المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خالها اتهم والدها بالتسبب في إصابتها في المخ والركبة والفخذ ... «طفلة عرعر»... على طريق «شرعاء» و«بلقيس» و«غصون»


فوزيه الخليوي
07-07-2008, 01:08 AM
عرعر - خالد المضياني الحياة - 06/07/08//


أدخلت طفلة وحدة العناية المركزة في مستشفى عرعر المركزي في حال حرجة قبل أيام عدة بعد تعرضها لعنف أكد خالها أن والدها سببه.
وبحسب مصدر طبي في المستشفى فإن الطفلة (13 عاماً) مصابة بالتهاب في المخ وحروق في الفخذ والركبة ومن كدمات عدة في رأسها، ويوجد في شعرها أنواع عدة من الأحياء الدقيقة تظهر نتيجة إهمال العناية بالجسم وعدم الاهتمام بالنظافة العامة.
وأضاف أنها تعاني من سوء تغذية، ومن حال نفسية صعبة للغاية، إذ تهذي بشكل مستمر، وتصحو فجأة خائفة من دخول أحد عليها، لافتاً إلى أنها كانت راجعت المستشفى مرات عدة أخيراً بعد حالات إغماء وبقيت فيه أياماً عدة.
وذكر أن والد الطفلة حاول إخراجها من المستشفى بالقوة، لكن المدير العام للشؤون الصحية في منطقة الحدود الشمالية الدكتور فيصل الثبيتي تدخل في الحال وطلب تقريراً مفصلاً عنها تمهيداً لرفعه إلى الجهات المختصة ووجه الأقسام الطبية بتكوين لجان مختصة لرفع تقارير طبية دقيقة عن حالها».
وأكد سلمان وهو خال الطفلة أنها كانت تقاسي أصناف العذاب «حتى الأكل كانت تحرم منه وتضرب لأتفه الأسباب وتنام في غرفة فوق السطح وتغسل الملابس في وقت متأخر من الليل».
واتهم والدها بأنه كان يطفئ السجائر في ركبتيها، وعمتها بكي أجزاء متفرقة من جسدها بسيخ ملتهب، مشيراً إلى أن الجهات الرسمية المعنية لم تتجاوب معه: «تقدمنا إلى الشرطة والى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، لكن لم يسمعنا أحد حتى أن والدها لم يستدع من أية جهة لسؤاله عما يحدث لابنته».
ولفت إلى أن سارة أوقفت عن الذهاب إلى المدرسة عندما كانت في الصف الأول الابتدائي بعدما توفيت والدتها إثر سكتة قلبية مفاجئة، مبدياً تخوفه من عودة الطفلة إلى والدها: «لأنه يتوعدها بعد خروجها من المستشفى». وقال «نطالب فقط بحضانة الطفلة التي ذهبت من بين أيدينا»، مشيراً إلى أنه رفع شكوى رسمية إلى إمارة منطقة الحدود الشمالية في هذا الخصوص.
وطبقاً لمصدر رسمي في شرطة مدينة عرعر تحدث إلى «الحياة» فإن شرطة حي الفيصلية أرسلت خطاباً إلى مقر عمل والد الطفلة لإحضاره، ولكنه تخلف، فأحيلت القضية إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام التي زار مسؤول منها المستشفى وحاول أخذ أقوال سارة، لكن حالها الصحية لا تسمح بذلك الآن لأنها تعاني من التهاب في المخ.
وأضاف إن طلباً وجه إلى أخوال سارة لإحضار الشهود تمهيداً لاستجوابهم حول هذه القضية، لافتاً إلى أنها ستحال إلى المحكمة بعد اكتمال أقوال الجهة المدعية والمدعى عليها والشهود والدلائل والقرائن والتقارير الأمنية التي ترفع عن حالها.
وتعتبر هذه الحادثة الثانية التي تتعرض لها طفلة في مدينة عرعر، إذ تعرضت الطفلة بلقيس ذات الأعوام السبعة إلى اعتداء من زوجة والدها العام الماضي، ما أدخلها قسم العناية المركزة في مستشفى عرعر المركزي ثم جرى تحويلها لاحقاً إلى مدينة سلطان الإنسانية بتوجيه من ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز.

«حقوق الإنسان» تَعِد بالتدخل


أكدت العضو في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتورة سهيلة زين العابدين أن الجمعية ستتدخل بشكل عاجل في قضية الطفلة سارة. وأضافت لـ»الحياة» أن حضانة الطفلة في هذه الحالة وبحسب الشريعة الإسلامية تتحول إلى الجدة لجهة الأم، مشددة على ضرورة «عدم السكوت عن هذه القضية التي تعيدنا بالذاكرة إلى الطفلة «بلقيس» التي عانت من العنف الأسري ولم يتدخل أحد لإنقاذها إلا بعد تفاقم المشكلة وكذلك «غصون» ضحية الاستبداد والتصرفات العدوانية».
وتمسكت بضرورة القصاص من الجاني مهما يكن وأن يحاكم بتهمة اعتدائه على البشرية والطفولة «قضايا العنف الأسري لا تحل إلا بالقصاص والتعزير والحزم لتأديب كل من يعمل مثل ذلك ليكون عبرة».
ودعت الجهات القضائية إلى التدخل في مثل هذه القضايا والضرب بحزم وشدة ضد كل من يحاول حرمان الطفولة من أبسط حقوقها، كما طالبت بلجان اجتماعية متخصصة تدرس مثل هذه الحالات وتوجد حلولاً عاجلة لها.