السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


108760201 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار

مذاق الصبر

التصالح مع الإعاقة

الكاتب : محمد عيد العريمي

القراء : 4663

التصالح مع الإعاقة
لم يطرأ عليّ تغيير بمجرد أنني استخدم الكرسي المتحرك للتنقل من مكان لآخر بدلا من قدمي

آن اصبح غير قادر على الحركة وممارسة حياتي الطبيعية نتيجة لإصابة في العمود الفقري، فذلك أسوء ما حدث لي في حياتي! فلقد أخلت الإعاقة بحياتي على كافة مستوياتها: الصحية، الاجتماعية، الزوجية، والوظيفية. وسواء قبلت وضعي الجديد كمعوق أو رفضته.. نسيته أو تجاهلته، كان لا سبيل أمامي سوى أن أتصالح مع الإعاقة واقبل شروطها وأتعايش مع تبعاتها مهما كانت قاسية! وكان عليّ إعادة بناء حياة جديدة على أنقاض أخرى تحطمت، وبناء أحلام أخرى في إطار الحدود التي تفرضها إعاقتي ومستقبل حياتي الزوجية.

لكن.. وان تحطمت الأحلام، فان الإرادة موجودة للاستفادة مما يتاح لي في الدنيا افضل استفادة.

عندما يبدأ المعوق المصاب حديثاً في العمود الفقري بالعودة إلى المجتمع بعد العلاج، سيجد أن الناس سواء الأقارب أو الأغراب لا يعاملونه تماما مثلما كانوا قبل الإصابة.. وهذا طبيعي! كذلك سيجد أن الناس الذين يقابلهم لا يرتاحون كثيرا لوجوده حولهم. لعلهم لا يعرفون ماذا يقولون أو كيف يتصرفون معه!

وكنت أدرك أن هذا التغيير المفاجئ في وضعي سيثير ردود أفعال مفهومة أو لا بين أهلي وأصدقائي، فهم جزء من المجتمع ولربما لديهم نفس الاعتقادات والمواقف المشوشة عن المعوقين. ولقد تعلمت خلال فترة التأهيل آن أكون تلميذا وتعلمت بعد عودتي آن أكون "معلماً" أساعد أهلي وأصدقائي والناس المحيطين بي على فهم إعاقتي ومن ثم إعادة صياغة مواقفهم من الإعاقة والمعوقين!

ومن نافلة القول أن اقرب الناس إلى المصاب هم أكثرهم تأثرا بإعاقته. وإذ ذاك كنت دائما أحاول أن اعبر عن شعوري تجاه إعاقتي من خلال مناقشة تبعاتها الصحية والنفسية والاجتماعية دون مواربة أو تردد! وأؤكد لهم، بالتصرف حيناً أو الكلام حيناً آخر، انه لم يطرأ عليّ تغيير لمجرد أنني فقدت القدرة على المشي واستخدم الكرسي المتحرك للتنقل من مكان لآخر بدلا من قدميّ. ولكي أكون اكثر وضوحا، أبين انه ليس هناك أي سبب يدعو للافتراض أن شخصيتي.. قدراتي العقلية.. سلوكي في التعامل مع الناس أو أية صفات أخرى تغيرت لأنني تعرضت لإصابة أقعدتني عن المشي!

يظن بعض الناس أن المعوقين يصابون اكثر من غيرهم بحالات الاكتئاب والحزن وهم اكثر هشاشة أمام مصاعب الحياة اليومية، ومن ثم فان هذه التداعيات التي تعزى للإعاقة تلعب دورا مؤثرا وبشكل مباشر وقوي في حياتهم الاجتماعية والصحية، إلا أنني لا اعتقد أن معاناة الإنسان المعوق من إحباطات وخيبات أمل تعود فقط إلى حالته الصحية، وإنما العراقيل التي تمنعه من التكيف مع الإعاقة لها دور كبير في هذه المعاناة.

وكنت واجهت في الفترة الأولى من سنوات الإعاقة بعض مصاعب المعاملة الخاصة (ما يطلق عليه التمييز الايجابي) حيث كان أهلي يتحاشون المواقف التي ربما قد تزعجني وتثير أعصابي. فقد أجد نفسي أحيانا غاضبا أو حزينا ككل الناس لسبب أو لآخر، ولكن شعوري ذلك كان ينعكس على تصرف الناس المحيطين بي. ورغم أني أدرك تماما انه لا يجب آن اخفي شعوري أو وجعي، وليس المطلوب مني آن أكون قويا أمامهم ـ فهم أهلي وأصدقائي، لكن وجدت أن التصرف على ذلك النحو لن يفيدني ولن يفيدهم!

وإذ ذاك.. كنت سرعان ما اكبح غضبي أو اخفي حزني وأتراجع للتحدث مع نفسي! ماذا حدث؟ ولماذا أنا غاضب أو حزين؟ وهل ثمة ما يستحق هذا العناء النفسي؟ هذه المراجعة (التحدث إلى النفس) تساعدني على الرجوع عن المشكلة التي كانت السبب، وتخفف حدة التأزم، وتمكنني من إعداد نفسي بإيجابية لمواصلة ما كنت عليه متحاشيا مسببات ذلك.

وكنت أبين لهم انه لا غرابة في أن أمر أحيانا بشعور مثل الإحباط أو اليأس أو الغضب، فهذه ردود أفعال يمكن أن تنشأ لدى أي شخص يتعرض لضغوط الحياة اليومية قد يعود سببها لنفسه أو أهله أو ماله.

ومن الطبيعي أن اشعر بحزن مرده الإعاقة، ولكن حزني لا يكون طاغيا بحجم شدة إعاقتي! وان كان هذا الإحساس مرتبطا بالإعاقة إلا انه لا يدفعني إلى اليأس أو التوقف عن مزاولة نشاطي اليومي المعتاد.

 أطبع الموضوع أرسل الموضوع لصديق

فهرس الموضوعات

المؤلف في سطور

نبذة عن الكتاب

توطئة الجزء الأول

مذاق الصبر

صور لم تبرح ذاكرتي

الكرسي المتحرك

عزومة على الشاي

اليأس والسأم

لم احسن الظن

التصالح مع الإعاقة

الانطباعات المقولبة

لست بطلا ولا اطلب بطولة!

هواجس

عزلة ليست من اختياري

معوًّقون لا معوقين

تكافؤ الفرص

ذوو الاحتياجات الخاصة

المعاشرة الزوجية

كيف يتحول مهندس فجأة إلى مترجم

السيارة

التبعات الصحية للإعاقة

توطئة (الجزء الثاني)

عوض

وطني الأكبر

عبق لا يزول من الذاكرة

الوجه الآخر للشمس

الشعلة التي أضاءت الصحراء

المدينة

الريحان والدخان

البرزة

تجليات الجنون

الشمروخ

ود مطر

الحرف والعصا

المقراع

دمعة

سوق المسباخ

سكة البنايين

صور

كلمة اخيرة


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة