المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إيذاء الأطفال.. ظاهرة خفية تستحق العناية !!


زهرة الشمال
08-27-2009, 03:13 AM
إيذاء الأطفال.. ظاهرة خفية تستحق العناية !!


**اسم الكتاب : إيذاء الأطفال
**اسم المؤلف : الدكتورة منيرة بنت عبد الرحمن بن عبد الله آل سعود( المركز الخيري للإرشاد الاجتماعي والاستشارات الأسرية)
**الناشر: الثقافة المصرية للطباعة والنشر 2000م
**
نقرأ كثيرا في الجرائد، ونسمع في الأخبار، عن أم تقتل أبناءها لأنها عاجزة عن سد رمقهم، وأب يضرب ابنه الرضيع بالعقال ليكف عن البكاء، فيصمت الطفل إلى الأبد، وفي مدرسة توقف التلميذة في الشمس عقابا لها لأنها لم تكتب واجبها المنزلي، فتصاب بضربة شمس تودي بحياتها.وهناك العشرات من القصص التي تحدث ولكنها لا تنشر أو لم نسمع بها.
في هذا الكتاب القيم والنادر وجود مثله في المكتبة العربية، تقدم الدكتورة منيرة بحثا اجتماعيا هاما ودراسة ميدانية شيقة وحقائق موثقة علميا وطبيا واجتماعيا عن إيذاء الطفل في مدينة الرياض، التي تمثل المجتمع السعودي، والذي في واقعه يمثل المجتمع العربي الكبير.

ظاهرة مخفية:

ظاهرة إيذاء الأطفال، كما تقول المؤلفة لم تلق العناية والدراسة الكافية، لأنها من الأمور المستترة بطبيعتها، ولأن الطرف المتلقي للإيذاء هو الطفل غير قادر على التبليغ عن الإيذاء الواقع عليه، وغالبا ما يكون مصدر الأذى من البيت، أو من المجموعة التي حوله من أصدقاء وأقارب، مما لا يسمح بظهور ظواهر الأذى، أو الشكوى منها، لذا فإن هناك الكثير من الفجوات والنقص في المعلومات حول هذه الظاهرة الخطيرة من حيث مدى تفشيها في المجتمعات العربية والأثر الذي تتركه على المجتمع.

الإيذاء .. مذاهب!

تتحدث الكاتبة عن الأذى الذي يتعرض له الصغار، فهو قد يكون ماديا وقد يكون نفسيا، فهناك الاعتداء بالضرب على الصغير، حيث يرى رهط من الآباء أن في القسوة والضرب والحرمان وسيلة تربية وتعليم، لا وسيلة تعذيب، وثمة رهط آخر يرى أن العصا هي خير معلم وخير مؤدب. وهذه مفاهيم ربما كانت مقبولة في السابق، ولكن معطيات الحياة تغيرت، وعلوم التربية والأسرة تطورات وبالتالي أصبحت هناك وسائل تربوية تعطي نتائج أفضل وأحسن مما تعطيه نتائج العقاب الجسدي.
ومن أنواع الإيذاء أيضاً العقاب النفسي، وذلك بأن يحرم الصغير من حياة سوية كالتي يعيشها الصغار أمثاله، ومرد ذلك جهل بعض الآباء حيث يعتقدون أن الحرمان أو التوبيخ أو وتضييق الخناق على الأطفال عوامل تؤتي ثمارها في تربية النشء.

الإيذاء المقصود في الدراسة:

تعرف الكاتبة إيذاء الأطفال بأنه "الضرب المتكرر المفضي إلى إحداث أذى بدني أو نفسي على القاصر من خلال توجيه الضربات المتعددة له، أو العقاب البدني غير المتحكم به، أو السخرية منه والإهانة المستمرة له، أو تعريضه للاعتداء الجنسي، ويرتكب هذا الإيذاء في أغلب الأحيان من قبل الوالدين أو الآخرين المكلفين برعاية الأطفال ".

أهداف الدراسة

قامت الباحثة بإجراء دراسة على الإيذاء الواقع على الأطفال في الرياض من حيث:
1- معرفة معدل استقبال المستشفيات لحالات الأذى التي يتلقاها الصغار.
2- معرفة أنواع الأذى التي يتعرض لها الأطفال
3- التعرف على أسباب الإيذاء الذي يتعرض له الصغار
4- معرفة خصائص الصغار المعرضين للإيذاء.
5- نوعية الأسر التي يحدث الإيذاء في محيطها.
6- معرفة المعوقات التي تمنع أو تعوق تقديم المساعدات والإنقاذ لهؤلاء الصغار.


نتائج الدراسة:

قامت الباحثة بجمع بياناتها من عشرة مستشفيات في مدينة الرياض،عن الأذى الذي تم علاجه وتوثيق الحالة في المستشفيات (وتذكر الباحثة بالتفصيل عدة حالات في ملحق الكتاب) وتوصلت إلى نتائج مدهشة وغريبة أيضا:
1- إن أكثر الإيذاء الذي يتعامل معه المستشفيات هو الإيذاء البدني ويبلغ في هذه الدراسة نحو 91%، وأما الأذى نتيجة الإهمال فهو الثاني في الأهمية وتبلغ النسبة 87%، أما الإيذاء الجنسي فهو الأخير.
2- إن الأم هي العنصر الأساسي والأول في أسباب الأذى فهي تبلغ نسبة 74.6% بينما الأب يقل عنها قليلا ويصل إلى 73.2%، بينما تقل حالات الأذى كثيرا عند الجد والجدة.
3- وجدت أن أعمار من وقع عليهم الأذى هم من الأطفال الصغار فبلغت النسبة 66.2% لأعمار دون السنتين.
4- كما وجد ان الوضع الاقتصادي لهذه الأسر سيئ جدا، ويمثل الفقر أو التفكك الأسري عامل مهم في إيذاء الصغار.


ملاحظات قيمة وتوصيات هامة:

وتخلص هذه الدراسة إلى أنه على الرغم من الاعتداء على الصغار أمر مرفوض إلا أنه جزء من الطبيعة البشرية وسيبقى، ولكن الباحثة تقدم 21 توصية تراها هامة لتخفيف أثر هذه الظاهرة أو للحد منها، ونذكر من توصياتها:
1- وضع قوانين للتعامل مع هؤلاء الصغار المنبوذين فالواقع الحالي يعيد الطفل المعتدى عليه إلى مكانه السابق، كما أنه لا يوجد أي نوع من العقاب، أو الاقتصاص لهذه الجريمة. فالمستشفى والشرطة ووزارة العمل ليس لديهم تنظيمات واضحة لمعالجة الحالات الخاصة بالاعتداء على الأطفال.
2- البحث عن وسائل عديدة لمعرفة حالات الاعتداء غير المعلن عنها، والتي تتم في الخفاء وبين الجدران على أطفال أبرياء.
3- مساعدة الأسر الفقيرة والتي يتعرض أبناؤها إلى أذى إلى تحسين الأحوال المعيشية لهم لحماية الصغير من الأذى.
4- توعية الأسر ببرامج تربوية ودينية واجتماعية، لتعريفهم بالأساليب الحديثة في تربية الصغار وتنشئتهم، ومساعدتهم في حل مشاكل الصغار.


حقائق مدهشة:

هذه الدراسة قيمة في المعلومات الواردة فيها، إضافة الى التشويق الكبير التي تقدمه، فهناك حقائق عديدة وثمينة يجب على كل أسرة أن تعرفها:
البيت الذي فيه أطفال كثيرون تظهر ظاهرة إيذاء الأطفال بكثرة، أي إن الظاهرة مصاحبة للأسر الكبيرة غالبا.
الاعتداء الجنسي هو الصفة الغالبة للإيذاء الذي يصيب البنات، ويتعرضن له.
الاعتداء البدني هو الصفة الغالبة للإيذاء الذي يتعرض له الذكور من الصغار.
الاعتداء على المولود الأول أكثر منه على الاخوة التالين له.
الاعتداء على الطفل المعاق أكثر من غيره من الأطفال الأسوياء.


كتاب مهم للأسرة

كتاب يستحق القراءة من الأباء والأمهات، ففيه المعلومات الكثيرة عن أنواع الإيذاء، والأفكار العديدة المطروحة لعلاج هذه الظاهرة، وكيف يمكن الانتقال في التربية من العقاب الجسدي، إلى الارتقاء بالروح والنفس البشرية إلى مستوياتها العليا وخلق جو مناسب لإصلاح الصغير، وتحويل الدموع إلى ابتسامات.
ويحتوي الكتاب على ملاحق عديدة، وبيانات إحصائية فريدة في تجميعها وتحليلها، كما أن في الكتاب نصوصا من ميثاق الأمم المتحدة والتشريعات الخاصة بحقوق الطفل.