السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


108729995 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار

المشاكل السلوكية

اضطرابات الأكل لدى المراهقين

الكاتب : دكتور إيهـــاب الببـــــلاوى

القراء : 16944

اضطرابات الأكل لدى المراهقين


دكتور إيهـــاب الببـــــلاوى
 
يعد كل من فقدان الشهية العصبي والشرة العصبي هما أكثر اضطرابات الأكل شيوعاً، وأكثر الإضطرابات التي دُرست في هذا السياق في حين وضعت بقية الإضطرابات تحت اضطرابات الأكل غير المصنفة في موضع آخر مثل اضطراب الاستمتاع الفوضوي بالأكل Binge - eating Disorder الذي يتسم صاحبه بسلوكيات الاستمتاع بالأكل بصورة متكررة ولكن دون سلوكيات التحكم في الوزن إذا كان غير مناسبا كما في حالة الشره العصبي (DSM. IV, 1994 )

ويتطور كل من الشره العصبي، وفقدان الشهية العصبي لدي الفتيات أثناء مرحلة المراهقة، ويفسر ذلك بأن مرحلة المراهقة هي الفترة التي تعاني فيها الفتيات عموما من انخفاض تقديرهن لذواتهم، ويكن أكثر عرضة للإختلالات العاطفية من الذكور، وفي المقابل لذلك نجد أن صورة الذات للفتيات المراهقات ذات أثر توجيهي في العلاقات البينشخصية، كما أن البنات المراهقات أكثر انشغالا بمظهرهن وبعلاقاتهن مع الآخرين، ونتيجة لذلك فإن الفتيات أكثر ميلا ً من الذكور في تأثر مشكلاتهن العاطفية بصورة الجسم ومحاولتهن التأثير فيها (محمد عبد الرحمن، 2000) إذ تنظر المراهقة لكل عضو من أعضاء جسمها وكأنه جزء قائم بذاته، فهي مرحلة الفحص الجزئي المدقق. وتبدأ المراهقة في معاناة جديدة نتيجة للتغيرات المفاجئة التي تعترى جسمها. وغالبا ما تكون المراهقة غير راضية عن شكل أجزاء جسمها، وربما تشعر بالقلق للبدانة التي حلت علي بعض أجزاء جسمها، وهي خاصية ربما تنفرد بها المراهقات أكثر من المراهقين.
 وقد أوضح فيلد Field, L. (2002) أن صورة الجسم تعد أحد أهم اهتمامات الفتيات في مرحلة المراهقة، وأن ذواتهن الجسمية تلعب دوراً هاماً في شعورهن بذواتهن، وإذا عانت إحداهن من اضطراب صورة الجسم فإنهن قد يكن معرضات لنشأة اضطرابات الأكل.     

ومن العوامل النفسية والشخصية التي أسفرت الدراسات السابقة عن ارتباطها بتطور اضطرابات الأكل، هي:اضطراب صورة الجسم، المخاوف الاجتماعية، ضعف التحكم في الدوافع والرغبات، انخفاض تقدير الذات، القلق والمخاوف الاجتماعية، وسوء المعاملة الوالدية، والشعور بالرفض الذاتي والاكتئاب.
ولقد قام سويل Sewell,T. (2000) برسم بروفيل للعوامل المنبئة بفقدان الشهية العصبي و الشرة العصبي لدي المراهقين، وقد كشفت نتائج الدراسة عن أن الإناث أكثر تعرضاً لإضطرابات الأكل من الذكور، وقد ارتبطت اضطرابات الأكل لديهن بعدد من العوامل المهيئة لظهور تلك الاضطرابات لديهن والتي من بينها انخفاض تقدير الذات، وعدم الرضا عن صورة الجسم، الإكتئاب، واضطراب البيئة الأسرية.

 الشره العصبي:
يأتي مصطلح الشره العصبي Bulimia  من كلمة يونانية هي Bous Limos وهي تعنى جوع الثور وهو أسم مغلوط لأن الجوع الحقيقي غير مرتبط بالمرض. والشره العصبي يعد مرض مختلف عن فقدان الشهية العصبي وقد يكون أكثر شيوعاً منه، فقد أشارت أحد الدراسات أن الشره يعادل في انتشاره 6 مرات فقدان الشهية بين عينة من طلاب جامعة واشنطن. وفي جامعة كاليفورنيا حينما تم افتتاح عيادة لإضطرابات الأكل لخدمة مرضى فقدان الشهية العصبي تحديداً سرعان ما غير المتخصصين اهتمامهم نحو مرضى الشره العصبي لأن عددهم يعادل (5)مرات مرضى فقدان الشهية العصبي.
إن أغلب النساء ذوى الشره العصبي حتى لا يزداد وزنهم فإنهم يحاولون إتباع نظام غذائي صارم، ولكنهم مع استمرارهم في هذا النظام فإنهم يشعرون بالحرمان المؤلم والجوع الشديد والدائم، فهم يظلون في حالة من الجوع حتى بعد الأكل.  ولكنهم لا يستطيعون مقاومة حالة الجوع التي يعانون منها ،ومن ثم يأكلون ،غير أن هذا السلوك يشعرهن بالتعاسة والذنب وعدم القدرة على الضبط . ومن هنا تزداد جهودهن لضبط الطعام أو التخلص منه بالقئ أو ممارسة الرياضة أو استخدام المسهلات أو مدرات البول. إن القئ يخفف بسرعة تعاستهن ويقلل لديهن مشاعر الذنب، وهكذا يصبح لدى هؤلاء النساء الحل المناسب لتجنب الجوع عن طريق تناول الأكل وتقيؤه (Johnson ,& Connors,2001 )  

وعندما يتبع هؤلاء النساء نظام غذائي نجدهم يقمن بحساب السعرات الحرارية والتخطيط للوجبات. لكن عندما يبدءن في الأكل لا يستطعن التحكم في تناولهن للطعام ولا يقمن بحساب السعرات الحرارية، وبدلا من ذلك نجدهم في حلقة مفرغة مابين الأكل والقئ. (Yates,A.,1991)
ومن الأسباب التي تعجل بحدوث الشره العصبي والتي من بينها: تكرار إتباع نظام غذائي قبل بدء الشره المرضى وحدوث تقلبات في الوزن ما بين السمنة والنحافة، إذ تسهم فكرة الفتاة عن نفسها بأنها مفرطة في الوزن في نمو متلازمة الشره المرضى. كما أن تعرض الفرد للأحداث المثيرة للضغوط النفسية، حيث يذكر 88% من ذوى الشره العصبي أنهم تعرضوا في بداية إصابتهم للشره لبعض أشكال الفقدان ( كفقد أحد الوالدين أو الأصدقاء..) أو الصراعات والانفعالات غير السارة.  
ويتضمن هذا الاضطراب عناصر معرفية وأخرى سلوكية، أما العناصر المعرفية فتتضمن الانشغال الزائد بوزن الجسم، وحجمه، وشكله، ورغبة الفرد في أن يكون أكثر نحافة حيث تضع النماذج الخاصة بالشره العصبي أهمية كبيرة على نسق القيم في المجتمع والذي يجعل من النحافة هدفاً مرغوبا خاصة بالنسبة للإناث. هذا إلى جانب إدراك الفرد أنه لا يمكنه يسيطر على نفسه أثناء نوبات الأكل أو حتى عندما يرى الطعام، في حين تضم العناصر السلوكية نوبات متكررة من الأكل، والتقيؤ المثار ذاتيا، وزيادة في الوزن.
 محكات تشخيص الشره العصبي: 
الشرة العصبي هو زملة تتميز بنوبات متكررة من الإفراط في الأكل وانشغال شديد بالتحكم في وزن الجسم، يؤدى بالفتاةة إلي نمط من الإفراط في الأكل يليه قيء أو استخدام الملينات ويشترك هذا الاضطراب في كثير من السمات النفسية مع فقدان الشهية العصبي بما فيها الاهتمام الشديد بشكل ووزن الجسم (أحمد عكاشة،2003)
هناك طرق مختلفة لتشخيص الزملة العيادية للشره العصبي أو المتلازمات العيادية التي تسببها.وبرغم تعدد أسماء هذه الزملة مثل:Bulimaarexia And Thedhetary Chaos Syndrome   إلا أن أغلب الباحثين والعياديين في أمريكا وانجلترا يفضلون مصطلح Bulimia Nervosa..
وفي النسخة الرابعة من دليل التشخيص الإحصائي للأمراض النفسية والعقلية الأمريكي DSM IV  (1994) تم تعديل تسمية الشره المرضى إلى الشره العصبي، كما تم تعديل المحكات التي يتم في ضوئها تشخيص اضطراب الشره العصبي وذلك على النحو التالي :
(1)     حدوث نوبات متجددة من الأكل حتى التخمة وتتميز نوبة الأكل بما يلي:
    - أن يأكل الفرد خلال فترة زمنية محددة كأن تكون كل ساعتين مثلاً، وتناول كمية كبيرة من الطعام تزيد عما يستهلكه الناس خلال نفس الفترة الزمنية. 
    - شعور الفرد بفقدان القدرة على ضبط سلوك الإفراط في الأكل، حيث لا يستطيع التوقف عند تناول الطعام، وأنه لا يستطيع التحكم في نوع الطعام الذي يتناوله.
(2)    المحاولات المتكررة لإنقاص الوزن من خلال سلوك تعويضي غير ملائم لإنقاص الوزن وذلك بإتباع نظام غذائي صارم أو حث الذات على القئ أو استخدام المسهلات أو مدرات البول.    
(3)    أن يكون المتوسط الأدنى من نوبات الأكل حتى التخمة والتخلص منه مرتين أسبوعيا لمدة 3 شهور. 
(4)    أن يتأثر التقييم الذاتي للفرد بشكل جسمه، ووزنه.  
(5)    لا يحدث هذا الاضطراب خلال نوبات فقد الشهية العصبي.

إن أسلوب ذوى الشره العصبي في تناولهم للطعام والتخلص منه يتم علي النحو التالي:
  أولاً: لا تهتم الفتاة التي تعانى من الشره العصبي بنوعية الطعام الذي تتناوله أو رائحته أو مذاقه، وإنما ينصب اهتمامها على الكمية التي تتناولوها من تلك الأطعمة. كما أنها تخشى أنها إذا بدأت في تناول قدر بسيط من الطعام الغنى الكربوهيدرات فإنها تلتهم المتاح أمامها كله.       
  ثانيا: تلجأ أيضا الفتاة التي تعانى من الشره العصبي إلى تناول الطعام سراً وبمعزل عن الآخرين، فهي تعطى لمكان تناولها الطعام أهمية كبيرة، حيث أنها تفضل أن تكون بعيداً عن أعين الآخرين.
  ثالثاً: إن الفتاة التي تعانى من الشره العصبي قد تدرك فجأة أن التقيؤ هو الوسيلة الناجحة لضبط الوزن دون اللجوء إلى تجويع الذات، والدخول في مواجهات مع الوالدين والآخرين، فهي تأكل بشكل طبيعي لراحة الوالدين، وتبدأ في التقيؤ لراحة نفسها.وقد لا تلجأ الفتاة للقئ، إما لأنها لا تستطيع القيام بذلك أو لأن الظروف المحيطة بها لا تسمح لها بذلك. وفي هذه الحالة قد تلجأ إلى المسهلات أو مدرات البول أو القيام بالتمارين الرياضية القوية. 

      الآثار البدنية والنفسية للشره العصبي:
إن أغلب مرضى الشره العصبي يعايشون مرحلة أولية من فقدان الوزن عند بدأ أعراض الشره. وعندما يتقدم المرض يزداد وزن هؤلاء المرضى الأمر الذي يعكس تغير نمطهم في الأكل. فيترتب علي ذلك عدد من الآثار البدنية والتي من بينها: أن الفرد يعانى من الخمول وضعف التركيز، والشكوى من آلام المعدة واتساعها بشكل كبير، بالإضافة إلى حدوث تأكل لطبقة المينا المغلفة للأسنان بسبب القئ المتكرر لما يحمله هذا القئ من أحماض المعدة. كما أنهن يعانين من الرغبة الشديدة في النوم، والشعور بالتعب والإعياء من أقت مجهود، واضطراب الحيض (كأن يحدث الطمث مرتين في الشهر).
كما أن القئ المتكرر من الممكن أن يؤدى إلى تمزق المرئ برغم ندرة ذلك. هذا إلى جانب أن سوء تعاطى المسهلات من الممكن أن يضعف القولون، ويعوق القدرة على التبول بشكل طبيعي. ويصاحب الشره العصبي سوء الهضم المزمن، وانتفاخ الوجه، التهاب الحلق، وقد يحدث جفاف في الجلد وخمول، كما لوحظ أيضا تصلب اليدين والأصابع من حث الذات على التقيؤ.
إن تقيئ طعام يحتوى على السكريات من الممكن أن يؤدى إلى انخفاض سكر الدم نتيجة زيادة الأنسولين.كما أن خطورة الشره العصبي تكمن في أن المرضى به يبدو وزنهم طبيعي أو قريب من ذلك ولذا لا يبدو عليهم المرض، وبالتالي فإن عدم التوازن الفسيولوجي الذي يهدد الحياة لا يتم ملاحظته حتى تزداد شدته لدرجة كبيرة.
إن النساء ذوات الشره العصبي يدركن البيئة المحيطة بهن على أنها محبطة وتثير لديهن الضغوط النفسية، وأنهن غير قادرات على ضبط المتغيرات من حولهن أو التمكن منها.لذلك فإن نمط أكلهن يعد استجابة للأحداث المحيطة بهم.ولذلك تزداد لديهن نوبات الأكل كلما تعرضن للضغوط النفسية، حيث يستخدمن الطعام كطريقة للهروب من تلك الضغوط، و إذا اجبرن على التوقف عن الأكل والقئ فإنهن يعانين من القلق الأكتئاب والشعور بفقدان الضبط والرغبة والانسحاب.   

دور الإخصائي النفسي في مواجهة الشره العصبي:
 يتبع الإخصائي النفسي المدرسي عدة خطوات لمواجهة الشره العصبي:
--العلاج التدعيمي:
وهو يهدف إلى تعديل نمط حياة الفتاة ونصحها بتجنب مواقف الانفعال الشديد والإجهاد العقلي المتواصل- وشرح وتفسير العلاقة بين الانفعال وردود الفعل الفسيولوجية، وإعادة تعليم الفتاة بخصوص الأفكار الخاطئة.   
ولاشك: أن مجرد شعور الفتاة بأن هناك من يهتم بأمره ويسعى لسعادته وتحقيق شفائه- مجرد هذا الشعور يؤدي إلي تحسين حالته.. ومجرد وجود إنسان متفهم يتحدث إليه ويفصح له عما يجيش في صدره ويكون متقبلاً له، كل ذلك يؤدي إلي تحسين حالته.

--العلاج المعرفي السلوكي:
يعد العلاج المعرفي السلوكي من العلاجات الفعالة مع الشره العصبي للطعام حيث يعمل علي التأثير في سلوكيات الأكل الصاخب فيؤدي إلي الإقلال من معدل حدوثه إلي جانب الإقلال من حدة الإضطرابات النفسية التي تلازمه. ويهدف العلاج السلوكي المعرفي إلي تغيير النمط الفوضوي في الأكل لدي الفتاة،  وعندما يقلع الفرد عن الأكل الصاخب بسبب العلاج يقل وزنه كثيراً. وهذا يعني أننا يجب أن نعاج الأكل الصاخب أولاً، ثم نلفت بعد ذلك إلي الوزن. 
 
--التنظيم الغذائي
ينصح الإخصائي النفسي الفتاة المراهقة بضرورة تعديل السلوك الغذائي عن طريق التدعيم الموجب لسلوك الأكل السوي وإطفاء السلوك الشره.. ومن المقترحات التي يجب أن توضع في الاعتبار وأن تتفهمها الفتاة لتنظيم غذائها، وذلك على النحو التالي:
    *أن يكون الغذاء متوازناً، وأن أكل الأطعمة المناسبة بالكميات الصحيحة مهم لبناء العقل والجسم والنمو والتطور.
    *أن كل الأطعمة تمد الجسم بالطاقة، وأن بعض الأطعمة تحتوي علي طاقة أكبر وسعرات حرارية أكثر من البعض الآخر- ولذلك: فان المرء إذا استهلك سعرات حرارية أكثر مما يستخدم الجسم، فإن هذه السعرات تختزن علي شكل دهن في الجسم.
     *أن الجسم يحتاج للطعام للحصول علي الطاقة، وكلما زاد استخدام الجسم للطاقة قلت كمية الدهن المخزون... وأن الأنشطة الرياضية والجري والقفز والتسلق تستهلك طاقة أكثر من مجرد الجلوس والوقوف.    
     *الوجبات الخفيفة التي تقدم بين الوجبات الرئيسية تسهم في مجموع ما يحصل عليه يومياً من الطعام، وأن بعض الوجبات الخفيفة تحتوي علي سعرات أقل من البعض الآخر وتكون أكثر تغذية.
    ²أن يراقب الإنسان نفسه عند تناول الطعام- وإذا كان طفلاً فلتراقبه الأم وتشجعه بتقديم كميات صغيرة من الطعام، فإذا احتاج مزيداً فليعطي أيضاً كمية صغيرة دون تجاوز الحد.
     *أن يأكل الطفل ببطء ويتمهل ويمضغ ببطء، وأن يأخذ لقمات صغيرة وينتظر بينهما، ويمكن الدخول مع الطفل في حديث سار أثناء الأكل وإعطائه فرصة للكلام والإنصات والضحك. 
     *تجنب الأطعمة التي تحتوي علي كميات كبيرة من السكر والدهون تحتوي علي سعرات عالية ولا تحتوي علي قيمة غذائية كالمشروبات الغازية، ورقائق البطاطس، وقطع الحلوى.
*   تسجيل الخط القاعدي لبداية تطبيق البرنامج الغذائي، وتتم مراقبة الوزن تدريجياً حتى الوصول إلي الوضع المثالي، ويجب ملاحظة: أن الهدف ليس خفض الوزن ولكن القضاء علي سلوك الشره المفرط، مع مواصلة تعزيز وتدعيم سلوك الأكل المناسب بشكل متكرر.(ايفا عيسي:1993)  
 
 فقدان الشهية العصبي:
يعد هيلد بروش Hilde Bruch من أوائل الذين كتبوا في مجال فقدان الشهية في العصر الحديث، وذلك في مقالته عام 1961 بعنوان " الاضطرابات الإدراكية والمفهومية في فقدان الشهية العصبي" وقد أكد الكثيرين أن هذه المقالة هي بداية مرحلة جديدة لفهم هذا المرض.
ويعرف فقدان الشهية العصبي بأنه فقد خطير في الوزن مصحوب باختلال في صورة الجسم، حيث يبقي الفتاة خائفاً من زيادة وزنه، ويبدي اختلالاً واضحاً في إدراكه لشكل وحجم الجسم، ورغم ذلك يعد مسمي هذا الإضطراب غير مطابق تماماً لأعراضه لأن فقد الشهية عادة ما يكون أمراً نادراً (محمد عبد الرحمن،2000) فهو رفض للطعام ومقاومته بكل الطرق وليس فقد الشهية كما يطلق عليه (أحمد عكاشة، 2003) .        
إن فقدان الشهية العصبي يعد اضطراب انفعالي معقد يلقى بضحاياه في أحد نظم الغذاء لملاحقة النحافة الشديدة. إذ ينظر هؤلاء المرضى إلى النحافة على أنها الحل المثالي للمشكلات الحياتية.
إن اتخاذ القرار الخاص بإتباع نظام غذائي للنحافة يظهر بطرق مختلفة، وتعتمد هذه الطرق علي شخصية المرأة والظروف الخاصة التي ترى بها نفسها . إن بدء فقدان الشهية العصبي بين المراهقات، ينبع من إدراكها بأنها لا تحب شكل أو حجم جسمها. وذلك عندما تدرك الفتاة المراهقة تلك التغيرات التي تطرأ على جسمها أثناء مرحلة البلوغ أو عندما ينبهها الآخرين إلى أهمية محافظتها على وزنها ،فتبدأ في الإقلاع عن الطعام ،ويلازمها خوف مرضى من الإصابة بالسمنة المفرطة. فغالباً ما تكون إصابة الفتيات بفقدان الشهية العصبي مع بداية التغيرات البدنية المنبئة بقرب نزول الطمث فينحبس ،وانحباسه يوحى بالصلة بين العزوف عن الطعام و الجنس .
ويعد فقدان الشهية العصبي من الاضطرابات التي تتسم باهتمام شديد بشكل الجسم ومحاولات تجنب زيادة الوزن، إذ يرتبط بالعزوف عن الطعام أو الامتناع عنه بغرض الرشاقة وتحقيق معايير الجاذبية الجسمية وفقاً لثقافة المجتمع الذي يعيش فيه الفرد.
 
  محكات تشخيص فقدان الشهية العصبي : 
يحدد الدليل التشخيصي الإحصائي للأمراض النفسية والعقلية الأمريكي في الطبعة الرابعة DSM I V (1994) المحكات التالية لتشخيص فقد الشهية العصبي كأحد اضطرابات الأكل على النحو التالي:
(1)    رفض الإبقاء على وزن الجسم عند المعدل الطبيعي الذي يتناسب مع الطول والعمر، أو الإبقاء على وزن الجسم أقل من 25 % من المتوقع، أو عدم القدرة على تحقيق الزيادة المتوقعة في الوزن خلال فترة النمو مما يؤدى إلى أن يصبح وزن الجسم أقل مما هو المتوقع.
(2)    الخوف الشديد من زيادة الوزن أومن أن يصبح الفرد بديناً حتى إن كان وزنه أقل من معدله الطبيعي.
(3)    حدوث اضطراب في الطريقة أو لأسلوب الذي الفرد وزن أو شكل جسمه، مع التأثير المفرط لوزن الجسم أو شكله على تقييم الفرد لذاته، أو أفكاره لخطورة انخفاض وزن جسمه أو نقصه وذلك بالصورة التي يكون عليها.
(4)    انقطاع الطمث غير الطبيعي لدى الإناث وذلك بعد بداية الدورة الشهرية، وانقطاعها ثلاث شهور متتالية.
وهناك مجموعتان من مرضى فقدان الشهية العصبي ،هما :
        المجموعة الأولى: وهي التي تفقد الوزن من خلال تقليل الطعام بشدة وتشكل ما يقرب من 60 % من مرضى فقدان الشهية العصبي.
        المجموعة الثانية: وهي التي تأكل حتى التخمة، وتتقيأ محاولة بذلك منع امتصاص الجسم للطعام من خلال حث الذات على التقيؤ أو استخدام الملينات (المسهلات) أو الأدوية المدرة للبول أو الحقن الشرجية أو التدخين بشراهة.      
     
  الآثار البدنية والنفسية لفقدان الشهية العصبي :
إن الفتاة التي تعانى من فقد الشهية العصبي عادة تقلل من الطعام اللازم أو رفضه كليّة أو استصعاب مضغه وبلعه، وكراهية إدخاله إلى القناة الهضمية ، و الإصابة بضعف شديد في مقاومة الجسم ، كما تصاب الفتاة بالنحافة نتيجة لفقدها لكمية كبيرة من الدهون مما يترتب عليه شعورها بالتغيرات المناخية - الحرارة أو البرودة - بصورة أكبر من غيرها. كما أنها تبدو شاحبة اللون، وقد يصبح جلدها جاف ويتقصف شعرها ويضعف، ويبدو الوهـن على وجهها وذراعها وظهرها،وينخفض ضغط دمها بسبب محاولة جسمها التوافق مع الطاقة المنخفضة التي يمتصها الجسم, هذا إلى جانب حدوث قروح على القدمين والركبتين والإليتين،والعانة وخلف الرأس والكوعين، وتبرز الأسنان وتصغر، ويضعف الصوت ويرفع.   
كما يؤدى فقدان الشهية العصبي إلى حدوث نوع من الأنيميا وضيق محيط العظام، ونقص البروتين في الجسم، بالإضافة إلى زيادة نشاط الغدة اللعابية وظهور تشنج بالعضلات، وعدم انتظام ضربات القلب. وكلها انعكاسات غير مباشرة تحدث للمرضي الذين يحثون الذات على التقيوء.
 ويعد توقف الطمث أحد المظاهر البدنية لفقدان الشهية العصبي، وهو يحدث قبل الانخفاض الحقيقي للوزن وذلك بسبب الهبوط المفاجئ لنسبة الدهون بالجسم، هذا إلى جانب قلة البوتاسيوم والذي يؤدى إلى التوتر وسـرعة الانفعال العصبي والفتور والخمول. 
إن الفتاة التي تعانى من فقدان الشهية العصبي تتسم في مرحلة الطفولة بأنها أكثر إحساساً بمشاعر الآخرين وتحاول تخمين ما يريده الآخرين منها لتلبيته، ونجدها تتجنب المشاكل قدر الإمكان،  كما يصفها الوالدين والمعلمين بأنها في طفولتها تتسم بالانبساطية والأدب في تعاملها مع الآخرين. و لا تتسبب في أي مضايقات للآخرين وأنها مرتفعة التحصيل، ولكنها في مرحلة المراهقة قد تتعرض لعدد من المواقف المثيرة للضغوط النفسية.
إن المراهقات ذوات فقدان الشهية العصبي شديدات العناد إلى حد أنهن يؤذين أنفسهن برفض الطعام، أو قد يكن منبوذات فيثأرن لأنفسهن بمرضهن و يعذبن أبويهم بمرضهن، ومع بداية فقدانهن لوزنهن يتحول الاهتمام إليهن - وهو ما يعرف بالمكسب الثانوي من المرض.
كما يعانى ذوى فقدان الشهية العصبي من اضطراب علاقتهم مع الآخرين، والأهل على وجه الخصوص، وهذا ما يجعل الغير يكنّ الكره لهؤلاء المرضى بسبب سلوكهم العام غير الودي، وإظهارهم لتصرفات غير مرغوبة أو محببة مثل الكذب، والتبرير .
        
دور الإخصائي النفسي في مواجهة فقدان الشهية العصبي:
وعادة ما تعتمد العلاجات الفردية لفقد الشهية العصبي علي كل من العلاج السيكودينامي والعلاج المعرفي للنساء المرضي. ويقوم هذا المدخل علي افتراض أن فقد الشهية العصبي هو خوف من اكتساب الوزن الطبيعي ويسببه صراع حول الوصول إلي دور المرأة الناضجة والذي يعني اكتساب الوزن الطبيعي وبدانة البنية، ونظرا لأن العلاج السيكودينامي غير فعال بمفرده في هذه الحالة فإنه من الضروري إقحام العلاج المعرفي ولو في بعض وسائله لأن اضطرابات الأكل ما هي إلا أساليب لا تكيفية لمواجهة الصراعات العاطفية ومن ثم فإن العلاج يهدف إلي حل الصراعات الضمنية ومساعدة المرضي علي تطوير أساليب أكثر بنائية للمواجهة مع اضطرابات النمو.

هذا ويجب أن تسير خطة العلاج علي النحو التالي:
(1)تقديم نموذج العلاج المعرفي السلوكي علي أن يتضمن ذلك ما يلي:
²التعرف علي منطق العلاج.
²التعرف علي تلك الضغوط التي يمكن أن تؤدي إلي الإضطراب.
(2)     تقديم المعلومات وإجراء المناقشات حول ما يلي:
²مخاطر نقص الوزن والعزوف عن الأكل.
²الضغوط الثقافية التي ترتبط بالأكل وحجم الجسم.
²التقيد بنظام غذائي معين وعدم الخروج عنه.
²التغذية الجيدة والأنماط الجيدة لتناول الأكل.
²التخطيط للوصول إلي الوزن العادي.
²التذبذب في الوزن وكيفية الوصول إلي الوزن العادي.
(3)    زيادة كم ونوع التغذية المراد تناولها بغرض استعادة الوزن والوصول به إلي المستوي الصحي العادي.
(4)   تحديد المعارف المختلة وظيفياً والتي ترتبط بالأكل والوزن وحجم الجسم.
(5)   العمل علي تعديل تلك الأفكار المختلة وظيفياً من خلال إتباع استراتيجيات علاجية معينة.
(6)    تناول جوانب أخري ذات صلة بالاضطراب كتقدير الذات، والإكتئاب، والمهنة، والأسرة، إلي جانب العديد من الأمور الاجتماعية المختلفة.
(7)   التدريب علي إستراتيجيات المواجهة حتى تجنبنا حدوث انتكاسة بعد انتهاء البرنامج العلاجي. 
 

 أطبع الموضوع أرسل الموضوع لصديق

فهرس الموضوعات

ما هو الطبيعي وغير الطبيعي؟

اللهايةبين القبول والخوف

طفلي شقي مخرب

طفلي يسقط مغشياً عليه

طفلي يمص إصبعه

أبني يغار من كل شخص

أبني يأكل التراب

أبني يضرب رأسه في الحائط

الجز على الأسنان

طفلي يخاف

الطفل الخجول

طفلي سوي أم مضطرب ؟

أطفالنا والتربية النفسية

مظاهر التوتر عند الطفل وأسبابه

فن التعامل مع الأبناء

نوبات الغضب

القواعد الذهبية لتربية الطفل

الاطفال والسرقة

كيف تدربين طفلك على قضاء حاجته؟

الاعتداء العاطفي على الطفل

انتبه !---- هذه الاخطاء قد تدمر ابنائك!

الغيرةعند الاطفال

كوابيس الاطفال

كيف نتعامل مع اضطرابات النوم عند أطفالنا ؟

الكذب وأنواعه وسبل علاجه

تعديل السلوك

اضطراب التغوط

الوسواس القهري عند الاطفال

الإكتئاب لدى الأطفال

الصمت الأختياري

الانحراف السلوكي للمراهقين

التطور الجنسي عند الأطفال

مظاهر التوتر عند الطفل وأسبابه

السلوك العدواني وكيفية تعديله

ظاهرة العناد عند الطفل

التغلب على الخوف عند الأطفال

مص الابهام والمصاصة

المخاوف الوهمية لدى الاطفال

الألفاظ النابية عند الأطفال

السرقة عند الأطفال

المراهقة: خصائص المرحلة ومشكلاتها

اضطراب السلوك (التصرف) Conduct Disorder

تقييم وتشخيص الاضطرابات السلوكية

تقييم وتشخيص الاضطرابات السلوكية

اختبارات تشخيص الاضطرابات السلوكية

العدوانية وأساليب قياسها

الانسحابية وأساليب قياسها

نوبات الخلق Temper Tantrum

الصمت الاختياري

كيف نتعامل مع اضطرابات النوم عند أطفالنا ؟

الصمت الاختياري أو البُكم الاختياري

اضطرابات الأكل لدى المراهقين

التبول اللاإرادي

الفرق بين علم النفس والطب النفسي


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة