المعلوماتية والفئات الخاصة ماجدة طاهر ميقا من كتاب: المعلوماتية والتعليم - الأسس والقواعد النظرية أ.د. إبراهيم بن عبد الله المحيسن
لتحميل الدراسة - البحث كاملاًPDF- - أضغط على هذا الرابط مقدمة في ظل التدفق المستمر والمتسارع للمعلومات التي تعرض لها المعلم والطالب على حد سواء،أصبح من المهم بناء نظام تربوي يراعي ذلك التدفق. فالطالب على وجه الخصوص يتعامل مع نظامين من المعلومات الأول يختص بالمعلومات داخل المدرسة، والثاني يختص بالمعلومات خارج المدرسة. ومن هنا وجد التربويون أنفسهم في بحث حول التربية المعلوماتية والتعلم الفعال. ذلك أن مقصد التربية هو تكوين تعلم فعال، وتربية معلوماتية، أي تربية عصرية قادرة على مواكبة ثورة المعلومات. وقد أسهم ظهور تقنيات المعلومات والاتصالات المتمثلة في الحاسب الآلي وشبكات المعلومات في جعل الطلبة يتجهون بإلحاح نحو ذلك التطور، ويقبلوا عليه بسعادة، ليختاروا المعارف التي يريدون الاستزادة منها طوعاً. فقد تطورت النظرة إلى الحاسب الآلي من مجرد أداة للحساب وإجراء العمليات الرياضية, إلى نظم شاملة تستخدم تقنية الحاسب الآلي لتقدم العديد من الخدمات لصالح الإنسان. وقد أطلق على هذه الأنظمة أخيراً نظم المعلومات والمعلوماتية، وهي لا تقتصر على أجهزة الحاسب الآلي فحسب، بل على كل ما يرتبط به من أجهزة وطرق اتصال، وكذلك طرق تقديم هذه الأشياء وتعلمها (المحيسن،1996). والفئات الطلابية المستفيدة من المعلوماتية متنوعة ومتعددة, منها الفئة الخاصة ، وهي فئة من الطلاب تواجه صعوبات تؤثر سلباً في قدراتها على التعلم، كما أنها تتضمن الطلاب الموهوبين وذوي القدرات العقلية المتميزة, ويطلق اصطلاحاً على تلك الفئات مفهوم "ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة" (القريوتي وآخرون، 2001). وتتضمن التربية الخاصة لتلك الفئة أساليب تعليمية منظمة ومواد ومعدات خاصة ومكيفة وطرائق تربوية خاصة وإجراءات علاجية تهدف إلى مساعدتهم في تحقيق الحد الممكن من الكفاية الذاتية الشخصية والنجاح الأكاديمي (الخطيب والحديدي، 1994) . إن مشكلة الفئات الخاصة من المشكلات التي باتت ظاهرة تتفاقم يوما بعد يوم، وأصبحنا نتلمسها ونبحث لها عن الحل. إذ أن الدراسات التربوية تثبت وجود علاقة ارتباطية موجبة بين التقدير السلبي للذات وصعوبات التعلم وضعف مستوى التحصيل الدراسي لدى الطالب (بدر، 2001). ويقدر عدد ذوي الاحتياجات الخاصة سواءاً أكانت جسدية أم نفسية أم عقلية في إحصائيات حديثة بنحو عشر سكان العالم. وتشكل الإعاقة في المنطقة العربية خطورة خاصة إذ يقدر حجم المعاقين بحوالي تسعة ملايين عربي، وتتوقع عمليات الاستقصاء التي أشرفت عليها مؤسسات دولية متخصصة زيادة مضطرة في عدد المعاقين عند نهاية القرن الخامس عشر الهجري بحيث ينتظر أن يبلغ عددهم نحو أربعة عشرة مليوناً من المعاقين (زيتون، 2003). إن حجم مشكلة الفئات الخاصة تفرض نفسها وتستوجب التخطيط والتنفيذ لرعاية تلك الفئة. لقد مرت التربية الخاصة عبر العصور المختلفة بكثير من الأزمات إلى أن أصبحت كما هي عليه الآن. فقد شهد ميدان التربية الخاصة كثيراً من التغيرات والتطورات في مجال تقديم الخدمات المناسبة للأفراد المعاقين، وذلك بإدخال تقنيات التعليم ضمن برامجها المختلفة والمتنوعة ، ومن ضمنها الحاسوب. إن المعلوماتية وتقنية المعلومات يمكن أن تقدم دوراً رائداً في تطوير مهارات ذوي الاحتياجات الخاصة، وتنمية قدراتهم. ففي السنوات العشرة الأخيرة قفزت تقنية الحاسوب قفزة هائلة في مساعدة المعاقين على تحقيق أهدف تطويرية. فاستخدام الحاسوب يمكن المعاقين الصغار من اكتشاف العلم بصورة أكثر نجاحاً، ويمكنهم من التعبير عن حاجاتهم للآخرين، واتخاذ قرارات بشأن حياتهم. كما يمكنهم فيما بعد من التفاعل في بيئة الأطفال العاديين. ولقد أثبتت الدراسات أن التقنية لها دور رائد في تنمية العديد من مهارات ذوي الاحتياجات الخاصة: مثل مهارات القراءة والكتابة، وتطوير السلوكيات الاجتماعية، وتطوير اللغة، وتطوير مهارات التفكير Judge, 2001)). ويتوقف نجاح واستخدام المعلوماتية على نوعية الأجهزة، وعلى إعداد البرمجيات التعليمية وكتابتها، وعلى ربط هذه البرمجيات بإستراتجيات التدريس، بحيث تصبح جزءاً مكملاً لها يخدم أهدافاً تعليمية محددة، بحيث تصبح فيما بعد وسائل لزيادة فاعلية المعاق عقلياً في مواقف التعلم، فتجذب انتباهه، وتستخدم حواسه في تعلم الدرس (سليمان، 1997). إن استغلال الإمكانات التي تتميز بها المعلوماتية قد جعل من الممكن تحقيق قفزة هائلة في حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، وفتح آفاق كبيرة، وأصبح من الممكن في كثير من الأحيان تسخير الإمكانات للتعويض عن النقص في الكفايات العلمية،ومساعدتهم على تعويض ما يفتقرون إليه، وتقوية مهاراتهم الضعيفة.
|