المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النمو النفسي لطفل المهد


yaward123
06-08-2008, 01:33 AM
النمو النفسي لطفل المهد
سنوات المهد هي السنوات الحرجة في النمو النفسي، فيها يقبل الطفل على إقامة أول وأهم علاقة وجدانية في حياته، إذا تكللت بالنجاح دفعت الفرد إلى خوض تجارب مستقبلية بثقة، وإذا تعثرت يصعب عليه تكوين الثقة اللازمة للإقدام على علاقات أخرى.
هذه العلاقة المعروفة بظاهرة التعلق، أي الرابطة العاطفية بين الطفل والحاضن، تظهر في رغبة الطفل الشديدة في الالتصاق والتشبث بالكبار المحيطين به.
والتعلق استجابة أولية غير متعلمة لدى جميع الأطفال، أي أن الطفل لابد أن يقيم علاقة وجدانية مع فرد من أفراد المجتمع، لأن حاجته إلى التلامس والانتباه لا تقل أهمية عن حاجاته البيولوجية، بل لها الوظيفة نفسها في المحافظة على بقائه.
ويتضح وجود فروق فردية بين الأطفال من حيث نوع التعلق وشدته، فإذا عبر الحاضن عن الحب والاستجابة لمشاعر الوليد، ساعد ذلك على تنمية التعلق الآمن، وإذا لم يستجب الكبير إلى حاجات الصغير بصورة مستقرة، نتوقع نمو علاقة غير آمنة تكون فيها الثقة مزعزعة، ويسمى هذا بالتعلق غير الآمن.
فالطفل في هذه المرحلة يحتاج إلى وفاء العاطفة والثبات والاستقرار في المعاملة، كما يحتاج إلى إثارة النشاط الجسمي والحركي والمعرفي، فإذا تمكن الحاضن من تعرف حاجات الطفل والاستجابة لها بفعالية وفي الوقت الملائم؛ ساعد ذلك على تنمية علاقة إيجابية بين الطفل والمحيطين به، أما إذا لم يتمكن الحاضن من تعرف حاجات الطفل أو الاستجابة لها بطريقة سليمة؛ فقد يفقد الطفل ثقته بالبيئة المحيطة، لعدم قدرتها على إشباع حاجاته.
كيف نحقق الأمان لطفل المهد إذن؟
-الفورية والثبات في استجابة الحاضن لبكاء الطفل في سنواته الأولى: خلافا للاعتقاد الخاطئ بأن الاستجابة لبكاء الطفل تؤدي إلى إفساده، فلقد ثبت علميا أن سرعة الاستجابة لاحتياجات الطفل تقلل من توتره لاحقا، فثقة الطفل بأن الحاضن سوف يستجيب لطلبه في تخفيف التوتر الناتج عن الجوع أو الخوف، تمنحه الشعور بالراحة والاطمئنان.
-التفاعل المستمر بين الطفل والحاضن: فلا يقتصر دور الحاضن على الاستجابة لحاجات الطفل فحسب، إنما يبادر إلى استثارة الطفل الاجتماعية والانفعالية والمعرفية، عن طريق الاحتضان والملاعبة والمداعبة والمشاركة، أي الاندماج الفعلي مع التعبير الجيد عن الحب، فهذا يعزز شعور الطفل بأهميته عند الحاضن.
-تشجيع الطفل على الاستطلاع الحسي والحركي والاجتماعي للبيئة التي يعيش فيها، وذلك لمساعدته على تنمية الثقة بها.
إن خبرات الطفل في ثلاث السنوات الأولى من حياته، المبنية على الاستجابة الفورية والتفاعل المستمر والتشجيع على اكتشاف ما حوله؛ توفر له الشعور بالثقة والأمان مع الحاضن، وهي القاعدة التي ينطلق منها لاكتشاف عالمه، فإذا أقيمت على أساس متين، تهيأت للطفل فرص النجاح والسعادة والسيطرة على عالمه.
منقول

معلم متقاعد
06-08-2008, 10:36 AM
http://www.mrkzy.com/uploads/867c2250f2.gif