المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : برنامج تربية الطفل


الباحث / عباس سبتي
02-25-2012, 04:08 PM
برنامج تربية الطفل :
يقصد بهذا البرنامج تربية الطفل ورعايته قبل الولادة وإلى مادون سن المراهقة (1-12 سنة) .إن تربية الإنسان من أعقد المسائل يتعامل معها العالم والجاهل شاءا أم أبيا ، لكن الكثير لا يعر لعامل التربية واختيار المنهج (البرنامج ) أي اهتمام ، وأن سلبية دور الأبوين في تربية الأبناء يعني تأثر الأبناء بالأجواء الخارجية وضمور أثر عامل الوراثة.
· عوامل مؤثرة في تربية الأبناء :
- إن اختيار الزوج لشريك حياته عامل حاسم في حسن تربية أبنائه أو في سوء تربيتهم ، جاء في الحديث النبوي " اتخذوا لنطفكم فإن العرق دساس " ، وجاء أيضا " السعيد سعيد في بطن أمه والشقي شقي في بطن أمه " . يقصد بالعرق الخلايا والكروسومات الوراثية فإذا كان الأبوان منحرفين أخلاقياً ، يكون الابن منحرفاً في الغالب
- الغذاء السليم :الغذاء المشبوه والغذاء النجس يترك أثراً سلبياً في تكوين الجنين ، وعلى الأبوين مراعاة حسن اختيار الطعام الجيد وغير المحرم إذا أرادا طفلاً سوياً خالياً من العقد النفسية أو الانحرافية .
- الكوارث الطبيعية : الزلزال والطوفان ومقابلة قرص الشمس لها أثر على نفسية الجنين حال الجماع ، لأنها لا تجعل الأم الحامل في وضع طبيعي .
- توازن الجسم والروح : إن اهتمام أكثر بمتطلبات الجسم المادية من أكل وملبس وأثاث ..ألخ على متطلبات الروح ، يعني وجود خلل في نظام تربية الطفل ، كذا الدلع والدلال الزائد ودون توجيه وإرشاد يحطم نفسية الطفل ويصبح آلة أو شيء من الأشياء دون مراعاة شعوره وفكره وعدم إحساس الحدث بكيانه وشخصيته ، يؤدي غالباً إلى انحرافه كما تقول إحصائيات انحراف الأحداث (الأولاد في 12-17 سنة) .
- أثر البيئة : البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان . الطفل الذي يذهب إلى المدرسة يتأثر بتلاميذ المدرسة ، والولد الذي يلعب في الحارة ( الفريج ) يتأثر بأصدقائه ، وأصدقاء الأب يؤثرون على فكر الأب ،وزميلات الأم لهن الأثر السلبي أو الإيجابي على شخصية الأم ، وأجهزة الأعلام والتكنولوجيا سلبت من الآباء أبناءهم وأصبحوا أشياء تشكلها هذه الأجهزة كيف تشاء .
· تعلم الأخلاق والسلوك السوي :
يأخذ الطفل من أبويه الصفات الحسنة أو السيئة ، فقد يكون الطفل مطيعاً دون أن نبين له مفهوم الطاعة وأثرها عليه ، أو يعرف وجوب طاعة الوالدين ، كما أن عناد الطفل يسبب مشكلة للأبوين إلا إذا حاولا معرفة أسباب هذا العناد والبحث عن العلاج ، ولا يمكن التغلب على عناد الطفل بالشدة عليه أو قسوة التعامل معه

ماذا يقصد بالأخلاق ؟
كل أب وأم يريدان أن يكون ابنهما ابناً صالحاً وسوياً ، لكن ما مفهوم الأخلاق في نظر الأبوين ؟
اختر الإجابة المناسبة :
- الأخلاق التي ورثها الأبوان من الآباء والأجداد .
- الأخلاق التي يتعلمها الطفل في المدرسة .
- الأخلاق في نظر وعرف الناس .
- الأخلاق التي يريدها تعالى وحث عليها ( في القرآن وكتب الأخلاق ) .
قد لا تكون الإجابة مهمة في نظر بعض الآباء ، لكن تربية الطفل على الأخلاق الفاضلة هو الهدف المطلوب في نظر من يبحث عن برنامج لتربية أبنائه .
من يعلم الطفل الأخلاق الحسنة ؟
لا يهتم بعض الآباء من يعلم طفلهما هل :
- المدرسة ؟ .
- أصدقاء صالحين أو أصدقاء سوء ؟ .
- أجهزة الأعلام ( القنوات الفضائية ، الصحافة .. مواقع الواصل الاجتماعي ) ؟ .
ولكن ألا تتفق معي في أن للأبوين دورًا كبيراً في صقل شخصية الابن ؟
· ما المنهج الأخلاقي الذي نريده لأبنائنا ؟
روي عن نبي الإسلام " أدبني ربي فأحسن تربيتي " ، وقال تعالى في مورد مدح لنبيه "وإنك لعلى خلق عظيم " . إذا كان الأبوان مسلمين ولم يتأثرا بالمنهج الغربي في التربية فأنهما يختاران المنهج الأخلاقي من منظور الإسلام . الإسلام دين غني بهذا المنهج ، وعلى الأبوين القيام بما يلي :
- الاطلاع الواسع في كتب الأخلاق لتكوين خلفية أخلاقية يمكن نقلها للأبناء .
- تعلم الأخلاق من علماء الأخلاق الأفاضل .
- تزكية النفس وتطهيرها من الأخلاق الفاسدة ، وكلما كان الأبوان صالحين ، كلما تأثر بصلاحهما الأبناء .
- مواصلة غرس الأخلاق والفضائل في نفوس الأبناء ومراقبة أي انحراف في سلوكهم لتعديل هذا الانحراف .
- تفجير الطاقات والمواهب في الأبناء لتكوين شخصيتهم السوية .
- التعرف على عالم الطفل وخصائصه من خلال قراءة كتب علم النفس .

· الموازنة بين التعليم المدرسي وزرع الفضائل في نفوس الأبناء :
المنهج المدرسي بشكل عام منهج سليم ويحث على تربية النشء وإعداد المواطن الصالح ، لكن لماذا ينحرف الأبناء أخلاقياً ؟ ولماذا يتأخرون دراسياً ؟ ومن يتحمل المسئولية : المدرسة أم البيت أم رفقاء السوء أم أجهزة الأعلام ، أم كل هذه العوامل ؟
تربية الأبناء تكون من مسئولية :

- البيت
-المدرسة
تقليص دور أحدهما يعني إيجاد خلل في نظام تربية الطفل . أكد علماء التربية على دور البيت في تربية الأولاد ، والبيت عامل أساس بينما دور المدرسة عامل مساعد لكنه مكمل لدور البيت وضروري . وقد يكون دور المدرسة يتمثل في تلقين الطفل المبادئ والحقائق والأخلاق ويأتي دور البيت في تثبيت هذه الثوابت ، والتأكيد عليها وتطبيقها في نفس الطفل من باب تكامل الجانب النظري والجانب العملي .

· تعاون الأبوين في تربية الأبناء :
نتيجة تعقيد الحياة اليومية وانشغال الأبوين أو أحدهما عن دوره في تربية الابن ، يهمل الأبناء ، أو لا يستطيع أحد الأبوين القيام بدوره بشكل مطلوب .
على الرغم من تأكيد الإسلام على دور الأب ومسئوليته أمام ربه من باب " قوا أنفسكم وأهليكم " ، إلا أن التعاون مرغوب ومطلوب في هذا العصر لأنه :
- ضرورة في تربية الأبناء .
- اتفاق الأبوين على أسلوب مطور للتربية .
- الإيمان بأهمية توزيع الأدوار بينهما .
- قوامة الرجل ومسئوليته الدينية لا تمنع دور الأم في التربية .

· تعديل شخصية الطفل :
يقصد بالشخصية ما يمتاز به الشخص من صفات وسمات أو خصال ، وهي تعبر عن سلوكه وتصرفه في الفكر والقول والعمل .هذه الشخصية موجودة في الطفل لكن تحتاج إلى تعديل .
يتأثر الطفل بخصائص الوراثة من أبويه ، فهو يرث منهما الصفات الوراثية ، وهذا يؤكد على دور الوراثة الواضح في تكوين شخصية الطفل ، وعلى الأبوين العمل بكل جد صقل شخصية ابنهما ، ولا يتوقعان أن الابن يأخذ كل الصفات الحميدة منهما ، وإنما بالتعليم والتربية تتكون شخصية الطفل .
ويتأثر الطفل بنوع المعاملة التي يتلقاها من أبويه ، حصر بعض التربويين عدة مواقف لمعاملة الأبوين لطفلهما التي تؤدي إلى انحراف شخصية الطفل :
- الخضوع الزائد لرغبات الطفل ( الدلال ) : وقد يصبح الطفل منطوياً وانزوائياً ، وقد يدمر بعض أثاث البيت في حال عدم تلبية رغباته .
- طلب الكمال : مطالبة الطفل بإنجازات على درجة من المهارة والإتقان تكون أعلى من مستواه وقدراته العقلية ، وقد يشعر بالإحباط عندما لا يستطيع القيام بهذه الأعمال .
- الإفراط في التوجيه : زيادة مراقبة الطفل وتوجيهه أو إعطائه الأوامر في كل كبيرة وصغيرة ، وعدم ترك حرية التصرف أو المبادرة قد يلجأ الطفل إلى المماطلة أو التردد والنسيان أو على العكس من ذلك ، فقد يلجأ إلى التمرد والعصيان والعناد .
- إغراق الطفل بالحاجيات والإفراط بالخدمات : إغراقه بالألبسة واللعب بشكل يفوق حاجته الفعلية ، فيشعر الطفل بالملل والضجر وضعف المبادرة والحماس وضعف القدرة على بذل الجهد ( الكسل ) .
- الاهتمام الزائد بالجسم ووظائفه وأمراضه : يبالغ الأهل في الأعراض المرضية الطفيفة التي تصيب الطفل ، فيشعر دائماً أنه مريض أو يستغل هذا الاهتمام من الأهل في الضغط عليهم لتلبية رغباته بالتمارض أو إهمال نظافة جسمه .
- الإفراط في العقاب : معاقبة الطفل على كل خطأ كبير أو صغير بشدة لا تتناسب مع درجة الخطأ ، قد يكون الخطأ نتيجة عدم نضج الطفل ، وإذا تكرر الخطأ في حال نضج الطفل يلجأ إلى المعاقبة بشروط .
- تحميل الطفل مسئوليات فوق طاقته : القيام بأعمال الكسب لمساعدة الأهل ويحرم من فرص التعليم ، وقد يشعر الطفل بالكراهية ضد الكبار الذين حرموه من اهتمامه وطفولته .
- الإهمال : أي عدم توفير الوقت للاعتناء بالطفل ومشاركته في اهتمامه وألعابه بما يناسب وتطوره العقلي والنفسي ، ويصبح لا يستطيع عقد علاقات ود مع أصدقائه .
- الطرد : نتيجة انفصال الوالدين يحرم الطفل من الحنان وقد يطرد من أحدهما أو كلاهما ، ويشعر بالمرارة والوحدة والشعور بالنقص وعندما يكبر يصب كراهيته على المجتمع .( مجلة العربي ، العدد 273 ، أغسطس 1981م )

· نماذج شخصية الطفل ؟
بعد هذا العرض لنماذج من شخصيات قلقة ومنحرفة للطفل التي جاءت نتيجة سوء معاملة الأبوين لطفلهما ، إليك نماذج من الشخصيات السوية للطفل :
1- شخصية مفكرة : تعويد الطفل على التفكير يؤكد على إنسانيته ، أي أنه إنسان مفكر وشخصية مبتكرة ، لا تحاول أن تعطيه الحقائق على شكل " علب فارغة" ، بل اترك له الخيار في اختيار ما يراه يناسب عمره ، مع توجيهه والسير في عالمه و التعرف على اهتماماته ، وجعله يفهم أهمية التفكير ودوره وذلك من خلال مهارة حل المشكلات أو الصعوبات التي يتعرض لها الطفل : ألعاب تربوية – أشكال ورسومات .. ألخ .
2- شخصية مؤمنة : تعويد الطفل على الخير والابتعاد عن الشر ، وقد لا يفهم الطفل أبعاد الخير والشر ، لكن بالتعلم يعرف أن الكذب شيء غير مرغوب فيه وأن الصدق خصلة يحبها الناس .
3- شخصية معتمدة على نفسها : تدريب الطفل على الاعتماد على النفس ، لا تمد يد العون له في البداية إلا بعد أن يعجز في الخروج من المأزق ، وهذا يعني انه تعلم تعلماً ذاتياً ، وتعود على حل مشكلاته بنفسه .


* شكوى الوالدين :
الأولاد الذكور أكثر حركة من البنات ، غالباً ما يشتكي الوالدان من سلوك الأبناء الذكور ، هل يعرف الوالدان سبب مشكلة الابن ؟ إذا عرفا ذلك عليهما علاج المشكلة وعدم التقاعس ، وإن صرف الوقت فقط بتلبية حاجات الطفل المادية لا يعني حلاً للمشكلة بل يزيدها تعقيداً ، وإذا لم يعرفا الحل عليهما البحث والتحري والاستعانة بأهل الخبرة .

إليكما بعض التجارب بهذا الصدد ، لمعرفة بعض المشكلات وأسبابها وطرق العلاج :

طرق العلاج
الأسباب
حالات الشكوى
تخصيص وقت للعب وتنمية مواهبه .
طبيعة نمو جسمه وتصريف الطاقة باللعب .
1- كثير الحركة
الاهتمام به أيضا وتوزيع الحنان بين الأولاد .
اهتمام الوالدين أكثر بالصغار –سوء معاملة الأبوين له - جذب انتباه الوالدين .

2- يضرب أخوته الصغار
تعليمه أن الكذب صفة غير حميدة –طرح البديل :الصدق .
حال الخطأ – التعود – لفت انتباه – تقليد الكبار.
3- يكذب
تحبيبه الدراسة – المراجعة معه ، تشجيعه
اللعب – عدم حب المدرسة – تأخر في الدراسة – الرسوب .
4- لا يحب الدراسة
إقامة حفل وتقديم هدية له عندما يصلي – اصطحابه للمسجد ، وعظه وإرشاده
الحاقه بدورات صيفية
حب اللعب – مشاهدة الرسوم المتحركة –عدم تعوده على العبادة بسبب عدم غرس الوالدين في نفسه حب العبادة .
5- لا يصلي


قدم بعض التربويين حلولاً لبعض مشكلات الأبناء من خلال التشجيع وتقديم الهدايا وشعور الولد وجود عقد بينه وبين والديه ، فمثلاً يقول أوافق على أن أحصل على هدية على أن :
- أرتب الفراش بعد الاستيقاظ .
- المحافظة على نظافة البيت .
- الجلوس بهدوء أثناء تناول الطعام .
- استذكار الدروس .
- كتابة الواجبات المنزلية .
( مشكلات الأطفال والمراهقين وطرق حلها ، ترجمة نزيه ونسيمة ،ص 416)
26/2/2012