أطفال الخليج >> صفحات خاصة >> بنت الشبكة -- تجربتي مع الإعاقة الحركية

108768885 زائر من 1 محرم 1425 هـ

صفحات خاصة

بنت الشبكة -- تجربتي مع الإعاقة الحركية

الكاتب : بنت الشبكة

القراء : 5274

بنت الشبكة

تجربتي مع الإعاقة الحركية ..

المصدر : منتدى الخليج

        أني كنت طفلة طبيعية وبعد ولادتي بسنة أصبت بحمى أعطيت على ماأظن--- أبرة لتخفيض الحرارة أدت إلى شلل أطفال وبقيت لمدة (7) أعوام لا حركة ولا حتى الكلام---- وبفضل الله تعالى تمكنت من المشي والنطق في نفس الوقت بعد هذه المعاناة حيث تم علاجي بالمياه المعدنية الحارة مرتين يومياً والتدليك بالمراهم الحارة مثل الفيكس و لف الجسم كامل ببطانية حتى يعرق الجسم--- وهكذا الحال حتى بدئت الحبو بعد معاناة 7 سنوات .. ثم بعدها مشيت ولكن كنت أتعب كثيراً وكثيرة الوقوع مشيتي مشوهة كثيراً أعاني من لبس الأحذية المناسبة لي ---الاعاقة كانت بالرجل اليسرى --- نتج عنها تشوه بكف القدم وقصر بالساق مقداره ( 3:50 ) سم .. طبعاً طموحي كبير في التعليم لذا اهملت التفكير في أي علاج ينصحني به لأن كل الأطباء الذين زرتهم يقررون علي العملية وأنا غير مقتنعة .. حتى أنهيت الدراسة الجامعية التي عانيت الكثير سواء بالمدارس أوالجامعة لأن كل الفصول الدراسية بالدور الثاني أما الجامعة فقد كانت تتنوع قاعات المحاضرات من دور إلى دور ويصل منها للدور الرابع .. حتى أنهيت ( 3 ) سنوات من العمل حيث بدأت أحس بألم الإعاقة وبدأت البحث من جديد عن الدواء الشافي لهذه الآلام التي كانت عبارة عن مسكنات وأحذية طبية مؤقتة وأستمر تنقلي من دكتور إلى دكتور والكل يقرر عمليات وأنا أطفش وأهرب منهم ..

      حتى كان ذلك اليوم الذي لا أأنساه عندما دخلت بالصدفة على أخصائي عظام ---- لأن دكتوري المعالج في اجازة --- بالرغم من رفضي من تغيير الأطباء لي --- أفادتني المسؤولة بالتسجيل أن دكتوري مسافر شهرين وأنا مضطرة لأخذ هذه المسكنات فقالت لي أدخلي على هالدكتور وعلاجك مسجل بالملف وسيكتبه لك .. ودخلت عليه وكانت الصدمة الأولى والأخيرة من هذا الدكتور لأن قرر علي إجراء العمليات بأقصى سرعة لا تتجاوز الشهرين .. طبعاً أنتم عارفيني رفضت وقلت له أنا أبي أستمر بالعلاج دون عمليات .. تدرين أيش سوى ياضياء الدكتور لما سمع كلامي .. أقفل الملف وطردني من الغرفة وقال إذا تبغين علاج روحي لطبيب غيري أنا ماعندي غير العملية وهذي لصالحك .. وأنا عارف أنك جبانة وخوافة وملفك يثبت ذلك ----- لأنك ترفضين العمليات .. قلت --- المشكلة عندكم يا أطباء أنكم تقررون العملية للمريض والمريض جاهل عن علاجه .. ولعلمك ياأختي ----أن هذا الطبيب جلس معاي ساعة يقنعني ويوضح لي كل ما أحتاجه من عمليات وآخر رسالة أعطاني إياها كاش في وجهي ( إذا لم تعملي العمليات ستكوني على كرسي متحرك بعد سنتين ) هذه العبارة خلتني في وضع غير طبيعي أصابني الخوف والرعب .. وبعد أن وضح لي كل ما أحتاجه من العمليات وهي عملية لتعديل الكف وعملية لتطويل الساق ومدة بقائي بالمستشفى والجبس والعلاج الطبيعي قال لي أنا بلغتك وما على الرسول الا البلاغ --- لأنك صغيرة وفيه مجال لنجاحها قبل ما تكبرين ويصبح نمو العظام عندك قليل-- وأبي أساعدك أن لا تصلي لهذا الموقف --- وعندك بالمستشفى أربعة استشاريين في جراحة العظام ---ولك الحرية في السفر للخارج لو رغبت .. وطلب أن أعمل العمليات في مدة أقصاها شهرين للبدء بها ..

     طبعاً طلعت منه وأنا مقتنعة 100 % في الاسراع في عمل العملية وصرت في زيارات متعددة وأسئلة حتى أعرف من الدكتور المتميز .. وذهبت إلى د. Bhat أشهر أخصائي في علاج شلل الأطفال--- ونفس ما قاله الدكتور السابق قاله هذا أيضاً ووعدني بالبدء بالعملية بعد شهر من عودته من الاجازة .. ومن الخوف أصابتني المرارة ومعاناة منها تم إجراء أول عملية في حياتي وفتح البطن ( 30 ) سم وبقيت سنة من الألم والمعاناة لها حتى يتأقلم البنكرياس في القيام بوظيفة المرارة وقد أجلت العملية خوفاً من البنج الذي تعبت منه كثيراً ..

     وبعد سنة أبتديت في إجراء أول عملية في مارس 1986 م وهي عملية تعديل كف القدم وأستمرت المعاناة أربع شهور في الجبس---- ومن ثم العلاج الطبيعي لمدة ست شهور --- خرجت من هذه العملية ولأول مرة الدكتور يأمرني بلبس الكعب ولأول مرة بدأت ألبس أحذية متنوعة من السوق ..
      بعد عام من العملية بدأت الإجراءات في استكمال باقي العمليات وأجريت عملية التطويل للساق وكانت أصعب مراحل الألم مررت بها لأنها عبارة عن كسر الساق وتركيب جهاز خاص به وكل يوم الدكتور يفتح العظم ( 3 ) مليمتر حيث اتعذب بعد هذا الفتح ما يقارب الساعتين برغم المسكنات التي ما تجيب نتيجة --- ولمدة 45 يوماً وأنا في هذا العذاب --- ومن بعدها تم عمل عملية بالحوض لأخذ العظم الزائد ووضعه بالساق وغير ذلك من المسامير أشكال وألوان --- وهكذا الحال من عملية إلى أخرى حتى وصلت مجموع هذه العمليات ( 8 ) عمليات للرجل اليسرى فقط .

     وبعد سنة من هذه العمليات واستعمال الكرسي المتحرك والعكاز .. وبعد أسبوع من تركي لهذه العكازات سقطت بالمدرسة ونتج عنه كسر للساق المرمم حديثاً أدى إلى دخولي للمستشفى وإجراء عملية ترميم أخرى ورجعت لمدة سنة كاملة للكرسي وغيره من معينات الحركة الأخرى .. حتى شفيت تماماً عام 1990 م
    ولكن يا أختي ضياء في كل مراحل تعبي هذه كانت والدتي معي خير معين في مرافقتي لهذه العمليات من مواعيد ونوم بالأشهر بالمستشفى والعلاج الطبيعي ---- رحلت عن الدنيا بجلطة قلبية سريعة وأنا في جلسة علاج طبيعي وأنا لازلت أمشي على العكاز .. رحلت ولم تعرف ما وصلت إليه من نتائج علاجية .. موتها المفاجئ سبب لي صدمة نفسية مؤلمة عانيت منها سنوات ..

       وبدأت حياتي من جديد دون ألم ومعاناة حتى عام 1996م حيث عدت للألم من الرجل اليمنى أي الرجل السليمة -------- وبدأت عملية اللف والدوران على المستشفيات ---- الخاص والحكومي ---- والكل يقرر عملية أخرى في الرجل السليمة نظراً لأعتمادي الأساسي عليها بالحركة تعرضت للتآكل .. وأستمريت على المسكنات عبارة عن أبر مسكنة ( فاليوم ) ( 3 ) مرات بالاسبوع مع العلاج الطبيعي ---- وأكتشفت فيما بعد أن كثرة أخذ هذه الأبر تؤدي للفشل الكلوي .. بالإضافة لعدم توفر الأخصائي المتميز لإجراء مثل هذه العملية حيث أن معظم الأطباء اللي قابلتهم يقررون علي عملية في الساق وبعد وصولي لسن الستين عام يعملون عملية استبدال المفصل لأنها هي الأساس حالياً وأنا في هذا العمر وضحك لقرار الأطباء .. مما أدى إلى خوفي وعدم اقتناعي برأيهم وخاصة أنهم حديثي العمل .. لذا قررت السفر للخارج وعلى حسابي الخاص حيث سافرت لأمريكا ( ولاية واشنطن دي . سي ) .. وهناك قرر علي الدكتور إجراء عملية لتبديل مفصل الركبة وضحك الدكتور لقرار الأطباء السابق بقوله ماذا تفيدك العملية لو أجلت لهذا العمر .. وأن بقائي بالمستشفى لا يستغرق أكثر من أسبوع وتكلفة العملية تقريباً ( 120 ) ألف ريال ..

     ووافقت وتم إجراء العملية وتم فتح الركبة تقريباً ( 30 ) سم وعدت للألم والتعب من خلال العلاج الطبيعي الذي يطبق علي يومياً وذلك لأرجاع الركبة للخلف حتى تصبح ( 90 ) درجة وقياسها وكنت أصرخ برغم المسكنات ولكن للأسف في كل مرة لا يصل القياس عندي لأعلى درجة ( 75 ) درجة وفضلت هكذا ( 12 ) يوماً لا جديد يذكر .. حتى ذلك المشؤوم الذي فآجاتني فيه الممرضة بالتوقيع على عملية مفاجئة غداً لأني فشلت في العلاج الطبيعي ورغبة الطبيب بأن يصل للرقم90 عن طريق البنج .. ومن الخوف يا ضياء فضلت أبكي تلك الليلة ولم أكل ولم أشرب برغم العطش أصابني خوف وندم لعمل العملية السابقة وأنبت نفسي كثيراً في حضوري ولعلمك فقدت الوعي قبل طلوع الصباح لم أشعر بشئ أبداً ولا حتى بأهلي عند حضورهم للعملية برغم أن العملية مدتها (10) دقائق فقط والبنج مدته ساعة وأرجع لحالتي الطبيعية ولكن للأسف رحت في غيبوبة مدة أسبوع ----- عشت فيها في العناية المركزة على الأجهزة والوايرات في كل مكان بجسمي .. والأطباء تقريرهم لا يعلمون متى أصحى من هذه الغيبوبة ، 3 أيام ، أسبوع ، شهر ، سنة ، 10 سنوات ، العمر كله ، ليس لديهم علم بذلك .. بعد أسبوع تم تحويلي لغرفة العناية المركزة بسبب ما أعانيه من هبوط وارتفاع في السكر والضغط ، ارتفاع بالحرارة ،إنحباس الصوت ، العرق الغزير والحرارة برغم نزول الثلوج عندهم والبرد القارس ، عدم المشي لأكثر من متر ثم الاغماء .. وفضلت تنقلي من قسم إلى قسم لمعرفة الأسباب ..

     ضياء .. لعلمك بس .. صرت في وضع تجارب لطلاب جامعة واشنطن يحضرون من الصبح لرؤيتي وكتابة التقرير لأن دكتوري يناقشهم بحالتي كما بلغوني طلبة من عدة جنسيات كل يوم يجيني واحد شكل ..
     أخصائي القلب عمل كل أجراءاته من الفحوصات وأخيراً قرر عملية قسطرة للإطمئنان .. هنا وقفتهم قلت خلاص مابي أي بنج أنا طلعت من الموت بأعجوبة .. ولعلمك سووا لي القسطرة وأنا في كامل الوعي دون بنج من خوفهم والحمدلله كانت كل الفحوصات ممتازة .. تم تحويلي إلى أخصائي الأنف والأذن الذي قرر بأني أعاني من ضيق بالقصبة الهوائية والبلعوم نتيجة عدة أسباب : عيب خلقي ، البنج ، وعشت على الكورتيزون لمدة شهر على شكل بخاخ وحبوب اللي جابت نتيجة من أول يوم في التحسن وبقيت بالمستشفى مدة ( 35 ) يوم وتقريباً بقيت هناك فترة نقاهة لمدة ثمانية شهور وحتى أترك العكاز ورجعت لبلدي والحمدلله حيث تكفلت بدفع مبلغ ( 120 ) ألف ريال والدولة ( 168 ) ألف ريال ..

       ولكن بعد ( 3 ) سنوات أبتدأت عيوب ومشاكل ماتعرضت له خلال فترة الغيبوبة والوايرات أنا الآن أتابع وبشكل دوري من قبل أخصائي الأنف والأذن والحنجرة وأخصائي الصدر نظراً لتعرضي لحساسية شديدة في الأنف والاحبال الصوتية واستعمال ( 4 ) من البخاخات وكذلك متابعة لأخصائي المسالك .. وكل هذه بسبب الوايرات المعلقة علي لمدة (14) يوماً أدت لهذه الألتهابات ...
حالياً .. أحمد ربي وأشكره على أني لازلت بخير .. وهذه هي تجربتي مع الإعاقة كما طلبت يا أخي ضياء .. وإنشاء لله نسمع عن تجارب الآخرين ،،،،
وتقبل تحياتي

مداخلة وتعليق : أيمن محمد خالد
أختي الفاضلة الصابرة / بنت الشبكــــة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... ؛
تحية طيبة من عند الله مباركة وبعد ... ،
     إني والله لما قرأت ما كتبتِ بيدك عن نفسك أحسست أن دقات قلبك والنبضات في عروقك هي من تروي لنا القصة ، قلتُ في نفسي يا الله هل ما ذال هناك على الأرض من يحمل بين أضلعه ذلك القلب الصافي النقي المغمور بالإيمان وحب الله عز وجل ؛ وأنا أقرأ تلك الكلمات دار في خلدي بيت شعر كنت قد قرأته لعنترة العبسي حيث قال :
إن كنت عبداً فإني سيد ٌ كرماً .......... أو أسودَ اللونِ إني أبيضُ الخُلقِ
   فهو بذلك يخبرنا أن قيمة الإنسان في سجاياه ومآثره ونبله لا في أصله وعنصره ، أما أنت يا أختي الفاضلة فقد جمعت بين الاثنين بين نُبل الأصل ونُبل الخُلق .
   يا أختي الفاضلة علمت وفهمت ولعلي تيقنت من بين كلماتك أنك ممن رضي بقضاء الله سبحانه وتعالى وكنت من القابلين له لذلك أقول لك وأنا على يقين ستؤجري وتسعدي إن شاء الله ( نحسبك كذلك والله حسيبك ولا نذكيك على الله ) ، أما من يرفض فذلك يشقى ويأثم ( نعوذ بالله أن نكون منهم ) .
...... لا تحزني فالحياة أقصر مما نتصور ......
ولتعلمي يا أختي لعل الله عز وجل قد أنعم عليك بما ابتلاك به وأنه سبحانه يحبك ويريد أن يجتبيك ويصطفيك :
قد يُنعم الله بالبلوى وإن عظمت .......... ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
ولتعلمي يا أختي الفاضلة أن الله عز وجل قد يمتحن ولكن هو يعطي ويمنح وقد نحزن من البلية وهي من عند الله عطية وما علينا إلا أن ننظر إلى الجانب الطيب والصالح في تلك المنحة والعطية الربانية .
..... يمكن أن تحطم العِصيُّ والحجارة عظامي ، لكن لن تستطيع الكلمات النيل مني .....
بسم الله الرحمن الرحيم " فآتهُمُ اللهُ ثوابَ الدنيا وحُسنَ ثوابِ الآخرةِ " صدق الله العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم "فَـعَـلِـمَ ما في قُــلُــوبـِهمْ فـأنزل السكينةَ عليهمْ "صدق الله العظيم

      أختي الفاضلة الحديث جداً يطول ولكن سأنهي حديثي هذا بقول للكاتب ( جيمس ألين ... مؤلف كتاب مثلما يفكر الإنسان :
" سيكتشف الإنسان أنه كلما غير أفكاره إزاء الأشياء والأشخاص الآخرين ، ستتغير الأشياء والأشخاص الآخرون بدورهم ... دع شخصاً يغير أفكاره وستندهش للسرعة التي ستتغير بها ظروف حياته المادية ، فالشيء المقدس الذي يشكل أهدافنا هو النفس "
ويقول أيضاً جيمس ألين في نفس الكتاب :   " وكل ما يحققه الإنسان هو نتيجة مباشرة لأفكاره الخاصة ... والإنسان يستطيع النهوض فقط والانتصار وتحقيق أهدافه من خلال أفكاره ، وسيبقى ضعيفاً وتعيساً إذا ما رفض ذلك "
أخيراً يا أختي عندما بدأت الحديث قلت
( أي أختي الفاضلة الصابرة / بنت الشبكــــة )
ولكني الآن حين أختم كلمتي لا يسعني إلا أن أقول
( أي أختي الفاضلة الصابرة المجاهدة / بنت الشبكــــة )
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛ ولا تنسينا ولا تحرمينا من جميل الدعاء في أوقات الاستجابة ؛ وفقك الله يا أختي وأنا أعلم أنك أقوى وأقوى من أن يفت عضدك أي شيء مهما كان ؛ ولا تبخلي علينا بمشاركاتك المتميزة .
أيمن محمد خالد
اختصاصي النطق واللغة
aymanvoice

لمعرفة التجاوب وردود الفعل على هذه التجربة:
لمعرفة وقراءة تجارب أخرى مماثلة:
نرجو زيارة منتدى الخليج www.gulfnet.ws