المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فاطمة المنهالي - زوجي تحدى العالم لأجلي


البدوية
08-22-2008, 02:18 PM
فاطمةالمنهالي - زوجي تحدى العالم لأجلي



ودعت فاطمة المنهالي حياة الطفولة بأفراحها وشقاوتها مبكراً بعدما أصيبت بشلل نصفي حولها الى معاقة، إلا أنها رفضت الاستسلام لأحزانها وآلامها، فتسلحت بإيمانها وثقتها بنفسها وإقبالها على الحياة وتفاؤلها الذي تلمسه في كل كلمة تتفوه بها لتنتصر على العديد من العقبات والصعوبات التي اعترضت مشوارها محققة العديد من الإنجازات على صعيد حياتها العملية والإنسانية حيث تعمل موظفة في إحدى شركات الطيران وتمثل الدولة في عدد من بطولات ألعاب القوى للمعاقين، حاصدة الميداليات والجوائز، اضافة لكونها أماً وزوجة تتفانى في سبيل تماسك أسرتها التي تعتبرها أغلى ما في حياتها والسر في نجاحها ومعها كان اللقاء التالي :


تعود فاطمة المنهالي الى الوراء لتروي تفاصيل معاناتها مع الإعاقة قائلة:
خطأ طبي كان وراء إصابتي بالشلل الذي أصبحت على إثره مقعدة ومعاقة جسدياً وأنا لم أتجاوز بعد الثماني سنوات من عمري، وكان أكثر ما يحز في نفسي في تلك الأيام هو وجودي في المدرسة بين طالبات أصحاء يلعبون ويمرحون بينما أنا عاجزة عن فعل ذلك لكنني وبفضل ايماني القوي بربي وثقتي في نفسي استطعت لملمة جروحي وآلامي والعودة الى احتضان طفولتي من جديد، فبدأت ألعب وأمرح مع زميلاتي لدرجة جعلتهم يقولون لي انك أكثر صحة وحيوية ونشاطاً منا وإننا لم نعتقد لوهلة أنك تعانين من أي إعاقة، خاصة انني كنت أمارس حياتي اليومية بشكل طبيعي ودون الاحساس بأي عقد فكانت الابتسامة لا تفارقني كما كنت متفوقة دراسياً على الكثيرات من زميلاتي الطبيعيات.




وترجع الفضل في تفوقها الى أسرتها، فتقول:
السر في تفوقي يرجع الى احتضان أسرتي لي وبخاصة والدتي حيث كانت تستذكر لي الدروس وتشجعني وتدعمني وتغرس في داخلي الأمل والرغبة في التفوق وتعاملني على أني انسانة مكتملة النمو وصحيحة البدن، مما خلق بداخلي اصراراً عجيباً على التفوق والنجاح مهما كانت العقبات، كما أن دور والدتي لم يقتصر على ذلك بل تعداه لتغرس الحب فيما بيننا كإخوة مما جعلهم وإلى اليوم يقومون على رعايتي وخدمتي دون أي تذمر او ملل وبمنتهى الحب ودفعني لمبادلتهم نفس المشاعر الطيبة وأكثر إذ إنني لم أحمل لهم أي حقد وضغينة او كره طيلة عمري على الرغم من كونهم أصحاء.
وتضيف: أود في هذا الشأن التأكيد أن احتضان الأسرة لأطفالها المعاقين جزء ضروري من علاجهم ورفع معنوياتهم ودفعهم للتمسك بالحياة ومواصلة السير فيها بكل تفاؤل بدلاً من الانزواء والاستسلام للإعاقة، مع ضرورة أن يكون لدى المعاق هدف وطموح معين يسعى لتحقيقه وهو ما يشعره أن أيامه وساعاته ذات قيمة فيبدأ في استغلالها واقتناصها والقبض عليها حتى لا تمر مرور الكرام.




أما عن هدفها وطموحها فتقول:
تجاوزت آلامي وأحزاني في سبيل تحقيقي لهدفي وطموحي في أن جعل أسرتي فخورة بي وأعتقد بأنني وصلت الى إنجاز جزء من هذا الطموح حيث عملت موظفة بإحدى شركات الطيران وممثلة في مسرحية "حلوة يا دنيا" والتي كانت تتناول المشكلات والعقبات التي تعترض طريق المعاقين وسبيل تذليلها بهدف دمجهم في المجتمع، ومؤخراً انضممت لنادي دبي للرياضات الخاصة حيث استطعت وبعد فترة تدريب لم تتجاوز الأربعة أشهر حصد ثلاث ميداليات ذهبية في بطولة الدولة لألعاب القوى للمعاقين، وفي ثلاث لعبات هي القرص والرمح والجلة، كما تمكنت بعدها من حصد ميداليتين فضيتين وأخرى ذهبية في البطولة الخليجية. وفي ألمانيا استطعت الفوز بالميدالية البرونزية متفوقة بذلك على العديد من بطلات العالم بالرغم من قلة فترة تدريبي مقارنة بهن، ونلت منذ أيام ثلاث ميداليات فضية أثناء مشاركتي في البطولة الخليجية للمعاقين.




انجازاتها الرياضية
وترجع الفضل في انجازاتها الرياضية الى دعم وتشجيع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فتقول: -- لولا دعم وتشجيع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لما تمكنت من تحقيق تلك الإنجازات الرياضية، إذ إنه وبعد عودتنا من بطولة العالم للمعاقين بألمانيا قدم سموه لتشجيعنا وحثنا على مواصلة مشوارنا مع البطولات والميداليات وحينها بحت له بالمعوقات المادية التي تعترض طريق حياتي فما كان من سموه سوى الأمر بتذليل كل العقبات وتوفير الحياة المادية الكريمة لي ولأسرتي مما جعلني أكثر راحة واقبالاً على مواصلة مشواري الرياضي وأصبحت أكثر تركيزاً ورغبة في حصد المزيد من الميداليات لا لشيء سوى لأرد ولو جزءاً بسيطاً من جميل سموه علي وعلى جميع الرياضيين في نادي دبي للرياضات الخاصة.




زوجها هو المحرك والدافع الأول لها
وتؤكد المنهالي أن زوجها هو المحرك والدافع الأول لها لتواصل الإبحار في هذه الحياة بأمواجها العاتية :-- وذلك منذ عرفته كحبيب تحدى العالم بأسره وخاصة والدته التي كانت من أشد المعارضين لفكرة زواجه من معاقة لكونه سليم، ليتوج قصة الحب التي دامت ثماني سنوات بالزواج، وإنجاب ثلاثة أطفال هم: بشاير وعلي وسليمان، وهي لا تملك بعد كل هذا الاخلاص والتفاني من قبل زوجها إلا أن تحاول بشتى الطرق ادخال السعادة الى قلبه وذلك من خلال تلبية متطلباته والسهر على راحته حتى دون أن يطلب منها ذلك، ومع هذا لا تزال تشعر بأنها غير قادرة على ايفائه حقه خاصة أنه فضلها على كثير من أقاربه وجيرانه الأصحاء لجمال روحها وقلبها ورجاحة عقلها، على حد وصفه، أما والدته وبعدما شهدت كل هذا الحب والاهتمام من قبلها تجاه ابنها إذ بها تصبح بمثابة صديقة وأم ثانية لها تحتضنها وتعاملها كابنة لها.




وعن أصعب المواقف التي اعترضت طريق تربيتها لأطفالها، تقول:
تربية الأطفال في حد ذاتها مهمة صعبة لا تقوى الأم السليمة على القيام بها فما بالك بالمعاقة، لكن أكثر ما أتعبني في هذا الصدد الأسئلة الصعبة التي يطرحها أطفالي علي مثل:
o ما السبب في اعاقتك؟
o ولماذا أنت بالذات بينما اخواتك أصحاء؟
o ألم تجربي التضرع لله كي يشفيك؟وغيرها من الأسئلة التي تقطع أواصر قلبي، لكني أحاول ألا أظهر أمامهم أياً من تلك المشاعر التي تختلط بداخلي فأتمالك نفسي واختزل الاجابات بقولي هذه مشيئة الله وعوضني ربي بكم خيراً وإذا ما كنتم ترغبون في اسعادي فيجب عليكم المواظبة على الدراسة والاصرار على التفوق وعندها ينسحبون من أمامي ليواصلوا استذكارهم لدروسهم ما عدا سليمان الذي ينتصر للعب والشقاوة دائماً، كما أن عجزي عن فعل بعض الأشياء التي يطلبها أطفالي مني يخلق بداخلي احساساً بالحزن والمرارة يدفعني في كثير من الأحيان الى البكاء مثلما حدث يوم كنا في اجازتنا السنوية خارج البلاد وتركني زوجي بمفردي في الفندق لتبكي صغيرتي بشاير حينها طالبة "الرضاعة" لكن وجودها في مكان مرتفع وبعيداً عن متناول يدي جعلني عاجزة عن الإتيان بها، وارضاع طفلتي وامام ارتفاع صوت ابنتي بالبكاء الحاد لم أجد أمامي سوى مشاركتها البكاء تعبيراً عن غضبي وضعفي.




وتضيف: حاولت احتضان أطفالي وخلق صداقة حميمة فيما بيني وبينهم حتى انهم باتوا يأتمنوني على أسرارهم ويأخذون بمشورتي في كل ما يشغل بالهم وفكرهم، كما غرست في داخلهم الرضا والقناعة وحب الحياة والإقبال عليها والاصرار على النجاح.
وتشير الى أن نظرات الشفقة المصحوبة ببعض الأسئلة والاستفسارات الفضولية تقتلها والتي لاحقتها في مختلف مراحل حياتها ودارت معظمها حول كيف تزوجت وولدت ولادة طبيعية بينما الكثير من الأصحاء ينجبون قيصرياً، وتتمنى من كل من يوجه لها مثل هذه التساؤلات أن يعلم أن إرادة الله فوق الجميع وأن اصابتها هي ابتلاء من رب العالمين يمكن أن يتعرض له أي انسان مهما اعتقد نفسه بعيداً عن المرض وأن يدعو لها بزوال هذه الغمة.




وتشارك فاطمة المنهالي في جميع الأنشطة التطوعية والخيرية المتاحة من أجل نصرة قضية ذوي الاحتياجات الخاصة التي أصبحت شغلها الشاغل وذلك بهدف لفت الانتباه الى مدى ما تعانيه هي وأقرانها من معوقات تعترض طريق حياتهن ولاستدرار عطف المجتمع ودفعه الى تغيير أسلوب تعامله السلبي مع المعاق أملاً في معاملته على أساس أنه جزء أصيل من نسيج المجتمع لا يمكن استقامة الحياة دون أن يشارك بفاعلية في النهضة والتطوير وبعيداً عن أي محاولة لتجاهله او تهميشه. وترى أن كل تكريم تحظى به يجعلها تطير من الفرح والسعادة ويمنحها دفعة كبيرة لمواصلة مشوارها سواء الانساني او الرياضي، لأنه يشعرها أن هناك أناساً يحسون بها ويقدرون ما تفعله من تضحيات وانجازات، وان كان التكريم الأخير بلقب الأم المثالية من قبل د. موزة غباش ورواق عوشة هو الأقرب الى قلبها

وتبعث المنهالي برسالة للمعاقات مفادها أنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس لأن اليأس هو قاهر النجاح والعدو الأول له فهو إذا ما تملك من أي انسان يلزمه الفراش حتى وإن كان صحيحاً، وعليه حاولت قهر اليأس بالنجاح المقترن بالإرادة والأمل الذي كلما زادت مساحته في حياة الانسان انهزم وتراجع الى الوراء ليبقى في الظل وليتلاشى في نهاية المطاف وعندها يستطيع الانسان تحقيق كل أحلامه وطموحاته مهما بدت مستحيلة.




المصدر - منتدى الخليج

مُعان
08-22-2008, 03:20 PM
الله لا يفرقهم
شكرا لك اختي البدوية
تحياتي لك وللجميع

المتفائل
08-30-2008, 06:38 PM
http://www.mrkzy.com/uploads/e672d18c50.gif