مقدمة :- للإعلام أهمية بالغة في الحياة اليومية حيث له دور فعال في بناء مجتمع متحضر مبني على أسس علمية بحتة والإعلام مرتبط ومتأثر بشكل او بأخر بالنظم الاجتماعية التي ينتمي اليها. وتبرز أهمية الإعلام القصوى، في التأثير على سلم المعرفة والتطور في المجتمع بل وحتى على استمراره وديمومته.. والإعلام ليس حالة ظرفية، وإنما هو يتولى نقل آراء ومعتقدات جيل الى جيل آخر، وينمي العلاقة بينهما.. ومما لاشك فيه ان الإعلام يستطيع أن يؤثر بطرق عديدة على وعي وسلوك الإنسان في مختلف مراحله العمرية، ويحدد وجهات نظره وقناعاته وفهمه للحياة. والذي نحن بصدده هنا هو الجانب الإعلامي للطفل.. حيث أصبحت المادة الإعلامية الموجهة للطفل من اخطر الصناعات الإعلامية في العصر الحالي، بل قد تمثل حرباً مستعرة بمعنى الكلمة تضاف إلى الحروب الصليبية وحروب صهيون وبرتوكولاتهم.. حيث استخدمت في هذه الحروب عولمة الصوت والصورة من خلال انتشار الصحون وتعدد القنواة الفضائية وظهور شبكة الانترنيت، وقد حمل هذا الانتشار السريع معه أساليب جديدة وأكثر تطوراً لاستمالة الطفل والسيطرة على عقله ودفعه إلى الإدمان، وجل الشركات المنتجة والعاملة في هذا المجال هي شركات غربية توجه نشاطها لتكريس ثقافة الغرب والمفاهيم الغربية لمعاني التسلية واللعب والترفيه ومتجذرة في أخلاقيات العلمانية الغربية التي تتعامل مع إعلام الطفل بمنطق السوق والجري وراء الربح والكسب دون الاهتمام بالقيم مما يخلق حالة التشوه النفسي والقيمي لدى الأطفال، يصبح معها أمر التقويم صعب المنال مع التقدم في السن وانغراس تلك النماذج والأنماط في منطقة اللاوعي.