة, المحادثة, والاستماع, وهذا المصطلح من كلمتين هما (Dys) وتعني ضعيف, وكلمة(Lexia).(Harria and Weller,1984).
وفيما يلي عرض لأهم التعريفات المتعلقة بالعسر القرائي:
- تعريف جمعية أورتون
وضعت جمعية أورتون Orton للعسر القرائي تعريفاً رسمياً عام 1994 وتبنى المعهد الوطني للصحة هذا التعريف الذي نصه : يعتبر العسر القرائي أحد مظاهر صعوبات التعلم , وهو اضطراب خاص باللغة ذو أصل بنيوي ويتصف بخصائص هي :صعوبة في ترجمة الكلمات(حل رموزها) مما يعكس غالباً قدرات غير كافية في معالجة الأصوات , وهذه الصعوبات غير مقبولة عادة مقارنة بالعمر وبالقدرات المعرفية والأكاديمية الأخرى , وهي غير ناتجة عن إعاقة في النمو أو إعاقة حسية , ويظهر العسر القرائي على شكل صعوبات مختلفة متعلقة بأشكال اللغة بالإضافة إلى مشكلات في القراءة ومشكلة واضحة في اكتساب الإتقان في الكتابة و التهجئة. (NCLD,1996)
-تعريف ديمبسي
ويذكر ديمبسي (Dempsey,1991) أن العسر القرائي غالباً ما يعرف بعدم القدرة على القراءة المناسبة لعمر الطفل ولمستوى ذكائه وهي حالة ناتجة عن أسلوب تدريس غير فعال أو مشاكل ادراكية في السمع أو البصر أو مشاكل ناتجة عن خلل عصبي.
- تعريف فروست واميري
وعرفها كل من فروست واميري (Frost and Emery,1995) بأنها خلل عصبي إدراكي يرتبط تحديداً بالقراءة والتهجئة, فالطفل المصنف بالعسر القرائي هو طفل عادي أو فوق العادي في ذكائه ولكن مشكلته تقع في اضطراب النظام الصوتي لديه.(حسين,1999).
الخصائص العامة التي تميز الأطفال ذوي صعوبات القراءة :
يظهر الأطفال الذين يعانون من عسر في القراءة العديد من الخصائص السلوكية أهمها : 1-الكتابة:تتميز كتابتهم بأنها غير مرئية, حيث لا يلتزمون بالكتابة على الأسطر كما يوجد لديهم أخطاء في تسلسل الحروف والمسافات كما يواجه معظمهم مشكلات واضحة في التهجئة.(Hurford, 1998)
2-الإدراك البصري: يجدون صعوبة في إدراك صوت الحروف والكلمات وتمييزها كما أنهم غير قادرين على ربط الحروف لتكوين كلمة مناسبة , كما أنهم يرتبكون أمام الصفحات الممتلئة بالطباعة.(Hurford,1998)
3ـ الإدراك السمعي : لديهم صعوبة في الذاكرة السمعية وتحديداً بالذاكرة قصيرة المدى ، ولديهم صعوبة في نقل المعلومات المسموعة إلى معلومات مكتوبة أو منطوقة ، ولديهم صعوبة في تذكر الأحداث المتسلسلة ولديهم صعوبة في فهم ما يقال ، لديهم صعوبة في تذكر المعادلات الرياضية. (Hurford, 1998)
4ـ الذاكرة : لديهم المشاكل الآتية فيما يتعلق بالذاكرة :
أ ـ الذاكرة لديهم قليلة الفعالية: فهم قد ينسون واجباتهم وكتبهم سواء بالمدرسة أو في البيت.
ب ـ لديهم ضعف في الذاكرة البصرية فيما يتعلق بالرموز اللغوية.
ج ـ لديهم مشكلة في إتباع التعليمات اللفظية.
د ـ لديهم مشكلة في تذكر التهجئة الروتينية للكلمات.
(Davis , 1997 , Osmand, 1995)
5ـ السلوك والمزاج :
أ ـ لديهم مزاج متقلب.
ب ـ سريعوا التشتت ويفقدون انتباههم بسرعة.
ج ـ يتصفون بالحساسية نحو الآخرين.
د ـ لديهم صعوبة في التواصل مع الآخرين.
ه ـ يمتلكون شعوراً قوياً نحو العدالة. (Mercer, 1997)

6 ـ التقدير الزماني والكمي والاتجاهات:
أ ـ يعملون ببطء ولا يكملون واجباتهم بسرعة ولكن دون إتقان.
ب ـ لديهم صعوبة في تنظيم أوقاتهم ولا يعرفون الوقت تماماً.
ج ـ لديهم صعوبة في إدراك الاتجاهات (يمين: يسار ، شمال: جنوب ، فوق: تحت )
د ـ لديهم مشكلة في كتابة الأرقام بشكل عامودي. (Osmond, 1995)

7 ـ المهارات الحركية:
أ ـ لديهم عجز في المهارات الحركية العامة.
ب ـ لديهم صعوبة في التآزر البصري الحركي.
ج ـ لديهم حركة زائدة أو بلادة.
د ـ يتكلمون بسرعة بطريقة غير مفهومة. (Mercer, 1997)

8 ـ القراءة والتهجئة :
يقع الأطفال الذين لديهم صعوبات في القراءة بأخطاء عديدة منها :
أ ـ تشويه الكلمات التي يقرؤونها .
ب ـ يحذفون حرف من الكلمة أو يحذفون كلمة من الجملة.
ج ـ يضيفون حرف إلى الكلمة أو يحذفون كلمة من الجملة.
د ـ يبدلون الحروف المتقاربة في الشكل مثل ( ب،ت ) (ج ،ح ، خ ) ( ع ، غ ) أو الحروف المتقاربة في الصوت ( د ، ض ) ( ذ ، ظ ).
ه ـ يكررون الحروف أو الكلمات في أثناء قراءتها .
و ـ لا يملكون الطلاقة في القراءة بل هم بطيئون في قراءتهم .
ز ـ صعوبة الربط بين الكلمة أو الحروف وبين تهجئة الكلمة أو الحرف .
ح ـ صعوبة قراءة وتهجئة الكلمات الطويلة .
ط ـ ظهور المشاكل في قراءتهم أثناء وقوعهم تحت ضغط مثل ( التأتأة )
ي ـ الميل إلى تجاهل وتخطي الأحرف والكلمات والجمل الصعبة عليهم .
ك ــ صعوبة في تركيب الحروف لقراءتها .
ل ـ عدم تطبيق القوانين القواعدية الأساسية أثناء القراءة .
م ـ التعب والإجهاد بعد القراءة .
ن ـ قلة الاستمتاع بالقراءة.
ش ـ حساسية للضوء. (حسين ، 1999)
وعلى الرغم من أن صعوبات القراءة هي ذات مظهر أكاديمي إلا إنها ترتبط بالعوامل الانفعالية والنفسية التي تؤثر على شخصية الأطفال ، وأكدت العديد من الدراسات أن أطفال صعوبات القراءة بشكل خاص وأطفال صعوبات التعلم بشكل عام يشعرون بانخفاض تقدير الذات عندما يكون مستوى تحصيلهم منخفضاً وكذلك يكون مركز التحكم لديهم خارجياً ، مما يتطلب إلقاء الضوء في الصفحات القادمة على هذه الجوانب.

معلم متقاعد
08-20-2012, 07:48 PM
مركز التحكم
يعد مفهوم مركز التحكم من المفاهيم الحديثة نسبياً في الدراسات النفسية ويعد من الأبعاد الهامة لقياس الفروق الفردية في شخصية الأطفال والراشدين ولهذا انكب على دراسته والاهتمام به السيكولوجيون في الآونة الأخيرة. ( عبد الرحيم ، 1985)
ولقد قدم روتر (Rotter, 1966) هذا المفهوم في محاولة منه لتعريف توقع الفرد العام للعلاقة بين جهوده ونتيجة هذه الجهود ، ويشير هذا المفهوم إلى الدرجة التي يتقبل بها الفرد مسؤولياته الشخصية عما يحدث له مقابل أن ينسب ذلك إلى قوى تقع خارج سيطرته . ولقد أشار ( روتر) إلى إن الأفراد ذوي التوجهات الداخلية
(Intemal arists) يتقدون أن الأشياء السيئة أو الحسنة التي تحدث معهم هي نتيجة مباشرة لسلوكهم وأيده بذلك ليفكورت (lefcourt) بينما لا يعتقد الأشخاص ذوو التوجهات الخارجية (External arists) أن لديهم مثل هذه السيطرة إذ يعتقدون أن ما يحدث لهم يعود إلى الحظ أو الصدفة أو القدر كما أشار فيرز (Pharse) إلى أن مركز التحكم يلعب دوراً هاماً فضلاً عن متغيرات أخرى في إكساب الفرد المعلومات مثل قيمة الحاجة المطلوب إشباعها وتوقعات النجاح وطبيعة الموقف وتوقعات حل المشكلة (سالم وعواد ، 1994).
ويرى روهنر (Rohner) (1985) أن مركز التحكم الداخلي يرتبط بالاعتقاد أن الفرد لديه قدرة السيطرة على الأحداث والأفعال الخاصة بحياته الشخصية بينما يشير مركز التحكم الخارجي إلى أن الفرد ليست لديه القدرة على السيطرة على الأحداث أو الأفعال
الخاصة بحياته الشخصية. (Pettersen , 1987) ورأى موريس Morris (1982) أن مركز التحكم يعتمد على كيفية تأثير التدعيمات في السلوك حيث يرى ذوي التحكم الداخلي أنفسهم سادة على أقدارهم ، أما ذوو التحكم الخارجي فيميلون إلى أن يؤكدوا على عوامل الصدفة والقدر.(Morris, 1982) وقد قام وينر Weiner (1972) بتحليل مظاهر أبعاد التحكم الداخلي/ الخارجي وأشار إلى أن هناك أربعة عوامل يمكن أن تؤثر في نتائج الموقف وهي :
(1) قدرة الفرد.
(2) المجهود الذي يبذله الشخص.
(3) صعوبة الموقف.
(4) الحظ والصدفة.
ويختلف الأفراد في تقرير أهمية كل من هذه العوامل وقد وجد أن الأشخاص ذوي التحكم الداخلي المرتفع لا يتأخرون في صنع القرار ولديهم ذاكرة أفضل بالنسبة لأنواع مختلفة من المعلومات ولديهم القدرة الأكثر على نسيان تجارب الإخفاق ويقاومون تأثير الآخرين على سلوكهم ويوجهون المحاولات نحو السيطرة على البيئة ولديهم الجرأة وحب المغامرة بشكل واضح وأنهم غير راضين عن مقدار ما لديهم من معلومات وينشدون الأفضل وأداؤهم الأكاديمي مرتفع ومن ناحية أخرى نجد الأداء الأكاديمي للأشخاص ذوي التحكم الخارجي المرتفع ضعيف ولديهم مشكلات في التكيف الاجتماعي (موسى ، 1991).
وفي بعض الدراسات توصل الباحثون إلى أن ذوي التحكم الخارجي يظهرون مفهوماً ذاتياً منخفضاً ويرتفع لديهم مستوى العدوانية والجمود وضعف الثقة بالنفس ويتميزون بالسمات العصابية والذهانية واضطرابات الشخصية وضعف الدافعية.
(Morgan, 1986)
ومن ناحية أخرى فإن بحوث فلاندر وزملائه أكدت أن نقصان الاتجاة الموجب نحو المدرسة والمعلمين لا يرتبط بذكاء التلاميذ أو الوضغ الاقتصادي أو الاجتماعي أو الدرجات المدرسية وإنما يرجع هذا في جوهره إلى بعد الشخصية الذي يسميه مركز التحكم الداخلي في مقابل التحكم الخارجي وخاصة ما يتصل منه بالنجاح أو الفشل في المدرسة.(أبو حطب ، 1984)
مركز التحكم وصعوبات التعلم
لقد أظهرت عدة دراسات بأن الأطفال ذوي صعوبات التعلم يرجعون فشلهم إلى أسباب خارجة عن إرادتهم إما ما يتعلق بالنجاح فقد وجد هلاهان وآخرون Hallahan et .al (1978) بأن الطلاب ذوي الصعوبات يرجعون النجاح بدرجة أقل إلى العوامل الشخصية والداخلية من الأطفال العاديين كما أنهم أيضاً يميلون إلى إرجاع نجاحهم إلى سهولة المهمة وإلى عوامل خارجية بدلاً من القدرة الشخصية كذلك فإن الطفل الذي يؤمن بأنه لا يملك القدرة على التحكم بالأحداث ونتائجها قد يظهر نموذجاً سلوكياً أطلق عليه سلجمان Sligman (1975) اليأس من التعلم ومن خصائص هذا النموذج أن يكون لدى الطفل توقع ضعيف لتحقيق النجاح ، يعتقد الطفل أن الوقت الذي يقضيه في تعلم المهارات غير كاف ويميل إلى الاعتقاد بأن فشله ناتج عن العجز في الجوانب الشخصية لديه وأن النجاح راجع إلى أحداث خارجية لا يتحكم فيها.
حين ينجح الأطفال أو يفشلون بشكل متكرر في أداء مهمة خاصة ، فإنهم يحاولون تفسير أسباب نجاحهم أو فشلهم بالادعاء إن معتقدات الأطفال حول ما يتسبب في نجاحهم أو فشلهم قد يعزى إلى أسباب تنشأ من داخل الطفل ( أسباب داخلية ) أو إلى أسباب تنشأ من البيئة ( أسباب خارجية ) فالتغيرات التي تتناول أسباب النجاح أو الفشل قد نكون ثابتة وغير قابلة للتغير والتبديل مثل الذكاء أو المعرفة أو الشخصية والاتجاهات التي تؤثر في الأداء أو صعوبة المهمة وقد تتصف بعض العوامل التي تسهم في تحقيق النجاح أو الفشل بعدم الثبات أو القابلية للتغيير والتبديل مثل الجهد أو الحظ وأن المعتقدات حول أسباب النجاح أو الفشل يبدو أنها تؤثر في أداء الأطفال المستقبلي ، فإذا اعتقد الطفل بأن فشله قد نتج عن عوامل شخصية داخلية لا يمكن أن تتغير عندئذ سوف يتوقع الطفل الفشل ثانية وأوضحت النتائج أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم كان تحكمهم خارجياً وإن ذوي التحكم الداخلي منهم كان لديهم اتجاه قوي نحو التحصيل. ( كيرك و كالفنت،1988)


تقدير الذات
لقد احتل "مفهوم الذات" منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى وقتنا الحالي أهمية خاصة في دراسات الشخصية بل أنه غدا حجر الزاوية في الكثير منها ، بعد أن أكدت البحوث والدراسات العلمية والتجريبية إن لمعتقداتنا عن ذاتنا كل التأثير على سلوكنا وتوافقنا الشخصي والاجتماعي (أبو زيد، 1987) .
لقد استخدم مفهوم الذات من قبل العلماء كمفهوم افتراضي شامل يتضمن جميع الأفكار والمشاعر عند الفرد والتي تعبر عن خصائص جسمية ، وعقلية ، وشخصية وتشمل معتقداته ، قيمه ، وخبراته ، وطموحاته وقد تعددت التعريفات التي تعرضت لمفهوم الذات ، ولعل أقدمها تعريف "وليم جيمس" (W. James) والذي ذكر فيه أن الذات هي جميع ما يمتلكه الإنسان أو يستطيع أن يقول أنه له : سماته ، وقدراته ، وممتلكاته المادية ، وأسرته ، وأصدقاؤه (Corsin & Auerbach, 1996)
كما عرفه كولي بأنه تقييم الفرد لذاته ، أو فكرته عن ذاته التي تشكل نواة نظام القيم التي يحملها عن نفسه لتكون أساساً تبنى عليه حياته. أما ستيك Stake فقد أشار إليه باعتباره المجال الذي يبين صفات الذات الإنسانية التي تنطوي على معان تقيميه أو قيميه أما مفهوم الذات لدى روجرز فهو ذلك الكل التصويري المنظم والمتناسب المتكون من ادراكات الفرد لخصائص ذاته وعلاقته مع الآخرين والمظاهر المختلفة للحياة مع القيم المرتبطة بهذه الادراكات وهو المسؤول عن إحداث القلق لدى الفرد.
(Stake, 1994)
وبشكل عام فإن أي تعريف للذات يتضمن الأبعاد الثلاثة الآتية :
1ـ الذات المثالية : وهي الذات التي ترغب أن نكون عليها فعلاً.
2ـ الذات الواقعية : وهي الذات كما هي في الواقع.
3ـ الذات المنعكسة : وهي الذات كما يعكسها الآخرون لنا.
(corsin & Auerbach, 1996)
أما مفهوم تقدير الذات (Self – Esteem) فهو من العناصر الأساسية في مفهوم الذات حيث يمثل الكيفية التي ينظر فيها الفرد لنفسه. وهناك تمييز في الأدب النفسي بين مفهوم الذات (Self – Concept) وبين تقدير الذات (Self Esteem)
فمفهوم الذات هو الصورة الكلية للفرد بما في ذلك قدراته ومهاراته وصفاته المكتسبة من تجاربه الشخصية ويتضمن ثلاثة جوانب رئيسية هي :
1ـ الجانب الاجتماعي : يتضمن تفاعل الفرد مع الآخرين.
2ـ الجانب العقلي : يتضمن القدرات الأكاديمية والمعرفية.
3ـ الجانب الجسدي : ويتضمن الخصائص الجسدية العامة. ولا يتضمن مفهوم الذات أية أحكام عاطفية.
أما تقدير الذات (Self – Esteem) فهو يتضمن الطريقة التي من خلالها يقيم الفرد الجوانب المختلفة التي يشملها مفهوم الذات (Self – Concept) فتقدير الذات كما عرفه "كوبر سميث" هو تقييم يضعه الفرد لنفسه وبنفسه ويعمل على المحافظة عليه ويتضمن تقدير الذات وهو حكم الفرد نحو نفسه وهكذا يكون تقدير الذات بمثابة خبرة ذاتية ينقلها الفرد إلى الآخرين باستخدام الأساليب التعبيرية المختلفة.(Roy, 1994) فنحن عندما نستخدم مفهوم تقدير الذات يعني أننا نقوم بتقييم أنفسنا من خلال استخدام مصطلحات نصف بها أداءنا في النشاطات المختلفة والمعيار الذي نستخدمه لتقييم ذواتنا هو مقارنة الأداء الحالي مع الأداء السابق ومقارنة أدائنا بأداء الآخرين المحيطين بنا وبالتالي فإن هذا التقييم هو الذي يحرك مشاعرنا تجاه الأداء الذي نقوم به فإن كان الأداء قوياً شعرنا بمزاج جيد تجاه أنفسنا (تقدير ذات مرتفع) بينما إذا كان الأداء ضعيفاً شعرنا بمزاج سيء تجاه أنفسنا (تقدير ذات منخفض) وعموماً فإن كلما زاد الفرق بين المعيار الموضوع للأداء وبين الأداء الفعلي ضعف تقديرنا لذواتنا وكذلك فإن عدم الانسجام بين الذات المثالية والذات الواقعية يؤدي بالضرورة إلى انخفاض تقدير الذات كما تلعب الأحكام المعرفية لخبراتنا من حيث النجاح والفشل عنصراً حاسماً في تقديرنا لذواتنا فتقدير الذات يجمع بين الأحكام المعرفية لخبراتنا وبين مشاعرنا تجاه هذه الخبرات وبالتالي فإن العلاقة بين تقدير الذات وبين السلوك علاقة تفاعل متبادل فالكيفية التي يدرك بها الفرد ذاته ويقيمها تؤثر سلباً أو إيجاباً على الطريقة التي يسلك بها ، بالمقابل فإن سلوكه المبني على خبرات النجاح أو الفشل يؤثر في الكيفية التي يدرك فيه الفرد نفسه ويقيمها. (Michael, 1984) ومن هنا كان حكم الفرد على نفسه أو تقديره لذاته يلعب دوراً مهماً في توجيه السلوك وتحديده فالأشخاص الذين ينظرون لأنفسهم على أنهم أشخاص غير مرغوب فيهم يميلون إلى القيام بسلوك يتناسب مع هذه النظرة والأشخاص الذين يملكون مفاهيم إيجابية عن الذات يتمكنون من التوافق الاجتماعي ويميلون لأن يصفوا أنفسهم دائماً بصفات إيجابية بينما ترتبط المفاهيم السلبية عن الذات بسوء التوافق. (Roy , 1984)
ومن الجدير ذكره أن البحوث قد أوضحت أن مركز التحكموالاستقرار العاطفي ومهارات التعبير عن الأفكار والتفاعلات الأسرية الإيجابية هي أمور ذات صلة بتقدير الذات. (Omizo et .Al,1985)

معلم متقاعد
08-20-2012, 07:49 PM
العلاقة بين صعوبات التعلم وتقدير الذا ومركز التحكم

لقد توصلت العديد من الدراسات إلى وجود علاقة ما بين صعوبات التعلم وما بين تقدير الذات فلقد توصل ساركوجلي وآخرون Saracogly et al (1989) إلى أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الطلاب ذوي صعوبات التعلم وبين الطلاب العاديين في تقدير الذات وفي التوافق الشخصي والانفعالي والتوافق الدراسي لصالح العاديين .
(رفاعي وسالم ، 1993).
كما توصل باتن (Patten)عن وجود علاقةبين تقدير الذات والتحصيل فعندما ينخفض مستوى التحصيل ينخفض تقدير الذات وأيضاً وجود علاقة عكسية ما بين تقدير الذات والقلق فعندما ينخفض تقدير الذات يرتفع القلق.(Patten, 1983)
وفي الدراسة التي قام بها بيجي (Peggy)(1990) والتي هدفت إلى دراسة العلاقة بين مفهوم الذات ومركز التحكم لدى عينة من التلاميذ العاديين وذوي صعوبات التعلم.
ظهر انخفاض مفهوم الذات لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم عن أقرانهم العاديين وتبين أن مركز التحكم لديهم خارجي. (سالم وعواد ، 1994)
كما يرى ماك كيشي Mckeachie (1976) أن الأفراد ذوي التحكم الداخلي يبذلون الجهد في مواقف التحصيل حيث يعتقدون أن تحقيق النجاح يعتمد على جهدهم بينما لا تبذل مجموعة التحكم الخارجي جهداً مماثلاً لأن أفرادها لا يتوقعون أن جهودهم سوف يكون لها أثر يذكر على النتائج ، وهذا ما يحدث لأطفال صعوبات التعلم فغالباً ما يشعرون أن نجاحهم في الاختبارات يعزى إلى الحظ بدلاً من المقدرة.(Muse, 1992)
وأشارت نتائج العديد من الدراسات إلى أطفال صعوبات التعلم لديهم مفهوم ذات سلبي ومركز تحكم خارجي. (Hall, et. Al, 1993)
كذلك وجدت دراسة هال وآخرون (1993) Hall & et al فروقاً هامة بين الطلاب ذوي صعوبات التعلم والعاديين في مركز التحكم وتقدير الذات وبعض العوامل النفسية كما وجدت أيضاً أن حوالي 68% من الطلاب ذوي صعوبات التعلم لم يخبروا لماذا وضعوا في التعليم الخاص.(Hall, et al, 1993)



المراجع
1ـ حسين ، عبد الله (1999).صعوبات القراءة (الديسلكسيا) في عينة أردنية من طلبة الصف الرابع ، رسالة ماجستير غير منشورة،الجامعة الأردنية ، عمان، الأردن.
2ـ رفاعي ، ناريمان وسالم ، محمود عوض الله (1993) ، دراسة لبعض خصائص الشخصية المميزة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم ، مجلة معوقات الطفولة
(جامعة الأزهر) ، 2(1) ، 181ـ 228.
3ـ سالم ، محمود عوض الله وعواد ، أحمد (1994)، مفهوم الذات ومركز التحكم لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم ، مجلة الإرشاد النفسي، (جامعة عين شمس) ،2(3)،239 ـ 287.
4ـ عبد الرحيم ، طلعت حسين (1985) ، تصنيف مقياس جيمس لوجهه التحكم الداخلي الخارجي في البيئة المصرية، مجلة كلية التربية ، (جامعة المنصورة) ، 6(5).
5ـ كيرك وكالفنت، مترجم : السرطاوي ، زيدان والسرطاوي ، عبد العزيز(1988) صعوبات التعلم الأكاديمية والنمائية ، مكتبة الصفحات الذهنية ، الرياض.
6ـ محمد ، يوسف عبد الحميد (1993) ، مركز التحكم وعلاقته بتقدير الشخصية لدى عينة من الأطفال المرحلة الابتدائية بدولة الإمارات العربية المتحدة ، مجلة مركز البحوث التربوية ، جامعة قطر ، 3(2) ، 239 ـ 265.
7 ـ موسى ، فاروق عبد الفتاح (1991) ، كراسة تعليمات اختبار مركز التحكم للأطفال، ط4 ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة.
8. Corsin ,R. and Auerbach ,A. (1996). Concise Encyclopedia of Psychology, John Wiley & sons, London.
9. Davis, R (1997). The Gift of dyslexia. Aperigee Book, New York, USA.
10. Hall, C.W, et.al. (1993) Social, Emotional Factors in students With and Without leaming dis abilities, Paper Presented at the annual convention of the National ASSOCIATION of School Performance Psychologists, Washington Dc. (from Eric Abstratcts , 1982- 1991, Abstract No. ED 370284).
11. Hamie, R andweller, C (1984). What is Dyslexia, The National Freenet , Ec 180908.
12. Hornsby, B (1994). Overcoming dyslexia, ARTIN Punitz limited, London, U.K.
13. Hurford , Dapher M (1998) To read to not to read, Alisa Drew BOOK\ acribner , New York, USA.
14. Lemer , J(2000) Leaming disabilities, Theories, diagnosis, and teatching strategies. (8 ed) Houghton Mifflin company , Boston, USA.
15. Mercer, C (1997). Student with Learning Disabilities, (5 .ed), Prencice – hall , USA.
16. Morgan , S.R (1986). London in children labled learning disabilities , behaviorally disordered , and leaning disabled, behaviorally disordered , and learning disabilities Research, 2(1), 10-13.
17. Morris ,C.G, (1982). Psychology and introduction, publishing Hall, Inc. New York.
18. Muse, A.F.(1992). The Difference of self- concept. (peport No. e. C 302880).luinois: Chicago puplic school (From Eric Abstrats, 1982- 91, Abstract No. ED 368125).
19. Omizo , M.M, Amrikaner, M.J.,& Michel W.B.(1985). The coopersmith self – esteem inventory as a perdictpr of Feeling and communication satisfaction toward parents among learning disabled , emotionally disturbed , and normal adolescents. Educational and Psycological Measurments , 45,389-395.
20. Osmand , john (1995). The Reality of Dyslexia, Brookline Books USA.
21.Patten, M.D., (1983) Relationships between self- esteem, anxiety and achievement in young learning disabled students . journal of learning Disabilities, 16(1), 43-45.
22. petterson ,N.A., (1987) Conceptual defferencess between internal – external locus of control and causal attribution , Psycological Reports.
23. Roy .F.Baumeister , (1994) self – esteem The puzzle ,of low self regard , Plenum press , New York. USA.
24. Stake,J. (1994) Development and Validation of the six- Factor self – Concept scale for Adults, Education and psychological Measurment , 54(1), 56-72.