المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إرشاد المعاقين بصرياً


معلم متقاعد
07-01-2010, 02:46 PM
إرشاد المعاقين بصرياً

الإرشاد: هو "المساعدة المقدمة من فرد إلى أخر لحل مشكلاته ورفع إمكانياته على حسن الاختيار والتوافق وهو يهدف إلى مساعدتهم واستقلالهم وتنمية القدرة على أن يكونوا مسئولين عن أنفسهم" ( أبو شرار، 2005، 2-3).
والإرشاد هو " عملية بناءه تهدف إلى مساعدة الفرد لكي يفهم ذاته ويدرس ويحدد مشكلاته وينمي إمكانياته ويحل مشكلاته في ضوء معرفته ورغبته وتعليمه وتدريبه شخصيا وتربويا ومهنيا واسريا" (السابق ، 2005 ،2-3).
- تعريف إرشاد المعاقين بصريا :
هو "عملية تقديم المساعدة للمعاق بصريا في اكتشاف وفهم وتحليل شخصيته نفسيا وتربويا ومهنيا واسريا وحل مشكلاته، وذلك من خلال الإرشاد والذي هو ضروري لان الإنسان في العادة تعترضه مشاكل مختلفة أثناء حياته . وهذه المشاكل تختلف من مشاكل اجتماعية ومشاكل أكاديمية وفي النهاية المشاكل البيئية. هذا بالإضافة إلى التكيف مع التطورات التكنولوجية , فهذه المخترعات زادت من متطلبات الحياة وأدت في النهاية إلى عدم تكيف الفرد مع نفسه , وإصابته ببعض الأزمات التي بدورها أثرت على النواحي الاجتماعية والشخصية والأكاديمية" (أبو شرار، 2005، 2-3).
والإرشاد النفسي يوجه خدماته أساسا إلى العاديين , وليس معنى هذا انه يترك غير العاديين, وهناك فريق من الباحثين والدارسين والباحثين والكتاب يرون عدم ضرورة تخصيص مجال من مجالات الإرشاد للفئات الخاصة على أساس الدراسات والبحوث توضح انه لا يوجد فروق جوهرية بين العاديين وغير العاديين في جوهر الشخصية كذلك فان الاتجاهات الاجتماعية تؤثر في مفهوم الذات مما يؤثر بالتالي في سلوكهم وتوافقهم وصحتهم النفسية (الحديدي ، 2002، 75).

مجالات الإرشاد للمعاقين بصريا:
1- الإرشاد النفسي:
يتضمن تقديم الخدمات النفسية المتخصصة وتحسين مستوى التوافق الشخصي ومساعدته في مواجهة ما يتعرض من مشكلاته الذاتية وفكرة المعوق عن نفسه واتجاهاته نحو إعاقته والتوافق معها حتى لا تزداد حالته سوءا وتشجيعه على الاستغلال حتى لا يشعر بالاعتماد الكامل على الآخرين والقلق والتهديد عندما يتركونه, مع مساعدته على تجنب المواقف المحبطة بقدر الإمكان (الحديدي، 2002، 85).
وكذلك إرشاد المعاق بصريا التغلب على عناده أو لمؤثراته النفسية الناتجة عن التربية الأسرية الخاطئة وعن عدم الشعور بالرضى والثقة بهم . وإخراج المعاق بصريا من عزلته النفسية وسلبيته ومساعدته عن طريق الرعاية الجماعية والرعاية الفردية ووضعه في الطريق الصحيح المؤدي إلى التوافق (فهمي، 2001، 157-159).
2- الإرشاد التربوي:
للطفل المعاق بصريا حق التربية والتعليم مثل زميله المبصر, فالمعاق بصريا له نفس الاستعدادات والقدرات العقلية التي للطفل ربما يغير من بناء الخبرة المتقدمة للمعاق بصريا, ولكن هذا لا يعني عدم فهم رئيسي من جانبه. وعلى هذا فالمعاق بصريا في ثقافة مجتمعه وحياته , وان يقوم بالعمل المناسب لظروفه ليصبح عضوا نافعا مفيدا في المجتمع كأي مواطن أخر , وليس خاملا فيه ، وحتى نقوم بتقديم خدمات الإرشاد التربوي للمعاقين بصريا لا بد أن نوفر لهم المناهج والبرامج الدراسية المناسبة المدرسين إعاقتهم وتوفير الوسائل والأجهزة التعليمية المساعدة التي تزيد من خبرات ومهارات المعاق بصريا بطريقة ايجابية , وتهيئة المباني لتتناسب مع إعاقتهم من ملاعب ودرج ودورات مياه (فهمي، 2001، 157-159).
3- الإرشاد الاجتماعي
يعد الإرشاد والتأهيل الاجتماعي جزءا أساسيا في جميع أنواع التأهيل الأخرى، وتتقاطع عملية التأهيل الاجتماعي مع باقي أنواع التأهيل وبالذات التأهيل المهني لأن التأهيل الاجتماعي والمهني يحققان الهدف نفسه وهو اندماج أفضل للمعاق بصرياً، ولهذا فان الإرشاد الاجتماعي وما به من رفع لقدرات المعاق بصرياً واستعداداته للنجاح في المهنة واختيارها والاستمرار بها هو أمر غاية في الأهمية (نصر الله، 2002، 318-320).
توجد بعض اتجاهات الناس الخاطئة نحو المعاق بصريا , فأحيانا نلاحظ الشفقة الزائدة , وأحيانا نجد القسوة , وهناك بعض الأخطاء التي يقوم بها الوالدين تجاه طفلهم المعاق.ومجال الإرشاد الاجتماعي يهدف إلى تقليل آثار ظهور الحالة غير العادية في المواقف الاجتماعية بقدر الإمكان وتعديل الأفكار الخاطئة الشائعة لدى بعض المواطنين في المجتمع الكبير تجاه المعوقين بصريا . ويجب تشجيع الاهتمامات المناسبة لدى المعاق ويجب العمل على تعديل الظروف الاجتماعية بما يؤدي إلى التوافق الاجتماعي ويجب تهيئة المعاق للتنشئة الاجتماعية السليمة الاجتماعي (الحديدي، 2002، 74- 85) .
كذلك يجب تعديل نظام واتجاهات أفراد الأسرة وخاصة الوالدين بما يحقق الفرد المعاق بصريا أقصى إمكانيات نموه العادي على مدى الحياة ويجب أن يتقبل أعضاء الأسرة الحالة مع التسليم بالواقع ويجب العمل على تخليص الوالدين من مشاعرهم بخصوص الحالة (السابق، 2002، 74).
4- الإرشاد المهني:
يسعى التأهيل المهني للمعاقين بصريا نحو صقلهم بصورة مُرضية في عمل مناسب. وإتاحة فرصة أمام المعوق ليطور قدراته ليشعر بالفائدة وبقيمته في المجتمع، ودون التأهيل المهني وثمرته الأخيرة وهي العمل، سيبقى المعاق بصرياً عالة على المجتمع لا يشعر إلا بالسوء والملل وغيرها من مشاعر سلبية ولهذا فان التأهيل المهني ومن ضمنه الإرشاد المهني يعتبر ضرورة اجتماعية ووجودية للمعاق بصرياً (الجعفري، 2000، 35-36).
إن الخطوة الأساسية في الإرشاد المهني هي معاونة المعاق بصريا على فهم نفسه والتعرف على فهم نفسه والتعرف على طاقاته وإمكانياته التي تعود عليه وبالتالي على مجتمعه بالنفع. ومعاونته على تحقيق التوافق والإشباع المهني .وذلك بالتوافق بين حاجات المعاق المهنية المكفولة له في ضوء مطالب الأعمال وإمكانياته الذاتية (الجعفري، 2000، 35-36؛ عبيد، 2000، 80-87).
وكذلك يهتم الإرشاد المهني بالتعليم والاختيار والتدريب والتأهيل المهني والتشغيل , ويجب إثارة دافع العمل والإنتاج إلى أقصى حد ممكن بما يفيد في تدعيم الثقة في نفس المعوق بصريا والقدرة والقدرة وكسب العيش، ويقوم بالإرشاد المهني مرشد متخصص ويعتبر عمله العمود الفقري في التأهيل حيث يبدأ عمله منذ وصول الفرد حيث يبدأ بتشخيصه وتحديد قدراته ونقاط قوته وضعفه ومواهبه وصولاً إلى تشغيله ومتابعته. وتكمن أهمية التوجيه في أنه يضع الفرد في الوظيفة المناسبة مما يزيد الكفاءة الإنتاجية، ويجعل الفرد ينجح في عمله لأنه يعمل ما يلائمه ويحبه، ويعد الإرشاد من أهم عناصر التأهيل المهني، ويعتمد على بناء علاقة إرشادية فاعلة مع المعاق بصرياً، وإيضاح دور كل من المرشد والمعاق بصرياً بالإضافة إلى كتابة الأهداف الإرشادية وتوجيه المعاق بصرياً وأسرته لتطوير خطط مهنية واقعية، بالإضافة إلى مساعدة المعاق على إدراك قدراته وميوله الذاتية، وكذلك مساعدته في فهم دور في عالم العمل، وعادةً ما يستخدم المرشد أساليب الإصغاء الايجابي والتنظيم والتشجيع وتعديل السلوك، كذلك يلعب المرشد دور إفهام المعاق السلوك المقبول والتوجهات التي ستساعده على النجاح في العمل مثل تقبل المسؤوليات واحترام الغير والتعاون وإدراك أهمية العمل (الجعفري،2000، 35-36).

دور الإرشاد والتأهيل في رفع الرؤية الذاتية لذوي الإعاقات البصرية:
ومن المعروف أن معظم المعاقين بصرياً يواجهون مشكلات في التكيف الاجتماعي، إذ أن الإعاقة البصرية لا تؤثر بشكل مباشر على النمو الاجتماعي ولا على الرؤية الذاتية، ولا هي بالضرورة تخلق بشكل مباشر فروقاً مهمة بين المعاقين بصرياً والمبصرين . ولا يعني ذلك أنه لا يوجد أية فروق بين المعاقين بصرياً والمبصرين من النواحي الاجتماعية ، ولكن المقصود هو أن الفروق عندما توجد لا تعزى للإعاقة بحد ذاتها وإنما للأثر الذي قد تتركه على ديناميكية النمو الاجتماعي وذلك نتيجة الأوضاع التي يعشها المعاقون وكيفية تفاعل الآخرين معهم . إذ أن ردود فعل الآخرين للمعوق بصرياً تلعب دوراً بالغاً في نموه الاجتماعي (الحديدي ، 2002، 74- 85).
ويجب على التأهيل المهني والاجتماعي ان يغير المعاق بصرياً والمجتمع، وعملية التأهيل وما تجلبه للمعاق بصرياً من عمل ودخل يجعل يشعر بأنه مساهم في عجلة الاقتصاد، مما يجعله واثق من نفسه فخور بالانجازات المادية والمهنية التي يحققها خلال عمله، ويشعر أن له دور داخل المجتمع مثله مثل غيره، وأنه ليس عالة على المجتمع، فيسهم هذا كله برفع الرؤية الذاتية ويجعلها ايجابية (عبيد، 2002، 17-18؛ الخطيب، 2005، 227-228).
وبما أن التأهيل يشمل أيضاً التأهيل الاجتماعي الذي يدفع باتجاه عيش المعاق بصريا بشكل مستقل، وذلك من خلال إكسابه مهارات العناية بالذات والمهارات الحياتية اليومية من أكل ونظافة وتنقل، والتي تشمل أيضاً تعديل اتجاهات المجتمع اتجاه المعاق، مما يؤدي في النهاية إلى عيش المعاق بصرياً كفرد مستقل له احترام وتقدير ومعاملة حسنة، وأيضاً كفرد له كامل الحقوق والتي تشمل حق تشغيله ومشاركته في النشاطات الاجتماعية من نوادي ومؤسسات وجامعات وغيرها من مرافق الحياة الاجتماعية، مما يؤدي بلا شك إلى جعل المعاق بصريا فخور بنفسه ومعتد بحياته وبالتالي ترتفع رؤية الذاتية (الخطيب، 2005، 239).
وإن تفهم حاجات المعاقين بصرياً ومحاولة تلبيتها لا تقتصر على إزالة الحواجز الجسدية فحسب، بل لا بد من إزالةالحواجز النفسية أولاً. ولعل هذا العامل الأكثر أهمية . فإذا لم تقدم البرامج التربوية والتدريبية والتأهيلية القائمة على التوقعات الايجابية والاتجاهات البناءة فالنتيجة هي تثبيط استقلالية المعاقين بصرياً ومبادرتهم ووضع القيود على المهارات التكيفية وتطور الشعور بالدونية . ولكن اذا نجحت عملية التأهيل ووضعت بيئات مساندة تستغل المعاق بصرياً وطاقاته فان النتائج ستكون مشجعة وسيتحول المعاق بصرياً من قصة مليئة بالإحباط والأسى والفشل إلى قصة نجاح مليئة بالعمل والفخر والانجاز (الحديدي ، 2002، 89).

- التلخيص:
إن الإعاقة البصرية تعتبر إعاقة حسية تصيب القدرة على الإبصار، ولها أسباب مختلفة من أسباب جينية وبيئية، تؤدي إلى إصابة الفرد بضعف في الإبصار وصولاً إلى العمى الكامل، وتؤدي هذه الإعاقة إلى مميزات نتيجة تأثيرها على النمو التعلم واكتساب الخبرات، وتؤدي على عراقيل مختلفة.
يتطلب التأهيل الاجتماعي والذي يحتاج الى كوادر مختصة لا تراعي فقط قدرات المعاق بصرياً بل تمتد الى وضعيته النفسية والاجتماعية. وبين الفصل الثاني والثالث أيضا أن عملية تأهيل المعاقين بصرياً تبدأ وتستمر بتفهم المعاق ومعرفة قدراته بالإضافة للمراقبة والمتابعة والإشراف المستمر، وهذه العملية هي من أهم سمات نجاح عملية تأهيل المعاقين بصرياً، وهنا يجب ذكر أن جميع أنواع تأهيل المعاقين بصرياً يسهم في نجاح النوع الآخر.
والتأهيل الاجتماعي للمعاقين بصرياً هو برنامج أو أداة لدمج المعاق بصرياً في المجتمع؛ بصور تجعل من المعاق بصرياً يشابه وضعه قدر الإمكان الوضع الطبيعي للفرد العادي. حيث يُسعى أن تتم هذه العملية بصورة ايجابية وذلك بإشراك هذا المعاق بالنشاطات الاجتماعية والتربوية وبتطوير مهاراته الاجتماعية .
ويشمل التأهيل الاجتماعي ما يسمى التأهيل المهني والإرشاد المهني للمعاقين بصرياً، فيشمل ضمان عمل مناسب ومكان عمل مناسب والاحتفاظ به والترقي فيه وكل هذا يسهم ليس فقط في تأهيل المعاق بصرياً وتوفير عمل له، بل أيضا يرفع من رؤيته الذاتية ويجعلها ايجابية إذ كان التأهيل ناجح بمعنى إذا كانت عملية التأهيل تطور المعاق بصريا لدرجة يستطيع السيطرة بقدر الإمكان على حياته.