المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاقـة بين مهـارات التواصـل الاجتماعـي وبعض مظاهـر السلوك العدوانـي لـذوى الإعاقـة السمعية


معلم متقاعد
05-21-2013, 08:55 PM
العلاقـة بين مهـارات التواصـل الاجتماعـي وبعض مظاهـر السلوك العدوانـي لـذوى الإعاقـة السمعية


هانى عبد المنعم أحمد أبو الحسين
ماجستير صحة نفسية

مقدمة
تقوم اللغة والتواصل بدور أساسي في تحقيق شعور الطفل بالأمن أو عدم الأمن ، ومن المعروف أن الطمأنينة شعور ضروري لصحة الطفل النفسية وسلامتها ، فجميع مشاعر الأمن والطمأنينة النفسية لا تتحقق بشكل سوى إلا باكتساب وسيطرة الطفل على مهارات اللغة والتواصل ، لذلك يؤكد علماء النفس أن مدى توافق الطفل الاجتماعي يتأثر إلى حد بعيد بمستوى مهارات اللغة والتواصل .
( هالة محمد البطوطى ، 1996 : 2 )

فالتواصل الإيجابـي الفعال يعطـى الطفـل الفرصـة لتكوين صـورة عن ذاته أي أن هويته تتشكل ويعاد تشكيلها من خـلال التواصل الاجتماعـي ، فالقدرة علـى التواصل الاجتماعـي الإيجابـي والفعال محـدد أساسـي لما يطلق عليه بنوعية وجـودة الحياة والتـي يتحصـل الإنسان من خـلالها علـى إحساسه بالجـدارة والكفـاءة والقيمة الذاتية ، ويحـول أي قصـور فـي مهـارات التواصـل الاجتماعـي إلـى عـدم مشاركـة الطفـل فـي أنشطة الحياة اليومية بما تطرحـه من خبرات ومواقف وأحـداث تفاعل اجتماعـي .
( إرينيه جوهانسون ، 1998 : 26 )

وَيَذكُر Stark Weather ( 1983 : 1 – 2 ) نقلاً عن ( سحر عبد الحميد الكحلى ، 1997 : 3 ) أن التواصل الاجتماعـي عملية مركزية فـي ظاهرة التفاعل الاجتماعـي حيث ترتبط بها كل العمليات النفسية لدى الإنسان ، ومنها تخرج كل التأثيرات الاجتماعية في حياة الإنسان ومنها ينشأ التجـاذب والتنافـر ، وبها يتم التجانس ويظهر التباين ، وبذلك تُعتبر ظاهـرة التواصـل الإنسانـي علـى درجـة قصوى من الأهمية ، فاضطرابها علـى درجـة أكبر من الخطورة نظراً لأنه عندما يَفقـد الإنسان قدرته علـى التواصل مع الآخرين فإنه بذلك يَفقـد قدرته علـى الأداء الوظيفي لأدواره المختلفة فـي الحياة وفـى المجتمع .

وَيُشِير محمد فتحي عبد الواحد ( 1994 : 5 ) إلى أن التواصل يمثل أهم صعوبات الطفل الذي فَقد القدرة على السمع والكلام الطبيعي ضمن أفراد أسرته السامعة مما يخلق مشكلات في معظم مواقف التواصل بينهم .
وَهذا ما أشارت إليه دراسة كنيتسون ولانسنج Knutson & Lansing ( 1990 : 656 – 664 ) من قصور تواصل الأشخاص ذَوى الفَقد السمعي المكتسب في البيت ومع الأصدقاء وقد ارتبط ذلك بكل من الشعور بالكآبة والانطواء والوحدة النفسية .

كما يَرَى عبد المطلب القريطى ( 1996 : 136 ) أن الإعاقة السمعية تؤدى بدورها إلى إعاقة النمو الاجتماعي للطفل ، حيث تحد من مشاركته وتفاعلاته مع الآخرين واندماجه في المجتمع مما يؤثر سلبياً على توافقه الاجتماعي وعلى مدى اكتساب المهارات الاجتماعية الضرورية لحياته في المجتمع .

ومن ثَم تُعد اضطرابات السلوك منتشرة جداً بين الأطفال الصُم والمحصورة في الحركات العصبية ، الحركة الزائدة ، عدم الاستقرار ، اضطرابات الكلام ، اضطرابات السلوك الاجتماعي مقارنة بالأطفال العاديين .
( عصمت بسخرون ، 1983 : 31 )

حيث يَذكُر رشاد على موسى ( 1989 : 55 ) أن الشخص المعوق سمعياً لديه حاجات يريد أن يشبعها ولكن فقدانه لحاسة السمع يقف عائقاً يحول بينه وبين إشباع ما يريد ، وهذا يؤثر على تكوينه السيكولوجي ، لذا قد تؤدى الإعاقة السمعية إلى أن يسلك الفرد المُعَوق سمعياً سلوكاً عدوانياً .

إذ تفرض الإعاقة السمعية حاجزاً من العزلة عن الآخرين والتي من شأنها أن تولد إحباطاً وشعوراً بالنقص وعدم الأمن مما يدفعه إلى السخط على المجتمع وعلى الآخرين في صورة عدوان أو عدم المشاركة الاجتماعية .
( على عبد النبي ، 1996 : 199 )

حيث أوضحت دراسة كيلـي رايموند وجونـى ماتسون Kelly; R & Johnny; M ( 1989 : 247 – 254 ) أن الأطفال الصُم يعانون من الاندفاع والتهور والانسحاب الاجتماعي والعدوانية .

وانطلاقاً من الاعتقاد الشائع فـي مجـال تعليم الصُم ومؤداه بأن حدوث الأفعال العدوانية سوف تنخفض حدتها عندما تنمو وتتزايد الكفاءة اللغوية للأطفال المعاقين سمعياً كشفت دراسة كونتز ليزا آن Kuntz; Lisa Anne ( 1992 : 1054 ) عن وجـود علاقة ارتباطيه بين خفض مستويات العـدوان ونمو وتزايد الكفـاءة اللغوية لدى الأطفـال المعاقين سمعياً .

ومن هنا يَرَى الباحـث وجـود علاقـة بين الإخفـاق فـي مهارات التواصل الاجتماعـي ومظاهـر السلوك العدوانـي لذوى الإعاقـة السمعية بمستوياتها المختلفـة ، فأي قصـور يتعرض له ذوى الإعاقـة السمعية بمختلف مستوياتها فـي مهارات التواصل الاجتماعي يستتبعه الإحساس بالفشل والإحباط الناجـم عن عـدم قدرتهم في التواصل الاجتماعي مع الآخـرين والتعبير عن رغباتهم وحاجاتهم وانفعالاتهم ، الأمر الذي يدفع ذَوى الإعاقة السمعية بمختلف مستوياتها إلـى السلوك العدوانـي بمظاهره المختلفة ، ولذلك تسعى الدراسة الحالية إلى ما يلي :-
1) الكشف عن طبيعـة العلاقـة بين مهـارات التواصـل الاجتماعـي وبعض مظاهـر السلوك العدوانـي لـذوى مستويات مختلفة من الإعاقـة السمعية بمرحلة التعليم الأساسـي .
2) توضيح مدى تأثيـر مستوى الإعاقـة السمعية والنوع على مهارات التواصـل الاجتماعـي وبعض مظاهـر السلوك العدوانـي لذوى مستويات مختلفة من الإعاقة السمعية بمرحلة التعليم الأساسي .

حيث يـَرَى الباحـث أن الوقوف علـى ما تسعـى إليـه الدراسـة الحاليـة يمكن أن يفيـد البحـوث التـي تهتـم بمعـالجـة القصـور فـي مهـارات التواصـل الاجتماعـي والسلوك العدوانـي بمظاهـره المختلفـة وتنميـة مهـارات التواصـل الاجتماعـي والتوكيـدى ورفـع الكفـاءة التواصليـة والاجتماعيـة لـذَوى الإعـاقـة السمعيـة ، مما يساعـد علـى الارتقـاء الطبيعـي فـي السلوك الاجتماعـي لـذَوى الإعاقـة السمعية .

وبناءً على ما سبق يمكـن القول بأن اختيـار موضـوع الدراسـة الحالية تم على أسـاس اقتناع نظـري وعملـي وذلك من خـلال ممارسـة العمل المهنـي مع فئـة الصـم وضعـاف السمـع بمدرسـة الأمل للصُـم وضعـاف السمع بجناكليس ، إدارة شرق التعليمية ، محافظة الإسكندريـة ، بأهميـة بحـث ودراسـة ما تسعـى إليه الدراسة الراهنة .
أولاً / مشكلة الدراسة :-
يَرَى علاء الدين كفافى ( 1999 : 122 ) أن الحاجة إلـى الاتصال مع الآخرين من أهم الحاجات الإنسانية وأن الفشل فـي تحقيق هذا الاتصال فـي أي سن أو في أي مرحلة يؤدى فـي معظم الأحيان إلـى نتائج غير مرغوبة ، وأحياناً ما تكون كارثة علـى النمو النفسي للفرد .

وَتذكر هدى قناوي ( 1982 : 115 ) أن الفُقـدان السمعـي يَحـد من عالم خبرة الفرد ويحرمه من بعض المصـادر المادية التـي من خلالها يتم تكوين وبناء شخصيته ودينامياتها وسماتها ، وَيَعود ذلك إلـى أن السمع يرتبط باكتساب المعرفة ونمو اللغة ، وهذا يؤثر تأثيراً سلبياً علـى النمو الذهنـي والانفعالـي والاجتماعـي وبالتالـي عدم قدرة الأَصم بالتمتع بِهذه الاكتسابات يَفقده كثيراً من نمو شخصيته وتكوين ذاته .

وبالتالـي يترتب علـى القصـور فـي مهارات اللغـة والتواصـل تعلم الطفل لما يعرف بالعجز المكتسب Learned helplessness وذلك لأن الكبار غالباً ما يعتقدون فـي عدم قـدرة الطفل ذوى القصـور فـي التواصل فـي التعبير عن حاجـاته ورغباته فيلجئون إلى التخمين وإساءة تفسير أو تأويل هـذه الحاجـات والرغبات مما يؤدى بالطفل بالتوقف عن القيام بأي محاولات للتعبير عن هـذه الحاجـات والرغبات وبالتالـي شعوره بالإحباط .
( Schweigert & Rowland , 1992 ; 263 – 286 )

وَتُشِير وفاء عبد الجواد وعزة خليل ( 1999 : 90 ) إلى أن السلوك العدواني للطفل بصوره المختلفة ، لا يظهر إلا عندما يحبط الفرد في تحقيق حاجاته أو تعاق مطالبه عن تحقيق أهدافها ، وقد يأخذ العدوان لدى الطفل مظاهر القلق والبغض أو الكراهية لمصدر هذا الإحباط ، كما يُرى أن هـذا النوع من الإعاقة أو الإحباط يعتبر أعنف وأقصى ما يواجه الفرد .

كما يُشِير إلدر Elder ( 1996 : 30 ) إلـى أن السلوك العدوانـي لدى الأطفال المعوقين ما هو إلا وسيلة من وسـائل التواصـل يستهدف منه المعوق إبـلاغ رسـالة معينة أو التعبير عن رغبة أو حاجـة أو كرد فعـل طبيعـي لفشله فـي التواصـل الاجتماعـي .
وعلى ذلك يمكن صياغة مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسي التالي :-
- هـل تُوجـد علاقـة ارتباطيـه بين مهـارات التواصـل الاجتماعـي ومظاهـر السلوك العدوانـي لذوى مستويات مختلفـة من الإعاقـة السمعية بمرحلة التعليـم الأساسـي ؟
ويتفرع من هذا التساؤل الرئيسي الأسئلة الفرعية التالية :-
1) هل تُوجد علاقة ارتباطيه بين مهارات التواصل الاجتماعي ومظاهر السلوك العدواني لذوى الإعاقة السمعية ؟
2) هل تُوجد فروق في مهارات التواصل الاجتماعي وفقاً لتفاعل متغيري مستويات الإعاقة السمعية والنوع ؟
3) هل تُوجد فروق في مظاهر السلوك العدواني وفقاً لتفاعل متغيري مستويات الإعاقة السمعية والنوع ؟

ثانياً / أهداف الدراسة :-
تهدف الدراسة الحالية إلى ما يلي :-
1) الكشف عن طبيعة العلاقة بين مهارات التواصل الاجتماعي ومظاهر السلوك العدواني لذوى الإعاقة السمعية بمستوياتها المختلفة .
2) توضيح تأثيـر مستوى الإعاقـة السمعية والنوع علـى مهـارات التواصـل الاجتماعـي ومظاهـر السلوك العدوانـي للأطفـال المعاقين سمعياً بمرحلة التعليم الأساسـي .

ثالثاً / أهمية الدراسة :-
تَكمن أهمية الدراسة الحالية في أهمية الجانب الذي تتصدى لدراسته حيث تسعى الدراسة إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين مهارات التواصل الاجتماعي ومظاهر السلوك العدواني لذوى الإعاقة السمعية بمستوياتها المختلفة ، ولهذه الدراسة أهمية من الناحية النظرية والتطبيقية تتمثل فيما يلي :-
أ ) الأهمية النظرية :-
يُبرز الأدب السيكولوجـي فـي هـذا الميدان أن المعاقين سمعياً يعانون من بعض المشكلات السلوكية والنفسية والاجتماعية ، حيث يُعد السلوك العدوانـي من أهم المشكلات السلوكية التـي يعانـى منها المعاقين سمعياً نتيجـة لعدم قدرتهم علـى التواصـل الاجتماعـي فضلاً عن الاتجاهات السلبية للمجتمع نحوهم ، وبالتالـي يواجه ذوى الإعاقة السمعية صعوبات عديدة فـي القيام بمهام وأنشطـة الحياة اليومية وفـى إقامة علاقـات تفاعل اجتماعي مع الآخرين فضلاً عن صعوبة تعبيرهم عن حاجاتهم ورغباتهم وانفعالاتهم نظـراً للقصور الحاد فـي مهارات اللغـة والتواصـل الاجتماعـي ويترتب علـى ذلك تعرضهم للرفض وعدم التقبل مما يؤدى إلـى سوء التوافق النفسي والاجتماعي لهم ، ومن ثم ينبغـي الاهتمام بدراسة تلك الفئة من ذوى الاحتياجات الخاصة لأنهم أكثر الفئات الخاصة انفصالاً عن المجتمع نتيجة لظروف إعاقتهم مقارنة بفئة كف البصر على سبيل المثال .

ب ) الأهمية التطبيقية :-
تتمثل الأهمية التطبيقية لهذه الدراسة فيما سوف تسفر عنه من نتائج قد تفيد البحوث المستقبلية ، وإلقاء الضوء على النقاط البحثية الجديرة بالدراسة والبحث ، وقد تفيد هذه الدراسة أيضاً المهتمين بالمعاقين سمعياً بصفة خاصة في ظل حاجاتهم إلى الكثير من المعلومات الأساسية عن مهارات التواصل الاجتماعي وعلاقتها بمظاهر السلوك العدواني لذوى مستويات مختلفة من الإعاقة السمعية ، وحيث أن أدبيات البحث في مجال التربية الخاصة للمعاقين سمعياً بالمكتبة العربية تخلو من دراسة هذا الجانب المتعلق بموضوع الدراسة الحالية ( على حد علم الباحث حتى الآن ) فلم يجد الباحث سوى طائفة قليلة من البحوث والدراسات الأجنبية والتي أشارت إلى متغيري الدراسة الحالية التواصل والعدوان في مضمونهما ، وبالتالي فإن ما ستسفر عنه الدراسة الحالية من نتائج يعتبر إضافة جديدة إلى المجال العلمي في الميدان النفسي والاجتماعي والتربوي ، في ظل تزايد أعداد المعاقين سمعياً سنوياً ، وهذا ما أظهرته الإحصاءات التي تهتم بفئـة المعاقين سمعياً ، فقد ذَكَرَ كمال زيتون ( 2003 : 14 ) أن عدد الصُم بلغ ( 101883 ) وذلك وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2001 ، كما أشارت بعض الإحصاءات إلى أن عدد تلاميذ الإعاقة السمعية خلال العام الدراسي 2000 / 2001 بلغ عددهم ( 12913 ) تلميذ وتلميذة ، وعدد الفصول بلغ ( 1205 ) فصل ، وعدد المدارس ( 174 ) مدرسة .
( وزارة التربية والتعليم ، الإدارة العامة للمعلومات والحاسب الآلي ، 2001 )

أما فـي العام الدراسـي الحالـي 2008 / 2009 بلغ عدد تلاميـذ الإعاقـة السمعية ( 14575 ) تلميذ وتلميذة ، وعدد الفصول بلغ ( 1446 ) فصل ، وعدد المدارس ( 252 ) مدرسة .
( وزارة التربية والتعليم ، الإدارة العامة للمعلومات والحاسب الآلي ، 2009 )
ومن خلال الإحصائيات السابقـة نجد أن أعداد المعاقين سمعياً في تزايد بصورة طردية سنوياً وأنها قد بلغت اليوم حداً يدعو إلى ضرورة الاهتمام بدراسة تلك الفئة حتى لا نواجه أزمة صامته Silent Crisis لا تؤثر فقط على الأشخاص المعاقين سمعياً فقط أو على أسرهم بل تؤثر أيضاً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية ككل .

رابعاً / مفاهيم الدراسة :-
1) المهارة :-
يُعَرف فرج عبد القادر طه ( 1993 : 775 ) المهارة بأنها " السرعة والدقة والبراعة في أداء نشاط معين ، وهناك من يميل إلى قصر استخدام المصطلح على النشاط ذي الطبيعة الحركية كالنجارة والخراطة والحدادة وركوب الخيل والألعاب الرياضية المختلفة ... إلا أن الغالبية لا ترى بأساً من مد هذا المصطلح ليشمل كافة أنواع الأنشطة سواء كانت حركية ، أو حسية ، أو ذهنية ، أو اجتماعية ، أو فنية ... وعلى هذا كثيراً ما نتكلم عن المهارة الحسابية والمهارة اللغوية والمهارة فـي إقامة العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها والمهـارات الإدارية ... الخ " .

وَيُعرف الباحث المهارة بأنها " أداء سلوكـي يتصف بالدقة يكتسبه الأطفال المعاقين سمعياً من خلال التدريب الهادف المستمر بحيث يصبح جزءاً من رصيدهم السلوكي ، وأن يظهر هذا الأداء السلوكـي بصورة طبيعية وتلقائية من خلال مواقف الحياة الاجتماعية اليومية " .

2) التواصل :-
يُعَرف جمال الخطيب ( 1998 : 124 ) التواصل بأنه " عملية تبادل الأفكار والمعلومات ، وهو عملية نشطة تشتمل على استقبال الرسائل وتفسيرها ، وينبغي على كل من المرسل والمستقبل أن ينتبه إلى حاجات الطرف الآخر لكي يتم توصيل الرسالة بفاعلية ، وبالمعنى الحقيقي المقصود منها " .

وَيُعَرف الباحث التواصل بأنه " عملية تفاعليـة لتبادل المعلومات ( الرسـالة ) بين مرسل ( الشخص الذي يقوم بإعـداد هـذه المعلومات لإيصالها للغيـر أو المستقبل ) ومستقبل ( شخص يتلقى ما يصدره المرسل من المعلومات أو الرسالة ) بطرق ذات معنى سواء كانت لفظية / غير لفظية ( قناة التواصل ) بغية الوصول إلى تحقيق أهداف معينة نتيجة التأثر بالرسالة ( التغذية الراجعة ) " .

3) التواصل الاجتماعي :-
يُعرف جريشام Gresham ( 1998 : 475 ) التواصل الاجتماعي بأنه " اللغة المستخدمة فـي المواقف الاجتماعية ويشير إلـى قدرة الطفل علـى استخدام اللغة من حيث " البنية والدلالة والتوظيف " وذلك للتفاعل مع الآخـرين فـي مختلف المواقف الاجتماعية بـدءاً من الدخـول فـي عضوية جماعـة الأقـران إلـى حل مختلف الصراعات الاجتماعية " .

وَيُعرف الباحث التواصل الاجتماعي إجرائياً في الدراسة الحالية بأنه " الاستخدام الوظيفي الفعال للغة اللفظية وغير اللفظية والتي يمكن انتقاؤهـا بناءً على الموقف الاجتماعي لتحقيق وظائف وأهداف التواصل مثل التحدث بأدب أو التعبير عن الغضـب بصورة إيجابية بناءة أو الاعتذار عند ارتكاب خطأ ما " .

4) مهارات التواصل الاجتماعي :-
يُعرف الباحـث مهـارات التواصـل الاجتماعـي بأنها " مجموعة السلوكيات اللفظية وغير اللفظية التـي تصـدر عن الطفل المعـاق سمعياً أثناء التفاعـل الاجتماعـي مع الآخرين فـي المواقف الاجتماعية المختلفة بهـدف تحقيق وظائف وأهداف التواصـل مع الآخرين " مثل :-
- السلوكيات التي يقوم بها المعاق سمعياً عند التحدث بأدب .
- السلوكيات التي يقوم بها المعاق سمعياً عند توجيه الأسئلة .
- السلوكيات التي يقوم بها المعاق سمعياً عند إتباع التعليمات والقواعد المنظمة للسلوك الاجتماعي .
- السلوكيات التي يقوم بها المعاق سمعياً عند المشاركـة في الأنشطة والخبـرات الاجتماعية .
- السلوكيات التي يقوم بها المعاق سمعياً عند طلـب التفـاعل الاجتماعــي مع الآخـرين .
- السلوكيات التي يقوم بها المعاق سمعياً عند التعبير عن الغضب بصورة إيجابية بناءة مقبولة .
5) الإعاقة السمعية :-
يُعرف يوسف القريوتـى وآخـرون ( 1995 : 138 ) الإعاقة السمعية بأنها " تلك المشكلات التي تحول دون أن يقوم الجهاز السمعي عند الفرد بوظائفه ، أو تقلل من قدرة الفرد على سماع الأصوات المختلفة ، وتتراوح الإعاقة السمعية في شدتها من الدرجات البسيطة والمتوسطة التي ينتج عنها ضعف سمعي إلى الدرجات الشديدة جداً والتي ينتج عنها صَمَم " .

ويتبنى الباحث تعريف يوسف القريوتى وآخـرون ( 1995 : 138 ) للإعاقة السمعية لكون هذا التعريف يوضح ماهية الإعاقة السمعية ، وتصنيفاتها حسب شدة الفقدان السمعي بما يتفق مع مستويات الإعاقة السمعية المتضمنة بالدراسة الحالية .

6) العدوان :-
يُعرف رشاد على موسى ( 1993 : 28 ) العدوان بأنه " الرغبة في سرقة الأشياء والمشاجرة والاعتداء والتدمير وإيذاء الآخرين بالقول والفعل ومخالفة القوانين والعرف وتوجيه النقد اللاذع لذوى السلطة ، والتمرد والعصيان ، والشعور بالإحباط ، والثورات الانفعالية " .

وَيُعرف الباحث العدوان إجرائياً في الدراسة الحالية بأنه " الدرجة التي يحصل عليها المعاق سمعياً على مقياس مظاهر السلوك العدواني المستخدم في الدراسة الحالية " .

خامساً / حدود الدراسة :-
تتحدد الدراسة الحالية بالمحددات التالية :-
أ ) عينة الدراسة :-
تشتمل عينة الدراسة الحالية على ( 150 ) تلميذ وتلميذة من ذوى المستويات المختلفة من الإعاقة السمعية ، ممن تتراوح أعمارهم ما بين ( 9 – 12 ) عاماً ، حيث يُعد هذا العمر الزمني ملائم لملاحظة مدى قصور مهارات التواصل الاجتماعي ومظاهر السلوك العدواني لدى عينة الدراسة الحالية من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف السادس الابتدائي ، والملتحقين بمدرسة الأمل للصُم وضعاف السمع للبنين ، بجناكليس ، إدارة شرق الإسكندرية التعليمية ، ومدرسة الأمل للصُم وضعاف السمع للبنات ، بالحضرة ، إدارة وسط الإسكندرية التعليمية ، ومدرسة الأمل للصُم وضعاف السمع الابتدائية بدمنهور ، إدارة دمنهور التعليمية ، محافظة البحيرة ، وموزعين على النحو التالي ، وقد اشتملت الدراسة الحالية على مستويين من مستويات الإعاقة السمعية كما يلي :-
- إعاقة سمعية متوسطة Moderate :-
تتراوح قيمة الفقدان السمعي لدى هذه الفئة ما بين [ 56 – 70 ] وحدة ديسبيل .
- إعاقة سمعية شديدة جداً [ الحادة ] Profound :-
تزيد قيمة الفقدان السمعي لدى هذه الفئة عن [ 90 ] وحدة ديسبيل .

مستويات الإعاقة السمعية الذكور الإناث المجموع
الإعاقة السمعية المتوسطة 25 25 50
الإعاقة السمعية الشديدة جداً [ الحادة ] 50 50 100
المجموع 75 75 150

وقد تَم تثبيت المتغيرات التالية لعينة الدراسة الحالية على النحو التالي :-
الذكاء :- بلغ متوسط نسبة§ الذكاء الانحرافية لعينة الدراسة الحالية ( 121.61 ) ، بانحراف معياري قدره ( 17.73 ) ، ومتوسط الدرجة التائية للذكاء ( 63.51 ) ، بانحراف معياري قدره ( 11.23 ) .
المستوى الاقتصادي الاجتماعي الثقافي للأسرة :- بلغ متوسط المستوى الاقتصادي§ الاجتماعـي الثقافـي لعينة الدراسة الحاليـة ( 129.82 ) ، بانحـراف معيـاري قدره ( 26.91 ) .

ب) الطريقة وأدوات الدراسة :-
- بالنسبة للطريقة أو المنهج تم استخدام المنهج الوصفي .
- بالنسبة لأدوات الدراسة فتتمثل فيما يلي :-
1) استمارة البيانات الأولية للأطفال المعاقين سمعياً . إعداد / الباحث .
2) مقياس المستوى الاقتصادي الاجتماعي الثقافي للأسرة المصرية .
إعداد / مُعَمِر نَوَاف الهوارنة .
3) مقياس الذكاء غير اللفظي للصُم : التشابهات .
4) مقياس مهارات التواصل الاجتماعي للأطفال المعاقين سمعياً بمرحلة التعليم الأساسي .
5) مقياس مظاهـر السلوك العدوانـي للأطفال المعاقين سمعياً بمرحلة التعليم الأساسي .
إعداد / الباحث .

ج) الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة :-
اعتمد الباحث في التحليل الإحصائي لبيانات الدراسة الحالية على الأساليب الإحصائية التالية :-
1) المتوسط الحسابي .
2) الانحراف المعياري .
3) معامل ارتباط بيرسون .
4) تحليل التباين ( 2 × 2 ) .