المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هم الصم المكفوفين ؟؟ ( Deaf blind ) ؟ وما هي التحديات التعليمية التي تواجه تعليمهم ؟


معلم متقاعد
04-14-2011, 02:25 PM
الصم المكفوفين - التحديات التعليمية التي تواجههم



عندما تتردد كلمة " الأصم الكفيف " على مسامع الناس ، فإن هذه الكلمة غالباً ما تثير لديهم تساؤلات ومشاعر واتجاهات ومفاهيم متباينة ، تختلف باختلاف طبيعة ثقافتهم ومدى وعيهم بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة ، كما قد تثير لديهم التعجب والشفقة والحزن في آن واحد ، وسوف يدفعهم ذلك إلى التفكير في كيف يتمكن الأصم الكفيف من أن يحيا في المجتمع وهو محروم من نعمة السمع البصر ؟

كيف لهذا الشخص أن يعيش في عالم يجمع بين السكون والظلام ، أو عالم الصمت المظلم ؟

فمن من هم الصم المكفوفين ( Deafblind ) ؟

* تعريف الصم المكفوفين :
- إنهم أشخاص لديهم إعاقة حسية مزدوجة ، بمعنى أنهم أشخاص يعانون من إعاقة سمعية وإعاقة بصرية أيضاً ، الأمر الذي ينتج عنه مشكلات تواصلية شديدة ومشكلات نمائية وتربوية أخرى بحيث لا يمكن خدمتهم بشكل مناسب في مراكز التربية الخاصة التي تقوم على رعاية الأطفال الصم أو تلك التي تقوم على رعاية الأطفال المكفوفين .
- وقد عرف قانون التربية والتعليم للأفراد المعاقين الأمريكي (

IDEA ) ، الصم المكفوفين على النحو التالي :

" اضطراب شديد في التواصل والحاجات التعليمية والنمائية الأخرى ، بحيث لا يستطيع الشخص الأصم – المكفوف تلقي تعليمه الخاص في برامج تربوية خاصة في البرامج المخصصة للأطفال والشباب ذوي الإعاقة السمعية أو الإعاقات الشديدة بدون مساعدة خاصة تضمن إشباع حاجاتهم التربوية والتعليمية الناتجة عن الإعاقة السمعية والبصرية أو الإعاقات المتزامنة " .




* خصائص نمو الأطفال الصم المكفوفين :
يؤدي الصمم وكف البصر إلى حدوث صعوبات ومشكلات نمائية وتعليمية وتواصلية لدرجة تجعل هؤلاء الأفراد غير قادرين على التقدم في برامج التعليم الخاص إلا في حالة وجود مساعدات إضافية تتناسب مع طبيعة إعاقتهم الحسية المزدوجة .
ويمكن استعراض أهم الخصائص المميزة لنمو الأطفال الصم المكفوفين فيما يلي :


1- تقل يقظة وانتباه الأطفال الصم المكفوفين لما يدور من حولهم لافتقادهم إلى المثيرات السمعية والبصرية ، لذا يلاحظ أنهم أقل بكاءً من الأطفال العاديين ، كما أن حركة أطرافهم أقل ، ولا ينتبهون لما يدور حولهم إلا من خلال التواصل اللمسي الذي يتم بمعرفة الأسرة والقائمين على رعايتهم .
2- تتأخر ظهور الابتسامة على وجه الطفل الأصم الكفيف لمدة ستة أشهر منذ ولادته ، بعكس الطفل العادي الذي تظهر على وجهه الابتسامة كمظهر من مظاهر الفعل المنعكس اللاإرادي بعد حوالي شهر من ولادته ، بالإضافة إلى أن الابتسامة لدى الطفل الأصم الكفيف غالباً ما تكون أكثر غموضاً في المظهر وأقل تعبيراً ، وهذا شيء طبيعي فالابتسامة تظهر على وجه الطفل العادي عادة عندما يتعرض إلى مثيرات سمعية بصرية لمسية ، فيعبر عن سعادته ورد فعله بابتسامة طبيعية تحاكي الابتسامة المرسومة على وجوه المحيطين به ، وهو الأمر الذي لا يتوافر للطفل الأصم الكفيف ، ولكن هذا لا يمنع من قيام الوالدين والمحيطين به من التركيز على التواصل الجسمي اللمسي من خلال حمل الطفل الأصم الكفيف وملاعبته ، والسماح له بتحسس الوجوه التي تلاعبه ، حتى يحس بالاهتزازات والهواء الصادر عن منطقة الفم والحنجرة الذي يصاحب صدور الأصوات المختلفة ، وكذلك الاقتراب من أذنيه والتحدث معه كما لو كان طفلاً عادياً يسمع ويرى ، وذلك للاستفادة من أية بقايا سمع ورؤية موجودة لديه ، علاوة على أن التواصل اللمسي في حد ذاته له تأثير إيجابي في تدريب حاسة اللمس لدى الطفل الأصم الكفيف على استقبال الأحاسيس والمشاعر ، وفي التدريب على وسائل وطرق التواصل المختلفة التي تعتمد على حاسة السمع .
3- يفتقد الأصم الكفيف إي مواقف المحاكاة التي تُعد ضرورية لتحقيق النمو العام خاصة النمو اللغوي والحركي ، فالتعليم يعتمد أساساً على المحاكاة السمعية والبصرية ، لذلك فإن افتقاد الطفل الأصم الكفيف إلى تلك المحاكاة يؤدي إلى حرمانه من العديد من فرص التعليم والتعلم .
4- يجد الأصم الكفيف صعوبة شديدة في القدرة على بدء التفاعل الاجتماعي من حوله بسبب إعاقته الحسية المزدوجة التي تؤثر في قدرته على توسيع مجال تفاعله الاجتماعي ، وبالتالي يؤثر في نموه العقلي والاجتماعي واللغوي والحركي ، فالأصم الكفيف غالباً ما تجده وحيداً ما لم يقم أحد بالاقتراب منه ولمسه تمهيداً للتواصل معه .
5- يمر على الطفل الكفيف الأصم عدة سنوات من عمر الطفولة ، حتى تأتي عليه لحظة فاقة في حياته ، وهي لحظة مروره بصدمة اكتشافه لإعاقته السمعية والبصرية ، وتأتي هذه اللحظة عندما يستطيع أن يلاحظ أنه مختلف عن الآخرين من حوله ، وهذه اللحظة تكون لحظة عصيبة في حياة الطفل الأصم الكفيف ، وفي حياة الأسرة كلها ، ولا يستطيع الإنسان أن يصف ويتصور أي شعور من الحزن والأسى ينتاب هذا الطفل عند هذه اللحظة .. ويا لها من لحظة ! وهو ما يتطلب تنبيه الوالدين ، ومن يقوم برعاية وتأهيل هؤلاء الأطفال لهذه اللحظة ، حتى يمكنهم مساعدة الطفل على اجتياز الصدمة ، والتفكير بصورة عقلانية في كيفية التوافق مع إعاقته بما يحقق التوافق الذاتي الاجتماعي .
6- ينتاب بعض الأطفال الصم المكفوفون بعض الثورات الانفعالية والغضب ، عندما يريدون التعبير عن ما في نفوسهم من مشاعر ، وعما يفكرون فيه من أفكار ورغبات ولكن افتقادهم للغة وطرق التواصل في السنوات الأولى من العمر يقف حائلاً دون تحقيق تلك الرغبة ، حيث لا يتمكنون من خلال الإشارات الوصفية الأولية التعبير بالضبط عما يريدون قوله للمحيطين بهم ، الأمر الذي يصيبهم في النهاية بالإحباط والغضب ، وهذه الثورات الانفعالية قد تأخذ عدة أشكال ، فقد يقوم بالإطاحة بالأشياء التي من حوله ، وقد يضرب برأسه في الحائط أو الأرض ، وقد يقوم بقضم يده وإيذاء نفسه جسمياً لذلك فعلى المحيطين بالطفل تفهم الأسباب المؤدية إلى مثل هذه السلوكيات والانفعالات ، والعمل على التخفيف من حدتها وفقاً لبرامج تعديل السلوك .
7- يشير ( Meshcheryakov , 1974 ) ، إلى أن بعض الأطفال الصم المكفوفين في بداية عمرهم قبل حصولهم على التدريب بأداء حركات عشوائية بلا معنى أو هدف مثل قيام البعض بإمالة رأسه أو جسمه وهو جالس يميناً ويساراً مثل حركة بندول الساعة ، أو يقوم بتحريك يديه حركات مفاجئة بلا هدف تشبه حركات التشنج وأحياناً يظل جالساً في مكانه ساكناً لا يتحرك لمدة طويلة دون أن يبدي أي اهتمام بما يدور حوله ، وهذه السلوكيات نتيجة التجاهل شبه التام الذي يعاني منه الطفل ممن حوله ، وتأخر تدريبه على يد الأخصائيين في سن مبكرة .
8- يظل الأصم الكفيف ملتصقاً بأمه طوال الوقت خلال سنوات عمره الأولى ، ويعتمد عليها اعتماداً كبيراً في كل شؤون حياته ، ولكن هذه الاعتمادية الشديدة خاصة عند قيام الأم أو المحيطين به بحمله بين ذراعيهم طوال الوقت نتيجة الحماية الزائدة ؛ ستؤدي إلى سلبية الطفل الشديدة ، تأخر تدريبه على الوقوف والمشي والحركة وبالتالي حدوث تأخر في جميع جوانب نموه الأخرى .
9- يميل الطفل الأصم الكفيف إلى استخدام الألعاب الجسمية التي تعتمد على التلامس وعلى الحركات المتكررة وفقاً لتسلسل معين ، مثل قيام الكبار باستخدام أصابعهم في عملية ( الزغزغة ) ومداعبته في أسفل باطن قدمه ، وغيرها من الألعاب اللمسية .
10- يميل الطفل الأصم الكفيف إلى التمركز حول الذات نتيجة عدم قدرته على التواصل مع الآخرين ، وبالتالي يتعرض للتجاهل من قبل الآخرين ، مما يجعلهم يشعرون بالنبذ والإهمال فيؤدي ذلك إلى قيامهم بتطوير بعض الاستراتيجيات الدفاعية النفسية لحماية أنفسهم ، التي تتمثل في الرفض والعناد وعدم الامتثال للأوامر والاستجابة للآخرين ، ومقاومة أية تغيرات على الأنماط السلوكية التي تعود عليها .
11- يمتلك الطفل الأصم الكفيف القدرة على النمو العقلي بصورة طبيعية ، ولكن هذا النمو لن يتحقق ، إلا من خلال تلقيه تدريبات متنوعة على كيفية التواصل مع الآخرين للخروج من عزلته ، وتدريبه على المهارات الحياتية المختلفة ، بالإضافة إلى تعليمه مبادئ القراءة والكتابة والحساب وبعض المواد الأكاديمية الأخرى ، والتدريب على بعض الحرف اليدوية التي تتناسب مع طبيعة إعاقته .

معلم متقاعد
04-14-2011, 02:27 PM
* أساليب تعليم الصم المكفوفين :

إن الهدف العام الذي يتوخى تحقيقه من تعليم الصم المكفوفين لا يختلف من حيث المبدأ عن هدف التعليم بوجه عام وهو مساعدة المتعلمين على تحقيق أقصى ما تسمح به قدراتهم .
وللأسف الشديد إن أساليب تعليم الأطفال الصم المكفوفين لم تحظى باهتمام القائمين على برامج التربية الخاصة إلا مؤخراً . بسبب أن الإعاقة الحسية المزدوجة نادرة الحدوث نسبياً .
ومن الأساليب التعليمية الأكثر استخداماً مع الصم المكفوفين هي تلك المستندة إلى المفاهيم التالية :
1- النظرية النمائية لبياجيه :
ويتم ذلك عن طريق تشجيع الأطفال الصم المكفوفين على تأدية الأنشطة الحركية التي تهدف إلى حثهم على التفاعل مع بيئتهم .
2- النظرية السلوكية :
ويتم ذلك عن طريق استخدام أساليب تعديل السلوك لخفض المظاهر السلوكية غير التكيفية وتشكيل الاستجابات التكيفية لدى الأطفال الصم المكفوفين ، ومن تلك الأساليب التعزيز بأشكاله المختلفة وبخاصة التعزيز اللمسي والمادي .
3- نظرية فان دك :



يرى فان دك أن الخطوة الأولى في تعليم الطفل الأصم الكفيف هي تحرير هذا الطفل من عزلته الجسمية . وما يعنيه ذلك هو ضرورة تطوير النمو الحركي لديه وتعريفه بجسمه . فمن خلال الزحف والمشي والقفز يبدأ الطفل بفصل ذاته عن الأشياء من حوله ويبدأ يدرك أن هناك أشياء من حوله لها خصائصها.



*التحديات التعليمية التي تواجه الصم المكفوفين:

يواجه تربية وتعليم الأطفال الصم المكفوفين العديد من التحديات التعليمية التي يمكن ذكرها في النقاط التالية :
1- تعدد مستويات فقدان السمع والرؤية لدى الأطفال الصم المكفوفين الأمر الذي يترتب عليه تعدد طرق التواصل ، وطرق واستراتيجيات التدريس ، وتنوع الوسائل والمواد التعليمية ، والمعينات السمعية والبصرية ، كما ستتنوع البرامج التأهيلية الخاصة بهؤلاء الأطفال ، مما يعني أن التعليم في تلك البرامج سيعتمد على التعليم الفردي وفقا لخصائص كل حالة على حده ، وهو ما يتطلب القيام بتقييم احتياجات كل حالة بمفردها ، ليتم في ضوء هذا التقييم وضع البرنامج التعليمي المناسب .
2- يحتاج البرنامج التربوي الفردي ، الخاص بالأطفال الصم المكفوفين إلى وجود فريق عمل متخصص يجمع بين المعلم والطبيب والأخصائي النفسي والاجتماعي وأخصائي التأهيل الحركي ومرافق الطفل بالإضافة إلى الوالدين ، ووجود كل هؤلاء الأشخاص يحتم ضرورة وجود تنسيق فيما بينهم بحيث يتم تخطيط وتنفيذ برنامج تربوي متكامل للطفل الأصم الكفيف . وعلى هذا الفريق العمل على التخطيط المستمر في ضوء التقويم المرحلي لمدى تقدم الطفل ، ومراقبة الطفل للتعرف على ما حققه من نجاح والتركيز على جوانب القوة لدى الطفل وتدعيمها ، وجوانب القصور والعمل على التغلب عليها ، مع ضرورة التركيز على مشاركة أولياء الأمور كأعضاء فاعلين في البرنامج .
3- ندرة وجود المعلمين أو المتخصصين المؤهلين للقيام برعاية وتعليم الصم المكفوفين ، نظراً لعدم وجود برامج تعليمية متخصصة على مستوى الدول العربية لإعداد هؤلاء المتخصصين ، كما أن أقسام التربية الخاصة الموجودة في الجامعات العربية ، نادراً ما يوجد بها مقررات ضمن خطة الدراسة تتعلق بمتعددي الإعاقة بصفة عامة والصم المكفوفين بصفة خاصة .
4- ندرة أدوات القياس والتقويم التي تتناسب مع طبيعة الأطفال الصم المكفوفين .

معلم متقاعد
04-14-2011, 02:28 PM
الإجراءات المبنية على التكامل الحسي لبناء اللغة عند الصم المكفوفين:
1- بناء الاتصالوالتفاعل الاجتماعي:
إن أول خطوة في تطور التواصل هي بناء الاتصال والتفاعلالإجتماعى. ويجب أن يتم بناؤه بنفس الطريقة الطبيعية كما تحدث مع كل الأطفال. وذلكيعنى أننا يجب أن نبنى نفس نوع الأحداث التواصلية التي تحدث في التطور الطبيعةولكنها تنظم بطرق مختلفة. حيث أن الأصم الكفيف سوف يعبر عن نفسه باللمس والحركةالتي انطبعت على جسده أثناء النشاط. والطريقة الطبيعية للتعلم والتطور والتواصل هياللعب، لأنه ينظم المعلومات الحسية المستقبلة من التفاعل مع البيئة والأشياء . ويتميز اللعب بالمشاركة الوجدانية ، وحب الاستطلاع، والاكتشاف من خلال الاستكشاف.




2- استخدام مدخل التواصل الكلى (( Total communication
التواصلالكلى عبارة عن استخدام كل القنوات المناسبة لتبادل المعنى بين الأفراد ، مع مراعاةالفروق الفردية ، وهو يعد من أهم المبادئ المتبعة في التعامل مع الصم المكفوفيننظراً لضعف فرص التواصل لديهم، وبالتالي فإن الاعتماد على صورة واحدة لتحقيقالتواصل لا يكفى لتعويض المعلومات المفقودة بسبب الإعاقة السمعية البصرية . والطفلهو الذي يحدد الطرق التي يستطيع الاعتماد عليها ، وعلى المتعاملين معه احترام هذهالطرق ومحاولة تطويرها بما تسمح به قدراته الخاصة.ولا يوجد طريقة تواصل أفضل منأخرى، لأن هذا الأمر يرتبط بالبقايا الحسية وقدرات واحتياجات الطفل. والهدف من أيطريقة هو تحقيق الفهم المتبادل بين الطرفين . ويتكون التواصل الكلى من التعبيراتالطبيعية مثل (الإيماءات، والضحك، والبكاء، والرجوع إلى المكان، والحركات الجسمية،الإشارات الجسدية، إصدار أصوات، الخ..)، والأنظمة المساندة (الأشياء المرجعية،والصور، والرسومات، والبكتوجرام)، واللغات (اللغة المنطوقة، لغة الإشارة، اللغةالمكتوبة، الهجاء الأصبعى، طريقة برايل، لغة الإشارة اللمسية.




3- استخدامالقنوات الحسية القوية وتوظيف البقايا الحسية
يحدث التعلم من خلال الحواسالقريبة مثل حاسة اللمس بالتآزر مع الجهاز الحركي داخل الجسم، والإحساس بتيارالهواء ، الإحساس بالذبذبات ، وحاسة التذوق وحاسة الشم. وهى أكثر القنوات الحسيةكفاءة لدى الصم المكفوفين. ومعظم الصم المكفوفين لديهم بقايا سمعية (مع / أو ) بقايا بصرية، وبالطبع فإن الهدف هو توظيف استخدام كل قناة حسية ممكنة مهما كانتضعيفة . والأصم الكفيف عندما يتعلم خبرات جديدة يستخدم في ذلك الحواس القوية، لكنيجب أن نهتم أيضاً باستخدام الحواس الضعيفة بجانبها ، حتى يتم توظيف استخدام الحواسالضعيفة في البداية معاً مع الحواس القوية ، وفيما بعد تستخدم وحدها عند الحاجةلذلك.




4- استخدام أيدي الصم المكفوفين في اكتساب اللغة.
بالنسبةلكثير من الصم المكفوفين تعتبر الأيدي هي الأعضاء الحسية الوحيدة التي يمكنالاعتماد عليها للوصول إلى اللغة، والطفل الصغير الذي يسمع سوف يستمع إلى الآلافوالآلاف من الكلمات قبل أن يلفظ كلماته الأولى. أما الطفل الأصم الكفيف يحتاج إلىلمس الآلاف من الكلمات قبل ما يكون قادرا على بدء تكوين إحساس وإصدار أول كلماته. ويحتاج الطفل إلى لمس هذه الكلمات بطريقة تسمح له بأن يربطها بمعنى أثناء خبرتهبالأشياء. وهذا يعنى تسمية الأشياء التي يقوم الطفل بلمسها، وتسمية الحركات والسلوكالذي يقوم الطفل بالمشاركة فيه. وتسمية المشاعر التي يخبرها. ولغة الإشارة اللمسيةعادة ما تكون الطريقة الأكثر فعالية لجعل اللغة متاحة عن طريق اللمس.




5-تحسين البيئة
علينا أن نضع في اعتبارنا عند تأهيل الطفل أهميةإيجاد بيئة تعلم تعويضية وتحسين بيئة التعلم التي يتم تأهيل الطفل فيها، وأن تكونهذه البيئة منظمة بطريقة معينة ومتسقة ومشوقة وتستثير لحواس، وأن تشبه بيئة المنزلوذلك حتى يستطيع الطفل أن يحس بالأشياء المحيطة، وأن يرسم صورة ذهنية لها، ويشعربالأمان. فمثلاً إذا استطاع الطفل أن يحدد موقع الكوب الذي يشرب منه ووجده في نفسالمكان الذي يوضع فيه كل يوم فسوف يشعر بإحساس من الثقة، وسوف يتعلم أيضاً مفهومدوام الشيء ووظيفته. والبيئة المنظمة ووضع علامات إرشادية لمسية وتنظيم أماكنالأثاث بطريقة مدروسة يؤدي إلى اكتساب مهارات التوجه والحركة وزيادةالاستقلالية.




6- التأهيل السمعي
يحتاج الصم المكفوفين ذوىالبقايا السمعية إلى تنمية مهاراتهم في استخدام المعلومات السمعية للعديد منالأسباب مثل التعرف على الأشخاص، القراءة والكتابة، التواصل وما إلى ذلك ويحتاجواأيضاً أن يتعلموا كيفية الاستفادة السمعية من الأجهزة والمعينات المساعدة والتكيفيةمثل زرع القوقعة، والمعينات السمعية، وأجهزة مخرجات الصوت. ويحتاجوا أن نساعدهم علىالانتقال من مرحلة السمع إلى مرحلة الاستماع وعلى اكتساب تعلم الإنصات وهي مهارةضرورية وأساسية مع هؤلاء الأطفال. (Darkle, J., Lace, J., Newton, G.& Moss, K. 2007)ويعتبر ارتداء المعين السمعي هو الخطوة الأولى نحو اكتساب المهارات اللغويةواللفظية ، مما يساعد على الاستغلال الكامل وتنمية حاسة السمع من خلال التدريباتالسمعية لإضفاء معنى ودلالة للأصوات التي يسمعها ويتم ذلك بمصاحبة اللمس والحركاتالجسدية والموسيقى والصور.
الأساليب المبنية على التكامل الحسي لاكتساباللغة لدى الصم المكفوفين
بالنسبة للعديد من الأطفال الصم المكفوفينيعتبر المدخل اللمسى هو الأسلوب الأساسي الذي يستقبلون من خلاله المعلومات. وفي كلوقت نتفاعل فيه مع الطفل نحتاج أن نفكر في كيفية إمداده بمعلومات أكثر عن طريقاللمس وذلك من خلال الأنشطة المختلفة. ويتم ذلك بتقسيم النشاط إلى مراحل صغيرة،وتذكير الطفل بخطوات العمل في كل جزء على حدة، وتكرار كل خطوة بعد أن نخطوها أمامه. ولابد من وضع روتين خاص لأداء النشاط مع المساعدات اللفظية والمرئية واللمسة علىأن تكون بيئة أداء النشاط مماثلة للبيئة التي يعيش فيها، ويكون وقت النشاط في نفسالوقت الذي أعتاد عليه الطفل. كما أن تكرار الأنشطة والتدريب عليها يساعد على جعلهاتلقائية، ويساعد على التذكر والفهم. والمساعدة بالتدرج في المواقف واستخدام الأدواتالمعروفة للطفل إلى المواقف والأدوات التي لم يستخدمها من قبل (من المعلوم إلىالمجهول). ونقوم بالتدرج في الأنشطة من خلال تحفيز الطفل على اختيار النشاط الأقربلقدراته ورغباته ثم الارتقاء بالنشاط من المرحلة الأسهل إلى الأصعب دون أن يشعرالطفل.





*المصادر - مقدمة في الإعاقة السمعية ،أ . د / جمال الخطيب
- الصم المكفوفون ، د / أمير القرشي
- الإعاقة السمعية ، د / إبراهيم الزريقات