المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفهوم التأهيل والمبادئ العامة في تأهيل المعوقين


عبقرينو
05-09-2013, 03:58 AM
مفهوم التأهيل والمبادئ العامة في تأهيل المعوقين

ويقصد به مجموعة الجهود التي تبذل خلال مدة محددة نحو هدف محدد لتمكين الشخص وعائلته من التغلب على الآثار الناجمة عن العجز واكتساب واستعادة دوره في الحياة معتمداً على نفسه والوصول به إلى أفضل مستوى وظيفي عقلي، أو جسماني، أو اجتماعي، أو نفسي، أو اقتصادي.
كما يمكن اعتبار التأهيل بأنه تلك المرحلة من العملية المستمرة والمنسقة والتي تشمل الخدمات المتنوعة كالتأهيل الطبي، والتأهيل التربوي، والتأهيل البدني، والتأهيل النفسي، والتأهيل الاجتماعي، والتوجيه والتدريب المهني والتعيين الانتقائي بقصد تمكين الفرد من تأمين مستقبله والحصول على العمل المناسب والاحتفاظ به، وكذلك تأهيل البيئة والمجتمع
للمعوق.

المفاهيم والمصطلحات الأساسية في التأهيل:
وضعت منظمة الصحة العالمية عام 1980م تصنيفات عالمية للاعتلال أو (العاهة) والعجز والإعاقة... تبين الفرق مابين المفاهيم:
الاعتلال (العاهة): هو أي فقدان أو شذوذ في البيئة أو الوظيفة النفسية أو الفسيولوجية أو العضوية.
العجز: مصطلح يشير إلى أي انحراف في الوضع الجسمي أو الأداء الوظيفي ينتج عن عدم ملائمة وظيفة في الأداء في إطار ماتفرضه الظروف البيئية من متطلبات.
أو العجز: هو أي حد أو انعدام (ناتج عن اعتلال) للقدرة على تأدية نشاط بالشكل أو في الإطار المعتبر طبيعياً بالنسبة للكائن البشري.
يلخص مصطلح العجز عدداً من أوجه التقصير الوظيفي المختلفة التي تحدث لدى أي مجموعة من السكان في جميع بلدان العالم، وقد يتعرض الناس باعتلال بدني أو لأمراض يمكن أن تكون طبيعتها دائمة أو مؤقتة.
الإعاقة: مصطلح يشير إلى العبء الذي يفرض اجتماعياً على الأفراد نتيجة للأحكام والتقييمات التي يصدرها المجتمع على الانحرافات الجسمية والوظيفية.
أو هي (الإعاقة) ضرر يمس فرداً معيناً، وينتج عن اعتلال أو عجز يحد أو يمنع تأدية الدور الطبيعي لهذا الفرد ( حسب الجنس والسن والعوامل الاجتماعية أو الثقافية)
أو الإعاقة ذلك النقص أو القصور المزمن أو العلة التي تؤثر على قدرات الشخص فيصبح معوق سواء كانت الإعاقة جسمية أو حسية أو عقلية أو اجتماعية الأمر الذي يحول بين الفرد وبين الاستفادة منها، كما تحول بينه وبين المنافسة المتكافئة مع غيره والأفراد العاديين في المجتمع، لذا فهو في أشد الحاجة إلى نوع خاص من البرامج التربوية التأهيلية وإعادة التدريب وتنمية قدراتهم رغم قصورها، حتى يستطيع أن يعيش ويتكيف في مجتمع العاديين بقدر المستطاع ويندرج معه وهي حق طبيعي للمعوق.

ويمكن توضيح العلاقة مابين المفاهيم الثلاثة من خلال المثال التالي:
شخص مكفوف لديه اعتلال سوف يؤدي إلى محدودية في النشاط ومحدودية في
استقبال المعلومات أو الرؤية (العجز) ونتيجة لهذا العجز فإنه غير ذا فائدة بسبب أنه لايستطيع
قيادة السيارة أو يمكن أن تكون لديه صعوبات في أداء عمله لذلك فعجزه يؤدي إلى إعاقة.
المبادئ العامة في تأهيل المعوقين:
1/ التأهيل عملية فردية تعني بالشخص المعوق وتتناول مشكلة الإعاقة كما تتناول مشكلاته النفسية والاجتماعية والجسمية التي ترتبط باعاقته.
2/ التأهيل عملية متكاملة تتكامل فيها الخدمات النفسية والطبية والاجتماعية والمهنية والتربوية سواء فيما يتعلق بالتشخيص أو العلاج أو التدريب و التشغيل.
3/ إن عملية التأهيل يجب أن تبدأ منذ اكتشاف الإعاقة والتحقق من وجودها عن الفرد.
4/ أن تأخذ عمليات تأهيل المعوقين بعين الاعتبار ميول الفرد المعوق واتجاهات قيمه سواء في مجال التربية الخاصة أو التدريب أو التشغيل.
5/ يجب أن تعتمد عملية تأهيل المعوقين بشكل خاص على القدرات العقلية والجسمية المتوفرة عند المعوق والتأكيد على تنمية هذه القدرات والاستفادة منها إلى أقصى درجة ممكنة.
6/ مادامت عملية التأهيل عملية فردية فإن شخصية المعوق وسماته الشخصية يجب أن تؤخذ أساساً في عمليات تأهيل المعوقين.
7/ يجب أن تهتم عملية التأهيل بتكيف المعوق مع ذاته من ناحية ومع البيئة المحيطة به من ناحية ثانية، بحيث تسعى عملية التأهيل إلى تحقيق تقبل الفرد لذاته وتقبل المجتمع له.

الفرق بين التأهيل وإعادة التأهيل:
ميزت العديد من المراجع العلمية بين مفهوم التأهيل ومفهوم إعادة التأهيل حيث يعني التأهيل عندما نشير إلى الخدمات المطلوبة لتطوير قدرات الفرد واستعداداته عندما لاتكون هذه القدرات قد ظهرت أصلاً، وهذا ينطبق على المعاقين صغار السن الذين تكون اعاقتهم خلقية، أو حصلت في مرحلة مبكرة من عمرهم.
أما إعادة التأهيل فتعني: إعادة تأهيل فرد كان قد تدرب أو تعلم مهنة ما ومارس هذه المهنة مدة من الزمن، ثم حدث أن أصيب بعاهة وأصبح معاقاً، ولم يستطع العودة إلى عمله أو مهنته الأصلية بسبب إعاقته الجديدة.
ومن خلال ماذكر سابقاً يمكننا أن نستنتج بأن التأهيل عبارة عن جهد مشترك بين مجموعة من الاختصاصات بهدف توظيف وتدعيم قدرات الفرد ليكون قادراً على التكيف مع إعاقته ومع متطلبات الحياة العادية إلى أعلى درجة من الاستقلالية.
إذن فالتأهيل عملية لا تؤدى من قبل شخص أو مهني واحد بل تحتاج إلى فريق من المختصين يعملون معاً لتحقيق الهدف المشهود، وهذا يجعلنا نؤكد على مفهوم الفريق في عملية التأهيل حيث يتكون هذا الفريق من أخصائيون دائمون وهم الطبيب، والأخصائي النفسي، والأخصائي الاجتماعي، ومرشد التأهيل، وأخصائي التربية الخاصة. كذلك يتكون الفريق إضافة إلى هذه الاختصاصات من اختصاصات حسب الحالة واحتياجاتها من أمثلتها المعالج الوظيفي، المعالج الطبيعي، أخصائي الأجهزة التعويضية، أخصائي النطق، أخصائي قياس السمع، أخصائي العلاج الترفيهي، والاستشاري المهني، الزائرة الأسرية، ومساعدة المربية، وممرضة التأهيل، وأطباء استشاريون حسب حاجة الشخص، هذا وينظر إلى أهمية عضوية الشخص المعوق أو ولي أمره كعضو أساسي في فريق التأهيل.

الفلسفة التي تقوم عليها عملية التأهيل:
إن حياة الإنسان ناهي إلا سلسلة متواصلة من التفاعلات المستمرة بين شخصيته وشخصية البيئة التي يعيش فيها.
ويستهدف هذا التفاعل المستمر إيجاد نوع من التوافق والتوازن بين حالة ذلك الإنسان البدنية والنفسية والاجتماعية، وبين ماتتسم به ظروف البيئة من صفات تؤثر في صحته النفسية وتعاملاته مع الآخرين ويؤدي هذا التفاعل في أغلب الحالات إلى أقصى مايرتضيه الإنسان لنفسه من الرفاهية الممكنة.
وقد يحدث أن يختل ذلك التوافق أو التوازن لدى الإنسان-وهذا أمر طبيعي- ولو تم هذا بالفعل، فإن الإنسان يحاول بأقصى جهده تحسين ذلك التوافق ومواصلته مع البيئة على ضوء ماتعلمه في الحياة من خبرات، وعلى ضوء ماتعلمه من الآخرين من تجارب في أي مكان في العالم الذي يعيش فيه سواء داخل أسرته أو في محيط عمله أو أي مكان آخر، لذا يمكن القول بأن الإنسان في حالة توافق أو تعلم مستمر بهدف تسهيل هذا التوافق وإيجاده أو تعديله ودعمه.
ولكن الملاحظ في بعض الحالات والمواقف أن يكون هذا الخلل في التوافق أكبر من أن يتحمله الإنسان بمفرده، لذا يكون هذا الإنسان بحاجة لمن يساعده على إعادة ذلك التكيف أو التوافق سواء من خلال الخدمات التي تكون في توجيه الفرد وتطوير صفاته العقلية والبدنية والسلوكية والاجتماعية، أو من خلال تعديل البيئة التي يعيش فيها المعوق بحيث تتلاءم مع
صفات شخصيته.
وعلى هذا فإن مفهوم التأهيل يستلزم تقديم كافة أنواع الخدمات التي يمكن تقديمها لتأهيل المعوقين، ليس لهم فقط بل وأسرهم أيضاً. للوصول بهم إلى أعلى مستويات التأهيل والتكيف.
وتعقب د/ماجدة السيد في كتابها (مقدمة في تأهيل المعوقين)
أن فلسفة تأهيل المعوقين تقوم على أساس أن الاهتمام الأساسي يتركز على الإنسان لأنه الشخص المستهدف في عملية التأهيل ولايستطيع العيش في معزل عن بقية الأفراد الآخرين حيث أنه يعيش في مجتمع إنساني وبشري قد يتأثر به أو يؤثر فيه كشخص عضو في هذا المجتمع. وتعتبر عملية التأهيل مسئولية اجتماعية عامة تتطلب التخطيط والعمل والدعم الاجتماعي على كافة المستويات، وكذلك فإن فلسفة التأهيل تؤكد على دور الانتقال بالمعاق من قبول فكرة الاعتماد على الآخرين إلى ضرورة الاعتماد على الذات وذلك عن طريق الاستقلال الذاتي والكفاية الشخصية والاجتماعية والمهنية واستعادة الشخص المعوق لأقصى درجة من درجات القدرة الجسمية أو العقلية أو الحسية المتبقية لديه.
هذا بالإضافة إلى تقبل المعوق اجتماعياً والعمل على توفير أكبر قدر ممكن من فرص العمل له في البيئة الاجتماعية كحق من حقوق إنسانيته.
كما أن فلسفة التأهيل تقوم أيضاً على أساس تقبل المعوق واحترام حقوقه المشروعة في النواحي السياسية والاجتماعية والإنسانية والمدنية وذلك بغض النظر عن طبيعة إعاقته أو جنسه أو لونه أو دينه... الخ.
وبناء عليه فإن عملية التأهيل تعتبر شكل من أشكال الضمان الاجتماعي للمعوق وحماية لاستقلاله مما يساعده على التكيف من جديد بالرغم من إعاقته التي يعاني منها.

الأسس والقواعد التي تستند عليها عملية التأهيل:
حتى تؤدي عملية التأهيل دورها فلابد لها من مراعاة الأسس والقواعد التالية:
1) إن كل خطوة من خطوات التأهيل يجب أن تقوم على أسس وقواعد عملية وليس على أسس إنسانية واجتماعية فقط.
2) تعتمد كل خطوة أشخاص مؤهلين ومتخصصين.
3) يجب أن تقوم كل خطوة على أسس وقواعد تشخيصية وتفسيرات دقيقة وواقعية للمعلومات
المتوفرة عن حالة الفرد.
4) إن عملية التأهيل بالكامل يجب أن تقوم على أسس فردية، وليس أن هناك قالب واحد يمكنه ملائمة جميع الحالات.
5) يجب أن تقدم خطوات التأهيل بشكل متكامل.
6) ضرورة اشتراك المعوق وأسرته اشتراكاً تاماً في جميع مراحل وخطوات عملية التأهيل.
7) ضرورة متابعة وتقييم كل خطوة من خطوات التأهيل في ضوء النتائج التي تحققها.

أهداف عملية التأهيل:
تتكون عملية التأهيل من مجموعة من المراحل المتتابعة والمنسقة التي يجب في النهاية أن تحقق الأهداف التالية:
1) استغلال وتطوير قدرات وإمكانيات الفرد وتوظيفها إلى أقصى درجة ممكنة للوصول إلى درجة من الاستقلال الوظيفي والاجتماعي والاقتصادي.
2) مساعدة الفرد المعوق وأسرته على التكيف مع حالة العجز ومواجهة كافة الآثار النفسية والاجتماعية والوظيفية والمهنية المترتبة عليها.
3) دمج الفرد المعوق في الحياة العامة للمجتمع وتمكينه من أن يؤدي دوراً يتناسب مع قدراته وإمكانيته.

مبررات التأهيل:
هناك مبررات عديدة وأساسية لتقديم الخدمات التأهيلية للمعوقين أهمها:
1/ يعتبر الإنسان بغض النظر عن إعاقته صانع للحضارة وبذلك ينبغي أن يكون هدف مباشر لمجالات التنمية الشاملة من خلال جهودها المتنوعة.
2/ الشخص المعوق يعتبر فرداً قادراً على المشاركة في جهود التنمية ومن حقه الاستمتاع بثمراتها، إذا ما أتيحت له الفرص والأساليب اللازمة لذلك.
3/ يعتبر المعوقون طاقة إنسانية ينبغي الحرص عليها وهم كذلك جزء لايتجزأ من الموارد البشرية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند التخطيط والإعداد للموارد الإنمائية للمجتمع.
4/ إن المعوقين مهما بلغت درجة إعاقتهم واختلفت فئاتهم فإن لديهم قابلية وقدرات ودوافع للتعلم والنمو والاندماج في الحياة العادية في المجتمع لذلك لابد من التركيز على تنمية مالديهم من إمكانات وقدرات في مجالات التعلم والمشاركة.
5/ تشكل عملية التأهيل في مجال المعوقين سلسلة من الجهود والبرامج الهادفة في مجالات الرعاية والتأهيل والتعليم والاندماج الاجتماعي والتشغيل، وهذه السلسلة عبارة عن حلقات متكاملة في البناء والقيام بأي واحدة منها لايعتبر كافياً من حيث المفهوم الشامل لمواجهة مشكلات المعوقين سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.
6/ لجميع المعوقين الحق في الرعاية والتعليم والتأهيل والتشغيل دون التمييز بسبب الجنس أو الأصل أو المركز الاجتماعي أو الانتماء السياسي.
7/ الإرادة السياسية على كافة الأصعدة وفي أعلى المستويات تعتبر الدعامة الأساسية والراسخة لتوفير أكبر قدر من البرامج المطلوبة للعناية بالمعوقين ورعايتهم وذلك باعتبارها جهداً وطنياً شاملاً وهذا يأتي من خلال سن التشريعات والقوانين المناسبة لهم.
8/ تعتبر المعرفة العلمية والفنية والتكنولوجية أساساً هاماً للتصدي لحالات الإعاقة والوقاية منها والعناية بشئون المعوقين.
9/ تعتبر عملية التأهيل حق للمعوقين في مجال المساواة مع غيرهم من المواطنين وذلك لتوفير فرص العيش الكريم لهم.
10/ تعتبر التنمية الشاملة للتأهيل جزء منها وماتتطلبه هذه التنمية من تطوير في الهياكل والبنى الاقتصادية والاجتماعية ركيزة أساسية في القضاء على أسباب الإعاقة بمختلف صورها وذلك باعتبارها إستراتيجية وقائية للحد من انتشار ظاهرة الإعاقة.
11/ عملية التأهيل تعتبر مسئولية تقع على عاتق الدولة والمجتمع والأسرة بشكل عام من أجل مواجهة مشكلات الإعاقة وماينجم عنها.

العناصر المساهمة في إنجاح التأهيل:
لابد للتأهيل لكي يكتمل بنجاح وفعالية من توفر عناصر أربعة هي:
1) الشخص المعوق نفسه.
2) أسرة المعوق.
3) المجتمع.
4) فريق التأهيل.