المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظاهرة الرسوب في التعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية


معلم متقاعد
10-22-2009, 07:27 PM
ظاهرة الرسوب في التعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية

إعــداد : الطالب فهد بن عبد الله بن محمد الجدوع .
رسالة : ماجستير
مقدمة إلى : كلية التربية – جامعة الملك سعود .
إشراف : الأستاذ الدكتور علي بن سعد القرني .

يعد الرسوب في التعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية مشكلة خطيرة، إذ يؤدي إلى تأخر الكثير من طلاب الجامعات عن التخرج في الفترة الزمنية المحددة، ويترتب عليه فاقد مادي كبير، ويستنفد كثيراً من الجهود التي تضيع هباءً، ويعيق مسيرة الطلاب الدراسية، ويضعف فعالية نظام التعليم الجامعي، ومردوده الكمي والكيفي معاً، والواقع أن هناك عوامل عدة تكمن وراء ظاهرة الرسوب في التعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية، وهذه العوامل قد تتعدى إهمال الطالب إلى عوامل أخرى منها ما هو مرتبط بالجامعة، ومنها ما هو مرتبط بغيرها، ولا يمكن معرفة هذه العوامل دون الرجوع إلى الطالب الراسب نفسه وأستاذه ؛ لذا استهدفت هذه الدراسة تحديد حجم الرسوب في جامعتي الملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن، والكشف عن العوامل الأكاديمية التي تسهم في ارتفاع نسبـة الرسوب في الجامعة، ومعرفة الآراء حول المقترحات التي يمكن أن تسهم في خفض معدلات الرسوب من وجهة نظر الطلاب الراسبين، وأعضاء هيئة التدريس في جامعتي الملك سعود، والملك فهد للبترول والمعادن، ولتحقيق هدف الدراسة قام الباحث بإعداد أداة (استفتاء) لمعرفة العوامل الأكاديمية المؤدية إلى رسـوب الطلاب، والمقترحـات الـتي يمكن أن تحد منه وتم تطبيقها بعد التأكد من صدقها، وثباتها خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 1418/ 1419هـ على عينة من أعضاء هيئة التدريـس الذكور في جامعة الملك سعود، وجامعة الملك فهد بواقع (20%) من مجتمع الدراسة وعلى عينة من طلاب البكالوريوس المقبولين في الفصل الأول من العام الجامعي 1416/1417هـ في كليات جامعتي الملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن، ممن سبق لهم الرسوب في مقرر أو أكثر بواقع (30%) من مجتمع الدراسة، ولتحليل نتائج الدراسـة اسـتخدم الباحث التـكرارات، والنــسب المئـوية، والمتوسـطات الحســـابية ، والاختبار التائـي (T. Text) .

وجاءت هذه الدراسة في ستة فصول، عدا الفهارس، والمراجع، والملاحق، وحوى الفصل الأول مقدمة الدراسة، ومشكلتها، وأهدافها، وأهميتها، وذكر فيه الباحث أسئلة الدراسة البحثية، ثم حدود الدراسة، وجوانب قصورها، وختمه بذكر مصطلحات الدراسة، واستعرض الفصل الثاني أدبيات الموضوع تناول فيه الباحث الهدر التربوي باعتباره مدخلاً لمشكلة الدراسة، فالرسوب هو أحد أهم أشكاله، واستعرض الباحث مفهوم الهدر، وتاريخه، وأنواعه، ثم انتقل إلى الرسوب وهو مشكلة الدراسة موضحاً مفهومه، وتاريخه، وطرق قياسه، وختم هذا الفصل بالحديث عن جامعة الملك سعود، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، مبيناً نشأة كل جامعة على حدة، وأهدافها، وشروط القبول فيها، ونظام الدراسة بها، وفي الفصل الثالث قام الباحث بمراجعة للدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة، سواءً منها المحلية أو العربية أو الأجنبية، وأتبع تلك الدراسات بتعليق أوضح فيه أوجه اتفاق تلك الدراسات، واختلافها مع دراسته، ومدى الإفادة منها في الدراسة الحالية، وحوى الفصل الرابع إجراءات الدراسة، وتناول فيه الباحث منهج الدراسة، ومجتمعها، وعينتها, والأداة التي قام الباحث بتصميمها, والتأكد من صدقها، وثباتها، وختم الفصل بذكر الأساليب الإحصائية التي استخدمها في تحليل النتائج . وفي الفصل الخامس عرض الباحث النتائج التي توصلت إليها الدراسة تبعاً لأسئلتها، ثم قام بمناقشة تلك النتائج موضحاً مدى اتفاقها، أو اختلافها مع ما توصلت إليه نتائج الدراسات السابقة التي قام الباحث باستعراضها، أما الفصل السادس الأخير فقد عرض فيه الباحث خلاصة الدراسة، وأهم نتائجها وتوصياتها التي من المؤمل أن تسهم في الحد من رسوب الطلاب في التعليم الجامعي .

ونورد فيما يأتي بعض ما توصلت إليه الدراسة من نتائج :
أولاً: أن حجم الرسوب يتناقص حسب الترتيب التالي في جامعة الملك سعود،: المستوى الثاني 30.0، والمستوى الأول 27.6، المستوى الثالث 25.7، المستوى الرابع 23.8، أما في جامعة الملك فهد فيتناقص بارتفاع المستوى الدراسي حسب الترتيب التالي: المستوى الأول 23.5، المستوى الثاني 22.5، المستوى الثالث 20.6، المستوى الرابع 19.2 .
ثانياً: أن أعلا العوامل الأكاديمية المؤدية إلى رسوب الطلاب في جامعتي الملك سعود والملك فهد الموافق عليها من وجهة نظر الطلاب الراسبين في الجامعتين هي :
• "عدم دقة بعض أعضاء هيئة التدريس في تقويم تحصيل الطالب الدراسي"
• "عدم قدرة بعض أعضاء هيئة التدريس على توصيل المادة العلمية"
• "قلة اهتمام عضو هيئة التدريس بالطلاب ضعيفي التحصيل".
• "افتقار الطرق المتبعة في تدريس المقررات لعنصر التشويق".
• "صعوبة التعامل مع بعض أعضاء هيئة التدريس" .
ثالثاً: أعلا العوامل الأكاديمية المؤدية إلى رسوب الطلاب في جامعتي الملك سعود, والملك فهد الموافق عليها من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس في الجامعتين هي على الترتيب:
• "اعتماد درجات الشهادة الثانوية كمعيار أساسي للالتحاق بالكلية".
• "قصور الإرشاد الأكاديمي في حل مشكلات الطلاب الاجتماعية والنفسية".
• "افتقار الطرق المتبعة في تدريس المقررات لعنصر التشويق"
• "عدم تحقيق رغبة الطالب في اختيار الكلية التي يرغبها".
• "قصور الإرشاد الأكاديمي في حل مشكلات الطلاب الدراسية".
رابعاً: أن أعلا المقترحات الموافق عليها التي يمكن أن تسـهم في خفض نسب الرسوب من وجهة نظر الطلاب الراسبين بجامعتي الملك سعود، والملك فهد هي: "حسن اختيار عضو هيئة التدريس"، "استخدام طرق أخرى لتقويم تحصيل الطلاب العلمي بجانب الاختبار"، "تقوية العلاقات الإنسانية بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس".
خامساً: أن أعلا المقترحات الموافق عليها التي يمكن أن تسهم في خفض الرسوب من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس في جامعتي الملك سعود، والملك فهد هي : "حسن اختيار عضو هيئة التدريس"، "تحسين شروط قبول الطلاب في الجامعة بما يتوافق مع ميولهم وقدراتهم"، "مراعاة الطاقة الاستيعابية لكل كلية عند توزيع الطلاب على كليات الجامعة".
سادساً: أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة إحصائياً بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب الراسبين في الجامعتين في أبعاد الدراسة ومقترحاتها لصالح الطلاب .
ويهمنا أن ننشر توصيات الدراسة فيما يأتي :
في حدود أهداف الدراسة، وما أظهرته من نتائج وبعد مناقشتها يوصي الباحث ببعض التوصيات، والتي من المؤمل أن تساعد متخذي القرار فيما يتعلق بالخطط، والبرامج الدراسية، والطلاب، وأعضاء هيئة التدريس للحد من رسوب الطلاب في الجامعة وفيما يلي أهم هذه التوصيات :
• تطبيق معايير فعالة في نظام قبول الطلاب في الجامعة بما يتوافق مع قدراتهم وميولهم، بحيث لا تقتصر على مجموع العلامات العامة في الشهادة الثانوية، وإنما يضاف إليها اختبارات تحريرية ومقابلات شخصية لجميع المتقدمين للالتحاق بالجامعة لقياس قدراتهم الخاصة، وتحصيلهم في التخصصات المتقدمين لها، مقترناً ذلك كله مع رغبات الطلاب، وميولهم الحقيقية القائمة على مقومات موضوعية وذاتية .
• تطبيق معايير علمية دقيقة عند اختيار المعيدين والمحاضرين، وأعضاء هيئة التدريس الجامعيين، وأن تتناسب أعدادهم مع أعداد الطلاب المقبولين، وأن تقلل مهامهم التي تشغلهم عن الاهتمام بالطلاب، لتتمكن الجامعة من تقديم تعليم متميز تقل فيه جوانب الهدر المختلفة .
• الاهتمام بدور الإرشاد الأكاديمي في توجيه الطلاب ومساعدتهم على تجاوز مشكلاتهم الأكاديمية، وغير الأكاديمية من خلال إنشاء مكتب الإرشاد الأكاديمي في كل كلية يتكون من بعض أعضاء هيئة التدريس وتوفر له إمكانيات ليسهم في حل مشكلات الطلاب الأكاديمية والاجتماعية، والنفسية واختيار التخصص المناسب والتعريف بأنظمة الجامعة .
• تقديم دورات لأعضاء هيئة التدريس في طرق التدريس؛ لرفع مستواهم المهني والأكاديمي، ومساعدة طلابهم على التقدم الدراسي وتطبيق حضور المعيدين والمحاضرين لمحاضرات أعضاء هيئة التدريس المتميزين في طرائق التدريس، وتبادل الخبرات بين الكليات في هذا المجال .
• تقديم دورات لأعضاء هيئة التدريس في القياس والتقويم التربوي، بحيث لا يقتصر تقويم الطلاب على الاختبارات، وإنما يشمل وسائل أخرى، وأن يدرب أعضاء هيئة التدريس على تلك الوسائل لتصبح نتائجهم أكثر مصداقية وعدالة.
• تقوية العلاقات الإنسانية بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، من خلال إتاحة الوقت للحوار والمناقشة، وعقد لقاءات بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب .
• التزام الجامعة بمراعاة الطاقة الاستيعابية لكل كلية عند قبول الطلاب في الجامعة لتتمكن الكليات ممثلة في أعضاء هيئة التدريس من تقديم خدمة تعليمية أفضل تقبل معها نسب الرسوب بدلاً من أن تضيع جهود أعضاء هيئة التدريس على عدد كبير من الطلاب .