السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


108745175 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار

مذاق الصبر

الشعلة التي أضاءت الصحراء

الكاتب : محمد عيد العريمي

القراء : 9522

"الشعلة التي أضاءت الصحراء!"

عشقه للبادية وحبه لاهلها لازماه طوال سنوات. وفي سنوات دراسته الجامعية لم يجد افضل ما يكتب عنه في مقرر "تاريخ العرب" من البادية وسكانها. التالي ملخص تلك الورقة التي كتبها بمتعة وحب على خلاف سائر المقررات الدراسية:

عند ذكر كلمة البادية يتبادر للذهن عادة معنى الصحراء القاحلة الشديدة القسوة، وهي، اذ ذاك، اما سهوب شاسعة جرداء او كثبان رمال متحركة.. لا تكاد ترى فيها للنبات ظلاً ولا تسمع للحياة نفساً الا ما ندر ويطبق على فيافيها الواسعة الصمت لا تقطعه الا اصوات هزيز الرياح!

ودرجت العادة ايضا على القول ان الترحال والتنقل الدائم بحثا عن الماء والكلأ هي السمات الرئيسية المميزة لسكانها الذين يسمون البدو الرحل.

ولعل الانطباع السابق عن الصحراء التي شكلت اصعب التحديات على الانسان من أي منطقة اخرى على وجه الارض، لا تجافيه الحقيقة الا في اقتصار التسمية "البدو" على اولئك الناس الذين قال عنهم مستكشف اوروبي "الشعلة التي اضاءت الصحراء"؛ فالبادية ليست فقط الرمال والجدب والسهوب، وهي بدون شك ليست فقط تلك الفيافي التي يستعصي فيها على النظر التمييز بين السراب والغدير.

فعلى تخوم صحراء الربع الخالي قامت مناطق استيطان مستقرة اتخذت من بطون الوديان بين كثبان الرمال او في مجاري السيول قرب الجبال او عند التقاء الصحراء والبحر مراكز تجمعات سكانية لها حضور ثقافي وحضاري منذ القدم.. خاصة مناطق الحافة الشرقية والجنوبية الشرقية لصحراء الجزيرة العربية.

وتعتبر واحات النخيل، ووديان شجر الغاف، والقرى الساحلية ابرز هذه المناطق السكانية، حيث تشكل النخلة، في الاولى، مصدر غذاء رئيسياً فضلاً عن استخدامات اخرى كثيرة؛ وتدور انشطة سكان وديان الغاف حول قوافل الجمال ورعي الماشية؛ بينما يأتي البحر في القرى الساحلية على رأس اهم مصادر كسب الرزق. واذ ذاك، فان المناطق الثلاث ليست بعيدة عن الطبيعة القاحلة والشمس الحارقة وخواء الارض الذي عرفت به الصحراء. واهلها وان لم يمضوا حياتهم متنقلين وراء العشب والمياه، الا انهم لم يكونوا بمنأى عن المكابدة العظيمة التي يعانيها البدو الرحل، وبالتالي فهم لا يختلفون عنهم بشيء، وان اختلفت انماط حياتهم ووسائل مصادر رزقهم بعض الشيء.. لا سيما وان معظمهم ينتسبون للقبائل نفسها.

ويقال ايضا ان نمط حياة الانسان البدوي وعالمه المحكوم باعراف وتقاليد القبيلة لا تسمح له بالخضوع لقانون أو سلطة! لكنهم ينسون ان البدوي انسان ولد وعاش على الفطرة في منطقة لا نهاية لحدودها.. ولعل هذا الاتساع هو ما ولد في نفسه التوق الدائم الى الانطلاق وصاغ في نفسه نوعا من الحرية لا يعرفها سكان المدن، كما ان المكابدة المستمرة مع بيئة قاسية كالصحراء استنفذت ما لديه من طاقة ولم يعد لديه متسع لقوانين ونظم تكبل حريته. فالصحراء جردت منه الصبر كله!

نعم.. إن الصراع الازلي من اجل البقاء في واحدة من اكثر البيئات قسوة وخشونة جعلت من الانسان البدوي ـ على اختلاف مناطق سكنه وطبيعتها ـ انساناً حساساً ومتوتراً وعصبياً، الا انه يتمتع بخصال نبيلة ومثالب حميدة. ولا تزال شخصية البدوي التاريخية تجسد في اذهان كثير من عرب المدن نموذجا للعربي الاصيل الذي ظل يحتفظ باخلاق ونبل وشهامة العرب القدامى!

وتعد صفات الكرم والنخوة والضيافة بعضاً من صفات البدوي الاصيل، بيد ان الكرم عند البدو لا يتمثل في عادات ولائم البذخ والاسراف التي يقيمها بعض أغنياء المدن طمعاً في منزلة اجتماعية لا يملكونها او ابتغاء خصال يفتقرون الى مقوماتها، وانما هي الاستعداد الفطري للفقير لتقديم آخر وجبة طعام يملكها لضيف حل عليه أو التخلي عن آخر ما يمتلكه لاغاثة محتاج. بينما تتجلى صفة النخوة في حماية الضعيف ونجدة المستغيث. ويتجسد خلق الضيافة في ابسط صوره: بتقديم التمر والقهوة العربية ، التي تعد اكثر من مجرد شراب وانما هي تعبير عن دفء الترحيب. ويشكل موقد النار تحت ظل شجرة غاف مجلساً للقاءات ومركزا لجمع الناس للتشاور في امور تجارية او سماع الاخبار او تسوية خلاف. وتتخذ اليوم العديد من المؤسسات السياحية في الجزيرة العربية من دلة القهوة رمزا يدل على حسن الاستقبال وجودة الخدمات.

يقول المغامر البريطاني ولفرد ثيسجر، الذي عبر صحراء الربع الخالي خلال الفترة ما بين عامي 1945 و 1950 مرتين.. الثانية منهما أخذته من صلالة في جنوب عمان إلى صعر في حضرموت وسليل جنوب المملكة العربية السعودية وصولا إلى واحة ليوا في امارة ابوظبي، بصحبة عدد من البدو، عن سكان الصحراء "… ويظل كرمهم السخي رغم شح مصادر رزقهم وما يملكون اعز ما في ذاكرتي… ولاني لم اكن بدويا كان يغيضني تقديم آخر ما تبقى لدينا من طعام للزوار".

وفي مكان آخر من كتابه الكلاسيكي "الرمال العربية"، الذي يصف فيه مغامرته تلك ويتناول فيه حياة البدو، يقول ثيسجر، الذي لقبه البدو باسم "مبارك بن لندن" عن قناعتهم بالحياة التي ارتضوها لأنفسهم:"إن جل من يطلبونه القليل من ضروريات الحياة، فهم يبتغون من الطعام ما يسد الرمق، ومن الملبس ما يستر أجسادهم العارية، ومن المأوى ما يدرأ عنهم لسعة الشمس ولفح الريح".

تقوم حياة سكان واحات الصحراء على تربية الجمال والماشية، لكن اعتمادهم عليها يختلف قليلاً عن تلك التي يتبعها البدو الرحل. ففي وسط الصحراء تربى الجمال لسببين: الغذاء المباشر (الحليب واللحم) والبيع، بينما يربيها سكان الواحات (وديان الغاف)، علاوة على ما سبق، للنقل التجاري والمسافرين.

ولأن الجمال هي من نتاج الاقتصاد الرعوي، فان سيطرة سكان وسط الجزيرة العربية على حركة تجارة قوافل الجمال تعود الى الالفية الثالثة قبل الميلاد، وهي الفترة التي اشارت كتابات الآشوريين الى بدء تهجين الابل. وتعززت سيطرتهم على تجارة القوافل اكثر فأكثر بعد ظهور السرج والسيوف وادوات القتال المعدنية الاخرى.

ولا شك ان البدو بسطوا هيمنتهم على خطوط النقل ولعبت جمالهم دوراً متزايداً في تجارة "الترانزيت" خلال العصور التالية لذلك، فقد كانت مواد الطيب والبخور والتوابل تنقل بحراً من الهند وشرق افريقيا الى مدن الساحل الشرقي للجزيرة للعربية، ثم تنقل برا على ظهور الجمال مع اللبان من ظفار بجنوب عمان واليمن الى مراكز المقايضة التجارية في شمال الجزيرة وبلاد الرافدين وبلاد الشام. ونتيجة لذلك تحولت بالتدريج الكثير من الواحات والقرى التي تقع على دروب القوافل او في مفترق الطرق إلى مدن مزدهرة (رحلات الشتاء والصيف).

وبعد ظهور الاسلام واصلت قبائل البدو، في الجزيرة العربية، تحكمها في حركة النقل التجاري ونقل الحجاج والمسافرين بين مدن الدولة الاسلامية، وازداد الطلب عليها بعد الفتوحات الاسلامية. واصبحت قوافل الجمال منذ ذالك الحين الى عهد قريب، قبل دخول وسائل النقل الحديثة، الوسيلة الاساسية للنقل البري.

تعيش اسر سكان الوديان في منازل تبنى من جذوع النخيل وسعفه وأغصان وخشب الغاف التي تجمع في حزم وترص بحبال ألياف النخيل. ويتكون منزل الأسرة المتوسطة عادة من خيمة أو اكثر مغطاة من جميع الجهات بالسعف واغصان الغاف بإحكام، ويفرش فوقها قماش "الطربال" لمنع تسرب مياه المطر، وتستخدم للمبيت أثناء ليالي الشتاء القارس وتستغل كمخزن في بقية اشهر السنة، وعرشان تبني اسقفها من أعواد سعف النخيل بعد إزالة الورق وربطها بحبال الليف وتفرش فوق عوارض تشذب من جذوع النحيل أيضا، وهذه توفر الظل وتسمح بانسياب الهواء وتستخدمها الأسرة للمعيشة طوال أيام السنة. ويقام المنزل عادة قرب شجرة غاف وارفة او تحت ظلها. وتستغل الشجرة اذا كانت خارج المنزل للاحتفاء بالضيوف واقامة المناسبات.

وعلى مسافة قريبة من البيت تقام حضيرة المواشي، وتقيد الجمال تحت شجرة الغاف نهاراً وتنقل ليلاً الى مكان آخر اكثر ارتفاعا تكون فيه طبقة الرمل على الارض اسمك مما يتيح لها التمرغ والنوم على ارض اكثر نظافة وليونة. بيد ان عدد هذه الوحدات واسلوب بناء المنزل والمواد الداخلة في تركيبة تعكس بوضوح مكانة الاسرة القبلية ووضعها المادي.

وتشكل تجارة القوافل المصدر الرئيسي للدخل لمعظم سكانه.. سواء ملاكها او المستأجرين على رعيها وتسييرها، حيث يشتغل معظم الرجال من سكان الوادي في تسيير قوافل الجمال لنقل المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية وتنقل المسافرين بين الوديان وواحات النخيل والقرى الساحلية واسواق المدن الكبيرة.

وتمثل الجمال عصب حياتهم ومجال اهتمامات السكان اليومية، وهي، اذ ذاك، المركز الذي تدور في فلكه انشطتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي علاوة على كل ذلك مدعاة للفخر واساس لقوة القبيلة ومنعتها واتساع نفوذها!

وتتولى النساء، الى جانب المهام المنزلية، تربية الماعز والسرح بها الى المراعي، والاشغال اليدوية المصنوعة من وبر الابل وشعر الاغنام. ويشكل غزل خيوط الصوف والشعر مصدراً هاما للعديد من الأسر، بينما يكون نسيج ألحفة وأغطية الشتاء والشمائل والخروج والساحات والزرابيل اهم المنتجات التي تنجزها النساء.

وتمثل المراعي الطبيعية اهم مصادر غذاء الجمال وقطعان الماعز، وفي اوقات القحط والجدب عندما تشح المياه وتضيق المراعي القريبة وتهزل الماعز والجمال، يمثل حسن ادارة وتنظيم دورة توالد الجمال والمواشي اهمية بالغة تترتب عليها حياة الافراد والقبيلة كلها، حيث يمكن بذلك توفير الحليب ومشتقاته الذي يعتبر مع التمر جزءاً اساسيا من مائدة الاسر البدوية! ويلجأ البدو في هذه الاوقات الى الجاشع والتمر الحائل والحشف لتوفير الغذاء للنوق والماعز.

وتعزى تربية الماعز دون سواها من المواشي الى ميزة التوالد حيث ان معدل تكاثرها عالياً بالمقارنة مع انواع الماشية الاخرى، وهي تشكل بالتالي مصدراً احتياطياً يرجع اليه لضمان الاحتياجات الاساسية للاسرة ـ سواء بيعها في مناطق التجمعات السكانية في مناسبات الاعياد حيث يفضل سكان المناطق الشرقية لحم الماعز عن لحم الضأن او الاستفادة مما توفره من اللبن ومشتقاته.

ان اتقان مهارات العيش في منطقة على تخوم واحدة من اشد المناطق في العالم قسوة ليس ضرورياً لحياة الفرد وحسب، بل يصوغ بمرور الوقت كيانه وقيمه الاجتماعية ومن ثم مواقفه وعلاقاته تجاه القبيلة التي هو عضو فيها. وليس ثمة متسع في حياة البدو للـ"أنا" وانما "نحن" هي سر بقاء الفرد والجماعة.

يرتبط في ذاكرة الناس ان الحياة الاجتماعية في الصحراء جدباء كوحشة المكان الذي لا يجاوره غير الخواء الكامل على الارض وفي السماء. وانعكس ذلك ـ حسب رأيهم ـ على الحياة الاجتماعية والابداع الانساني ونسوا ان الذاكرة العربية الخصبة بالشعر والحكايات والاساطير الشعبية هي نتاج الصحراء وان البادية هي مهد اللغة العربية وحاضنتها. وعادة ارسال عرب مدن شمال الجزيرة والهلال الخصيب ـ حتى وقت قريب ـ ابنائهم للاقامة في البادية بين احدى القبائل العربية الاصيلة لاتقان اللغة والتأدب بآداب البدو خير ما يدل على فضل البدو في ذلك المضمار.

وثمة من يظن ان لا مكان عند البدوي لامتاع الروح في ظل صراعه الدائم مع البيئة. وهنا يخطئون ايضا! فليالي الصحراء زاخرة بمشاهد الفرح واطياف المرح ورواية الحكايات والاساطير الشعبية عن بطولات وامجاد لا ينضب معينها.

ويدور حول موقد النار وفناجين القهوة وحبات التمر حديث الرجال ويتناول أموراً مختلفة تتخللها اخبار الوديان المجاورة او ما تتناقله القوافل بما يفيدهم على تسيير قوافلهم نحو المناطق التي يكثر الطلب فيها على قوافل النقل. وتروى في مرمس الرجال الحكايات والطرائف والشعر. ويتحدث الاوفر حظاً بالعلم منهم عن قضايا دينية وأمور تاريخية ويحكون قصص الانبياء والمسلمين الأوائل ويروون تاريخ العرب وحروبهم الاهلية وضد الغزاة، ويتحدثون عن الفتوحات وانتشار الدين.. وهذا غيض من فيض!

ذلك كان نمط حياة بعض من البدو لم يطرأ عليه تغيير طوال مئات السنين. حياة ارتضوها لانفسهم! لكن رياح التغيير التي هبت على دول الخليج العربي في العقود الأخيرة بسبب اكتشاف النفط أنهت، إلى غير عودة، أساليب حياة البدو بكافة أشكالها، واخذت سماتها تتغير وطغت على حياتهم افرازات النمو الاقتصادي. وكانت اكثر التحولات هي تلك التي ترتب عليها إدخال وسائل النقل الحديثة، فقد شقت الطرق المسفلتة الصحراء وحلت السيارة محل الجمل. ولم يكن بوسعهم سوى التخلي عن نمط حياة لم يعد يلائم العصر، وتحولت التجمعات السكانية إلى مدن صغيرة "تنعم" بالمساكن الاسمنتية الحديثة والكهرباء والمياه والخدمات الاجتماعية كالتعليم والرعاية الصحية.
______________
الجاشع: سمك السردين الجاف. الحائل: التمر الذي يحول ليه العام. الحشف: الفاسد من التمر

 أطبع الموضوع أرسل الموضوع لصديق

فهرس الموضوعات

المؤلف في سطور

نبذة عن الكتاب

توطئة الجزء الأول

مذاق الصبر

صور لم تبرح ذاكرتي

الكرسي المتحرك

عزومة على الشاي

اليأس والسأم

لم احسن الظن

التصالح مع الإعاقة

الانطباعات المقولبة

لست بطلا ولا اطلب بطولة!

هواجس

عزلة ليست من اختياري

معوًّقون لا معوقين

تكافؤ الفرص

ذوو الاحتياجات الخاصة

المعاشرة الزوجية

كيف يتحول مهندس فجأة إلى مترجم

السيارة

التبعات الصحية للإعاقة

توطئة (الجزء الثاني)

عوض

وطني الأكبر

عبق لا يزول من الذاكرة

الوجه الآخر للشمس

الشعلة التي أضاءت الصحراء

المدينة

الريحان والدخان

البرزة

تجليات الجنون

الشمروخ

ود مطر

الحرف والعصا

المقراع

دمعة

سوق المسباخ

سكة البنايين

صور

كلمة اخيرة


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة