المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حياة .. تهزم الظلام بدرجة امتياز


البدوية
01-22-2009, 11:54 AM
حياة .. تهزم الظلام بدرجة امتياز


حصلت علي المركز الأول في رسالتي الماجستير والدكتوراة من أمريكا
فقدت البصر في العاشرة فقررت التغلب علي الإعاقة بالتفوق الدراسي ..
أبحاثها تقدم حلولاً شاملة لتدريب وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة
رئيس جامعة سانت جوزيف: حياة نموذج فريد في الاجتهاد والمثابرة


حوار- مجدي صالح
كانت لا تزال بعد في مراحل طفولتها الأولي عندما كف بصرها وهي في الصف الخامس الابتدائي إلا أن ملامح الذكاء والنبوغ التي كانت أهم سمات الطفلة حياة قد أجبرت الجميع علي الاستجابة لرغباتها القوية في استكمال تعليمها.
فلم يدخر والدها جهدا في هذا خاصة أن طفلته كانت قد أظهرت رغبتها الملحة في مواصلة مشوار العلم غير عابئة بالإعاقة التي لازمتها في سنوات البراءة الأولي وحرمتها من بعض متع الحياة مثل أقرانها وزميلات الطفولة والصبا.
ولم تخيب الصغيرة حياة آمال الأهل والأصدقاء فكانت عند حسن ظن الجميع.. بل إنها استطاعت أن تمثل ما هو معجزة أخري أقرب إلي المعجزات التي يتغني بها العرب من أمثال طه حسين وغيره ممن تجاوزوا بنبوغهم إعاقة كف البصر واستطاعوا أن يسطروا في تاريخ العرب احدي الأساطير من النماذج المضيئة التي تنير لنا الطريق رغم حرمانهم من هذا النور.

واستطاعت الفتاة الصغيرة أن تحصل علي ما لم يحصل عليه كثير من المبصرين فكانت من العشرة الأوائل في الثانوية العامة علي مستوي قطر وواصلت مسيرتها العلمية بصبر ومثابرة فالتحقت بالجامعة وحصلت في سنواتها الأربع علي درجة الامتياز وكانت الأولي علي دفعتها.
وواصلت فتاة قطر المعجزة مسيرة علمها بنبوغ لم يدانيها في ذلك أحد. فحصلت علي الماجستير بامتياز ثم حصلت علي الدكتوراه الأسبوع الماضي - يوم الأحد 12 مايو - بنفس درجة الامتياز وكانت تستأثر بالمركز الأول في الشهادتين الماجستير والدكتوراه علي جميع أقرانها الذين كانوا جميعا من المبصرين.
تحكي معجزة قطر حياة خليل حسن نظر حجي مسيرة حياتها الحافلة بالعلم والتفوق قائلة: لقد كف بصري وأنا مازالت بعد في الصف الخامس الابتدائي وكنت حينئذ أدرس في مدرسة زبيدة الابتدائية، وانتقلت بعد ذلك للدراسة في المرحلة الإعدادية وكنت أدرس في مدرسة الأندلس الإعدادية وبعد ذلك التحقت بمدرسة رابعة العدوية الثانوية وحصلت علي الثانوية العامة بتفوق حيث كان ترتيبي العاشرة علي دولة قطر في القسم الأدبي الفرنسي بنسبة 95.1% وكان ذلك في العام 1994.
وبعد ذلك بدأت مرحلة الدراسة الجامعية فالتحقت بجامعة قطر - كلية الإنسانيات قسم اللغة العربية ودرست لمدة أربع سنوات بالجامعة وتخرجت فيها بتقدير امتياز بنسبة 4.67من 5 في عام 1998. وكنت قد حصلت علي الترتيب الأول بين أقراني.

وتضيف: في حفل التخرج حضرت سمو الشيخة موزة حرم سمو الأمير المفدى الحفل وتمنت لي مواصلة دراستي العلمية وأسعدتني هذه الكلمات واعتبرتها تكليفا لي بالاستمرار في مسيرة العلم والعطاء لبلدي الحبيب. وهنا بدأت مرحلة جديدة في حياة معجزة قطر - حياة خليل - فتقول: بعد التخرج مباشرة من الجامعة وحصولي علي درجة الليسانس في اللغة العربية فضلت العمل كمدرسة لغة عربية في معهد النور للمكفوفين الذي تم افتتاحه حينئذ تحت رعاية سمو الشيخة موزة - وكنت أثناء دراستي الجامعية وما قبلها قد اكتسبت خبرات عديدة في كيفية التعليم بطريقة برا يل ودرست العديد من أساليب التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة. فكنت بجانب تدريسي للطلبة اللغة العربية أقوم بإعطاء أهالي الطلبة المكفوفين دورات علي كيفية تعلم واستخدام طريقة برا يل كتابة وقراءة حتى يتمكنوا من مساعدة أبنائهم ويدرسوا لهم في المنزل ويتابعون معهم ما أخذوه من دروس.

وفي نفس الوقت قمت بأخذ عدة دورات من التي كانت تنظمها الوزارة - وزارة التربية والتعليم - الخاصة بالتربية الخاصة، الأمر الذي أضاف لي خبرات عديدة في هذا المجال خاصة أن والدي كان قد وفر لي مدرسة خاصة أثناء دراستي بالجامعة لتعليمي طريقة برا يل وفي غضون شهرين فقط كنت قد تعلمت هذه الطريقة وأجدت استخدامها سواء في اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية أو حتى الرياضيات.
وتواصل معجزة قطر مسيرة حياتها الحافلة بالعلم والعمل في جهد ومثابرة عجيبين فتقول: في عام 2000 قامت الجامعة بابتعاثي في البداية إلي جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية لدراسة اللغة الإنجليزية وبالفعل حصلت علي التويفل في خلال تسعة أشهر فقط. وبعد ذلك انتقلت إلي جامعة سانت جوزيف في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، ودرست الماجستير من عام 2001 إلي عام 2003 في التربية العامة والخاصة والحمد لله حصلت علي درجة الماجستير بتقدير امتياز بنسبة 3.71 من 4.

رحلةالدكتوراه
وبعد اجتياز مرحلة الماجستير بهذا النجاح والنبوغ بدأت معجزة قطر رحلة الحصول علي الدكتوراه في شهر أغسطس عام 2003 واختارت بحثها للدكتوراة في القيادة التربوية وحصلت عليها بتقدير امتياز أيضا بمعدل 3.87 واستغرقت رحلة الحصول علي الدكتوراه حوالي ثلاث سنوات ونصف حيث قامت بالبدء في الإعداد للدكتوراه في أغسطس 2003 وقامت بمناقشتها في مارس 2003 وتخرجت بتاريخ 12 مايو 2007.
وتحكي الدكتورة حياة ظروف وملابسات الحصول علي درجة الدكتوراه قائلة: كانت مرحلة الدكتوراه من المراحل الصعبة من ناحية عمق المناهج والأبحاث ولكي يصل الإنسان أهدافه الكبيرة فإنه يحتاج إلي جهد أكبر ومثابرة وعليه أن يعمل ليلا ونهارا كي يحقق هذا الهدف. ولذلك فقد كنت أقضي أيام الفراغ والأجازات في الدراسة أيضا فقد كنت استغل أيام الصيف في أخذ كورسات ودورات عديدة كي أصقل تجاربي واكتسب مهارات جديدة.
وعندما بدأت الدكتوراه كانت دفعتي تتكون من حوالي 28 طالبا وطالبة. وفي نهاية السنة الثانية تقلص العدد إلي 21 طالبا وطالبة. إلي أن وصل العدد إلي ثلاثة فقط هم الذين حصلوا علي الدكتوراه وكنت أنا الأولي عليهم أما باقي الطلبة فتم تأجيل حصولهم علي الدكتوراه إلي السنوات المقبلة.
وتقول: كان سبب تفوقي - والكلام هنا للدكتورة حياة - أنني كنت استغل كل أوقات الفراغ في الدراسة والبحث حيث أنني قمت باجتياز ثلاثة أجزاء من البحث في خلال شهور الأجازات والصيف. وكان يجب اجتياز امتحان مطول في كل الأسئلة علي المقررات الدراسية التي درسناها في السنوات الثلاث الماضية وتم اجتيازنا لهذا الامتحان.
وتضيف: لكي تقبل الجامعة مناقشة الدكتوراه يجب أن توافق الجامعة أولا علي الثلاثة أجزاء الأولي من البحث مع لجنة التحكيم التي ستناقش معنا رسالة الدكتوراة وبعد ذلك يتم الموافقة من قسم البحث في الجامعة، وبعد الحصول علي هذه الموافقة يتم استكمال الرسالة كاملة ومناقشتها بعد ذلك أمام اللجنة.
وعما يمكن أن تقدمه الدكتورة حياة خليل لأمثالها الذين فقدوا حاسة البصر تقول: قمت في بداية حياتي بالدراسة في معهد النور لأنني قادرة علي فهم احتياجات هؤلاء الطلبة أكثر من غيري. وبعد تدريس اللغة العربية لمدة سنة في معهد النور قمت بالاستفادة من هذه التجربة، وأثمر ذلك عن تأليف كتاب لتدريس منهج اللغة العربية للصف الأول الابتدائي ومازال هذا الكتاب يدرس في معهد النور حتى الآن.

وبالنسبة للماجستير فكان في التربية الخاصة والعامة وهذا البحث يساعد في فهم الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة مقارنة باحتياجات أقرانهم من الأشخاص العاديين.. كما تناول أيضا أفضل الطرق للتعامل معهم والتدريس لهم.
أما بالنسبة للدكتوراه فقد كانت تبحث في كيفية القيادة التربوية فكانت رسالتي بعنوان العناصر الرئيسية لبرامج الدكتوراه في القيادة التربوية بالولايات المتحدة الأمريكية والتي يمكن توظيفها في تخطيط أو بناء برنامج الدكتوراه في القيادة التربوية الملائمة للثقافة القطرية .

ويحتوي الكتاب علي ستة فصول - الفصل الخامس منه يحتوي علي مخطط أو مقترح لبرنامج الدكتوراه في القيادة التربوية التي يمكن تطبيقها في وطني الغالي قطر.