المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقاييس السلوك التكيفي، نظرة عامة على الأنواع والمكونات


عبقرينو
05-09-2013, 04:03 AM
مقاييس السلوك التكيفي، نظرة عامة على الأنواع والمكونات

ظهرت العديد من مقاييس التكيف الاجتماعي مثل مقياس دول للنضج الاجتماعي (Doll, Vineland Soicial Maturity Scale 1953) ومقياس جينزبرغ للنمو الاجتماعي (The Progress Assessment Chart of Social Development Gunsberg, 1965)، ومقياس كين وليفين للنضج الكفاية الاجتماعية (The Cain-Levine Social Maturity Competency Scal, Cain-Levinc, 1963) ومقياس بلثازر للسلوك التكيفي The Balthazar Scales of Adaptive Behavior, Balthaxar, Toseen & English, (1968)، ومقياس ليون للسلوك التكيفي Adaptive Behavior Chcklist, Leon, 1976، ومقياس ليفين للسلوك التكيفي The Behavior Chcklist (Levine, 1976)، وأهمها مقياس الجمعة الأمريكية للإعاقة الذهنية والمسمى مقياس السلوك التكيفي والذي أعد من قبل نهيرا وزملائه (Adaptive Behavior Scale, (by, ABS) Foser Shellhaas & Laland, 1981)، (فاروق الروسان، 2000، ص 268). وقائمة السلوك التكيفي للأطفال Adaptive Behavior Inventory for Children, ABIC (القريوتي وآخرون، 1995، ص 98).

وتختلف هذه المقاييس في طريقة بنائها ودرجة تمثيل الجوانب التي تتضمنها إلا أنها في الغالب تقيس درجة ملاءمة سلوك الطفل في ظل مجموعة من المهمات النمائية المتوقع منه تحقيق درجة الكفاية في أدائها في مراحل عمرية مختلفة. أي أن مقاييس السلوك التكيفي تقيس درجة انسجام سلوك الطفل مع مجموعة من التوقعات الاجتماعية لمن هم في مثل سنه. وتتضمن هذه المقاييس فقرات تقيس الاستقلالية الذاتية في أداء مهمات الحياة اليومية، والمهارات الحركية واللياقة البدنية، والمهارات اللغوية، والعلاقة مع الأقران، والقدرة على تحمل المسئولية (Lambert & Windmiller, 1981). ولقد تم تطوير وتقنين مقياس الجمعية الأمريكية للسلوك التكيفي (AAMD, ABS) والذي أعد من قبل نهيرا وزملائه (Nihira, et al., 1969, 1975, 1981) في عدد من دول العالم كالولايات المتحدة (Lambert et al., 1975)، (1981) وبلجيكا (Magerotte, 1977)، واليابان (Tomiyasu, 1977)، والهند (Upadhaya, 1977) وبوروتوريكو (Reyes, 1978)، ومصر (El-Gatiet, 1975)، والأردن (Elrousan, 1981)، و (جلال جرار، 1983)، البحرين (جلال جرار، 1985)، و (يوسف القريوتي وجلال جرار، 1989)، و(فاروق الروسان، 2000، ص 93).

مقياس فانيلاند للنضج الاجتماعي
ومن المقاييس التي تستخدم في قياس السلوك التوافقي مقياس فانيلاند للنضج الاجتماعي الذي أعده دول من 117 بنداً مرتبة في ثمانية مجالات للمهارات الاجتماعية هي العناية الشخصية، وتناول الطعام واللبس، وتوجيه الذات، والتنقل وتحمل المسئولية والتواصل مع الآخرين. ويقوم هذا المقياس على أساس أن النمو الاجتماعي مثل النمو الذهني ينمو تدريجياً مع العمر الزمني. ونصح دول باستخدام مقياس النضج الاجتماعي مع اختبارات الذكاء في تشخيص الإعاقة الذهنية وأخذ كثير من مراكز تشخيص الإعاقة بنصيحة دول واستخدموا اختباره وترجموه إلى لغات كثيرة في أوروبا وآسيا وأفريقيا في الخمسينات والستينات من هذا القرن (كمال مرسي، 1996، ص 83).

مقياس السلوك التوافقي
في السبعينات اكتشف بعض الباحثين عيوباً جوهرية في مقياس فانيلاد واتجهوا إلى مقياس السلوك التوافقي الذي ظهرت عدة مقاييس لقياسه، منها استبانة السلوك التوافقي للأطفال (ABIC) التي أعدها كل من ميرسير ولويس Mercer & Lewis سنة (1978) لتقيس السلوك التوافقي في الأسرة والمجتمع والعلاقة مع الأقران وفي المدرسة واستعمال العملة والاعتماد على النفس، (Hallahan & Kauffman, 1991). مقاييس بالثازار للسلوك التكيفي Balthalar Scales of Adaptive Behavior تم إعدادها لتقدير حالات الإعاقة الذهنية من فئة شديدة الإعاقة والمقيمين في المعاهد (محمد الشناوي، 1997، ص 246).


مقياس السلوك التكيفي
يعتبر مقياس السلوك التكيفي الذي نشرته الجمعية الأمريكية لرعاية المعاقين ذهنياً (AAMD) من أكثر مقاييس السلوك التكيفي شيوعاً وقبولاً. ولقد أعد كل من هنري ليلان وكاسيو نيهيرا هذا المقياس في صورته الأولى ويشمل على المظاهر التي يتم قياسها بواسطة مقياس السلوك التكيفي ويتضمن جانبين:
الجانب الأول: يتضمن قياس بعض المظاهر النمائية ويشمل:
1- مهارات العمل الاستقلالي.
2- النمو الجسمي.
3- ارتقاء اللغة.
4- النشاط الاقتصادي.
5- الإعداد والوقت.
6- الأنشطة المنزلية.
7- النشاط المهني.
8- التوجيه الذاتي.
9- تحمل المسؤولية.
10- التنشئة الاجتماعية (القريوتي وجرار، 1986)
الجانب الثاني: يتضمن قياس المظاهر التالية لسمات الشخصية:
1- أشكال السلوك العنيف.
2- أشكال السلوك المضاد للمجتمع
3- سلوك التمرد والعصيان
4- سلوك الشك وعدم الثقة
5- السلوك الانسجامي
6- السلوك النمطي
7- العادات السيئة في المخاطبة
8- العادات السلوكية غير المقبولة
9- سلوك الإساءة إلى الذات
10- الميل إلى النشاط الزائد
11- السلوك الجنسي الشاذ
12- الاضطرابات النفسية
13- استخدام العقاقير (فتحي عبد الرحيم وحليم بشاي، 1980، ص 351).


ثم عدلا المقياس عدة مرات ليكون في صورته الأخيرة من نموذجين: أحدهما للعاديين والآخر للمعاقين، ويكون كل نموذج في مستويين: أحدهما للأطفال من سن 3 إلى سن 12 سنه والأخر للمراهقين من 13 فأكثر.
ويعتبر هذا المقياس من المقاييس الجيدة في قياس السلوك لاعتماده على الأسس النظرية لارتقاء السلوك (كمال مرسي، 1996، ص 84) ، مقياس السلوك التوافقي المعرب قد أعد في مصر والأردن، ففي مصر ترجمه فاروق صادق ونشره بعنوان مقياس السلوك التكيفي ثم ترجمه كل من صفوت فرج وناهد رمزي ونشراه بعنوان مقياس السلوك التوافقي ولا توجد فروق جوهرية بين الترجمتين ويقيس المقياس بصورتيه قدرة الفرد على التوافق مع المجتمع وفعالياته في مواجهة مطالب بيئته المادية والطبيعية والسلوكية والاجتماعية، وتستخدم مع المعاقين ذهنياً والمضطربين انفعالياً والمعاقين جسدياً ومع الأطفال العاديين (كمال مرسي، 1996، ص 84).
تم تطوير مقياس السلوك التكيفي للمعاقين ذهنياً في الأردن في عام 1981، من قبل كلٍ من عبد الله الكيلاني ومحمد البطش، ولقد جاء هذا التطوير للمقياس نتيجة للانتقادات التي وجهت إلى اختبارات الذكاء التقليدية ويهدف إلى قياس السلوك التوافقي لدى المعاقين ذهنياً والمضطربين انفعالياً والضعاف في التحصيل الدراسي والأطفال العاديين ولتقويم مستوى الأداء من النشاطات الحياتية اليومية والتي تشمل مهارات ووظائف استقلالية ومتطلبات نمائية في عدد من مجالات السلوك التكيفي (فاروق الروسان، 2000، ص 172).
ثم طورت الصورة الأردنية من مقياس كين وليفين للكفاية الاجتماعية في عام (1983) في دراسة أجراها جاموس، هدفت إلى تطوير صورة أردنية من المقياس تتوفر فيها دلالات صدق وثبات، كما أجرى جلال (1983) دراسة هدفت إلى تطوير معايير أردنية للصورة الأردنية عن مقياس الجمعية الأمريكية للإعاقة الذهنية للسلوك التكيفي بجزئية الأول والثاني بدلالة أداء العاديين في المستويات العمرية (3-10) سنوات، وأداء المعوقين ذهنياً في مستويات العمر (5-10) سنوات.
كما أجرى الكيلاني وروسان (1985) دراسة التحليل العاملي للصورة الأردنية من مقياس الجمعية الأمريكية للإعاقة الذهنية، بجزئية الأول والثاني، هدفت إلى الكشف عن التكوين العاملي للصورة الأردنية من المقياس الكلي (فاروق الروسان، 2000، ص 172).
شمولية مقياس السلوك التكيفي والذي أعدته الجمعية الأمريكية للإعاقة الذهنية لعدد من أبعاد مفهوم السلوك التكيفي مقارنةً مع مقاييس السلوك التكيفي الأخرى، فقد أشار ليلاند (Leland, 1975) إلى شمولية المقياس وفاعليته في قياس وتشخيص أبعاد مفهوم السلوك التكيفي، ولذا يعتبر هذا المقياس أكثر استخداماً، في تخطيط برامج الأطفال المعاقين ذهنياً وإعداد خططهم التربوية الفردية.

وقد كشف التحليل العاملي أن المقياس يحتوي على ثلاثة عوامل أساسية هي:
1. الاستقلال الاجتماعي Social Independence
2. سوء التكيف الاجتماعي Social aladjustment
3. سوء التوافق الشخصي Personal Maladjustment
ويدل هذا على أن المقياس يمكن استخدامه كوسيلة لملاحظة ووصف إمكانات الفرد ومحدداته في تلك النواحي من السلوك التي تقع في التعريف العام للسلوك التكيفي (فاروق صادق، 1976، ص 432).
وعلى العموم فإن هذا المقياس قد فتح المجال أمام الدراسات والبحوث في طبيعة العلاقة بين السلوك التكيفي والإعاقة الذهنية في أبعادها المختلفة.

عيوب السلوك التوافقي ليست خاصة بالصورتين المصرية والأردنية بل تشمل أيضاً المقياس الأمريكي، فبالرغم من استكمال إجراءات تقنية ووجود معايير أمريكية له، إلا أنه لم يرق في مستوى دقته إلى مستوى اختبارات الذكاء ونسب الذكاء، لأن قياس السلوك التوافقي ليس بالأمر السهل لصعوبة تحديد الاستطاعة الاجتماعية والنضج الاجتماعي والتوافق الاجتماعي، وصعوبة تحديد السلوكيات التي تدل عليها، فالسلوك المناسب في موقف قد يكون غير مناسب في موقف أخر، وقد يكون مناسباً لشخص وغير مناسب لشخص آخر في نفس الوقت. فالمهارات الاجتماعية التي تقيسها مقاييس السلوك التوافقي مشبعة بعوامل ثقافية، مما يجعل مدلولها يختلف من مجتمع إلى آخر، ويختلف في المجتمع الواحد من زمان إلى زمان، فمثلاً مهارة الطفل في ربط حذائه مدلولها بالنسبة للطفل الذي يلبس الحذاء يختلف عن مدلولها بالنسبة للطفل الذي يستعمل حذاء بدون رباط، أو الذي أمضى طفولته بدون حذاء أو كان يعاني من إعاقة في يديه (Heward & Orlansky, 1992).