المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور الحاسوب في تنمية مهارات القراءة للمتخلفين عقلياً بدرجة بسيطة


معلم متقاعد
10-16-2010, 08:13 PM
دور الحاسوب في تنمية مهارات القراءة للمتخلفين عقلياً بدرجة بسيطة

د. علي بن محمد بكر هوساوي


يعد التعليم باستخدام الحاسب الآلي من الأنظمة الشائعة في الكثير من دول العالم، وذلك لتعدد أساليبه التعليمية ومناسبته لجميع فئات الطلاب سواء الموهوبين أو العاديين أو بطيء التعلم أو المعوقين، ويشتمل هذا النوع من التعلم على أساليب تعليمية هي: أسلوب التدريب والمران وأسلوب التعليم الخصوصي، وأسلوب حل المشكلات وأسلوب المحاكاة وأسلوب الألعاب وتستخدم البرمجيات التعليمية في هذا النوع من التعلم، والتي تهدف بشكل عام إلى تمرين الطالب على المفاهيم التي درسها في الصف المدرسي أو إلى تقديم مادة عملية جديدة أو تنمية مهارات التفكير لديه، ويمكن استعمال هذا النوع داخل الفصل من طرف المعلم كأداة تعزيز أو خارج الفصل كأداة للتعلم الذاتي (الدعيثم،2002).
وقد ازدادت أهمية استخدام الحاسوب في العقود الماضية ، حيث لعب الحاسوب دوراً رئيسياً في تعليم جميع التلاميذ العاديين والمعاقين على سواء (Ray Warden1995) حيث يستطيع الحاسوب مساعدة التلاميذ ذوي التخلف العقلي البسيط في التغلب على كثير من العقبات التي تحول دون استقلاليتهم وتعليمهم المتواصل مع بعض الآخرين، المشاركة في الأنشطة العلمية والاجتماعية، يستطيعون أيضاً التعلم، العمل وزيادة الاستقلالية في مهارات الحياة اليومية(Copel,1991).
ويرى الباحث بما أن القراءة عملية معقدة تتضمن جملة من المهارات التي يمكن تصنيفها إلى مجموعتين وهما:
أ) التعرف على الكلمات. ب) الاستيعاب القرائي. وأن عدد كبير من الطلبة المتخلفين عقلياً بدرجة بسيطة يواجهون صعوبات مختلفة في تعليم مهارات القراءة، وهذا ما أشار إليه كل من ليون وموتس (Lyon &Moats,1997) إلى أن أكثر من 80% من الطلبة المتخلفين عقلياً يواجهون أشكالاً ومستويات مختلفة من المشكلات القرائية تقود إلى مشكلات أخرى. فالمهارات القرائية من أهم المهارات المدرسية حيث أنها ضرورية لاكتساب المعلومات في الموضوعات الدراسية المختلفة (Male,1994).
وكذلك أكد كل من هولستن و جوبريم (Holstein, & Gubrium,1995) إلى أن ما يقرب من (20:25%) من تلاميذ المدارس العادية في المجتمعات الغربية يواجهون صعوبات التعلم اللغوية، وأن هؤلاء التلاميذ يعدون من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة (المتخلفين عقلياً)، وتعد صعوبة عسر القراءة – الدسلكسيا- واحدة من أهم صعوبات التعلم عامة حيث، يرى كيرك وكالفت (1984) إلى أن صعوبة العسر القرائي قد حظيت باهتمام التربويين في مجال تعليم المفاهيم اللغوية (قراءة وكتابة). وقد طور مركز أبحاث الحاسوب في مدينة لومان بفرنسا برمجية تعليمية لتعليم القراءة بواسطة الحاسوب للأطفال المتخلفين عقلياً بدرجة بسيطة، ولقد أسهم الحاسوب في زيادة تحصيل التلاميذ الدسلكسين لمفاهيم العلمية، وذلك عن طريق توظيف الألعاب الكمبيوترية التي قد تجذب انتباههم وتزيد من معدلات تفاعلهم وتسهم في تصويب الأخطاء الإدراك لديهم.
وتقدم برامج معالجة الكلمات للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والمتخلفين عقلياً المهارات الأكاديمية والاجتماعية المفيدة، وقد أوضح Steinberg 1991 أن الحاسبات الآلية هي وسائل مفيدة لتعليم التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد أثبتت برامج معالجة الكلمات أنها أداة فعالة ومؤثرة ساهمت في زيادة المهارات العلمية والأكاديمية للتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة. فعلى سبيل المثال أثبتت كثير من الدراسات أن التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يستخدمون برامج حاسوبية وبرامج معالجة الكلمات كانوا قادرين لأن يكتبوا بعضاً من النصوص الطويلة ، وينقحون النص، ولديهم قدرة على تصحيح أكثر للأخطاء، كما أنهم أظهروا ثقة أكبر في كتاباتهم وأنهم يفضلون الكتابة ببرامج الحاسوب عن الكتاب اليدوية(Cheever,1987,Robinson-stavely,cooper,1990) .
إن استخدام الحاسوب في تعليم القراءة للتلاميذ ذوي التخلف العقلي البسيط له أهمية وفائدة قصوى، حيث يمكن للحاسوب أن يطور من فهمهم لمجموعة كبيرة من مهارات القراءة بما فيها إبعاد حركة العينين على الأسطر واتباع أساليب القراءة بصورة صحيحة (Smith,1988)
وهناك مجموعة كبيرة من البرامج الحاسوبية التي تساعد التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة والمتخلفين عقلياً بدرجة بسيطة على الكتابة أو التهجي مثل :
Alphasmart ، Intellipic ، Dynavox- ،Co-Writer، Speech to Text ، Standard Word Processing.
وغيرها من البرامج المماثلة، إضافة إلى ذلك فقد أظهرت كثير من الدراسات إن برامج الحاسب الآلي قد ساعدت كثيراً في تسهيل وتبسيط كثير من المهمات التعليمية للمتخلفين عقلياً وساهمت أيضاً في الارتقاء بمهارات القراءة والكتابة لديهم. (Miranda,Wilk,2000 )
يرى الباحث أن هناك مجموعة كبيرة من البرمجيات المتعلقة بتعليم القراءة متوفرة حالياً في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن ضمنهم التلاميذ المتخلفين عقلياً بدرجة بسيطة، وكمثال على ذلك برنامج Start-to-Finish وهو عبارة عن كتب مقروءة على مستويات ثلاث مختلفة تساعد التلاميذ على القراءة الحرة المستقلة، يستطيع التلاميذ رؤية وسماع كل كتاب يقرأ بصوت مسموع بواسطة محترفين يقرأوون بشكل صحيح. ويتميز هذا البرنامج بما يلي:
أ) يزود التلاميذ بمستويات مختلفة من القراءة .
ب) يزود التلاميذ بنظام الكلمات المضيئة، بحيث تضاء الكلمة التي يقرأها الجهاز على الشاشة فبالتالي يستطيع التلميذ متابعة القارئ بشكل مريح.
ج) يساعد التلاميذ بسرعة التعرف على الكلمات التي يقرأها الجهاز، وبالتالي يمكن أن يتدرب على القراءة السلسة (يستطيع التلميذ أن ينقر "Click" على الكلمة المنطوقة في أي وقت شاء إذا أراد أن يسمعها ويمكن أن يعيد سماعها أكثر من مرة تقرأ بصوت مسموع)
د- مزود بنظام لتقييم أداء التلميذ في نهاية كل فصل من الكتاب، حيث يستطيع المدرس التعرف على مدى تقدم التلميذ في القراءة، ويقيم مستواه بمساعدة النظام الإلكتروني المزود به هذا البرنامج( S.S.D.,2001)، وقد عدد كل من Spaffotd,Grosser(1996) مجموعة من البرمجيات الخاصة بالقراءة والمزودة بالنظام الصوتي بحيث يستطيع التلميذ أن ينقر بالفأرة أو باللمس touch screen على الكلمة الغير مألوفة لديه في الشاشة ليسمع نطقها الصحيح من الجهاز.وهكذا يستطيع التلميذ أن يسمع الكلمة ويرددها كثيراً إلى أن يجيد نطقها بشكل سليم.