المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : افتتاح أول مقهى «للصم» في السعودية


نشرة الأخبار
04-17-2008, 02:41 AM
افتتاح أول مقهى «للصم» في السعودية

الأول خليجيا.. يقدم قائمة الطلبات بلغة الإشارة.. والعاملون فيه من ذوي الاحتياجات الخاصة

أحد المقاهي التي تستخدم الموظفين من ذوي الاحتياجات الخاصة («الشرق الاوسط») جدة: إيمان الخطاف
«إذا أردت أن تطلب فلا بد أن تتعلم لغة الإشارة، فمعظم العاملين في المقهى من الصم».. على هذا الأساس تقوم فكرة المقهى الأول من نوعه على مستوى دول الخليج العربي والمخصص لخدمة ذوي الإعاقة السمعية «الصم»، والذي سيفتتح مطلع الشهر المقبل في قلب مدينة الرياض، بعد إنتهاء اجراءات تحويله من كونه مقهى اعتيادي إلى مقهى خاص بالصم.
ويقول عادل الملحم، مالك مقهى ليالي البندقية في الرياض، أن خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة ظلت فكرة تداعبه لفترة طويلة، حتى اقترح عليه أحد زملائه من معهد الأمل للصم تحويل مقهاه إلى مقهى متخصص لخدمة ورعاية فئة الصم، مضيفاً بأن هذا المقهى سيكون الأول من نوعه على مستوى دول الخليج العربي، والثاني عربياً بعد مشروع آخر مشابه دُشن مؤخراً في جمهورية مصر.

وأضاف الملحم في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأنه انتهى الآن من تصميم قائمة خاصة للمأكولات «المنيو» تقدم للزبائن بلغة الإشارة الوصفية، وأنه سيزود المقهى بمنزلق للكراسي المتحركة، قائلاً بأن اللوحة الخارجية للمقهى ستكون أيضاً مكتوبة بلغة الإشارة. فيما أوضح أنه سيسعى لجعل هذا المقهى بمثابة المنتدى الثقافي الذي يلتقي فيه جميع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة الصم، وأن يتضمن مجموعة من النشاطات، كالمحاضرات والاجتماعات، في حين أفاد بأن الهدف من ذلك أن يصبح المقهى مكاناً جيداً لمن أراد تعلم لغة الإشارة في جوها الطبيعي ومن مصدرها المباشر، وتحديداً بالنسبة لطلاب الجامعة والمتخصصين والمهتمين بهذه الفئة. ومن الطريف أن هذا المقهى سيشعر مرتادوه ممن يجهلون لغة الإشارة بأنهم هم المعاقون بدلاً من الصم، لكونهم لن يستطيعوا التعامل بصورة جيدة مع لغة المكان الرسمية، وهو الأمر الذي يراه الملحم دافعاً للاهتمام بدراسة وتعلم لغة الصم وفرصة لتعايش المتعافيين اجتماعياً معهم. بينما لا يمثل تقديم الأطعمة والشراب كل شيء، حيث سيمكن المقهى كلا من الصم والمتعافين من استخدام وسائل التقنية والدخول إلى شبكة الإنترنت، وهو ما يعتقده الملحم ميزة إضافية ساعد في خلقها موقع المقهى الذي يسهل للزوار دخول الإنترنت دون رسوم، مما يراه سيوجد جواً حميمياً وخاصاً لهذه الفئة ويشعرها بأنها لا تقل أبداً عن غيرها من المتعافيين.

وحول هوية الطاقم المعد للعمل في المقهى، أردف الملحم بأنه يبحث الآن عن استقطاب مجموعة من العاملين الذين هم أصلا من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بالتنسيق مع معهد الأمل للصم، حيث سيعتمد على أصحاب الإعاقة السمعية في خدمة مرتادي المقهى ومباشرة الطلبات، فيما سيستعين بأحد أصحاب الإعاقة الحركية للعمل في إعداد الحسابات «كاشير»، مرجعاً ذلك لكون هذه المهنة لا تتطلب المقدرة على الحركة كغيرها، وأضاف الملحم بأن دوره هنا يعكس الواجب الوطني والانساني في فتح المجال لهذه الفئة للعمل والإنتاج وخدمة أمثالهم.

ويتزامن ذلك مع قرار وزارة العمل السعودية الصادر آخر الأسبوع الماضي، والمتضمن اعتبار الموظف من فئة الاحتياجات الخاصة بأربعة من الموظفين المتعافيين في قياس نسبة السعودية، بعد أن تقدم ممثلو أندية الصم إلى وزير العمل أثناء مشاركته في منتدى جدة الاقتصادي كي يشرحوا معاناة هذه الفئة في الحصول على وظائف مناسبة في القطاع الخاص، وهو ما يراه الملحم أمراً جيداً، مضيفاً بأنه يجب أن لا تكون تحقيق نسبة السعودة هي الهم الأكبر لرجال الأعمال بل أن ينطلقوا من واقع مسؤوليتهم الاجتماعية.


يذكر أن مجموعة من الشركات الكبرى في السعودية توجهت مؤخراً إلى توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما دشنت الغرفة التجارية الصناعة بجدة مؤخراً مكتباً لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف تأسيس جهة تُعنى بتوظيف ومساندة هذه الفئة. وللقيام بحصر جميع مراكز الإعاقة في منطقة جدة ومساندة تلك المراكز بما يخص المشكلات والمعوقات ورفعها إلى الجهات ذات الاختصاص، إضافة إلى المشاركة في جميع المناسبات المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة.